بعد ربع قرن على العرش.. الفوارق الاجتماعية أبرز تحديات ملك المغرب
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
خلال نحو ربع قرن من تبوئه العرش، قاد ملك المغرب، محمد السادس، بلاده نحو "تحول سريع" لكنه لا يزال يواجه "تحدي الفوارق الاجتماعية".
وحافظ العاهل المغربي الذي يحتفل، الاثنين، بذكرى ميلاده الستين، على استقرار بلاده في محيط إقليمي مضطرب، وتمكن من "تحديث الاقتصاد وقيادة دبلوماسية مبادِرة"، وإن كان الثمن "إسكات" الأصوات الناقدة، لكنه لم يتغلب بعد على معضلة الفقر.
وفي خطابه الأخير بمناسبة ذكرى جلوسه على العرش في 30 يوليو، دعا الملك إلى "فتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة".
وقد اعتلى العرش خلفا لوالده الحسن الثاني، في 23 يوليو 1999، ويحكم في إطار "ملكية تنفيذية"، محتفظا بالقرار في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد والعلاقات الخارجية والدفاع والأمن.
ويلاحظ الباحث في العلوم السياسية، محمد شقير، أن محمد السادس "يفضّل تسيير دفة الحكم بالعمل بصمت مع التحكم في كل مفاصله".
ويرى أن أسلوبه يختلف عن أسلوب والده "الذي كان حاضرا بقوة في المشهد السياسي".
وخلال الأعوام الماضية، أطلق محمد السادس مشاريع كبرى في البنى التحتية مثل ميناء مدينة طنجة المتوسط (شمال)، والقطار الفائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء، والطاقات المتجددة مثل محطة "نور" للطاقة الشمسية، وتطوير صناعات السيارات والطيران.
كما أطلق مشاريع مستقبلية مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر أو تطوير صناعة محلية، إضافة إلى تعزيز "القوة الناعمة" لبلاده، مثل قراره مؤخرا الانضمام إلى الجارين إسبانيا والبرتغال في الترشح لاحتضان مونديال 2030.
"بطء الإصلاحات"على الصعيد الخارجي، عمل محمد السادس على "تنويع الشراكات"، بعدما ظلت لفترة طويلة مركزة على فرنسا والاتحاد الأوروبي، وقاد انفتاحا واسعا على إفريقيا كرسته العودة إلى الاتحاد الإفريقي في 2017.
لكن الأولوية تظل لقضية الصحراء الغربية التي لم يُحسم وضعها بعد، ويدور حولها نزاع منذ عقود مع جبهة البوليساريو المطالبة باستقلالها مدعومة من الجارة الجزائر.
ويعتبر الملك أن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم".
والعام الماضي، تمكنت الرباط من الحصول على تأييد إسبانيا، القوة المستعمرة السابقة للإقليم المتنازع عليه، لخطة "الحكم الذاتي" التي يقترحها المغرب تحت سيادته حلا وحيدا للنزاع، في حين تطالب جبهة البوليساريو باستفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.
وقبل إسبانيا، انتزع العاهل المغربي في أواخر 2020، اعتراف الولايات المتحدة "بمغربية" الصحراء، في إطار اتفاق شمل أيضا تطبيعا وثيقا للعلاقات مع إسرائيل، وقد اتخذت الأخيرة بدورها الموقف نفسه الشهر الماضي.
لكن مقابل هذه النجاحات الدبلوماسية، لا تزال البلاد تعاني من قصور في تحقيق النمو الكافي لتجاوز الفوارق الاجتماعية، وهو ما يمثل تحديا حقيقيا للملك الذي لُقب في بدايات عهده بـ"ملك الفقراء".
ورغم تحديث وتنويع الأنشطة الاقتصادية، لا تزال الفوارق تتسع بين الأغنياء والفقراء وبين المدن والأرياف.
وهو ما أبرزه تقرير من أجل "نموذج تنموي جديد" طلبه الملك في العام 2019، بعد احتجاجات اجتماعية متفرقة، مسجلا "تفاقم الفوارق" و"بطء الإصلاحات" و"مقاومات للتغيير".
وبحسب التقرير الذي نشر في 2021، "يركز نحو 10 بالمئة من المغاربة الأكثر غنى ثروة تفوق بـ11 مرة ما يملكه العشرة بالمئة الأكثر فقرا".
