الممثلة السورية يارا صبري: إنه وقت البناء وليس المحاكمات
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
في 21 فبراير/شباط الماضي، فارقت الممثلة السورية المخضرمة ثناء دبسي الحياة في دمشق، تاركة وراءها زوجها الممثل المعروف سليم صبري الذي تلقى العزاء وحيدًا إلى جانب مجموعة كبيرة من أصدقائه ورفاق دربه. أما ابنتهما النجمة يارا صبري، فقد اضطرت إلى مغادرة سوريا مع زوجها المخرج ماهر صليبي منذ الأشهر الأولى لاندلاع الثورة السورية.
في ذلك اليوم المؤلم للعائلة، كانت نجمة مسلسل "العميل" تصور مشاهدها في هذا العمل المعرّب بتركيا. توقفت عن العمل وتفرغت لحزنها، وبينما كانت غارقة في ألمها، تلقت اتصالا من أحد زملائها المعروفين بنزاهتهم وأخلاقهم العالية، وقال لها "إن أردت المشاركة في التشييع والعزاء، سأكون في انتظارك على باب الطائرة وعلى كفالتي الشخصية"، في إشارة واضحة إلى ضمان عدم التعرض لأي مضايقات أو اعتقالات تعسفية من قبل النظام. شكرت يارا صاحب المبادرة بحب كبير، لكنها رفضت العودة إلى دمشق وهي تحت حكم الأسد، حتى لو كلفها ذلك دفن والدتها دون وداعها.
ورغم أن أشد المتفائلين لم يكن يتوقع سقوط نظام الأسد في بضعة أيام، عاد الأمل ليارا صبري وغيرها من نجوم المعارضة بالعودة إلى دمشق منتصرين، ومن دون تقديم أي تنازلات أو الظهور بمظهر مذلّ في الإعلام الذي ي
إعلانسيطر عليه النظام. عند عودتها، وثّقت يارا لحظاتها الأولى في حارتها بفيديو مصور، وظهرت على جدار بيتها عبارة تقول "الأسد أو نحرق البلد". وبثقة المنتصر علقت "احترق الأسد وبقي البلد!"، لكن هذه العبارة لم تلقَ استحسان الجميع، إذ عدّها البعض غير مناسبة للحال الذي تعيشه سوريا اليوم.
فضلت يارا أن يكون أول ظهور إعلامي لها في حوار مفتوح مع الناس، فلبت دعوة "ملتقى نيسان الثقافي" في مدينة جرمانا (ريف دمشق). تحدثت عن تجربتها وزملائها أثناء تقديم عرض مسرحي بعنوان "الفيل يا ملك الزمان" للراحل سعد الله ونوس في قطر، وهو عرض يحكي عن ملك جائر وثورة شعبية ضده تؤدي إلى دمار كبير. أوضحت كيف شاءت المصادفات أن يُؤجل العرض من العام الماضي إلى هذا العام بسبب الحرب على غزة، كما استعرضت المشهد الدراماتيكي لسقوط النظام الذي صمد بقوة حلفائه 14 عامًا لكنه انهار بعد تخلّيهم عنه بأيام.
عبّرت عن ذهولها عند سماع خبر السقوط، رغم إيمانها بحتمية حدوثه، لكنها لم تتوقع أن تعيش تلك اللحظات حتى قطعت الحدود الأردنية السورية. وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أوضحت يارا كيفية تعاملها مع الممثلين السوريين المؤيدين للنظام، خاصة من تعرضوا لحملات إعلامية بعد تغيير مواقفهم، قائلة إن "بعض الزملاء عملوا لمصلحة السوريين من خلال علاقاتهم الطيبة وقدرتهم على التواجد فعليا على الأرض، لكنهم لم يستطيعوا الإعلان عن ذلك. اليوم ليس وقت محاكمة الناس، فكل شخص مسؤول أمام ضميره عن مواقفه ويتحمل النتائج. نحن تحملنا تبعات أشد قسوة في بداية الثورة".
وعن الضغوط التي تعرضت لها بسبب معارضتها، قالت "مع قرار والديّ البقاء في سوريا، حاول النظام استغلال مكانتهما، رغم تضييق فرص العمل عليهما. لكن موقفي كان واضحًا، والجميع كان متفقًا معي، مع اختلاف الخيارات. كنا نعلم أننا أمام لحظة مصيرية لبلدنا، وكان علينا اختيار الضفة الصحيحة".
إعلانتحدثت أيضًا عن فقدان والدتها وتأثير ذلك على فرحتها بالعودة إلى الشام، قائلة "كانت فرحتي منقوصة لفقدان والدتي. لو كانت موجودة، لكان شعورها تجاهي مزيجًا من الشوق والفخر بموقفي. لكن وجود والدي ومشاعره الدافئة عوضني جزئيًا عن هذا الفقدان".
أما عن رؤيتها لمستقبل سوريا، فقالت "علينا تجاوز الخوف، فالبدائل أفضل من الظرف الذي كنا فيه. نحتاج إلى الهدوء والعمل المشترك لسنوات طويلة لفهم بعضنا وبناء المستقبل. دعونا نبدأ بشجاعة ودون خوف وندعم بعضنا بعضا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قوات الأمن السورية تنتشر في جرمانا قرب دمشق
سرايا - قال مدير أمن محافظة ريف دمشق حسام طحان، إن قوات الأمن السورية بدأت الانتشار داخل مدينة جرمانا، وذلك بعد رفض المتورطين في اغتيال أحد العاملين في وزارة الدفاع تسليم أنفسهم.
وأوضح طحان أن قوات الأمن ستعمل على “إنهاء حالة الفوضى والحواجز غير الشرعية التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون امتهنت عمليات الخطف والقتل والسطو بقوة السلاح”.
وأضاف “أن المسلحين الخارجين عن سلطة الدولة رفضوا جميع الوساطات والاتفاقات”.
وأكد أنه لن “تبقى بقعة جغرافية سوريّة خارج سيطرة مؤسسات الدولة، وقد لمسنا من أهالي مدينة جرمانا تعاوناً كبيراً في هذا الشأن”.
سانا
وسوم: #قطر#مدينة#الدولة#أمن#الدفاع
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 03-03-2025 10:21 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية