في 21 فبراير/شباط الماضي، فارقت الممثلة السورية المخضرمة ثناء دبسي الحياة في دمشق، تاركة وراءها زوجها الممثل المعروف سليم صبري الذي تلقى العزاء وحيدًا إلى جانب مجموعة كبيرة من أصدقائه ورفاق دربه. أما ابنتهما النجمة يارا صبري، فقد اضطرت إلى مغادرة سوريا مع زوجها المخرج ماهر صليبي منذ الأشهر الأولى لاندلاع الثورة السورية.

في ذلك اليوم المؤلم للعائلة، كانت نجمة مسلسل "العميل" تصور مشاهدها في هذا العمل المعرّب بتركيا. توقفت عن العمل وتفرغت لحزنها، وبينما كانت غارقة في ألمها، تلقت اتصالا من أحد زملائها المعروفين بنزاهتهم وأخلاقهم العالية، وقال لها "إن أردت المشاركة في التشييع والعزاء، سأكون في انتظارك على باب الطائرة وعلى كفالتي الشخصية"، في إشارة واضحة إلى ضمان عدم التعرض لأي مضايقات أو اعتقالات تعسفية من قبل النظام. شكرت يارا صاحب المبادرة بحب كبير، لكنها رفضت العودة إلى دمشق وهي تحت حكم الأسد، حتى لو كلفها ذلك دفن والدتها دون وداعها.

ورغم أن أشد المتفائلين لم يكن يتوقع سقوط نظام الأسد في بضعة أيام، عاد الأمل ليارا صبري وغيرها من نجوم المعارضة بالعودة إلى دمشق منتصرين، ومن دون تقديم أي تنازلات أو الظهور بمظهر مذلّ في الإعلام الذي ي

إعلان

سيطر عليه النظام. عند عودتها، وثّقت يارا لحظاتها الأولى في حارتها بفيديو مصور، وظهرت على جدار بيتها عبارة تقول "الأسد أو نحرق البلد". وبثقة المنتصر علقت "احترق الأسد وبقي البلد!"، لكن هذه العبارة لم تلقَ استحسان الجميع، إذ عدّها البعض غير مناسبة للحال الذي تعيشه سوريا اليوم.

فضلت يارا أن يكون أول ظهور إعلامي لها في حوار مفتوح مع الناس، فلبت دعوة "ملتقى نيسان الثقافي" في مدينة جرمانا (ريف دمشق). تحدثت عن تجربتها وزملائها أثناء تقديم عرض مسرحي بعنوان "الفيل يا ملك الزمان" للراحل سعد الله ونوس في قطر، وهو عرض يحكي عن ملك جائر وثورة شعبية ضده تؤدي إلى دمار كبير. أوضحت كيف شاءت المصادفات أن يُؤجل العرض من العام الماضي إلى هذا العام بسبب الحرب على غزة، كما استعرضت المشهد الدراماتيكي لسقوط النظام الذي صمد بقوة حلفائه 14 عامًا لكنه انهار بعد تخلّيهم عنه بأيام.

عبّرت عن ذهولها عند سماع خبر السقوط، رغم إيمانها بحتمية حدوثه، لكنها لم تتوقع أن تعيش تلك اللحظات حتى قطعت الحدود الأردنية السورية. وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أوضحت يارا كيفية تعاملها مع الممثلين السوريين المؤيدين للنظام، خاصة من تعرضوا لحملات إعلامية بعد تغيير مواقفهم، قائلة إن "بعض الزملاء عملوا لمصلحة السوريين من خلال علاقاتهم الطيبة وقدرتهم على التواجد فعليا على الأرض، لكنهم لم يستطيعوا الإعلان عن ذلك. اليوم ليس وقت محاكمة الناس، فكل شخص مسؤول أمام ضميره عن مواقفه ويتحمل النتائج. نحن تحملنا تبعات أشد قسوة في بداية الثورة".

الممثلة السورية يارا صبري عبّرت عن ذهولها عند سماع خبر السقوط رغم إيمانها بحتمية حدوثه (مواقع التواصل الاجتماعي)

وعن الضغوط التي تعرضت لها بسبب معارضتها، قالت "مع قرار والديّ البقاء في سوريا، حاول النظام استغلال مكانتهما، رغم تضييق فرص العمل عليهما. لكن موقفي كان واضحًا، والجميع كان متفقًا معي، مع اختلاف الخيارات. كنا نعلم أننا أمام لحظة مصيرية لبلدنا، وكان علينا اختيار الضفة الصحيحة".

إعلان

تحدثت أيضًا عن فقدان والدتها وتأثير ذلك على فرحتها بالعودة إلى الشام، قائلة "كانت فرحتي منقوصة لفقدان والدتي. لو كانت موجودة، لكان شعورها تجاهي مزيجًا من الشوق والفخر بموقفي. لكن وجود والدي ومشاعره الدافئة عوضني جزئيًا عن هذا الفقدان".

