احتفاء بقرار وقف بث الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم المصرية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
مصر- احتفى ناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بإعلان الهيئة الوطنية للإعلام، أمس الأحد، وقف بث الإعلانات التجارية في إذاعة القرآن الكريم، التي يتجاوز عدد متابعيها 60 مليون مستمع في مصر والعالم الإسلامي، كما تعد أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني في العالم العربي.
يأتي قرار الهيئة، التي تدير المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة، بعد سلسلة قرارات وتوجيهات، خلال الأسبوع الأخير، أبرزها "حظر استضافة العرافين والمنجمين" على قنوات وإذاعات ومواقع الهيئة التي تتخذ من العاصمة القاهرة مقرا لها.
وقالت الهيئة، في بيانٍ عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك، إن القرار جاء بعد تقديم شكاوى كثيرة من جمهور إذاعة القرآن الكريم وقادة المؤسسات الدينية الرسمية، لافتة إلى أنه يسري ابتداءً من 1 يناير/كانون الثاني عام 2025.
وذكر البيان، الذي حاز تداولا واسعا على المنصات الرقمية: "وافق مجلس الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب أحمد المسلماني على قرار لجنة الإهداءات والسياسات الإعلانية بنقل الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة".
وأعادت الصفحة الرسمية لـ"إذاعة القرآن الكريم من القاهرة" مشاركة بيان الهيئة الذي أوضح أن "وزارة المالية ستوفر الدعم المالي الذي يغطي أي احتمالات لتراجع عوائد الإعلانات بعد نقلها للبث على موجات الإذاعات الأخرى".
ووصف رئيس إذاعة القرآن الكريم، إسماعيل دويدار، قرار الهيئة الوطنية للإعلام بإلغاء الإعلانات نهائية عبر أثيرها بـ"التاريخي والجريء"، مؤكدًا أنهم تلقوا شكاوى بسبب الإعلانات من داخل مصر وخارجها.
إعلانوأضاف دويدار، في تصريحات لمصادر محلية، "هذا يوم عيد بالنسبة لجميع العاملين بالشبكة بالقرار الذي كنا ننتظره منذ فترة طويلة"، مضيفًا: "آن لإذاعة القرآن الكريم أن تصدح بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم من دون أي إعلانات".
وأشاد وزير الأوقاف المصري، أسامة الأزهري، بالقرار الذي يعيد لإذاعة القرآن الكريم وقارها ودورها التنويري، والتركيز على المحتوى الديني الرفيع، حسبما ذكر في منشور عبر صفحته الرسمية بفيسبوك.
وكتب رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق رضا عبد السلام، في منشور عبر حسابه فيسبوك: "كم كنت أتمنى أن تأتي هذه اللحظة وأنا أخدم في ردهات هذه الإذاعة الخالدة"، مضيفا: "الإعلانات كانت تصدم مشاعر المسلمين وتفصلهم عن آيات ربهم وعن درر حكمة نبيهم، فعلها المسلماني بعد أن بُح صوت الملايين من الشكوى".
وخلال السنوات الأخيرة، أطلق ناشطون وسوما مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي لوقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم المتخصصة، والتي بدأت أول إرسال لها في 25 مارس/آذار عام 1964، غير أنها لم تلق استجابة من المسؤولين، مما أثار موجة استياء وغضب شعبي.
ووصف أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر محمد ورداني الخطوة بـ"المتأخرة كثيرًا".
وعلق الكاتب والمفكر تامر شيرين شوقي على القرار، قائلا: "الشكر موصول لكل اسم ساعد وساهم فى تصحيح خطأ استمر لأكثر من 10 سنوات في عهد مختار جمعة، نأمل كل الخير فيما هو قادم، من إلغاء برامج مفروضة فرضًا على الإذاعة، وإعداد خريطة إذاعية جديدة تليق بمقام وعظمة وتاريخ إذاعة القرآن الكريم".
