لجريدة عمان:
2025-03-03@16:45:33 GMT

عام التحولات والنكبات العربية

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

عام التحولات والنكبات العربية

هذا هو آخر أيام عام 2024 وبعد انطواء آخر ساعاته يدخل العام الأكثر تحولا فـي منطقة الشرق الأوسط فـي عهدة التاريخ إلا أن تحولاته الدراماتيكية خاصة فـي منطقة الشرق الأوسط من شأنها أن تشكل مستقبل المنطقة وتعيد رسم توازناتها وربما حدودها السياسية وموازين القوة فـيها بل إنها قد تعيد تشكيل الكثير من الأيديولوجيات السياسية فـيها.

ولن ينسى العالم الأحداث الكبرى والمحورية التي شهدها عام 2024، وسيتذكره العالم العربي بأنه العام الأكثر تأثيرا فـي مسارات الأحداث وخاصة القضية الفلسطينية.

ورغم أن الدبلوماسية فـي منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام على حافة الهاوية رغم الحديث المتواصل بأنها هي التي تحافظ على التوازن بين صوت العقل وصوت البندقية إلا أنها توارت تماما فـي عام 2024 لصالح السلاح الذي استخدمته دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعم غربي فـي إبادة الشعب الفلسطيني فـي قطاع غزة وفـي لبنان ونجحت إلى حد كبير فـي القضاء على ما كان يعرف بمحور المقاومة بعد المجازر التي ارتكبتها فـي غزة والقضاء على قيادات حركة حماس فـي الداخل والخارج، وفـي لبنان والقضاء على قيادات حزب الله وتكبيده خسائر فادحة جدا لم تكن قابلة للتصور بنفس بالمسار الذي حدث عند بداية هذا العام. وكانت ثالثة الأثافـي التي أتت على محور المقاومة هي سقوط «نظام» بشار الأسد ما يعني، أيضا، قطع طرق الإمداد على حزب الله وخسارة شريك أساسي للحزب وكذلك لإيران التي تدعم الحزب وتسلحه.

لكن محور التغير الذي شهده عام 2024 يتمثل فـي التغيير الأيديولوجي الجذري الذي حدث فـي سوريا بعد وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة وسقوط حزب البعث ومع سقوط التحالفات السياسية والعسكرية التي كان يقيمها الحزب طوال العقود الخمسة الماضية. والأيديولوجية التي تتبناها السلطة الجديدة فـي سوريا تنتمي إلى الإسلام السياسي الذي يقيم قطيعة كاملة مع إيران ومع حزب الله ما يعني التفكك الجذري العميق لفكرة محور المقاومة.

لكن سوريا بأيديلوجيتها الجديدة تحتاج إلى سنوات طويلة إذا أرادت أن تعود إلى المقاومة من أجل استعادة أراضيها المحتلة؛ فالدولة فـي وضعها الحالي لا تملك أي بنية أساسية عسكرية ولا تملك حتى الآن جيشا نظاميا بعد فرار الجيش وتفرقه وبعد أن قضت إسرائيل على كل القواعد الجوية والبحرية فـي اللحظة التي كان فـيها السوريون يحتفلون بالحرية إثر سقوط النظام السابق.

وإذا كانت إيران قد دخلت لأول مرة فـي تاريخها فـي مواجهة مباشرة مع إسرائيل خلال عام 2024 إلا أنها تجد نفسها الآن فـي حالة صعبة بعد تفكك محور المقاومة وبشكل خاص حزب الله الذي سيحتاج إلى سنوات ليعيد قوته إلى سابق عهدها رغم أن هذا الأمر يبدو بعيد المنال فـي ظل التحولات فـي المنطقة وإعادة رسم حدود القوة فـيها.

ومن الشمال إلى الجنوب حيث شهد اليمن، الذي عاش فـي حالة حرب دامية وغياب الدولة خلال العقد الماضي، تحولا جذريا أيضا بعد أن دخل أنصار الله «الحوثيين» فـي مواجهات مباشرة مع إسرائيل سواء فـي تل أبيب أو فـي صنعاء. لكن من المهم خلال العام القادم مراقبة تطور تسليح أنصار الله لفهم ديناميكية التحولات وما يصاحبها من تغيير فـي موازين القوى.

سيكون العالم على موعد مع نتائج الكثير من هذه التحولات مع دخول الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض فـي العشرين من يناير القادم، وحينما يمكن أن تبدأ الكثير من الأحداث التكامل بعضها مع بعض وتكشف عن نفسها بشكل أكثر وضوحا.

لكن العام 2024 رغم كل ما به من تحولات وما شهده من إبادة جماعية فـي غزة، وظهور الوجه الحقيقي للنظام العالمي الذي بدا واضحا أنه غير معني أبدا بقيمه ومبادئه التي يتكئ عليها وفـي مقدمتها حقوق الإنسان والعدالة والكرامة الإنسانية إلا أن العام القادم يمكن أن يكون أسوأ بكثير مما شهدناه خاصة فـي منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الدول العربية أيضا مراقبة نفسها خاصة وأن ثمة روحا بدأت تنتعش فـي بعض الدول وتحلم باستكمال مشروع «الربيع العربي» وإن كان بنسخة جديدة أكثر تحديثا بعد نجاح الأمر فـي سوريا. ويحتاج هذا فهم التحركات العالمية والقوى التي تدعم مثل هذه الحراكات فـي العالم العربي.

لكن هذا لا يعني أن على العالم، وخاصة العرب، أن يفقدوا الأمل فـي غد يمكن أن يكون أكثر إشراقا وأكثر اختلافا وأكثر قدرة على مواكبة التحولات الإيجابية التي تحدث فـي العالم مثل التحولات التكنولوجية والعلمية والاقتصادية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی منطقة الشرق الأوسط محور المقاومة حزب الله إلا أن عام 2024

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول العربية الأكثر قدرة على توليد الكهرباء من «طاقة الرياح»؟

كشفت وحدة أبحاث الطاقة، في تقرير لها عن “أكثر الدول العربية قدرة على توليد الكهرباء من طاقة الرياح، حتى نهاية عام 2024”.

وأظهر التقرير، “تفوقًا لدول مصر والمغرب حيث أنه من بين أكبر 10 محطات طاقة متجددة عاملة في مصر، هناك 5 مزارع رياح يعود تاريخ أقدمها إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي”.

وذكر التقرير أن “طاقة الرياح في المغرب تمثّل ثاني أكبر مصدر لتوفير الكهرباء بعد الفحم، بنسبة تصل إلى 15.4%، مع احتضان البلاد أقدم محطة لتوليد الكهرباء من الرياح في أفريقيا”.

وبحسب التقرير، فيما يلي “قائمة أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، بنهاية عام 2024، وهي كالآتي: مصر: 1.89 غيغاواط، المغرب: 1.29 غيغاواط، الأردن: 0.62 غيغاواط، السعودية: 0.40 غيغاواط، تونس: 0.25 غيغاواط”.

ووفق التقرير، “جاءت دول أخرى ضمن قائمة أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة طاقة الرياح بنهاية 2024، ومنها موريتانيا بسعة تشغيلية 130 ميغاواط، وتلتها الإمارات بسعة 99 ميغاواط، في حين بلغت سعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح في جيبوتي نحو 59 ميغاواط، وفي عمان نحو 50 ميغاواط، وجاءت كل من الكويت والجزائر في ذيل القائمة، بسعة عاملة من طاقة الرياح بلغت 10 ميغاواط لكل منهما”.

مقالات مشابهة

  • الوزراء: 251 مليون طفل وشاب حول العالم خارج المدرسة.. والتكنولوجيا أمل جديد لملايين الطلاب
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • روبرت كينيدي: ثورة صحية طال انتظارها
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • زين تحقق أرباحاً بـ 207 مليون دينار كويتي في 2024
  • ما هي الدول العربية الأكثر قدرة على توليد الكهرباء من «طاقة الرياح»؟
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • المغرب الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت الأحد أول أيام رمضان
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟
  • تعرف على الدول العربية التي أعلنت غدا السبت أول أيام شهر رمضان