بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:- قلناها مراراً وتكراراً هناك مخاض عالمي لولادة العالم الجديد وسوف يشمل منطقتنا لا بل بدأ بمنطقتنا .ومثلما ولد عالم جديد بعد الحرب العالمية الاولى، وبعد الحرب العالمية الثانية . وجميعنا نتذكر كيف ولدت من رحم الحرب العالمية معاهدة ” سايكس بيكو ” في الشرق الأوسط عام ١٩١٦. والتي بموجبها تقسمت المنطقة إلى دول وأقاليم اي “تقسمت التركة العثمانية” .

وجاءت بعد ذلك الحكومات والشعوب لتُقدّس ما أفرزته معاهدة سايكس بيكو .وهي التسمية المنسوبة إلى راعيا هذه المعاهدة التي ولدت من مفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي “فرانسوا جورج – بيكو” والبريطاني السير “مارك سايكس” وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي سازونوف شاهداً .. وان التاريخ يُعيد نفسه الآن ولا يمكن ايقافه او تغيير مساره .وعلى الجميع الاذعان له . وللاسف كل هذا ولم يكترث له القادة والساسة في العراق. ولم يستعدوا له اطلاقاً مثلما استعدت له الدول والحكومات في المنطقة ( لا والغريب انهم يستنكرون ان هناك ولادة عالم جديد وسوف يشمل العراق ) والسبب كونهم خارج التغطية والمنطق، والسبب الآخر ففاقد الشيء لا يعطيه !
ثانيا :-
فمن المعروف تاريخيا ان لكل حقبة تاريخيّة هناك حرب عالمية هدفها تغيير المشهد الجيوسياسي العالمي وولادة عناوين جديدة تخفي العناوين القديمة وتكون هي الابرز. وبموجبها تولد المحاور والتحالفات الخاصة بالعالم الجديد. ومن هذا المنطلق تبلور المحور الصيني الروسي ، والشرق الأوسط الجديد ، والمحور الاميركي الغربي .. الخ. فهرولت الأنظمة والدول لتنتمي لهذه المحاور من اجل النجاة من القادم . إلا العراق فقادته مدمنين على العشق الإيراني وهم يشاهدون بأعينهم كيف تُقصقَص أطراف الأخطبوط الإيراني في المنطقة . وان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي دشنته إسرائيل بدعم أميركي وبريطاني وغربي من غزة ثم لبنان ثم سوريا والآن وصل لليمن وسوف يليه العراق كمرحلة اولى يصب في تفصيلات منطقتنا والتي تحتم ( غياب أنظمة ، وغياب قادة ، وتغيير جغرافيات ، وولادة تسميات جديدة … ويقابله صعود قادة جُدد، وحكومات وانظمة جديدة )
ثالثا :-ولهذا أصبحت وستصبح لدينا أنظمة جديدة وقادة جُدد في منطقة الشرق الأوسط وكما يلي :
١-في فلسطين ” انتهت غزة أي انتهت قيادة حركة حماس وهنا خسرت إيران هذا المحور .وربما سوف تنتهي القيادة في الضفة الغربية ايضا وان رحيل محمود عباس مسالة وقت ” وان هناك مشروع جاهز وهو التهجير نحو مصر والأردن وبلدان عربية اخرى !
٢-في لبنان انتهى حزب الله ولن يعود مثلما كان وهنا خسرت إيران هذا المحور .واصبح لبنان مع المحور الاميركي وبأنتظار قيادة لبنانية جديدة هذه الايام ” رئيس وحكومة جديدة ” وترتيبات جديدة !
٣- في سوريا انتهى نظام بشار الأسد وخسرت ايران هذا المحور . وولدت في سوريا قيادة جديدة ونظام جديد متهادن مع مشروع الشرق الأوسط الجديد .
٤- في اليمن هناك مشروع أصبح جاهزاً ليستلم (اللواء أحمد علي عبد الله صالح/نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ) زمام الأمور في اليمن. وحينها سيكون الرئيس اليمني الجديد ونظام جديد في اليمن قريبا . وان موضوع خنق ( الحوثيين ) على طريقة خنق حزب الله اللبناني بدأت وسوف تستمر حتى الشروع بمشروع عودة اليمن إلى نظام سياسي جديد بقيادة اللواء احمد علي .
٥- في ليبيا هناك ترتيبات ليتحرك الجنرال ” حفتر” لتوحيد ليبيا بعد طرد التنظيمات الإسلامية المتطرفة في المناطق الليبية .وكذلك انهاء حكم الاخوان المسلمين في طرابلس والتي تدعمهم فيها تركيا (( وهناك مفاوضات دولية جارية مع نجل القذافي السيد سيف الإسلام القذافي ليكون هو على راس النظام الليبي الجديد الذي سيوحد ليبيا ))
٦- في مصر الوضع بدأ بالارتباك .فهناك ضغوط اسرائيلية على مصر ليقبل بتهجير سكان غزة إلى سيناء. وهناك تركيا ودولة قطر المتربصتان لدعم عودة الاخوان المسلمين ليأخذوا الحكم في مصر !
٧-التنطيمات المتطرفة والجهادية في ليبيا سوف تنتقل من ليبيا نحو دول شمال افريقيا لتعمل من هناك . لأن هناك مخطط لتغيير ( النظام السياسي في الجزائر ) ..بحيث استشعر النظام الموريتاني الخطر فسارع لفتح نافذة تفاوض مع اسرائيل ليعطي ظهره إلى الجزائر وينظم إلى جبهة المغرب المُطبّع مع إسرائيل. ولنجاح الخطوة الموريتانية قام الرئيس الموريتاني بتغييرات كبيرة جدا في القيادات السياسية والعسكرية والامنية والدبلوماسية لتسهل لديه مهمة التطبيع !ً
ثالثا :-
وبالتالي فالتغيير حتمي وقادم في العراق . وان جميع الحيل والمراوغات والتوسلات التي يقوم بها الساسة والماسكين في السلطة بدعم من رجال الدين وايران ودول اخرى لن ولن تفيدهم بشيء ” لأن المشروع قد أصبح َ جاهزاً وفقط ينتظر الضوء الأخضر وساعة الصفر للتغيير ” وبطريقة لن تخطر على بال الممسكين بالسلطة في بغداد .وبالمناسبة حتى لو تم حل الحشد وحل الفصائل المسلحة واغلاق مقراتها ومعسكراتها لن ولن يؤخر مشروع التغيير القادم ( والذي سيكون بقيادة وطنية راكزة وبعيدة عن الطائفية والتبعية )
رابعا:-
وبالمناسبه ان دول الخليج لن تسلم هي الأخرى وسوف يشملها التغيير . وانها في المرحلة الثانية من مشروع التغيير الحتمي وهنا (ستغيب دول وستكبر دول اخرى ) .. وسوف نتحدث عنها لاحقاً!
سمير عبيد
٣٠ ديسمبر٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هناك طريقة مثلى لاستقبال العام الجديد.. تعرف إليها؟

الشارقة - 'الخليج'
استقبال العام الجديد هو فرصة للتأمل والاحتفال، حيث يمكننا البدء بصفحة جديدة مليئة بالأمل والطموح.
وهنالك أفكار ونصائح لاستقبال العام الجديد بطريقة إيجابية ومثمرة منها: 
- التفكير في العام الماضي: خصص وقتاً للتأمل في إلانجازات، والتحديات التي واجهتها، والدروس المستفادة.
- وضْع أهداف جديدة بتحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس في مختلف جوانب حياتك (الشخصية، المهنية، الصحية).
- تطوير عادات إيجابية: استغل هذه المناسبة لبدء عادات صحية مثل ممارسة الرياضة، تناول الطعام الصحي، أو القراءة يومياً.
- التخلص من السلبيات: اعمل على الابتعاد عن العادات أو الأشخاص الذين يسببون لك التوتر أو الإحباط.
- حاول تنظيم محيطك المادي والعاطفي لتشعر بالراحة والإيجابية. 
- ممارسة الامتنان: اكتب في دفتر يومي الأشياء التي تشعر بالامتنان لها في العام الماضي.
- وضع خطة مالية: راجع نفقاتك في العام الماضي وضع خطة لتوفير المال أو الاستثمار بشكل أفضل.
- تعلم مهارة جديدة: اختر شيئاً جديداً ترغب في تعلمه، سواء كان لغة جديدة، هواية، أو مهارة مهنية.
- التواصل مع الآخرين: تواصل مع أصدقاء أو أقارب لم تتحدث معهم منذ فترة طويلة.
- الاستمتاع باللحظة: لا تضع ضغوطاً كبيرة على نفسك في بداية العام؛ استمتع باللحظة وابدأ بشكل مريح.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الفنلندية تعلن انسحاب جميع جنودها من العراق
  • فنلندا تعلن انسحاب جميع جنودها من العراق
  • “بوحمرة”: الإجماع على جميع مواد الدستور من مختلف الأطراف أمر مستحيل
  • هل هناك زيادة جديدة في أسعار وسائل النقل العام بـ إسطنبول؟
  • واشنطن تتجه لـتقويض المحور.. هل هناك ضغوط على بغداد لإغلاق مكتب الحوثيين؟
  • "الدولة" و"الشورى" يتوافقان حول جميع المواد في 3 مشاريع قوانين
  • هناك طريقة مثلى لاستقبال العام الجديد.. تعرف إليها؟
  • سباق انتخابي شيعي مبكر على مدن سُنة العراق.. ما فرص الفوز هناك؟
  • روضة الحاج: قرَّرتُ في العامِ الجديدْ ألا أقولَ لراحلٍ عني انتظر! مهما غلا من شاءَ أن يبقى ففي عيني ومن شاءَ الرحيلَ