قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام، أضاءت الدنيا بمقدمه، وساعدت الدنيا وشرفت بوجوده،  هو سيدنا عيسى ابن مريم، الذي رفع الله مكانته، وجعل له مكانة عظيمة في القرآن الكريم، فقال سبحانه وتعالى: "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً لِلْعَالَمِينَ"، هذه الآية تدل على عظمة مكانته ومنزلته عند الله".

وتابع الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين: "الله سبحانه وتعالى قد تحدث عن السيدة مريم، والدة عيسى عليه السلام، وقال عنها "وَأُمَّهُ صِدِّيقَةً"، وهذه صفة عظيمة تظهر صدقها وطهارتها، وهي أميّزة في القرآن الكريم، كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن أربع نساء هن خير نساء العالمين، منهن السيدة مريم".

ألمانيا: حظر استخدام الألعاب النارية في احتفالات رأس السنة حكم الدعاء في رأس السنة: هل يجوز تخصيص دعاء لهذا اليوم؟

وأضاف: " قول الله تعالى على لسان عيسى وهو في المهد صبيًا، حيث قال: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنتُ"، وهذا يشير إلى البركة التي خصه الله بها في كل مكان حل فيه، وهذه البركة التي منحها الله لهذا النبي الكريم".

وأضاف الشيخ عبد المعز: "القرآن الكريم وصف سيدنا عيسى بصفات عظيمة، أولًا، الملائكة بشرته قبل ولادته، وقالت للسيدة مريم: "إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ"، هذه الكلمة التي تحققت بوجود سيدنا عيسى عليه السلام، الذي وُلد معجزة من غير أب".

ثم استعرض الشيخ تفاصيل معجزة ولادة سيدنا عيسى قائلاً: "عندما جاء المخاض للسيدة مريم، قالت: "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا"، فقال عيسى وهو في المهد: "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا"—هذا هو الموقف الذي يثبت لنا قدرة الله العظيمة في خلقه".

وأوضح: "سيدنا عيسى عليه السلام كان يُسمى "المسيح" لأنه كان يُمسح بالشفاء، فيشفى الأكمه والأبرص بلمسة من يديه، كان يشفي المرضى بقدرة الله سبحانه وتعالى."

وختم الشيخ حديثه قائلاً: "القرآن وصفه أيضًا بأنه "وجيها في الدنيا والآخرة"، أي أن له مقامًا رفيعًا عند الله تعالى، وهو من المقربين إلى الله".

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا.

الاحتفال بالسنة الميلادية
وأوضحت الإفتاء أن الاحتفال برأس السنة الميلادية مناسبة تتناولها مقاصد عديدة منها اجتماعية، ودينية، ووطنية؛ فإن الناس يودعون عامًا ماضيًا ويستقبلون عامًا آتيًا؛ حسب التقويم الميلادي المؤرخ بميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام.

وأضافت الإفتاء أن الاختلاف في تحديد مولد سيدنا المسيح عليه السلام لا ينافي صحة الاحتفال به؛ فإن المقصود: إظهار الفرح بمضي عام وحلول عام، وإحياء ذكرى المولد المعجز للسيد المسيح عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، مع ما في ذلك من إظهار التعايش والمواطنة وحسن المعاملة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن الواحد، ومن هنا كان للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة عدة مقاصد، وكلها غير بعيد عن قوانين الشريعة وأحكامها.
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط. دار الكتاب الإسلامي): [قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه: أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ.
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 56، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [وتسن التهنئة بالعيد ونحوه من العام والشهر على المعتمد، مع المصافحة] اهـ.
وقال العلامة القليوبي في حاشيته على "شرح المحلي على المنهاج" (1/ 359، ط. دار الفكر): [(فائدة) التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر: مندوبة، ويُستأنَسُ لها بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه رضي الله عنهم وتهنئة أبي طلحة رضي الله عنه له] اهـ.

