شهد الأسبوع الأخير من العام الحالي واحدة من أكثر الفترات مأساوية في تاريخ الطيران المدني، حيث وقعت 5 حوادث جوية أودت بحياة 229 شخصاً وإصابة 16 آخرين على الأقل، بينما نجت طائرة هولندية من حادث منفصل.

وفقاً للتقارير والبيانات الرسمية، فإن عدد الضحايا في هذه الحوادث يفوق الأرقام المسجلة في الأعوام السابقة (2022 و2023)، وفقاً لإحصاءات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).



وكانت كوريا الجنوبية مسرحاً لأكبر حادث، حيث أودى تحطم طائرة بحياة 179 شخصاً، وهو أعلى عدد ضحايا تسجله البلاد في حوادث الطيران.

وجاءت هذه الحوادث في سياق أسبوع مليء بالمآسي، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها قطاع الطيران العالمي.


تحطم الطائرة بالبرازيل
في 22 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تحطمت طائرة صغيرة في مدينة جرامادو البرازيلية، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب العشرة وأفراد الطاقم. وأفادت هيئة الدفاع المدني البرازيلية في بيان نشرته على منصة إكس٬ بأن الحادث تسبب أيضاً في إصابة أكثر من 12 شخصاً على الأرض.

وأوضحت الهيئة أن الطائرة اصطدمت أولاً بمدخنة منزل، ثم بالطابق الثاني لمبنى، قبل أن تتحطم أخيراً على متجر في منطقة سكنية.

تحطم الطائرة الأذربيجانية
في 25 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تحطمت طائرة ركاب أذربيجانية في المجال الجوي الروسي أثناء رحلتها بين باكو والعاصمة الشيشانية غروزني، مما أسفر عن مقتل 38 شخصاً. وأفاد مسؤولون أذربيجانيون بأن الطائرة تعرضت لهجوم من نظام دفاع جوي روسي، بينما نجا 29 راكباً من الحادث.


وكانت الطائرة تقل 62 راكباً و5 من أفراد الطاقم، بينهم 37 أذربيجانياً و16 روسياً و6 من كازاخستان و3 قرغيزيون. وفي أعقاب الحادث، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتذاراً لنظيره الأذربيجاني إلهام علييف عن "الحادث المأساوي"، مما أثار تساؤلات حول ظروف الحادث والتدابير الأمنية في المجال الجوي الروسي.

مأساة الطائرة كوريا الجنوبية
في 28 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، شهدت كوريا الجنوبية واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخها، حيث اندلعت النيران في طائرة من طراز "737-800"أثناء محاولتها الهبوط في مطار موان، مما أسفر عن مقتل 179 شخصاً، وفقاً لسلطات الإطفاء.

وأشارت وكالة الأنباء الكورية الرسمية "يونهاب" إلى أن السبب المحتمل للحادث كان تعطل عجلات الهبوط نتيجة اصطدام الطائرة بسرب من الطيور. وأفادت الوكالة بأن الطائرة، التي كانت في طريقها من بانكوك، انحرفت عن المدرج واصطدمت بجدار سياج في المطار الواقع على بعد 288 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة سيئول.


ونجا من الحادث شخصان فقط، وهما رجل ثلاثيني وامرأة عشرينية من أفراد الطاقم، تم نقلهما إلى مستشفى في سيئول لتلقي العلاج. وكان على متن الطائرة 181 شخصاً، بينهم 6 من أفراد الطاقم، معظمهم من الكوريين باستثناء راكبين من تايلاند.

الطائرة الهولندية
في 28 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وقع حادث آخر في هولندا، حيث انحرفت طائرة تابعة للخطوط الملكية الهولندية من طراز "بوينج 737-800" عن المدرج بعد هبوطها في مطار أوسلو جنوب العاصمة النرويجية. ولحسن الحظ، لم تُسجل أي إصابات بين الركاب البالغ عددهم نحو 182 شخصاً على متن الطائرة.

تحطم الطائرة الإماراتية
في 29 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تحطمت طائرة خفيفة تابعة لنادي الجزيرة للرياضات الجوية في مياه البحر قبالة سواحل إمارة رأس الخيمة الإماراتية، مما أسفر عن وفاة قائدها ومرافقه.


وأفادت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان لها بأن قطاع تحقيقات الحوادث الجوية تلقى بلاغاً بشأن الحادث، مشيرة إلى أن فرق العمل والجهات المختصة تواصل التحقيق لتحديد أسباب وقوعه.

ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة حوادث جوية مأساوية شهدها الأسبوع الأخير من العام الحالي، مما يسلط الضوء على أهمية تعزيز إجراءات السلامة في قطاع الطيران.

تحطم الطائرة الألمانية
في 30 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أصيب شخصان جراء تحطم طائرة صغيرة من طراز "Cessna C-172" في مدينة شتوتغارت الألمانية. وأفاد بيان صادر عن الشرطة الألمانية بأن الطائرة، ذات المحرك الواحد وأربعة مقاعد، تحطمت أثناء محاولتها الهبوط أمس الأحد.


وأشار البيان إلى إغلاق مطار شتوتغارت مؤقتاً أمام الرحلات الجوية إثر الحادث. وأضاف أن الطيار أصيب بجروح طفيفة، بينما تم نقل الراكب البالغ من العمر 70 عاماً إلى المستشفى مصاباً بجروح خطيرة.

وأوضح البيان أن الطقس كان ضبابياً وملبداً بالغيوم أثناء الهبوط، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد أسباب الحادث.

