كيف تستقبل الزوجة زوجها؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
المرأة الواعية هي التي تحظى دائمًا بصفات ومُميزات نموذجية تسعى لاكتسابها من قيمها ومبادئها الدينية والاجتماعية، في مختلف مجالات الحياة، وهي من تسعى جاهدة لترتيب علاقتها الزوجية، لتحظى بحياة سعيدة بعيدة عن المنغصات والمعكرات، مبنية على المحبة والمودة والتفاهم والاحترام والتقدير والإجلال بينها وبين شريك حياتها.
ومن أهم الصفات الراقية التي ينبغي للمرأة الواعية الاهتمام بها في حياتها الزوجية والأسرية، والحرص على ممارستها وتطبيقها في تعاملها مع شريك حياتها، هو فن استقبال الزوج، وهو سلوك أخلاقي عظيم ورفيع، لا تقوم به إلا الإنسانة العاقلة العارفة بمكانة زوجها.
أما ما هو فن الاستقبال، وكيف تستقبل المرأة زوجها إذا عاد إلى بيته؟ فهو ما عُرف بأنه فن سلوكي أخلاقي راقٍ، شجع عليه الإسلام العظيم، وحثَّ المرأة على تطبيقه في بيتها مع زوجها إذا عاد من سفر أو عمل أو غياب، وهنا نذكر شيئًا من الأفكار الراقية التي من الجيد للمرأة الالتزام بها بشكل إيجابي عند استقبال زوجها، حتى يكون الاستقبال مميزا ونافعا وفيه مزيدا من المحبة والمودة والاحترام لشريك الحياة:
• أولًا: الاستعداد المسبق للاستقبال: فإن الزوجة الفطنة الواعية هي المرأة الذكية التي تُدير بيتها وأسرتها بكفاءة عالية، وذلك من خلال استعدادها الدائم لاستقبال زوجها عند عودته من عمله أو سفره أو غيابه عن داره، وذلك بتجهيز نفسها ومسكنها على أحسن ما يكون، حتى إذا عاد زوجها عاد إلى منزلٍ مرتّب ومنظّم ونظيف، عبق برائحته، مُشع بسعادته، مريح بأهله، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "نِسَائِكُمُ اَلطَّيِّبَةُ اَلرِّيحِ، اَلطَّيِّبَةُ اَلطَّبِيخِ، اَلَّتِي إِذَا أَنْفَقَتْ أَنْفَقَتْ بِمَعْرُوفٍ، وَإِنْ أَمْسَكَتْ أَمْسَكَتْ بِمَعْرُوفٍ، فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ اَللَّهِ، وَعَامِلُ اَللَّهِ لاَ يَخِيبُ وَلاَ يَنْدَمُ."
• ثانيًا: إطلالة الاستقبال: وذلك باستقباله بسعادة غامرة وكلمات طيبة باهرة، استقبليه وأنت مبتسمة، مبتهجة، أخبريه كلما عاد إلى البيت أنك مشتاقة إليه، وسعيدة بوجوده، والبيت مريحًا بعودته، فتلك هي حالة أخلاقية وإنسانية راقية من شأنها أن تخلق أجواءً مريحة وسعيدة بين الزوجين، وقد جاء نعتها في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما نصه: (بَشِّرْهَا بِالْجَنَّةِ، وَقُلْ لَهَا إِنَّكِ عَامِلَةٌ مِنْ عُمَّالِ اَللَّهِ، وَلَكِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا).
• ثالثًا: من عناصر الاستقبال: أن تعلم الزوجة أطفالها بكيفية استقبال والدهم، وتوجههم إلى بعض السلوكيات من أقوال وأفعال يقولها الأطفال لوالدهم عند دخوله إلى الدار، فإن كل ذلك ينعكس على احترام الزوج للزوجة، وتحقق النجاح لفن الاستقبال.
• رابعًا: من دعائم الاستقبال: أن لا تقدم الزوجة شكواها أو شكوى العيال واحتياجاتهم والمتطلبات، لأن الزوج عندما يعود من غيابه عن الدار عادةً ما يكون مهمومًا بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه؛ سواء في عمله أو أسرته أو مجتمعه، وهو بحاجة ماسة إلى الراحة النفسية التي تقوّيه على شؤون حياته الأسرية والاجتماعية، وهنا يأتي دورك الجاذب في منحه الوقت الكافي للراحة والاسترخاء وتغيير مزاجه إلى الأفضل، لذا عليك تأخير الشكوى والطلب إلى أن تشعري بأنه قد أصبح مرتاحًا ومنسجمًا معك، وبعد ذلك يمكنك تقديم ما تريدين من شكوى برفق ولطف وحوار هادئ.
• خامسًا: من مقومات الاستقبال: أن تقوم الزوجة بتوفير أجواء السعادة والراحة، فمن الجيد عند الاستقبال، عدم الاكتفاء بالكلمة الطيبة أو المظهر الحسن؛ إذ إنَّ كمال الإحسان بالإحسان، لذا حضِّري لزوجك كوبًا من الشاي أو كأسًا من العصير الذي يُحبه وقدميه إليه، فذلك اهتمامٌ عظيمٌ تُؤجَرين عليه، وهو في حد ذاته يزيد من رابطة العلاقة الزوجية بينكما. فلا تبخلي عليه بذلك.
أخيرًا.. إنَّ فن الاستقبال فنٌّ ينبغي أن يكون أساسًا من أساسيات الحياة الزوجية، لما له من دور فاعل في إدارة الحياة الزوجية الناجحة والمتوازنة، وهو في حد ذاته يساعد على ترسيخ مشاعر الحب والاهتمام، مما يسهم في بناء الحياة الزوجية وتحويلها إلى حياة سعيدة مطمئنة مبنية على الحب والتفاهم والانسجام بين الزوجين.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نائلة جبر: زواج الصفقة أحد أشكال الاتجار بالبشر ويُعاقب عليه القانون
أكدت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، أن مصر كانت من أوائل الدول التي اهتمت بملف الاتجار بالبشر، حيث تم إصدار القانون رقم 64 لسنة 2010، وتشكيل لجنة وطنية مختصة تابعة في بدايتها لوزارة الخارجية.
وأوضحت جبر، خلال لقائها مع الإعلامية رانيا هاشم في برنامج "بصراحة"، المذاع على قناة الحياة، أن اللجنة أجرت دراسات متعددة لرصد أشكال الاتجار بالبشر على مستوى العالم وفي مصر تحديدًا.
أشارت السفيرة نائلة جبر، إلى أن من أبرز أشكال الاتجار بالبشر المنتشرة هو ما يعرف بـ "زواج الصفقة"، وهو زواج قائم على مقابل مادي يحصل عليه الأب، والسمسار، وأحيانًا الزوجة نفسها، مما يجعله صفقة تجارية لا علاقة لها بالزواج الشرعي.
شددت نائلة جبر، على أن القانون يعاقب كل من يشارك في هذا النوع من الجرائم، سواء كان الأب، أو السمسار، أو الخاطبة، مؤكدة أن الضحية أو المجني عليها لا تقع عليها أي عقوبة، بل يتم التعامل معها كضحية تحتاج إلى الحماية والدعم.
نبهت نائلة جبر، إلى أن "زواج القاصرات" هو أحد صور "زواج الصفقة"، ويُعد محرمًا قانونًا وشرعًا؛ لأنه لا يقوم على المودة والرحمة، بل على الاستغلال وتحقيق الربح المادي.