ولا يخفى أن في التهنئة إظهارًا للسرور وإعلانًا له، وفي ذلك نوع من المشاركة في الاحتفال.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إقرارُ الناس على أعيادهم، وبيان حاجتهم إليها؛ حيث جرت أعراف كل قوم على أن لهم أعيادًا يفرحون فيها ويروحون بها عن نفوسهم؛ فروى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندها، يومَ فطر أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصارُ يومَ بُعَاث، فقال أبو بكر رضي الله عنه: مزمار الشيطان؟ مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ». وفي لفظ في "الصحيحين": «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ»، وفي لفظ لأبي عوانة في "مستخرجه على صحيح مسلم" بلفظ: «دَعْهُمَا؛ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدٌ».
ولما طالب فرعون سيدنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بموعد يرضيانه، حدد "يومَ الزينة" مكانًا وزمانًا، وكان يومَ عيدٍ للمصريين -كما رواه أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والسدي عن أشياخه، وبه قال مجاهد، وقتادة، وابن زيد- ولم ير في ذلك موافقة لهم على ما لا يوافق الدين من عقائدهم، وذلك من تأييد الله تعالى له عليه السلام؛ ليتحدى فرعون والسحرة على الملأ؛ فيكون ذلك أسرى في البلاد لخبره، وأجرى في الناس لأثره؛ قال تعالى: ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى ۝ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ۝ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ [طه: 57-59].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيدنا المسيح عيسى ابن مريم الدنيا السيدة مريم محمد صلى الله عليه وسلم السنة المیلادیة الصلاة والسلام صلى الله علیه سیدنا المسیح علیه السلام سیدنا عیسى رضی الله له علیه

إقرأ أيضاً:

رمضان عبد المعز: القرآن أمرنا برعاية مشاعر اليتيم قبل دعمه ماليا

أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن سورة “الماعون” تُعدُّ منهجًا حيويًا في حياة المؤمن، لافتا إلى أن "سورة الماعون، وهي السورة رقم 107 في ترتيب المصحف، تحتوي على رسالة عظيمة تعكس جوهر الإسلام، وتحثنا على السلوك الحسن والرحمة في التعامل مع الآخرين، خاصة اليتامى والمساكين.

وأشار الشيخ رمضان عبد المعز، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، إلى أن القرآن الكريم يبدأ بعض سوره بأساليب مختلفة مثل الاستفهام أو القسم، ومن ذلك سورة الماعون، حيث تبدأ الآية الأولى بآية استفهام: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ"، موضحا أن الآية تدعونا للتفكر في الأشخاص الذين يتعاطون مع الدين باستخفاف، فتكون النتيجة تجاهل حقوق اليتيم ورفض إطعام المسكين.

رمضان عبد المعز: منظومة الصدق في القرآن تشمل 5 مراتب رئيسيةرمضان عبد المعز: الأخوّة نعمة إلهية وأعظم سند وشفيع في الآخرة.. فيديو

وأوضح أن الآية في سورة الماعون "وَلا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ" تشدد على ضرورة تحفيز الآخرين على فعل الخير، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يكتفي أن نكون فاعلين للخير فقط، بل يجب علينا أن نشجع الآخرين على القيام به أيضًا، ولا يكفي أن تُطعم المسكين، بل يجب أن تحث الآخرين على فعل الخير والتعاون معك في ذلك.

وأكد على أن القرآن لا يطلب منا فقط أن نرعى اليتيم ماديًا، بل أيضًا يجب أن نرعى مشاعره، حيث جاء في سورة الضحى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"، مما يوضح أهمية الإحسان للضعفاء.

وتابع: "المؤمن يجب أن يكون داعيًا إلى الخير، كما قال الله تعالى في سورة العصر: 'إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ'. يجب على المسلم أن يشجع الآخرين على الصلاح ويساعدهم في طريق الخير."

واستشهد بالحديث النبوي الشريف الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "سل الله عز وجل فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين"، مشددًا على أن هذه الدعوة هي منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهج كل مؤمن حقيقي يتبع سنته.

مقالات مشابهة

  • محافظ الشرقية يُهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ43 لأعياد تحرير سيناء
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (45)
  • عن تسليم سلاح حزب الله... السفير الإيراني: نلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون
  • أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليه
  • هل النبي محمد ولد في 22 أبريل؟.. اعرف القول الراجح عند العلماء
  • من هو الإمام السيوطى؟ تعرف على العالم الذى ملأ الدنيا علمًا بمؤلفاته
  • دعاء السيدة عائشة.. واظب عليه كل يوم ييسر أمرك ويفرج همك
  • رمضان عبد المعز: القرآن أمرنا برعاية مشاعر اليتيم قبل دعمه ماليا
  • ما حكم الاحتفال بشم النسيم؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل