البوابة نيوز:
2025-01-30@14:27:40 GMT

سليمان شفيق يكتب: تحديات الأمن القومى العربى

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف ما حدث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد عن هيمنة صهيونية وتركية على مقدرات النظام العربي، حيث أجهزت إسرائيل على مقدرات الجيش العربي السوري، وأسقطت اتفاق فض الاشتباك ١٩٧٤، واحتلت كل القري في جبل الشيخ وما حولها وصولًا إلى ٣٠ كيلومترا من ريف دمشق دون أي رد فعل حقيقي من النظام العربي.

كما تحتل تركيا حوالي ٣٠٪ من سوريا، ووجود قواعد أمريكية، وقاعدة روسية، وتشمل سوريا ٤٠ أقلية دينية وإثنية وثقافية ويتحدث أهلها خمس لغات غير العربية، ويوجد بها حوالي ٣٠ تنظيما مسلحا من جنسيات سورية وغير سورية يحاول الشرع أن يوحدها في جيش وطني سوري!! وسط بدايات غليان علوي في حمص ودرزي في السويداء ومسيحي في حماة، ومستقبل يهدد بحرب أهلية في سوريا ٢٠٢٥ حيث أكدت معلومات روسية أن هناك مواطن يحمل سلاح من كل سبعة مواطنين في سوريا.

علي الجانب الآخر وصل الوضع في غزة إلي تدمير نصفها وقتل وإصابة ما يقارب المائة ألف مواطن، إضافة إلي المجاعة والقضاء علي ٨٠٪ من المقدرات الطبية، وإعاقة نتنياهو لأي صفقة سياسية لما يحمل ذلك من هزيمة وتهديد لمستقبله.

كذلك تشهد الضفة الغربية معارك مسلحة بين إسرائيل وحماس والجهاد من جهة ومطاردات من أجهزة الأمن للسلطة لمن تراهم خارجين على القانون في جنين، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد ويكاد يعمق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.

وفي لبنان بعد أن قضت إسرائيل علي غالبية قوي حزب الله وأرغمتهم علي الرجوع إلي جنوب الليطاني، فقد النظام السياسي اللبناني قدرات أساسية تجعل مهمة اختيار رئيس جديد للبلاد غير واردة في الوقت القريب لأن اختيار رئيس تحت أسنة الرماح سوف يجعل مصيره مثل بشير الجميل وسط الخلافات المارونية المارونية.

وفي ليبيا ما زال الانقسام يخيم عليها ما بين جيش حفتر في بني غازي الإخوان المسلمين في طرابلس وسط محاولات نقل روسيا قاعدتها العسكرية من اللاذقية إلي بني غازي ومعلومات عن تصدير تركيا تنظيمات إرهابية إلي طرابلس وتجدد الصراع هناك.

أما السودان فهناك الحرب المنسية بين الجيش وتنظيم التدخل السريع مما أجهز علي مقومات الحياة فيما تبقي من السودان وتعرض ٦٠٪ للمجاعة.

تبقي اليمن وتفرغ إسرائيل لها وتهديدها باغتيالات قادتها بما يشبه ما فعلته في حماس وحزب الله، وتصاعد الغارات الإسرائيلية عليها. 

للأسف في كل ما سبق عرضه نجد نظما عربية تساعد أطرافا علي الأخري مما يهدد النظام العربي بالانهيار الكامل.

هكذا تراجعت مؤشرات الأمن في ٥ دول عربية متأثرة بحروب داخلية تارة إسرائيلية وأخري عربية، وصراعات سياسية تعرض خلالها السكان لمستويات عالية من الخوف والعنف والفقر وانهيار سبل الحياة.

ويدعو مفهوم الأمن البشري بحسب تعريف الأمم المتحدة إلى توفير بيئة "يعيش الناس فيها بكرامة وبمنأى عن التهديدات المزمنة، محميين من الاضطرابات المفاجئة والمؤذية في حياتهم اليومية".

كما أدرجته المنظمة الدولية في صلب خطتها للتنمية المستدامة عام ٢٠٣٠ كمرجع لاستراتيجية تهدف إلى حماية الشعوب من عواقب الحروب وتأثيراتها، والتركيز على الترابط القائم بين السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان، إضافة إلى تقليص الحيز الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع المجتمعات مجددا في شرك النزاعات.

هكذا تشهد الدول الخمس وهي «سوريا وفلسطين واليمن وليبيا والسودان» تحديات إنسانية وسياسية واقتصادية ناجمة عن صراعات ما زالت مستمرة.

وأفضت التطورات الميدانية خلال السنوات الأخيرة إلى حصيلة صادمة انطوت على متغيرات جذرية ضاعفت معاناة المدنيين من مخاوف عدة، منها ما هو أمني متعلق بأطراف النزاع، وعنف السلطة وأجهزتها، مما أسفر عن نتائج مخيفة كمقتل آلاف النساء والأطفال وتهجير وفرار ملايين الشباب داخل البلاد وخارجها وتدمير البنى التحتية وشلل القطاع الخدمي.

ومنها ما هو حياتي كضعف أنظمة الحماية وعدم توافر الاحتياجات الأساسية وانتشار الفقر على نطاق واسع، وأثبتت الوقائع وجود علاقة طردية بين حدة الصراعات وتزايد العوامل الطاردة للسكان، حيث بلغت نسب الهجرة من تلك الدول إلي أكثر من ٣٠٪ نالت مصر التي تعاني من الحروب والأزمات في الدول الخمس الحدودية لها عددا ليس بالقليل من تلك النسبة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوريا النظام العربي إسرائيل الجيش العربي السوري اتفاق فض الاشتباك

إقرأ أيضاً:

تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من حكم البعث

وتضمنت القرارات تكليف أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، مع حل مجلس الشعب، وتفويض الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت يتولى مهامه حتى إقرار دستور دائم للبلاد. كما قرر المجتمعون إنهاء العمل بدستور 2012، الذي اعتُبر إطارا لترسيخ نفوذ النظام السابق وغطاء لانتهاكاته بحق السوريين.

وفي خطوة تعكس عمق التحول، تقرر حل جيش النظام والأجهزة الأمنية والمليشيات التي اتُهمت بأنها كانت أدوات للقمع وقتل السوريين وتدمير مدنهم طوال سنوات الثورة. ونص القرار على بناء جيش ومؤسسة أمنية جديدين على أسس وطنية.

وفي قرار يطوي صفحة استمرت 60 عاما، تم حل حزب البعث الذي هيمن على حكم البلاد وكان واجهة لحكم الأسد وأداة لطمس الحريات العامة والحقوق السياسية، إضافة إلى حل الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم عدة أحزاب.

30/1/2025

مقالات مشابهة

  • تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من حكم البعث
  • تيسير مطر: الرئيس تحدث باسم 100 مليون مواطن فيما يخص الأمن القومى
  • سوريا.. الأمن العام يعتقل عناصر من نظام الأسد
  • الأمن العام السوري يعثر على مخزن أسلحة ضخم في ريف دمشق (صور)
  • لماذا تعد ساحة الأمويين مفتاح حكم سوريا؟
  • «النواب» يبدأ صياغة وثيقة بالموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية وخطورة التهجير على الأمن الإقليمي
  • الشائعات وأثرها على الأمن القومى ندوة بمركز إعلام المحلة
  • تقارير إعلامية: روسيا تواجه تحديات للحفاظ على قاعدتيها العسكريتين في سوريا
  • تناحر مستمر| دور الأيديولوجيات الدينية في تقويض الأمن العربي
  • سوريا محور المقاومة وأولويات النظام الجديد