خضع الناشط السياسي المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل المرجع الديني الراحل يوسف القرضاوي، أمام السلطات اللبنانية “النيابة العامة التمييزية” في لبنان، لاستجواب مطوَّل، حول مذكرة الإنتربول الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، التي تطلب توقيفه بناءً على حكم غيابي صادر بحقه عن القضاء المصري بالسجن 5 سنوات، وإدانته بجرائم «إذاعة أخبار كاذبة والتحريض على العنف والإرهاب والتحريض على قلب النظام».

 

وحسب الشرق الأوسط، استجواب رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العميد نقولا سعد الموقوف القرضاوي في حضور وكيله القانوني المحامي محمد صبلوح، بإشراف مباشر من النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وجرى إطلاعه على مضمون مذكرة «الإنتربول» الصادرة بحقّه، وأيضاً على برقية صادرة عن دولة الإمارات العربية المتحدة، تسلّمها القاضي الحجار، صباح الاثنين، وتطلب من لبنان توقيفه أيضاً، وتسليمها إياه لملاحقته بجرم «التحريض على زعزعة الأمن في دولة الإمارات».

ولدى انتهاء جلسة التحقيق، أعطى القاضي الحجار إشارة بإبقاء عبد الرحمن القرضاوي موقوفاً على ذمة التحقيق، وقرر تسطير كتاب إلى السلطات المصرية يطلب فيه إيداعه ملف استرداده لدراسته، واتخاذ القرار بشأنه.

وأكد مصدر قضائي أن القضاء اللبناني «يتعاطى مع هذا الملفّ بخلفية قانونية بعيدة عن الحسابات السياسية». 

 

الملف القضائي المصري

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «عند تسلّم الملف القضائي المصري، والاطلاع على نص الحكم الغيابي والأدلة التي استند إليها في إدانته يُصدر النائب العام التمييزي توصية قانونية إلى السلطة التنفيذية بشأن التسليم من عدمه»، مشيراً إلى أن «القرار النهائي يعود للحكومة اللبنانية على أساس أن مسألة التسليم هي قرار سيادي، والحكومة تستأنس برأي القضاء، لكن ليس بالضرورة أن تلتزم به».

 

البرقية الإماراتية

أما بشأن البرقية الإماراتية، فلفت المصدر القضائي إلى أن القضاء اللبناني «سيُطلع دولة الامارات على نتائج التحقيق القضائي الذي خضع له القرضاوي، وسيطلب أيضاً تسليمه ملف استرداده للنظر فيه»، لكنه استدرك بأن «الأولوية تُعطى للملفّ المصري لأسباب عدة أبرزها أن القرضاوي مواطن مصري، وثمّة حكم قضائي صادر بحقه عن محكمة مصرية، لكن ذلك لا يعني أن قرار التسليم اتُّخِذ ما دامت الإجراءات القضائي لا تُستكمل إلّا بعد وصول الملفّ المصري، وبعد أن تتخذ السلطة التنفيذية في لبنان قرارها النهائي بذلك».

 

وحول ما تَسَرَّبَ عن أن الدولة التركية طالبت لبنان بالإفراج عن القرضاوي الذي يحمل جواز سفر تركياً، وأنه دخل لبنان على أنه مواطن تركي وليس مصرياً والسماح له بالعودة إلى تركيا، أكد المصدر أن «القضاء اللبناني لم يتبلّغ أي شيء من هذا القبيل، وحتى في حال وصول هذا الطلب من السلطات التركية لا يمكن تلبيته قبل إنجاز كل الإجراءات القانونية، وفي حال رفضت الدولة اللبنانية تسليمه إلى دولة مصر العربية».

 

دوافع سياسية

من جهته، اعتبر وكيل القرضاوي المحامي محمد صبلوح، أن دوافع توقيف موكله «سياسية أكثر مما هي قضائية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن موكله «وصل إلى مطار بيروت الدولي قادماً من إسطنبول بواسطة جواز سفره التركي قبل 3 أيام، وانتقل إلى دمشق براً عبر معبر المصنع الحدود، ووُضِعت تأشيرة الأمن العام اللبناني على جواز سفره مرتين، ولم يجر توقيفه».

 

وأشار إلى أنه «لدى عودة القرضاوي من دمشق إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدودي جرى توقيفه من قِبل الأمن العام اللبناني، حيث برزت مذكرة (الإنتربول) التي لم تكن موجودة من قبل»، متوقعاً «تعميم المذكرة بعد وصوله إلى دمشق وظهوره على وسائل التواصل الاجتماعي في باحة المسجد الأموي محتفياً بسقوط نظام بشار الأسد».

 

وكشف صبلوح عن «تحركات بدأتها منظمات حقوقية محلية ودولية لرفض تسليم القرضاوي إلى مصر». وقال إن هذه المنظمات «ستُصدر بياناً مشتركاً تطالب الحكومة اللبنانية بتنفيذ الاتفاقيات الدولية، ومنع تعريض القرضاوي لخطر التعذيب أو الموت».

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السلطة اللبنانية نجل يوسف يوسف القرضاوي عبد الرحمن القرضاوي النيابة العامة لبنان الأنتربول مجلس وزراء الداخلية العرب القاضي جمال الحجار

إقرأ أيضاً:

عريضة لشخصيات معارضة مصرية تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن القرضاوي (طالع)

أطلقت مجموعة من السياسيين والنشطاء المعارضين المصريين عريضة، للمطالبة بالإفراج الفوري عن الشاعر المصري المعارض عبد الرحمن يوسف القرضاوي، الذي اعتقلته السلطات اللبنانية، بناء على مذكرة قدمتها مصر والإمارات عقب زيارته إلى سوريا.

وأصدر الموقعون بيانا، قالوا فيه، إنه وقبل أيام من الذكرى 14 لثورة 25 يناير في مصر، "فاجأتنا السلطات اللبنانية بالقبض على أحد رموز هذه الثورة بل شاعرها المعروف عبد الرحمن يوسف، خلال عودته من سوريا التي كان في زيارة لها لتهنئة شعبها بانتصار ثورته".



وحملوا السلطات اللبنانية المسؤولية الكاملة عن حياة وحرية وأمان الشاعر القرضاوي، ودعوها لاحترام الالتزامات الدولية، بعدم تسليم شخص يمكن أن يتعرض للتعذيب أو حتى القتل في بلده، وهو الأمر المؤكد بالنسبة له في حال تسليمه إلى النظام المصري.

وأعرب الموقعون عن أملهم في أن "يسود صوت العقل والحكمة، وأن تفرج السلطات اللبنانية فورا عن الشاعر عبد الرحمن يوسف، وتسمح له بالعودة إلى تركيا التي يحمل جواز سفرها الآن".

وفيما يلي قائمة بأسماء الموقعين على العريضة:

أ د. سيف الدين عبد الفتاح
د حلمي الجزار
د طارق الزمر
د. محمد عماد صابر
د. سليمان صالح
د. هدى محمد
أ. قطب العربي
د. جمال سلطان
أ. عامر عبد الرحيم
أ. إسلام الغمري
د. نزيه علي
أ. عادل إسماعيل
أ. يحيي عقيل
أ. ياسر حسانين
أ. إبراهيم يونس
أ. مؤمن زعرور
أ احمدى قاسم
د. محمد الصغير
أ. محمد العدليد.
د. حاتم عبد العظيم
أ. عبد السلام بشندى
أ. محمود عطية
م. اشرف بدر الدين
أ. ايمن صادق
م. سيد نجيده
أ. رأفت حامد
أ عبد الرحمن سالم

وكانت استدعت المباحث المركزية اللبنانية الاثنين الشاعر والناشط المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي لإجراء تحقيق أولي معه على خلفية توقيفه في مطار بيروت بناء مع مذكرة "الإنتربول" استنادا لبلاغين أحدهما مصري والآخر إماراتي.

وبحسب المحامي المتابع للقضية محمد صبلوح فإن الفيديو الأخير الذي نشره الناشط المصري من المسجد الأموي أثناء احتفاله بالثورة السورية أثار غضب الإمارات ومصر نظرا لذكرهما خلال المقطع  ليطالبا بتوقيفه من جديد.

وقال القرضاوي خلال التحقيقات إن التهم التي يواجهها لا أساس لها من الصحة خاصة أنه شاعر وكاتب وما قام به يندرج تحت بند حرية الرأي الذي يكفله له الدستور المصري والقانون الدولي، كما أنه يحاسب بسبب والده الراحل الدكتور يوسف القرضاوي.

وبحسب المحامي محمد صبلوح ظهر عبد الرحمن يوسف خلال التحقيقات متماسكا وحالته النفسية والصحية جيدة، مقدما الشكر لمن يقف بجانبه في تلك المحنة.



وفي رسالته من خلال المحامي طلب القرضاوي من المنظمات الدولية الحقوقية والنشطاء مواصلة الدعم والوقوف بجانبه.

ومن ناحية أخرى، أكد المحامي أن جلسة التحقيقات أمام النائب العام التميزي الثلاثاء، قد تم تأجيلها لحين وصول ملف القضية من مصر ليتم دراسته واتخاذ القرار، مؤكدا أن الاتهامات الموجهة لموكله، والمحكوم عليه بها في مصر من نشر أخبار كاذبة وغيرها تندرج جميعها تحت بند حرية الرأي والتعبير التي يكفلها له القانون الدولي والدستور المصري مما يمنع ترحيله لمصر.

مقالات مشابهة

  • لبنان يتسلم طلبين من مصر والإمارات لترحيل عبد الرحمن القرضاوي
  • لبنان يتسلم طلبات مصر والإمارات لترحيل عبد الرحمن القرضاوي
  • 30 منظمة حقوقية تطالب لبنان بالإفراج عن عبد الرحمن يوسف
  • الإمارات تطلب رسميا استرداد نجل الداعية يوسف القرضاوي
  • المجلس العربي يدعو لبنان إلى الإفراج عن الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي
  • عريضة لشخصيات معارضة مصرية تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن القرضاوي (طالع)
  • السلطات العراقية تعتقل 5 اشخاص يحملون الجنسية الخليجية في بادية المثنى
  • إعلان هام من الجيش اللبناني || تفاصيل
  • القضاء اللبناني يستجوب نجل يوسف القرضاوي ويبقيه موقوفاً