1-بداية… لا أنكر أن الخوف الذي يراود الأغلبية يسكنني أيضا، ربما بصورة أكبر أشعر بالقلق طيلة الوقت، لكنه ليس القلق الشخصي، بل ربما هموم العام، بما يمثله انطلاقا من المخاطر التي تهدد الإقليم الذي نعيش فيه، ومستقبل المنطقة بالكامل.
2-رغم هذا القلق العام، فإن ما يشغلني بصورة أكبر هو الشعور الذي تملك الأغلبية، وما ساهمت فيه (النخبة العفنة) دون قصد أو عن قصد، تحت مزاعم الاحتياج أو الحاجة والفقر، تلك النخبة التي رسخت لـ "الدونية والتخلف والرجعية" وأسست لروح الانهزام وانعدام الأمل، وعززت من فكرة أن الحل يتمثل في "الهروب".
3-منذ سنوات عدة تراجعت "النزعة المصرية" بصورة ملحوظة، يتضح هذا الأمر في حديث من يسمون بالنخبة على مواقع التواصل، وحتى في الندوات واللقاءات الصحفية وبعض لقاءات المسؤولين الرسميين، هذا الأمر المحزن لدرجة كبيرة والذي أثر ويؤثر بصورة أبشع إن لم نستعد مصريتنا كمصدر للفخر ودافع للأمل والعمل والعودة لمسار مصر الذي تأسس قبل قرون طويلة.
4-في العام 2022 كنت في زيارة للمغرب، وحينها التقيت بوزير الخارجية المغربي الأسبق، محمد بنعيسى، في إطار لقاء صحفي، بمدينة أصيلة، جلست من أجلها ليلة كاملة أعد الأسئلة وأقرأ لقاءات بنعيسى السابقة وتصريحاته، ذهبت لأحدثه عن المغرب وعلاقاته بتفاعلات المنطقة، فوجدته يحدثني أولا قبل الحوار عن مصر وتفاصيلها الدقيقة، كما لو كان يعيش بيننا، تحدث بلغة المحب القلق الغيور، الذي يعي التحولات الجارية ويشغله المستقبل بصورة عامة، كان بنعيسى يتحدث من منطلق أن مصر هي الدولة التي إذا اهتزت يتهاوى الشرق الأوسط كله، وددت حينها لو استمعت له فقط عن مصر دون أن أسأل أكثر.
لم يكن الحديث مع بنعيسى كافيا لأرى صورة مصر بعيون محبيها المحبين الغيورين والقلقين بصدق، اكتشفته أيضا في زيارتي لسلطنة عمان الشقيقة والجزائر وتونس والبحرين ولقاءات عدة مع النخبة التي تدرج حقيقة التاريخ وحتمية الواقع، لأكتشف أننا بحاجة ماسة لأشياء كثيرة في وقتنا الراهن، بدءا من استعادة الثقة بأنفسنا. نعم نحن بحاجة لمشروع قومي لاستعادة الثقة بمصريتنا بهويتنا، بحضارتنا الخالدة حتى اليوم التي لم تأت من فراغ.
5- إن أكثر ما يزعجني هؤلاء الذي يتعاملون مع الغير على أنهم أدنى مرتبة، أو بلغة هزيلة تتدنى إلى مرتبة الهوان والذل دون أن يدركوا أنهم يضيعون هوية بلد تتكالب عليه الأغلبية، منذ قرون، فيما يتنكر البعض في وقتنا الحاضر لكل ما هو مصري، رغم دور المصرية في كل تفاصيل حياتهم وحتى معرفتهم بالحياة والتعليم والطب.
6-كانت مصر منذ فجر التاريخ خير سند ومقوم ومدافع عن جيرانها وأمتها حتى ما قبل الإسلام والعروبة، لكن قلة ممن تصدروا الساحة تدنوا ورسخوا التدني وعزز كل منهم روح الانهزام والانبطاح وفقدان الثقة، حتى اعتلى من لم يرق مقامه فوق الأرض بشبر فوق قامات لم يكن يحلم بالسير في ظلها.
7-الدعوة هنا ليست للتعالي أو للعنصرية، بل للاعتزاز بمصريتنا التي تعد أمة بحد ذاتها، وهو ما يدفعنا لاستعادة الثقة بأنفسنا، للتأكد من أن مصريتنا كفيلة بتصحيح المسار دائما، وبالبناء والنهوض، فلا ألمانيا التي نهضت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية أفضل وأعرق من مصر، ولا اليابان التي نهضت بعد كارثة هيروشيما وناجازاكي أهم من مصر، نحن نمتلك كل الأدوات والخبرات والتاريخ والحضارة والثقافة، والإرادة التي تجعل من هذه البقعة شعلة لإنارة المستقبل لأبناء هذه الأرض والأرض المجاورة.
8-نحن بحاجة لأن يشعر كل منا أنه الأفضل، القادر على تغيير واقعه بالعلم والعمل، بالأمل والاجتهاد، حين نستعيد الثقة بأنفسنا، سنعيد نظرتنا لأشياء كثيرة، صناعتنا، زراعتنا، جودة تعليمنا، مستوى خدماتنا الصحية، كل شيء.. كل شيء، حين ندرك أنه من الصعب أن تطلب من فاقد الثقة أن يتقن عمله، أن يبدع، أن يفكر، أن يشارك في التنمية، أو أن يحافظ على ما تحقق، كل هذه الجوانب تمثل أهمية وأولوية في ظل تحديات غير مسبوقة على كافة المستويات.
