حققنا ١٥ مليون سائح بنهاية عام ٢٠٢٤
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
القطاع السياحى يسترد عافيته.. وحجوزات الصيف المقبل «مبشرة»الأحداث الدائرة بالمنطقة لم تؤثر على الحركة الوافدة
تعدد وتعنت الجهات أكبر معوق للاستثمار السياحى
نناشد الحكومة التدخل لسرعة إنهاء تراخيص البناء وتقليص الجهات المتعاملة مع المستثمرين
على مدار ١٣ عامًا ٥٪ فقط زيادة فى عدد الغرف الفندقية بسبب المعوقات
حملات الترويج جيدة ومطلوب زيادتها وفتح أسواق جديدة بمعدل سوقين كل عام
مطلوب ربط اسم مصر فى المعارض الدولية بالسياحة الشاطئية إلى جانب الثقافية
تحويل مبانى الوزارات لمنشآت فندقية خطوة جيدة.
قال رجل الأعمال والخبير السياحى، سامح حويدق، نائب رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، حركة السياحة تسير بشكل جيد، فهى نشاط واعد وتعتبر مجريات مصر من العملة الدولارية بالإيجاب، ومع انتهاء عام ٢٠٢٤ اليوم تكون السياحة حققت ١٥ مليون سائح، وهذا أمر جيد جدًا، حيث تعدينا بالأرقام لما قبل الثورة.
وتوقع «حويدق» أن يشهد عام ٢٠٢٥ زيادة فى الحركة الوافدة ليكون أفضل من عام ٢٠٢٤، ويؤكد ذلك حجوزات موسم الصيف القادم الذى سيشهد إقبالًا كبيرًا على المقصد السياحى المصرى.
وأكد سامح حويدق فى حواره لـ«دنيا السياحة» أن الاحداث الجارية بالمنطقة لم تؤثر على حركة السياحة، لبعد مصر تمامًا عن الأحداث إلى جانب المواقف السياسية الناجحة.
وأكد «حويدق» أن الاستثمار السياحى يسير بشكل جيد، إلا أنه يواجه الكثير من المعوقات والتى تكاد تكون مدمرة للاقتصاد، مثل الفائدة التى حددها البنك المركزى ٣٠٪ على اقتراض المستثمرين، ما يعرض المشروعات لخسائر كبيرة، ولم يحصل المستثمر على أى مكاسب، ونناشد رئيس الوزراء التدخل لإعادة النظر فى ذلك تشجيعًا للاستثمار السياحى.
وتابع... وهذا القرض بعيدًا تمامًا عن مبادرة الدولة لمساندة الفنادق والتى حددتها ٥٠ مليار جنيه بفائدة ١٣٪، والدولة مشكورة على ذلك، إلا انه لن يستفيد منها جميع المستثمرين.
وتابع نائب رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، الاستثمار السياحى هو المعوض الرئيسى فى قطاع السياحة إلا أنه يواجه تحديات كبيرة أكثرها الإجراءات الورقية فى استصدار التراخيص، متسائلًا: هل يعقل أن يتعامل المستثمر مع ٢٧ جهة لاستصدار ترخيص البناء وضياع السنوات للحصول على الترخيص، والحقيقة هذة كارثة كبيرة، ورغم توجيهات القيادة السياسية بعدم فرض أى معوقات على الاستثمار السياحى ومساندته للوصول إلى مستهدف الدولة ٣٠ مليون سائح، إلا أن تعنت الجهات هو أكبر معوق للاستثمار، ونطالب الحكومة بالتدخل لسرعة الانتهاء من تراخيص البناء وتحديد فترة زمنية ولتكن ٣٠ يومًا وفى حالة عدم اصدار الترخيص خلال هذة المدة يعتبر موافقة ضمنية للبدء فى البناء.
