خبراء طيران يفسرون أسباب الحوادث الأخيرة لتحطم الطائرات
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
كشف خبراء في النقل الجوي والأمن والسلامة للجزيرة نت عن أبرز الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى تكرار حوادث تحطم الطائرات، خاصة بعد أن شهد العالم في الأيام القليلة الماضية حوادث جوية عدة راح ضحيتها عشرات من ركاب الطائرات أبرزها الكورية التي راح ضحيتها 179 والأذربيجانية التي خلفت 38 قتيلا.
هذه الحوادث المتتالية تعد غير اعتيادية، وتدفع إلى البحث عن أسباب تكرار مثل هذه الحوادث وهل هناك علاقة للعوامل البشرية والتقنية بأمن الطائرات وسلامتها؟ وما الذي أدى إلى تحطم الطائرة الكورية والأذربيجانية؟
تكرار الحوادثعن تكرار الحوادث الجوية يقول محلل شؤون الطيران البريطاني أليكس ماتشيراس، في حديثه مع الجزيرة نت، إن حوادث الطيران تعدّ نادرة من الناحية الإحصائية، والحوادث الأخيرة لا ينبغي اعتبارها مؤشرًا على اتجاه متكرر، بل هي حوادث فردية يتم التحقيق فيها بدقة.
أما الطيار المخضرم السابق تيري توزر فيرى أن التوسع في السفر الجوي وزيادة عدد الرحلات يؤدي إلى زيادة الأخطار، مشيرا إلى وجود شركات طيران جديدة يديرها أشخاص قد يمتلكون خبرة في إدارة الأعمال، ولكن تنقصهم الخبرة في مجال الطيران الذي يعتمد بشكل حاسم على معايير الأمن والسلامة.
إعلانوأوضح للجزيرة نت أن سلامة الطيران تعتمد على عوامل كثيرة، من بينها التحسينات المستمرة في أمان الطائرات، محذرا من أن غياب ثقافة السلامة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى أمور يعجز طاقم الطائرة عن التعامل معها بسرعة وكفاءة.
في المقابل، دعا محمد حسون النائب الأسبق للرئيس التنفيذي للاتحاد العالمي لنقابات الطيارين لقارتي أفريقيا والشرق الأوسط (IFALPA) إلى ضرورة عدم التسرع في إصدار الأحكام بشأن أي حادث، وخاصة في مجال الطيران، قبل الانتهاء من التحقيقات الدقيقة والاحترافية مع أهمية وجود الشفافية.
وعن دور العوامل البشرية والتقنية في حوادث تحطم الطائرات، يقول الخبير في قطاع الطيران طه عوض الله -للجزيرة نت- إن العوامل البشرية تلعب دورًا في بعض الحوادث، لكنها تمثل نسبة قليلة بسبب التطور، وفي بعض الأحيان يتم الانحراف عن خط سير الرحلة الذي لا يمكن تغيره إلا في حالات الطوارئ ويجب الرجوع إلى برج المراقبة لمساعدتها على التغيير.
ويلفت الخبير ومدرب أمن الطيران وسلامته عادل الجندي إلى دور الأحوال الجوية التي كانت -بحسب قوله- أبرز التحديات في العام الأخير التي واجهت الطواقم الجوية والطيارين، فالضباب والغيوم الملامسة للأرض من أصعب الظروف التي من الممكن أن تؤدي إلى حوادث عندما يجبر الطيارون فيها على الهبوط.
وأضاف الجندي للجزيرة نت أن الوضع قد يصبح أسوأ إذا كان المطار غير مهيأ بالأجهزة الحديثة اللازمة لاستقبال الطائرات في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة.
وبشأن حادث تحطم الطائرة الكورية وهي من طراز "بوينغ 737-800″، فيقول توزر "نحن على علم بالعيوب والأخطاء التصميمية في طائرات بوينغ ماكس، لكنني أعتقد أن هذا الحادث غير متعلق بهذه الأخطاء. معظم الحوادث ناتجة عن مجموعة من العوامل، ولكن الأخطاء البشرية من أهم الأسباب".
