أكد قنصل عام الصين بمحافظة الإسكندرية "يانغ يي" أن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين تشهد "العقد الذهبي" المثمر، المتمثل في الثقة السياسية العالية والتعاون العملي الوفير والتنسيق الدولي الوثيق الذي يظهر المستوى العالي والاستراتيجي للعلاقات بين البلدين. 

قال قنصل عام الصين بالإسكندرية -في تصريحات له اليوم، الإثنين، إن مصر والصين من الأعضاء المهمة في الجنوب العالمي ويتمسكا بالاستقلال والسعي لتحقيق التنمية والنهضة، والدفاع عن العدالة والإنصاف، حيث توصل البلدان إلى توافقات هامة بشأن السعي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مما يعكس مساهماتهما المشتركة في تحقيق السلام الإقليمي والاستقرار وتعزيز التنمية العالمية.

أشار إلى أن مصر والصين دولتان تمتلكان حضارة عريقة، وكلاهما قدمتا إسهامات بارزة لتقدم البشرية وتطورها، لافتا إلى أن الصداقة التقليدية بين الجانبين أظهرت حيوية متجددة في العصر الجديد، وأصبحت نموذجا للتعاون والتضامن والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الدول النامية. 

أوضح أن مصر والصين تعملان معا على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية لتحقيق هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى آفاق جديدة. 

أكد أن مصر والصين يدعمان بعضهما البعض بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والجوهرية والعمل بنشاط على تعزيز التعاون العملي والمساعدة المتبادلة في عملية التحديث، معتبرا أن مصر والصين شريكان طبيعيان في بناء "الحزام والطريق"، كما سيعمل الجانبان على تحقيق المزيد من التكامل بين بناء "الحزام والطريق" ورؤية 2030، وتعميق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والعلمية والتكنولوجية والإنسانية وغيرها من المجالات، والقيام بعمل جيد في المشاريع البارزة مثل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، والاستكشاف الكامل لإمكانات التعاون في المجالات الناشئة، وذلك لتحقيق البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق" ودفع جودة التعاون المصري الصيني والارتقاء به. 

ألمح إلى أن مصر والصين سيعملان علي تعزيز التنسيق والتعاون في إطار الأمم المتحدة وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون، وستقودان معا التعاون الجماعي العربي الصيني والإفريقي الصيني، وستحميان معا استقرار سلسلة صناعة وسلسلة الإمداد العالمية، وستعملان معا على تعزيز بناء نظام حوكمة عالمي عادل و كذلك تعزيز المصالحة والحوار والسعي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما ثمن من أهمية الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية مصر والصين الذي عقد في وقت حرج من التغيرات المعقدة في الوضع الدولي والإقليمي، مع استمرار الصراع في قطاع غزة، وتغير الوضع في سوريا بشكل مفاجئ، واستمرار الاضطرابات الإقليمية، وتوالي التحديات العالمية الواحدة تلو الأخرى، موضحا أنه يحقق العديد من النتائج الهامة على صعيد الثقة السياسية المتبادلة والتعاون العملي والتواصل والتنسيق وحماية الإنصاف والعدالة الدولية وحقوق الدول النامية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشراكة الاستراتيجية الشاملة محافظة الإسكندرية قنصل عام الصين المزيد

إقرأ أيضاً:

رئيس اللجنة الأهلية بالحمراء: التعاون المجتمعي هو الأساس لتحقيق التنمية

د. محمود العبري: التركيز على ترميم الحارات القديمة والمعالم الأثرية وجعلها مواقع جذب سياحي -

ولاية الحمراء واحدة من الولايات التي تتميز بإرثها التاريخي والثقافي الغني، إضافة إلى طبيعتها الجميلة التي تجعلها وجهة سياحية بارزة في سلطنة عمان، وفي حوار أجرته «عُمان» مع الشيخ الدكتور محمود بن زاهر العبري، رئيس اللجنة الأهلية لتطوير ولاية الحمراء، استعرض أبرز الجهود والمبادرات التي تبنتها اللجنة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها والطموحات المستقبلية.