وطالب «حويدق» بضرورة التفرقة فى سعر الأراضى المخصصة للتمليك للأفراد، وسعر الأراضى المخصصة للاستثمار الفندقى، على أن يكون سعر الأراضى المخصصة لبناء الفنادق قيمته بحد أقصى ٢٠٪ من المخصصة للتمليك، لافتًا إلى أن من معوقات الاستثمار السياحى أيضًا وبالدليل انه فى عام ٢٠١٤ كان لدينا ٢٢٠ ألف غرفة فندقية، اليوم ومع نهاية ٢٠٢٤ لدينا ٢٢٨ ألف غرفة أى زيادة بقيمة ٥٪ خلال ١٣ سنة، وهذا نتيجة للمعوقات التى تواجه الاستثمار فى استصدار التراخيص!، فمن الضرورى ونناشد الحكومة بالتدخل لتقليص الجهات التى يتعامل معها المستثمرين، لأن ما يحدث بالفعل كارثة حقيقية.
وحول رؤيته للحملات التسويقية للمقصد المصرى، طالب نائب مستثمرى البحر الأحمر، بزيادة حملات التسويق والبحث عن نقاط القوة والتركيز عليها كالبحر والجو الذى يتمتع به المقصد المصرى، خاصة أن ما يتم هو ربط اسم مصر بالهرم والفراعنة والمتحف، وهذا مطلوب ولا يمكن الاستغناء فى التسويق عن الهرم و لكن السياحة الثقافية تمثل ١٥٪ من حجم الحركة، و٨٥٪ للسياحة الشاطئية وأكرر لسنا ضدها السياحة الثقافية ولكن لا بد من إضافة الشواطئ فى حملات التسويق فى المعارض الدولية، لافتًا إلى السعودية التى تشارك فى المعارض السياحية الدولية وكان الأجدى بها التسويق لمكة والكعبة، خاصة أن دخلها منها سنويًا نحو ١٥ مليون زائر، منهم ١٠ ملايين للحج والعمرة، وخمسة ملايين للمهرجانات، ورغم ذلك كان تسويقهم وأحاديثهم فى المعارض عن البحر الأحمر.
وتابع.. لذلك نطالب وزير السياحة والآثار شريف فتحى، بأن يكون اسم مصر فى المعارض السياحية الدولية مرتبطًا بالسياحة الشاطئية إلى جانب السياحة الثقافية لأنها ايضًا مطلوبة جدًا، على أن يكون العنوان الرئيسى فى المعارض الشواطئ إلى جانب السياحة الثقافية، لافتًا إلى ان السياحة الثقافية هى سياحة الزيارة الواحدة، أما سياحة الشواطئ فهى متعددة المرات، وعلى سبيل المثال من يذهب إلى برج «بيزا» المائل فى إيطاليا يزوره مرة واحدة فى حياتة عكس السياحة الشاطئية المتعددة الزيارة.
وأشاد «حويدق» بالحملات الترويجية لهيئة تنشيط السياحة مطالبًا بزيادتها والتركيز على فتح أسواق جديدة بمعدل سوقين كل عام، حتى لو لم يأتى منها إلا أعداد قليلة ولكنها تزداد مع الوقت، إلى جانب الأسواق التقليدية التى يأتى منها اعداد كبيرة.
وحول اتحاه الدولة لتحويل مبانى الوزارات بوسط القاهرة إلى منشآت فندقية قال «حويدق» خطوة مهمة خاصة وان تلك المبانى ليست اثرية ولكنها مبان فخمة ذات طراز قديم رائع، ولا أتوقع أن يتم بيعها، ولكن هناك وزارات مثل مبنى وزارة الخارجية الموجود على كورنيش النيل من الممكن بيعة، خاصة انه مبنى جديد ومودرن على الطراز الحديث، مؤكدًا انه مع البيع وليس مع الإيجار أو حق الاستغلال حتى يستطيع المستثمر الانفاق بشكل جاد على المكان وتنميته بالشكل المناسب.
وفى ختام حديثه صرح رجل الأعمال سامح حويدق انه جار استكمال بناء ١٥٠٠ غرفة لثلاثة فنادق جديدة (Titanic Pearl، Titanic Family, Titanic adult) بمنطقة مجاويش الغردقة متوقعًا دخول بعضهم الخدمة خلال عام ٢٠٢٥ والباقى فى عام ٢٠٢٦.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستثمار السياحي قطاع السياحة الاستثمار السیاحى السیاحة الثقافیة البحر الأحمر فى المعارض إلى جانب
إقرأ أيضاً:
فبراير الشارقة.. فصول من الإبداع ترسخ هُوية الإمارة الثقافية
الشارقة: «الخليج»
شهدت الشارقة خلال فبراير الماضي، إطلاق مشاريع إبداعية تضاف إلى حزمة المبادرات والبرامج التي تجسد رؤية الإمارة وأنها باتت الثقافة والفنون هُويتها، حيث سردت الفعاليات بالضوء والإبداع حكايا العالم واستقطبت الأنظار، وتحولت الإمارة إلى مسرح للأضواء تصدح فيه أصوات الفنانين وتتراقص على عمارتها وساحاتها ألوان الإضاءة، ويتردد صدى الشعر النبطي في أروقة التراث، بينما تروي عدسات أشهر المصورين في العالم حكايات المدن والأزمنة.