وبسبب تداعيات الجائحة والتضخم، عاد مستوى الفقر، العام الماضي، إلى ما كان عليه في العام 2014، بحسب المندوبية السامية للتخطيط (رسمي).
وعموما، لا يزال المغرب في مراتب متأخرة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، بسبب استمرار الأمية وانخفاض معدل الدخل الفردي الخام.
"مراقبة وثيقة"لكن هذه المشاكل لا تمس التوافق الواسع حول محمد السادس، العاهل الكتوم الذي يجسد استمرارية إحدى أقدم ملكيات العالم.
وقد أطلق مؤخرا مشروعا ضخما لتعميم التغطية الصحية يُرتقب أن يشمل أيضا منح تعويضات مباشرة للأسر المحتاجة نهاية هذا العام، كما أعلن في خطابه الأخير.
على الصعيد الاجتماعي أيضا، كان الملك وراء إصلاح قانون الأسرة العام 2004، معززا حقوق المرأة، وإن لم يلب كافة مطالب الحركة النسائية.
لكن النظام الملكي يواجه في الأعوام الأخيرة، انتقادات حول "تضييق على حرية التعبير"، واستهدف صحفيين ومدونين معارضين، بعضهم معتقل.
وبرز تحول نحو سياسة أمنية مشددة بعد العمليات الانتحارية التي أودت بحياة 33 شخصا بالدار البيضاء في عام 2003.
وبينما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي فضاء حرا إلى حد كبير، تعيش وسائل الإعلام التقليدية على دعم الدولة وتبقى رهن مراقبة وثيقة، وتكاد تكون فقدت تعددية الآراء، وضعفت الأحزاب السياسية أو هُمشت.
ويرى المؤرخ الفرنسي المتخصص في شؤون المغرب الكبير، بيار فيرموران، أن "المغاربة ما يزالون رهن تحكم وثيق، وهذا ناتج عن تواتر صدمات خارجية وأزمات كانت حادة لدرجة أعاقت النمو الاقتصادي".
ويضيف "تدارك التفاوت في مستوى العيش إزاء الجزائر وتونس يعد مكسبا، لكن الانتقال الديموقراطي لا يزال مطمحا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محمد السادس
إقرأ أيضاً:
الاسمر: لدمج الرواتب التي تعطى كمساعدات في القطاع العام ضمن أساس الراتب
استقبل وزير العمل محمد حيدر صباح اليوم في مكتبه، وفداً من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر وعرض معه القضايا المعيشية والنقابية.
بعد الإجتماع قال الأسمر:"تطرقنا في الحديث مع معالي الوزبر الى الواقع المعيشي الأليم الذي تعيشه الطبقة العمالية ، إن في القطاع الخاص أو في القطاع العام ، وضرورة أن يكون هناك زيادات في القطاعين العام والخاص ، ورفع الحد الأدنى للأجور ، ودمج الرواتب التي تعطى كمساعدات في القطاع العام ضمن أساس الراتب. كما تطرقنا الى وضع المتقاعدين الذين تركوا العمل بعد العام 2019 وقبضوا تعويضات لا تساوي شيئاً وضرورة تعويضهم ، ودمج كل اقتراحات القوانين التي تشير الى الموضوع المذكور واصدارها باسرع وقت ممكن حفاظاً على المتقاعدين من مدنيين وعسكريين ".
اضاف: "كما تطرقنا الى ضرورة تعديل قانون العمل ، الى العمالة الأجنبية، الى مجالس العمل التحكيمية ، الى المؤسسة الوطنية للاستخدام ، وضرورة اعادة تفعيل كل هذه الأمور . وقد لقينا كل تجاوب وتعاون من معالي الوزير، وسنستمر في اللقاءات كل فترة من أجل وضع هذه الأمور موضع التنفيذ".
كما استقبل الوزير حيدر وفداً من تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين، وجرى البحث في موضوع نظام التقاعد وتعويضات نهاية الخدمة. مواضيع ذات صلة سلوم زار نقيب المهندسين: لاعطاء بدل اختصاص لموظفي القطاع العام Lebanon 24 سلوم زار نقيب المهندسين: لاعطاء بدل اختصاص لموظفي القطاع العام 14/03/2025 12:16:38 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الأمين العام لجمعية المصارف دعا الى الحفاظ على القطاع وحماية حقوق المودعين Lebanon 24 الأمين العام لجمعية المصارف دعا الى الحفاظ على القطاع وحماية حقوق المودعين 14/03/2025 12:16:38 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 يحيى: لتفعيل الجباية وتحسين أوضاع رواتب القطاع العام والقوى الأمنية العسكرية لاسيما الجيش كما يجب إعادة هيكلة القطاع المصرفي وإعادة الودائع Lebanon 24 يحيى: لتفعيل الجباية وتحسين أوضاع رواتب القطاع العام والقوى الأمنية العسكرية لاسيما الجيش كما يجب إعادة هيكلة القطاع المصرفي وإعادة الودائع 14/03/2025 12:16:38 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يعلن رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة وسقوطه داخل القطاع Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يعلن رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة وسقوطه داخل القطاع 14/03/2025 12:16:38 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان إقتصاد قد يعجبك أيضاً ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في الانعكاسات للاحداث بسوريا وكيفية استيعاب الموضوع Lebanon 24 ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في الانعكاسات للاحداث بسوريا وكيفية استيعاب الموضوع 06:07 | 2025-03-14 14/03/2025 06:07:01 Lebanon 24 Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! 05:30 | 2025-03-14 14/03/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 افرام: الإصلاحات يجب أن تُواكَب بقوانين بنيوية تشكّل الأساس للعملية الإصلاحية Lebanon 24 افرام: الإصلاحات يجب أن تُواكَب بقوانين بنيوية تشكّل الأساس للعملية الإصلاحية 06:14 | 2025-03-14 14/03/2025 06:14:30 Lebanon 24 Lebanon 24 مرقص بحث في الاوضاع مع السفير بخاري Lebanon 24 مرقص بحث في الاوضاع مع السفير بخاري 06:10 | 2025-03-14 14/03/2025 06:10:37 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الثقافة تفقد المواقع الأثرية في صور المتضررة من العدوان الإسرائيلي Lebanon 24 وزير الثقافة تفقد المواقع الأثرية في صور المتضررة من العدوان الإسرائيلي 06:06 | 2025-03-14 14/03/2025 06:06:51 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس! Lebanon 24 حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس! 11:04 | 2025-03-13 13/03/2025 11:04:01 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه السيرة الذاتية لقائد الجيش رودولف هيكل Lebanon 24 هذه السيرة الذاتية لقائد الجيش رودولف هيكل 08:03 | 2025-03-13 13/03/2025 08:03:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية Lebanon 24 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية 12:30 | 2025-03-13 13/03/2025 12:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الوزراء أقرّ التعيينات العسكريّة... إليكم مقررات الجلسة Lebanon 24 مجلس الوزراء أقرّ التعيينات العسكريّة... إليكم مقررات الجلسة 06:38 | 2025-03-13 13/03/2025 06:38:22 Lebanon 24 Lebanon 24 جنبلاط: لا أُريد أنّ يأتي هؤلاء في 16 آذار Lebanon 24 جنبلاط: لا أُريد أنّ يأتي هؤلاء في 16 آذار 10:25 | 2025-03-13 13/03/2025 10:25:17 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:07 | 2025-03-14 ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في الانعكاسات للاحداث بسوريا وكيفية استيعاب الموضوع 05:30 | 2025-03-14 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! 06:14 | 2025-03-14 افرام: الإصلاحات يجب أن تُواكَب بقوانين بنيوية تشكّل الأساس للعملية الإصلاحية 06:10 | 2025-03-14 مرقص بحث في الاوضاع مع السفير بخاري 06:06 | 2025-03-14 وزير الثقافة تفقد المواقع الأثرية في صور المتضررة من العدوان الإسرائيلي 06:00 | 2025-03-14 من فيليب تقلا إلى رياض سلامة.. مَنْ سيكون الحاكم السادس لمصرف لبنان وما التحديات التي ستُواجهه؟ فيديو بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر Lebanon 24 بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر 04:22 | 2025-03-14 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو) Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو) 02:26 | 2025-03-14 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية 05:00 | 2025-03-12 14/03/2025 12:16:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24