رؤية استراتيجية تنبع من المجتمع

بدأ الدكتور محمود العبري حديثه عن رؤية اللجنة، حيث قال: رؤيتنا تقوم على شعار «علينا أن نكون يدًا واحدة من أجل ولاية الحمراء»، وأضاف: نحن نؤمن أن التعاون المجتمعي هو الأساس لتحقيق التنمية، ورسالتنا تنبع من كوننا لجنة أهلية تطوعية تهدف إلى إنشاء وتأهيل وتطوير المرافق العامة، بما يضمن الاستفادة المثلى منها، مع الحفاظ على البيئة الطبيعية وإبراز هوية الولاية الثقافية والسياحية، موضحًا أن أهداف اللجنة تتضمن تعزيز مبدأ التعاون من أجل المصلحة العامة، وصيانة المرافق والمنشآت العامة، والحفاظ على نظافة المرافق الطبيعية من أودية وجبال، إضافة إلى إنشاء مرافق ذات نفع عام تخدم المجتمع المحلي والسياح، كما أكد أن اللجنة لا تهدف فقط إلى تنفيذ مشروعات، بل إلى تعزيز وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة والمشاركة في تطوير الولاية.

خطة متوازنة

وعن نهج اللجنة في تنفيذ أعمالها، يشرح العبري: «بداية نحن لا نعمل بمعزل عن المؤسسات الحكومية المعنية بقطاعات التنمية، بل بالشراكة معها، ونرتكز في خططنا على مسارين: خطط قصيرة الأجل التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع الأهالي، مثل تأهيل وتبليط الطرق التي تقع بين المزارع وإنارتها وتوفير الخدمات الأخرى التي تحتاج لها تلك الطرق كالكراسي وسلال المهملات، وقد بلغ طول الطرق التي تم تمهيدها بين المزارع أكثر من 7 كلم، وأسهمت تلك الطرق في تشجيع الأهالي وزائري الولاية على ممارسة رياضة المشي والتنزه بين المزارع، كما ساعدت المزارعين على سهولة دخول الحراثات إلى مزارعهم، ومن المشروعات قصيرة المدى التي أضفت جمالًا على الحارة القديمة هي إعادة بناء «الصباحات» التي كانت تمثل المداخل الرئيسية للحارة إلى غيرها من المشروعات السريعة وغير المكلفة التي لها أثر كبير في المجتمع؛ فهذه المشروعات مستمرة على مدار العام، أما المسار الآخر فهو يمثل المشروعات التي تحتاج إلى دعم كبير وإشراك للجهات الرسمية، كمشروع السدود التخزينية وسدود الحماية والمشروعات التطويرية كمشروع تطوير منطقة الحبل ومنطقة الشريعة، فقد نجحنا في الفترة الماضية في إنشاء أول سد أهلي كبير وهو سد وادي دوفيا بإشراف من الوزارة المختصة، كما قامت اللجنة بإعداد تصميم لتطوير منطقة الحبل «إطلالة الحمراء» التي تعد أحد المتنفسات الرئيسية للأهالي والسياح في الولاية، وجميع المسارات بخططتها المختلفة تهدف إلى تحقيق توازن بين الحاضر والمستقبل لضمان استدامة التنمية.

وأشار الدكتور العبري إلى أن هناك اهتمامًا خاصًا بحارة الحمراء القديمة، حيث قامت اللجنة بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لتنفيذ مبادرة التجديد الحضري لحارة الحمراء الذي يهدف إلى إعادة إحياء وتطوير الحارة وتوفير البنى الأساسية لها لجعلها أكثر ملائمة للسكن والحياة اليومية مع أهمية الحفاظ على الهوية التراثية للحارة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما يتم التنسيق مع الجهات المختصة للتعجيل في رصف وتبليط الشوارع الداخلية للحارة وترميم المرافق العامة.

وعن دور اللجنة في تحقيق أهداف «رؤية عُمان 2040»، قال العبري: «ولاية الحمراء تمتلك مقومات سياحية طبيعية وتراثية كبيرة، ونحن نعمل على استغلال هذه المقومات بما يتماشى مع الرؤية الوطنية، وتركيزنا ينصب على ترميم الحارات القديمة والمعالم الأثرية لجعلها مواقع جذب سياحية، مما سيسهم في تعزيز الحركة الاجتماعية والسياحية والاقتصادية في الولاية»، مشيرًا إلى أن اللجنة تتطلع إلى استغلال جميع الفرص المتاحة لتحقيق أهدافها، بما في ذلك تعزيز الاستدامة البيئية من خلال مشروعات تستهدف تحسين إدارة الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة.