أما عن رؤيتها لمستقبل سوريا، فقالت "علينا تجاوز الخوف، فالبدائل أفضل من الظرف الذي كنا فيه. نحتاج إلى الهدوء والعمل المشترك لسنوات طويلة لفهم بعضنا وبناء المستقبل. دعونا نبدأ بشجاعة ودون خوف وندعم بعضنا بعضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات یارا صبری

إقرأ أيضاً:

بعد واقعة بنك مصر.. أمن الفيوم يتعامل بحرفية في واقعة الأسد الذي التهم حارسه

شهدت محافظة الفيوم واقعة مثيرة بحديقة الحيوان بمحافظة الفيوم حيث هجم أسد على حارسه أثناء قيامه بغلق قفص بيت الأسد وسط حالة من الزعر بين الزوار وتمكن من إنهاء حياته بعدما افترسه واستطاع ضباط أمن الفيوم من السيطرة على الواقعة حيث دبت حالة من الغضب الشديد بالأسد وبدأ بالزئير وحالة من الهياج الأمر الذي على أثره تعالت صرخات الأطفال والكبار من هول المنظر وفي دقائق قليلة حضر اللواء أحمد عزت مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم إلى مكان الواقعة وبدأ في التوجيهات لضباط الأمن لسرعة التعامل مع الموقف وبدأت القوات في الانتشار وسط لحظات مرعبة بين المواطنين وبدأ التعامل بحرفية خاصة في تلك المواقف حيث كانت الحديقة ممتلئة عن أخرها تصادفت الواقعة مع يوم الأجازة الأسبوعية الرسمية للمواطنين وفي برهة أخرج أحد ضباط الأمن سلاحه وأطلق على الأسد الهائج عدة طلقات ليتمكن بذلك من السيطرة على الواقعة والحفاظ على سلامة المواطنين، ومازالت قوات أمن الفيوم تثبت للجميع براعة تمكنها من السيطرة على كافة أنواع الحوادث خاصة التي تشهد تجمهر المواطنين، وذلك يرجع إلى حكمة القيادات الأمنية في التعامل تلك الحوادث، الأمر الذي على غراره تثبت فيه وزارة الداخلية المصرية جهودها حفاظاً على سلامة المواطنين وانتشار الأمن والأمان بربوع الجمهورية وما شهدته محافظة الفيوم اليوم من أحداث خير دليل وإثبات صريح لإصرار رجال الأمن على مواجهة كافة الجرائم والتصدي لها.

تعود أحداث الواقعة إلى مساء أمس الجمعة حيث لقي حارس أمن بحديقة حيوان الفيوم بمحافظة الفيوم مصرعه إثر تعرضه لهجوم شرس من أسد بالحديقة وتم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت الجهات المختصة بالتحقيق.

وكان اللواء أحمد عزت مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم قد تلقى إخطاراً من العميد حسن أبو عقرب مأمور قسم شرطة أول الفيوم جاء مفاده ورود إشارة من غرفة عمليات شرطة النجدة بالمحافظة بتعرض حارس بحديقة الحيوان لهجوم من الأسد أثناء إطعامه،

وعلى الفور انتقل قوات الأمن رفقة سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث وتبين وفاة الحارس الخاص ببيت الأسد ويدعى "سعيد جابر علي" 47 سنة، وكشفت المعاينة الأولية أنه أثناء تواجد الحارس ببيت الأسد لأسباب تتعلق بعمله هجم عليه الأسد مسبباً له عدة جروح خطيرة أودت بحياته، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف جهات التحقيق، فيما حررت الجهات الأمنية المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت

النيابة العامة التي أمرت بتسليم جثمان الحارس لذويه عقب الإنتهاء من استخراج تصريح الدفنة ومباشرة التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • انهيار النظام السوري: وثائق استخباراتية تكشف ضعف الجيش وتداعيات الهجوم المفاجئ
  • تشييع جثمان "ابو يارا" ضحية أسد حديقة الحيوان بالفيوم 
  • بعد واقعة بنك مصر.. أمن الفيوم يتعامل بحرفية في واقعة الأسد الذي التهم حارسه
  • بالفيديو .. من هو عاطف نجيب ابن خالة الأسد الذي تسبب باشتعال الثورة السورية؟
  • اعتقال عاطف نجيب ابن خالة الأسد.. تسبب بانفجار الثورة السورية
  • ابن خالة الأسد.. اعتقال المتسبب باندلاع شرارة الثورة السورية
  • كيف تعاملت مخابرات الأسد مع انهيار النظام السريع؟.. وثائق تكشف تفاصيل مثيرة
  • وثائق استخباراتية تكشف اللحظات الأخيرة لانهيار نظام الهارب بشار
  • وثائق للمخابرات السورية توثّق انهيار النظام ومحاولات لإنقاذه.. هذا ما نعرفه
  • مدير الشبكة السورية يكشف لـ عربي21 كيفية محاكمة الأسد وتحقيق العدالة الانتقالية (شاهد)