9- ربما ما يعيشه العالم من مخاض وصراع حول شكل العالم الجديد الذي سيحتاج لسنوات طويلة من "تكسير العظام" يحتم علينا الآن أن نحدد لأنفسنا مكانة تليق بمصر وبتاريخها وحاضرها ومستقبلها، بحاجة لأن نعي أن كل منا قادر على التأثير في موقعه على النجاح في مجاله، على المساهمة في البناء الذي يجب أن يبدأ من الذات.. نحن بحاجة لاستثمار كل ما نملك من وقت ومال في بناء أنفسنا وأبنائنا والأجيال القادمة، دون أن يكون ذلك على حساب أحد حتى من الأشقاء، دون أن نتنكر لمواقفهم، دون أن نتخلى عن المساهمة والمساعدة لهم، دون أن نكون عبئا على أحد.. لدينا القدرة إن استعدنا الثقة بأنفسنا أولا.
عاشرا، وأرى أنه الضرورة الملحة الآن، فإن ما حدث في سوريا وما رأيناه بأعيننا الآن، يؤكد أن مساعي الأجنبي لا تهدف للحرية أو الديمقراطية كما يزعمون، بل في تفتيت الدول وإخضاعها بما لا يضمن حتى العيش بسلام لأبنائها كما نشاهد من عمليات اقتتال وثأر وغيرها من المخاطر القادمة لا محالة هناك، ما يحتم على الجميع الآن الاصطفاف، ليس من أجل التصدي لأي محاولات خارجية فقط، بل من أجل الارتقاء والتنمية الشاملة على كافة المستويات، وهي أهم العوامل التي تعزز قدسية الدفاع عن الوطن والأرض والدولة، مع الوضع في الإعتبار أن الإنسان يدافع عن ما يملكه أو ما يشعر بأنه شريك فيه، وفي حال تنافيه فلا مبرر داخله للدفاع.. .ختاما ستبقى مصر الأرض التي تعيد للمنطقة والأمة توازنها من جديد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دون أن
إقرأ أيضاً:
ميناء دمياط: استمرار العمل بصورة طبيعية رغم سوء الأحوال الجوية
كتب- محمد نصار:
قال المركز الإعلامي لهيئة ميناء دمياط، إنه برغم الأحوال المناخية السيئة التي تتعرض لها بعض المحافظات، فإن الميناء مستمر في استقبال ومغادرة السفن بصورة طبيعية.
وقال المركز، في بيان قبل قليل، إن معدلات العمل لم تتأثر بهذه التقلبات الجوية، حيث استقبل الميناء خلال الـ 24 ساعة الماضية 7 سفن، بينما غادر 6 سفن، كما وصل إجمالي عدد السفن الموجودة بالميناء لـ 36 سفينة.
وقد بلغت حركة الصادر من البضائع العامة 11900 طن تشمل: 5060 طن يوريا، و650 طن ملح معبأ، و4150 طن جبس خام، و2040 طن بضائع متنوعة.
كما بلغت حركة الوارد من البضائع العامة 31616 طنًا تشمل: 3851 طن قمح، و10106 طن حديد، و500 طن ذرة، و10330 طن خردة، و5931 طن فول، و898 طن خشب زان.
بينما بلغت حركة الصادر من الحاويات 1517 حاوية مكافئة، وعدد الحاويات الوارد 315 حاوية مكافئة، في حين بلغ عدد الحاويات الترانزيت 4658 حاوية مكافئة.
ووصل رصيد صومعة الحبوب والغلال للقطاع العام بالميناء من القمح إلى 47374 طنًا، بينما بلغ رصيده في مخازن القطاع الخاص 122161 طنًا.
كما غادر 1 قطار بعد تفريغ 25 حاوية 40 قدمًا قادمًا من الإسكندرية، بينما بلغت حركة الشاحنات دخولًا وخروجًا 4461 حركة.
اقرأ أيضًا:
مدبولي: التوسع في دعم الأسر الأكثر احتياجا بالتعاون مع "التحالف الوطني"
"الإفتاء" تحسم جدل التهنئة بالعام الميلادي: امتثال للأمر القرآني
اضطرابات الحالة المزاجية... ما أسبابها وأعراضها؟
رفع الجلسة العامة للبرلمان وعودة الانعقاد ١٢ يناير
هيئة ميناء دمياط سوء الأحوال الجوية التقلبات الجوية
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة ميناء دمياط يستقبل 3 سفن جديدة خلال 24 ساعة أخبار ميناء دمياط يستقبل 1720 رأس ماشية (عجول تسمين) أخبار ميناء دمياط يستقبل نحو 129 ألف طن بضائع متنوعة في 24 ساعة أخبار رحلة أسبوعيًا.. جدول مواعيد خط الرورو لنقل البضائع مع إيطاليا أخبار أخبار مصر أمطار رعدية وشبورة وبرودة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 31-12-2024 منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر من "منزلي" لـ"تجاري".. تعرف على خطوات تغيير نوع النشاط المتعاقد عليه منذ 4 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر "البحيرة للكهرباء" تعلن حاجتها لشغل وظيفة قيادية جديدة شاغرة منذ 4 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر "الثقافة" تعلن رعاية وإطلاق الدورة الثالثة لمهرجان الغردقة في هذا منذ 5 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر رئيس جهاز حماية المستهلك يستعرض أبرز جهود الجهاز خلال عام 2024 منذ 7 ساعات قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارميناء دمياط: استمرار العمل بصورة طبيعية رغم سوء الأحوال الجوية
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 19القاهرة - مصر
19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك