خليجنا مستقبلنا.. هُوية واحدة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
محمد رامس الرواس
دخلت مسألة الوحدة والتكامل الخليجي مرحلة حاسمة لا بُد فيها من العمل لأجلها؛ بهدف وضع رؤية واحدة مُشتركة لمُستقبلنا خلال الأعوام والعقود المُقبلة، فقد لا يَغفر لنا أبناؤنا وأحفادنا، تقصيرنا أو تأخرنا في إنجاز في هذا الأمر، وفي هذا الوقت بالذات، وأننا أضعنا ما يرجوه كل مواطن في دول مجلس التعاون الخليجي.
وليس هناك من فرصة سانحة، أفضل مما نحن عليه اليوم، إذ أصبح استقرار وأمن وتماسك دولنا أمام اختبار حقيقي في ظل المُتغيرات الإقليمية والدولية المتوالية.
ولا شك أنَّ مسألة مستقبل خليجنا وتكامله ستظل الهاجس الأكبر للحفاظ على ترسيخ هويتنا الوطنية الخليجية، وكل خلافات تحدث بيننا إلّا ويستغلها الأعداء، ويُعينهم على ذلك أهل المطامع ورجال السوء؛ ليجعلوا منها أزمة، تُبعدُنا عن سعينا للتكامل فيما بيننا، لذلك لا بُد أن نُعيد ونصيغ رؤية جديدة شعارها "هوية واحدة لمجلسنا الخليجي ومستقبله"؛ مما يجعلنا أقوى وأكثر تمكينًا.
"خليجنا مستقبلنا" يُكمل بعضه البعض، وإن اختلفت بعض الأحيان التفاصيل، لكن الرؤية يجب أن تظل واحدةً في كافة القطاعات وعلى رأسها التعليم والثقافة ومن ثم الاقتصاد واستثمارنا لثرواتنا الوطنية الخليجية ليستفيد منها كافة مواطني مجلس التعاون الخليجي.
هذا هو الحُلم والهدف الذي يسعى له أهل الخليج من خلال وجود أسباب حقيقية تجمعنا لنظل متلاحمين مُتعاضدين في هذا الوقت بالذات وخلال السنين القادمة تحديدًا وبكافة الأصعدة والمستويات سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا فالأسباب القوية لوحدتنا موجودة ولا تحتاج إلا لتفعيلها فالتنمية الاقتصادية خاصة في المجالات الغير نفطية لا بد وأن تكون مرتبطة بالتركيب السكانية حتى لا نفقد هويتنا في بلداننا وبالتالي هويتنا الخليجية.
نحتاج اليوم إلى تعاضد وتلاحم أكثر من ذي قبل، وتقارب أكبر في الفترة القادمة لما يمثله هذا الأمر من ضرورة وأهمية من أجل الوقوف في وجه المتغيرات العالمية الجديدة التي يشهدها العالم.
وهناك ثلاث ركائز أساسية متى ما طُبقت على أرض الواقع يمكن أن نقول إن لدينا كيانًا خليجيًا ذا مستقبل واعد وفعّال؛ أولها: العمل على سهولة التواصل والاتصال والوصول بيسر وسهولة وسرعة بين المدن الخليجية الكبرى. ثانيًا: وجود نظام أمني استراتيجي يخدم كافة دول الخليج عسكرياً واستخباراتيًا. ثالثًا: وضع نظم وسن قوانين تجارية واقتصادية وصناعية موحدة تسهل قيام مشاريع خليجية مشتركة، وتمكين رجال الأعمال أن يقيموا مشاريعهم في أي مدينة خليجية بكل يسر وسهولة في ظل قوانين ونظم موحدة.
وختامًا.. إنَّ هذا الأمر إنْ وُضعت له الرؤية والهوية الواحدة ينبغي على كافة دول مجلس التعاون أن تقف صفًا واحدًا لمجاهدة نفسها لكي تدافع عن حقوق مستقبلها قبل حصول عواقب لا تُعرَف نتائجها.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
زيارة الوفد السعودي بيروت تفتح الأبواب الخليجية
كتب عمر البردان في" اللواء": كشفت مصادر دبلوماسية خليجية أن "زيارة الوفد السعودي الرفيع برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان إلى بيروت في مطلع العام الجديد، تشكل خطوة بالغة الأهمية في تأكيد الدعم السعودي والخليجي للبنان، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها"، مشددة على أن "هذه الزيارة تشكل رسالة قوية بأن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، ستكون إلى جانب العهد الجديد، بعد انتخاب رئيس للبنان في جلسة التاسع من الشهر المقبل. وتؤكد المصادر، أن "سقوط النظام البعثي السوري، ستكون له نتائج إيجابية على صعيد تفعيل عمل المؤسسات في البلدين، وما لذلك من انعكاسات على قدر كبير من الأهمية على صعيد العلاقات بين الدولتين" .
وكشفت المعلومات أن المسؤولين اللبنانيين سيضعون المبعوثين الدوليين في أجواء ما يمكن أن يحصل في حال بقيت الممارسات الإسرائيلية العدوانية على حالها، في ظل حالة قلق كبيرة من خطورة الوضع الذي يخيم على المناطق التي تحتلها إسرائيل في الجنوب . وفي ظل استمرارها في تفجير منازل العديد من القرى على طول الشريط الحدودي، دون صدور أي موقف حاسم من قبل اللجنة الخماسية، مع دخول وقف النار شهره الثاني . ولا تشير المعطيات المتوافرة، أن الاحتلال في وارد الانسحاب من المناطق التي يحتلها في نهاية الشهر المقبل، على ما ينص عليه الاتفاق، وسط حديث متزايد، عن أنه قد يصار إلى تمديد مهلة الشهرين، وهو أمر يحمل في طياته مخاطر كبيرة على اتفاق وقف النار برمته . وأشارت المعلومات، إلى أن لبنان سيطلب من الموفد الأميركي ممارسة الضغوطات على إسرائيل لكي تلتزم جدياً بالاتفاق، تفادياً للأسوأ على مختلف الأصعدة، والذي لن يكون في مصلحة أي طرف . وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، لا ترى أوساط نيابية أن الطريق باتت معبدة أمام
تصاعد الدخان الأبيض من الجلسة المنتظرة، في ظل غياب التوافق حتى الآن، لا بل أن هناك خشية من ألا تثمر هذه الجلسة عن انتخاب رئيس للجمهورية، سيما وأن الضبابية لازالت عنواناً للحراك الدائر بهذا الشأن . وتذهب أبعد من ذلك، بالدعوة إلى استقالة نيابية جماعية، في حال لم ينتخب البرلمان رئيساً في الجلسة المقبلة . وهذا ما يفرض على جميع النواب، عدم الخروج من القاعة إلا بعد انتخاب رئيس للبلد . وأشارت الأوساط، إلى أن خيار الاستقالة تم طرحه في وقت سابق، لكنه لم يلق تأييداً . وربما يصبح أمراً جدياً في حال فشل النواب مجدداً، في تحمل مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس العتيد.