التحديات

لكن مسيرة العمل لم تخلُ من التحديات، كما أوضح العبري: «نواجه تحديات كبيرة، أهمها ندرة الحصول على التمويل لتنفيذ تلك المشروعات، فهي تعتمد في الأساس على التبرعات والدعم المقدم من الأهالي، فلا يوجد في الولاية شركات عملاقة وليس بها كسارات أو محاجر وليست ضمن مناطق الامتياز، ومع ذلك نسعى لتجاوز تلك العقبات من خلال التعاون مع المؤسسات المحلية وجذب اهتمام الجهات الداعمة والبحث عن مصدر دخل دائم للجنة، والتحديات لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تشمل أيضًا التحديات اللوجستية والتنظيمية، خاصة في المشروعات التي تتطلب تنسيقًا مع جهات متعددة، ومع ذلك، تظل روح التعاون والتفاني من قبل أعضاء اللجنة وأفراد المجتمع العامل الأساسي في التغلب على هذه العقبات».

إنجازات ملهمة

رغم التحديات، حققت اللجنة إنجازات بارزة تفخر بها، ويشير العبري إلى أن أبرز المشروعات التي قامت بها اللجنة مشروع سد وادي دوفيا، ويُعد هذا السد الأكبر على مستوى سلطنة عمان ضمن السدود الأهلية، بسعة تخزينية تصل إلى 230 ألف متر مكعب، وبتكلفة بلغت 218 ألف ريال عماني، حيث كان المشروع تحديًا كبيرًا من حيث الموقع والتكلفة، ولكنه أصبح اليوم رمزًا للنجاح والتعاون المجتمعي، كما عملنا على تأهيل وإنارة الطرق الزراعية وتركيب أكثر من 20 كرسيًا رخاميًا على طول مسار الطرق لتوفير الراحة للزوار وكبار السن، وكما ذكرت سابقًا، فإن هذا المشروع قد أسهم في تحسين حركة التنقل بين المزارع والحارات وشجع الأهالي على ممارسة رياضة المشي والتنزه بين المزارع، وشملت الإنجازات أيضًا صيانة الأفلاج والبرك المائية في الجبال وتطوير منطقة مصلى العيد وإعادة بناء وترميم مداخل حارة الحمراء القديمة التي يطلق عليها «الصباحات»، موضحًا أن اللجنة تسعى خلال الفترة القادمة إلى استكمال مشروعاتها القائمة .

دور التواصل الاجتماعي

يقول العبري: نحن نعيش في عصر رقمي، ولا بد أن نواكب التطورات، مشيرًا إلى أن اللجنة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمشاريعها، ونشر تفاصيل الإنجازات لزيادة الوعي ودعم الشفافية، كما يتم أرشفة جميع مشروعات اللجنة بشكل إلكتروني لضمان سهولة الوصول إلى المعلومات، وتوجد عدة أفكار لتصميم موقع إلكتروني خاص بالولاية بهدف إبراز جهود وإنجازات المؤسسات واللجان الأهلية في شتى المجالات وإتاحة الفرصة للمجتمع والشباب للمشاركة في تلك الجهود وطرح أفكارهم واقتراحاتهم، فالشراكة المجتمعية هي المحرك والضامن الأساسي للنجاح.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة بنغازي يبحث مع قنصل أنقرة إضافة مادة تعليم اللغة التركية
  • عقب انتهاء النوة..استقرار نسبي في الأحوال الجوية بالإسكندرية
  • وزير الخارجية والمغتربين يناقش مع مدير جمعية قطر الخيرية سبل تعزيز التعاون
  • لياو ليتشيانج: مصر والصين تحتفلان بعلاقات تعاون ثنائي وثيق وقوى على مدار العقد الماضى
  • قنصل الصين بالإسكندرية: علاقات الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين تشهد “العقد الذهبي”
  • الخزانة الامريكية تتهم الصين بـقرصنة وسرقة وثائق وبكين تنفي
  • رئيس اللجنة الأهلية بالحمراء: التعاون المجتمعي هو الأساس لتحقيق التنمية
  • اللواء العرادة يبحث مع سفير كوريا الجنوبية تعزيز الشراكة في مجالات الإقتصاد والتنمية واعادة الإعمار
  • غرفة رأس الخيمة تبحث تعزيز الشراكة وزيادة التبادل التجاري مع أوزبكستان