ووصف أحد المدونين القرار بأنه "تصحيح لخطأ لم يكن أن يحدث بالأساس"، معتبرًا أن الرجوع إلى الحق فضيلة.
أول إذاعة متخصصة في الإعلام الدينيوبدأت إذاعة القرآن الكريم تشارك البرنامج العام في إذاعة صلاة الفجر على الهواء منذ عام 1973، كما شاركت إذاعة القرآن البرنامج العام في إذاعة صلاة الجمعة منذ عام 1977.
إعلانوفي منتصف الثمانينيات، سجلت الإذاعة المصرية مصاحف مرتلة لعدد من القراء ومنهم "أحمد نعينع، والشحات محمد أنور، ومحمود صديق المنشاوي"، فيما استمر إرسال شبكة القرآن على مدار 24 ساعة بقرار صدر في مايو/أيار عام 1994.
ووافق الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على بدء الإرسال بإذاعة القرآن الكريم مرتلاً بقراءة حفص عن عاصم للشيخ محمود خليل الحصري، لتكون الإذاعة هي "أول صوت يقدم القرآن كاملا بتسلسل السور والآيات كما أنزلها أمين الوحي جبريل، عليه السلام، على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
ومع حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، العاشر من رمضان 1393هـ، شهدت إذاعة القرآن الكريم قفزة تطويرية في مدة الإرسال التي زادت إلى 19 ساعة يوميا بزيادة 5 ساعات عن الفترة السابقة.
كما زادت نسبة مدة البرامج إلى عدد ساعات الإرسال يوميا لتشكل نسبة 30% منها، ومن بين البرامج التي استحدثت في تلك الفترة "يا أمة القرآن"، و"الرحمن علم القرآن"، و"في رحاب القرآن"، و"لغة القرآن"، و"حقيقة القرآن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إذاعة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
اليوم.. انطلاق فعاليات مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
تنطلق اليوم الجمعة، فعاليات النسخة الثامنة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، والتي تُقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبدعم من اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، وإشراف الإعلامي عادل مصيلحي، المشرف العام والمدير التنفيذي للمسابقة.
ويشارك في هذه الدورة 40 متسابقًا من 33 دولة حول العالم، حيث تبدأ الفعاليات رسميًا بصلاة الجمعة في مسجد السلام، بحضور وزير الأوقاف، ووزير الشباب والرياضة، ومفتي الجمهورية، وممثل عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، إضافة إلى رئيسي اللجنة الدينية بمجلسي النواب والشيوخ.
وعقب الصلاة، تشهد بورسعيد مسيرة احتفالية لحفظة القرآن الكريم، والتي تنطلق من مسجد السلام حتى ساحة مصر، يتخللها ابتهالات دينية، احتفاءً بالمشاركين وتكريمًا لحفظة كتاب الله.
أما حفل الافتتاح الرسمي، فمن المقرر أن يُقام في المركز الثقافي بمحافظة بورسعيد في تمام الساعة 3:30 عصرًا، حيث سيتم بثه على الهواء مباشرة عبر شاشة التلفزيون المصري.
وتستمر فعاليات المسابقة على مدار ثلاثة أيام، حيث يخضع المتسابقون لاختبارات يومي السبت والأحد، ليُختتم الحدث بحفل الإعلان عن الفائزين وتوزيع الجوائز يوم الاثنين المقبل.
وأكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، أن المسابقة تعكس اهتمام الدولة المصرية بتعزيز القيم الدينية والثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أن استضافة بورسعيد لهذا الحدث الدولي يعكس الصورة الحضارية لمصر ويدعم التقارب الثقافي بين الشعوب.
ومن جانبه، أوضح الإعلامي عادل مصيلحي أن المسابقة تحمل هذا العام اسم القارئ الراحل الشيخ محمد صديق المنشاوي، تقديرًا لدوره البارز في تلاوة القرآن الكريم، لافتًا إلى أن المسابقة حققت نجاحات كبيرة في الدورات السابقة وساهمت في نشر ثقافة التلاوة والابتهال الديني عالميًا.