أعلن «حي الشارقة للإبداع»، ليكون مدينة مصغرة للمبدعين، يجد فيها الفنانون والمصممون والمبتكرون فضاء يجمعهم، لتتلاقى أفكارهم وتتحول مشاريع مؤثرة في المشهد الثقافي والفني العالمي.
وفي السياق نفسه، جاء إعلان «مختبر الشارقة لتطوير الأزياء»، ليمنح المصممين المحليين منصة للتعبير عن إبداعاتهم، وليجعل من الشارقة محطة رئيسية في صناعة الأزياء المستدامة والمبتكرة ومنحه حياة جديدة في مشهد الإمارة الثقافي.
وفي قلب الشارقة النابض بالتراث تضيف الإمارة إلى بيوتها العتيقة «بيت اللوال» لاستعادة أصالة المنزل الإماراتي التقليدي، ويأخذ البيت ضيوف المكان إلى رحلة عبر التاريخ وتراث الطهي، مع قائمة مستوحاة من طريق الحرير القديم، والحرف التقليدية من جميع أنحاء العالم.
وحسب اللهجة التقليدية الإماراتية، يشير «اللّوال» إلى المسافر الذي عاد إلى وطنه بعد سفر طويل محمّلاً بكثير من القصص المشوقة، والهدايا التذكارية، والنكهات المتنوّعة من الثقافات الأخرى.
شهر الإبداع
في شهر الإبداع بذرت الشارقة الثقافة في كل الزوايا، لتمتزج الفنون بالبصيرة وتصبح وجهة الأدباء والفنانين والمصورين والمبدعين من مختلف بقاع الأرض.
يتفق زوار الفعاليات وسياح شتاء الشارقة الدافئ على أن روزنامة فبراير المزدحمة جعلته شهراً لا يُشبه غيره ليجسد رحلة استثنائية، تتقاطع فيها الفنون والتراث، ويزدهر فيها الإبداع ليلتقي الضوء بالشعر، والصورة بالتراث، والإبداع بالمستقبل، في مدينة لا تكتفي بأن تكون مجرد عاصمة للثقافة، بل تصنع ثقافة خاصة بها، تشع بريقاً يمتد إلى العالم بأسره.
عمارة الشارقة
يعكس «مهرجان أضواء الشارقة» روح المدينة الممتزجة بين الماضي والمستقبل في تناغم نادر للاحتفاء بجماليات هندسة العمارة الفريدة، وتقول السائحة الأجنبية ميليا جورج: أبهرتني عمارة الشارقة عندما تلمست جمال إبداعاتها بالأضواء، ليبقى بريقها عالقاً في ذاكرتي، كأثر ضوء عابر يترك بصمته في القلب قبل العين.
«إكسبوجر» يحكي العالم
وما إن تنطفئ إشعاعات «مهرجان أضواء الشارقة» حتى تضيء الشارقة سردياتها بلغة الصورة التي تغني عن ألف كلمة، لتفتح أبوابها لاستقبال محترفي ورواد التصوير من أنحاء العالم في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ليستكمل به توجهات الشارقة بدعم الإبداع وتأكيد مكانة الصورة وأهميتها لتوثيق الأحداث ونشر الحكايا.
وفي دورة فبراير الماضي استضاف المهرجان 300 مصور عالمي ومشاركات ب2500 صورة توزعت على 100 معرض، وتضمن برنامج النسخة التاسعة عرض أفلام سينمائية تتنوع بين وثائقيات قصيرة وطويلة، ورسوم متحركة، موفراً لعشاق السينما وهواة الفنون البصرية فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من السرديات الإبداعية.