اشتعال الطائرة الكندية
في 29 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، اشتعلت النيران في طائرة ركاب كندية تابعة لشركة "طيران كندا" بعد انزلاقها على مدرج مطار "هاليفاكس الدولي" في مقاطعة نوفا سكوتيا الكندية، أثناء محاولتها الهبوط بشكل اضطراري.

وامتدت النيران إلى الجانب الأيسر من الطائرة، لكن تم إجلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم بسلام في غضون دقائق قليلة. وأدى الحادث إلى إغلاق المطار مؤقتاً، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد أسباب الحادث.


زيادة الوفيات عام 2024
تُظهر الحوادث الجوية المأساوية التي وقعت في الأيام الأخيرة من عام 2024 زيادة ملحوظة في عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطيران مقارنة بعامي 2022 و2023.

وكما تُظهر الأرقام أن عام 2024 يشهد تحولاً مقلقاً في معدلات السلامة الجوية، مما يستدعي مراجعة إجراءات السلامة وتعزيزها لضمان تقليل المخاطر في المستقبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية كوريا الجنوبية البرازيلية الإماراتية روسيا البرازيل الإمارات كوريا الجنوبية طائرات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیسمبر الجاری تحطم الطائرة کانون الأول مما أسفر عن أن الطائرة

إقرأ أيضاً:

التحقيق في أسباب تحطم طائرة بكوريا الجنوبية

تحقق السلطات الكورية الجنوبية في أسباب تحطم طائرة تابعة لشركة "جيجو إير" يوم الأحد، والتي أودت بحياة 179 شخصاً، لتصبح أسوأ كارثة جوية في البلاد منذ نحو 30 عاماً. الطائرة، التي كانت من طراز "بوينغ 737-800"، كانت تقل 181 شخصاً عند وقوع الحادث في مطار موآن الدولي، جنوب غربي كوريا الجنوبية. في الحادث، نجا اثنان فقط من أفراد الطاقم بعد أن تم إنقاذهما من الجزء الخلفي للطائرة.

تفاصيل الحادث: الطائرة كانت في رحلة قادمة من بانكوك، وكانت قد بدأت عملية الهبوط في الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت كوريا المحلية، قبل أن تصطدم بحاجز على مدرج المطار وتنفجر في كرة من اللهب. الحادث أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء اثنين من أفراد الطاقم. وقال مسؤولون كوريون إن الأضرار التي لحقت بالطائرة كانت شديدة لدرجة أن جزءاً واحداً فقط من الطائرة، وهو الذيل، كان قابلاً للتحديد بعد الحادث.

التحقيقات والملابسات: التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث قد يكون ناتجاً عن عدة عوامل محتملة. من بين هذه العوامل، يركز المحققون على احتمال وجود خلل في جهاز الهبوط أو تأثير اصطدام الطائرة مع طيور خلال محاولتها الهبوط. كما أشار المسؤولون إلى أن الطائرة قد أصدرت تحذيراً قبل الهبوط بسبب تهديد محتمل من الطيور، وبعدها قامت بمحاولة هبوط ثانية من اتجاه مختلف.

الطائرة وسجل الأمان: تجدر الإشارة إلى أن طائرة "بوينغ 737-800" تتمتع بسجل أمان قوي في صناعة الطيران، ويستخدمها العديد من شركات الطيران حول العالم. كما أفادت "جيجو إير" بأن الطائرة لم يكن لها تاريخ في الحوادث وأنه لم يتم العثور على أي مشاكل في فحوصات الصيانة الدورية. ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن احتمال حدوث مشاكل في جهاز الهبوط نتيجة لخلل في الصيانة يبقى أحد الأسباب المحتملة للحادث.

أحداث سابقة: هذا الحادث يعتبر الأسوأ من نوعه في كوريا الجنوبية منذ حادث تحطم طائرة تابعة لشركة "كوريان إير" في غوام عام 1997، والذي أسفر عن مقتل 229 شخصاً. وتعتبر هذه المأساة أول حادث مميت لطائرة تابعة لشركة "جيجو إير" التي تأسست عام 2005.

ردود الفعل: قدمت إدارة "جيجو إير" اعتذارها العميق لعائلات الضحايا في مؤتمر صحفي، مؤكدة على التزامها الكامل بالكشف عن ملابسات الحادث والعمل على تعزيز إجراءات الأمان مستقبلاً.

ختاماً: تستمر التحقيقات للكشف عن السبب الدقيق وراء الحادث، في حين تتواصل جهود السلطات لتقديم الدعم لعائلات الضحايا والناجين، مع تسليط الضوء على ضرورة تعزيز سلامة الطيران في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مرصد حقوقي: مقتل وإصابة 28 شخصا جراء الألغام خلال ديسمبر الماضي
  • متحدث القوات المسلحة : الدفاعات الجوية تسقط طائرة امريكية نوع MQ_9 في اجواء مارب
  • وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية
  • مخلفات الحرب تودي بحياة طفل ووالده والسلطات تحمل التحالف المسؤولية
  • تفاصيل مثيرة حول نجاة فردين من طاقم الطائرة المنكوبة في كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية: التعرف على هوية 174 شخصا من ضحايا الطائرة المنكوبة
  • خبراء طيران يفسرون أسباب الحوادث الأخيرة لتحطم الطائرات
  • التحقيق في أسباب تحطم طائرة بكوريا الجنوبية
  • تكرار حوادث الطيران المأساوية يثير تباينا في آراء مغردين فماذا قالوا؟