إعلانبدوره، يشدد محمد حسون على عامل مهم جدا في سلامة وأمن الطائرات، وهو الثقافة العامة بين طاقم الطائرة، خاصة في حالات الطوارئ، وقال "يجب أن تكون هناك لغة موحدة بينهم لأن عامل الوقت يصبح أساسيا وأي ثانية ممكن أن تتسبب بحادث مدمر".
طائرتا أذربيجان وكورياوعند سؤاله عن حادث تحطم طائرة "جيجو إير" الكورية، يتوقع ماتشيراس أن تكشف التحقيقات مجموعة من العوامل، منها احتمال وجود أعطال تقنية، أو أخطاء تشغيلية، أو إجراءات غير سليمة.
ويشير إلى أن اصطدام الطائرة بأسراب الطيور يشكل خطورة بالغة خاصة في مناطق مثل مطار "موان الدولي" القريب من الحقول والمناطق الساحلية. ومع ذلك، تبقى التساؤلات موجودة بشأن فشل معدات الهبوط، والسرعة الزائدة، وعدم تفعيل الآليات القياسية للسلامة، مما سيبنى عليه محور التحقيقات المكثفة في الحادث.
بدوره، يرجع الخبير عادل الجندي تحطم الطائرة الكورية إلى سبب فني يتعلق بمشكلة في المحركات، مشيرا إلى أن الطيار أرسل نداء استغاثة يفيد باصطدام الطائرة بسرب من الطيور، أدى إلى تعطل أحد المحركات أو كليهما، هذا العطل أثر بشكل مباشر على الأنظمة المسؤولة عن إنزال العجلات، فأجبر ذلك الطائرة على القيام بالهبوط الاضطراري من دون عجلات.
وأشار إلى أن المطار لم يكن جاهزا بما يكفي للتعامل هذا الموقف الطارئ، ومن المفترض استخدام الفوم -مادة عازلة- على المدرج لتقليل الاحتكاك بين الطائرة والأرض، والحد من الاشتعال، لا سيما مع السرعة العالية التي كانت عليها الطائرة أثناء الهبوط، مما أدى إلى خروجها عن المدرج واصطدامها، ومن ثم اشتعال النيران فيها.
وعن حادث الطائرة الأذرية، وهي من طراز "إمبراير 190″، يقول ماتشيراس إنها تعدّ حالة استثنائية فقد تعرضت لأضرار خارجية ناتجة عن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، كما تشير الأدلة إلى استخدام الحرب الإلكترونية لإيقاف أنظمة الطائرة، إضافة إلى عجز الطاقم عن الهبوط في المطارات القريبة بسبب استمرار التدخل.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
كارثة جوية جديدة في فيلادلفيا.. تحطم طائرة يتسبب في حرائق بالمنازل والسيارات
شهدت مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، حادثا مروعا تمثل في تحطم طائرة بالقرب من مركز روزفلت التجاري، مما أسفر عن اندلاع حرائق في السيارات والمنازل المجاورة.
والحادث، الذي وقع في وقت متأخر من مساء أمس، لم يسفر عن معلومات واضحة بشأن حالة الركاب على متن الطائرة، لكنه ألقى بظلاله على المنطقة بأكملها، ويواصل المحققون عملهم لكشف ملابسات الحادث الذي يأتي في ظل سلسلة من الحوادث الجوية المأساوية التي أثارت القلق بشأن سلامة الطيران.
ماذا يحدث في فيلادلفيا؟وفي هذا الصدد، تحطمت طائرة في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، بالقرب من مركز روزفلت التجاري، مما أسفر عن اندلاع حرائق في عدد من السيارات والمنازل المجاورة.
ووقع الحادث نحو الساعة 6:30 مساءا بالتوقيت المحلي، بعدما أقلعت الطائرة من مطار شمال شرق فيلادلفيا، وتوجهت صوب وجهة غير معروفة.
ووفقا لشبكة "فوكس نيوز"، أظهر مقطع فيديو لحظة التحطم، حيث سُمع صوت انفجار مدوٍ، تلاه وميض ضوء ساطع. حتى الآن، لم يتم تحديد حالة الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، والتي كانت تقل شخصين.
حرائق في المنازل المجاورةونتيجة لهذا الحادث، اندلعت حرائق متعددة في منازل قريبة من مجمع 2900 شارع كوتمن فرق الإطفاء تعمل بشكل مكثف للسيطرة على الحرائق وإخمادها.
وهذا الحادث يأتي بعد أيام قليلة من حادث آخر في واشنطن، حيث اصطدمت طائرة ركاب تابعة لشركة "أمريكان إيرلاينز" بمروحية بلاك هوك عسكرية بالقرب من مطار ريغان الوطني، مما أسفر عن مقتل 67 شخصا.
في حادث مأسوي آخر، تحطمت طائرة طبية من طراز "ليارجيت 55" في حي سكني في فيلادلفيا، مما أدى إلى انفجار هائل واندلاع حرائق في عدة منازل.
وكانت الطائرة تقل ستة أشخاص، بينهم مريضة طفلة ووالدتها، بالإضافة إلى طاقم الطائرة من أربعة أفراد، ولم يتم العثور على أي ناجين، وتسببت الحادثة في أضرار مادية جسيمة.
وأقلعت الطائرة من مطار شمال شرق فيلادلفيا، وكانت في طريقها إلى مطار سبرينغفيلد-برانسون الوطني في ولاية ميزوري، وبعد حوالي 30 ثانية من الإقلاع، اختفت الطائرة عن شاشات الرادار قبل أن تتحطم في حي سكني قريب.
وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا صوت انفجار قوي وشاهدوا كرة نارية ضخمة، مما دفع البعض للاعتقاد بأن قنبلة قد انفجرت.
أضرار مادية وإغلاق الطرقوكان أحد الشهود، جاك جوزيف، على بعدعد 200 ياردة من موقع الحادث، ووصف ما شاهده بالقول: "سمعت صوت انفجار هائل ورأيت كرة نارية ضخمة"، وشهود آخرون قارنوا الصوت بانفجار قنبلة.
تسبب الحادث في تدمير عدة سيارات واندلاع حرائق في ستة منازل على الأقل. انتشرت الحطام في الشوارع المجاورة، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق. السلطات نصحت السكان بتجنب المنطقة لتسهيل عمليات الإنقاذ والتحقيق.
استجابة الطوارئ والتحقيقاتواستجابت فرق الطوارئ بسرعة لمكافحة الحرائق والبحث عن أي ناجين ،والحاكم جوش شابيرو عبر عن دعمه للمجتمع وأكد استعداد ولاية بنسلفانيا لتقديم كل الموارد المطلوبة للتعامل مع الحادث.
في الوقت نفسه، بدأ المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) تحقيقا مشتركا لمعرفة سبب الحادث.
حتى الآن، لم يتم تحديد السبب الدقيق، لكن الظروف الجوية في وقت الحادث، والتي شملت أمطارا خفيفة وضبابا، قد تكون عاملاً مساهماً، لكن هذا غير مؤكد حتى الآن.
وهذا الحادث يأتي في سياق سلسلة من الحوادث الجوية المأساوية، مثل حادث الاصطدام بين طائرة الركاب والمروحية العسكرية في واشنطن، مما أثار مخاوف بشأن سلامة الطيران، ودفع السلطات إلى ضرورة مراجعة بروتوكولات السلامة لضمان تفادي مثل هذه الحوادث في المستقبل.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن تعازيه في الحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدا بسرعة استجابة فرق الطوارئ. السلطات المحلية دعت السكان لتجنب المنطقة لتسهيل عمليات الإنقاذ والتحقيق.
والجدير بالذكر، أنه مع استمرار التحقيقات، يترقب المجتمع في فيلادلفيا وبقية البلاد الحصول على إجابات بشأن سبب هذا الحادث المأساوي.
ومن المتوقع أن يستغرق المحققون بعض الوقت لجمع وتحليل جميع الأدلة قبل تقديم تقرير نهائي، وفي الوقت الحالي، يظل التركيز منصبا على دعم المتضررين وضمان سلامة الطيران في المستقبل.