وللبيئة نصيبها الوافر في «إكسبوجر» بتنظيمه القمة البيئية تحت شعار«الهجرة وتأثيرها في النظام البيئي» بمشاركة نخبة من الخبراء البيئيين والمصورين المتخصصين.
يقول الزائر إبراهيم الحاج: أحرص سنوياً على زيارة هذا الحدث المهم الذي يحول الكاميرا الى أداة سردية تكشف أسرار الحياة والإنسان والطبيعة. فيما تصف المعمارية الهندية زينيا كومار، تجربتها في المهرجان، بأنها تفوق الوصف وقالت «شعرت بأنني في عالم آخر وسط هذا المكان الساحر الذي يحكي العالم بصور وفعاليات متنوعة».
حوار عالمي
كان «بينالي الشارقة» بدورته (16) واحداً من أبرز الأحداث التي جسّدت رؤية الإمارة جسراً بين الثقافات، ومنصة للحوار البصري بين فنانين من مختلف أنحاء العالم.
وبين جمال الكون وتقلباته إلى القضايا الإنسانية والثقافية تلتقي اللوحة في البينالي مع الصورة الصامتة والمتحركة في «إكسبوجر» لنشر رسائل مشتركة متوافقة مع نهج الشارقة ورؤيتها، ما يعكس التزامها المستمر بتقديم الفنون قوةً محركةً للتغيير والابتكار.
شارك بالبينالي 200 فنان من أنحاء العالم حضروا ب 650 عملاً فنياً، إلى جانب برنامجٍ شاملٍ من العروض الأدائية والموسيقية والسينمائية.
تجد الخبيرة الفنية ناتاشا جينوالا، التي حضرت من جنوب آسيا، أن «بينالي الشارقة» بيئة مثالية لدعم الفنانين الشباب وحفظ الذاكرة الشفوية بالأغاني، والقصص، والطقوس التي تعزز الروابط الإنسانية وتساعد على التعافي والشفاء، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم.
عودة إلى الجذور
تتواصل أيام الشارقة التراثية بدورتها 22 تحت شعار «جذور» لتعيد الحكاية إلى أصولها، إلى الأسواق العتيقة والبيوت التي تحمل بصمة الأجداد.
ففي هذه الأيام، لا يعود التراث مجرد ماضٍ محفوظ في الكتب، بل يتحول تجربة حية، حيث تنبعث أصوات الحرفيين وهم يصنعون الأواني الفخارية، وتعلو أهازيج الفرق الشعبية التي تحكي قصص البحر والصحراء، وكأن الزمن يتوقف ليفسح المجال لذاكرة المكان كي تروي نفسها بنفسها.
الحياة والفنلا يقتصر فبراير الشارقة على المعارض والفعاليات الفنية والبصرية فقط، بل يمتد ليشمل عالم المسرح والموسيقى، لتتحول ليالي الإمارة إلى مهرجان من العروض الأدائية والموسيقية التي تجذب الجماهير من مختلف الخلفيات.
ففي إطار أيام الشارقة المسرحية، شهدت الإمارة عروضاً مسرحية مبهرة جمعت بين النصوص التقليدية والأعمال المعاصرة، مقدمة للجمهور تجربة درامية غنية تجسد التنوع الثقافي والفني الذي تتميز به الشارقة. وشكل المهرجان منصة للفنانين والمخرجين المسرحيين العرب.
عشاق الشعر
اجتمع عشاق الشعر في مهرجان الشارقة للشعر النبطي، بدورته 18 ومشاركة 40 شاعراً وشاعرة، وإعلاميين يمثلون الدول العربية، إذ تتجسد لغة البادية في أبيات تنبض بالحكمة والوجد، وكأنها ترسم معالم الروح الإماراتية الأصيلة.
في الشارقة لا تكون القصيدة مجرد كلمات، بل صدى لمشاعر أمة ووجدانها، تحتفي بلغتها وتروي حكاياها بإيقاع لا يخفت.
يودع فبراير الشارقة على إرث جديد، ليترك بصمته في ذاكرة الزوار والحضور، ويثبت أن الشارقة ليست وجهة ثقافية فقط، بل عاصمة للإبداع المتواصل الذي ينبض بالحياة كل يوم.