يمانيون/ استطلاع

زين العابدين عثمان، باحث في الشؤون العسكرية :قواتنا المسلحة ضاعفت العمل الهجومي كماً ونوعاً بما يصنع حالة من التصعيد المضاد وما يحقق انتقال العمليات من طور التأثير إلى طور التدمير لمروحة الأهداف الحيوية في عمق كيان العدو. العميد هاشم وجيه الدين ، خبير في الشؤون :–  العلميات العسكرية في مرحلتها التصعيدية الخامسة تشهد تطورا ملموسا ونقلة نوعية على المستوى الاستخباراتي وعلى مستوى التكنولوجيا العسكرية المتطورة.

بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة تكرّس القوات المسلحة اليمنية معادلة كسر توازن الردع الصهيوني من خلال تنفيذ عشرات العمليات العسكرية ضد الأهداف الحساسة والحيوية في عمق العدو ، متجاوزة  الدفاعات الجوية الغربية والصهيونية بمختلف أنواعها.

وتهدف العمليات العسكرية اليمنية شبة اليومية للجم كيان العدو تحت مظلة نارية من الضربات المدمرة، والوصول به إلى حالة الانكسار والإرغام الكامل لإيقاف عدوانه الوحشي على قطاع غزة.  وبناء على ذلك تظل أعماقه الحيوية تحت الاستهداف بشكل متواصل ودون أي ضوابط أو خطوط حمراء.

مؤخرا أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية في قاع النقب جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووفق عسكريين، تمثل قاعدة “نيفاتيم” الجوية أهمية كبرى للكيان الصهيوني، حيث تعد من أهم القواعد الجوية الاستراتيجية للعدو وأكبرها، إذ يتمركز فيها “السرب 140 (سرب النسر الذهبي) وهو سرب المقاتلات “Lockheed Martin F-35 Lightning II“، وسربان لطائرات النقل، وسرب لطائرات التزوّد بالوقود، والطائرات “الشبحية” وسرب من طائرات “Gulfstream G550 وG500” التجسسية، والطائرات المتخصصة لنظام الإنذار المبكر والتحكّم “AEW & C“،

وكذا طائرات تستخدم لجمع استخبارات الإشارة “طائرات مهام إلكترونية خاصة”. والأهم أن هذه القاعدة تضم مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو.

ويؤكد عسكريون أن الاستهداف المتواصل والمتنوع للعدو الصهيوني يثبت امتلاك القوات المسلحة اليمنية بنك أهداف حساسة وحيوية ومتنوعة.

 

مضاعفة العمل الهجومي  على العدو

ويوضح الباحث في الشؤون العسكرية – زين العابدين عثمان أنه “خلال هذه المرحلة الحساسة وتزامنا مع تصعيد العدوان الأمريكي البريطاني والإسرائيلي على بلدنا اتجهت قواتنا المسلحة إلى تطبيق موقف جديد للمعركة؛ يتم فيها مضاعفة العمل الهجومي كماً ونوعاً بما يصنع حالة من التصعيد المضاد وما يحقق انتقال العمليات من طور التأثير إلى طور التدمير لمروحة الأهداف الحيوية في عمق كيان العدو، وبالأخص في مركزه” تل ابيب” يافا المحتلة”.

ويشير عثمان إلى أن قواتنا المسلحة بدأت العمل على زيادة استخدام وسائل القصف الممكنة بعيدة المدى، وعلى رأسها صواريخ HIBER SONIC “فلسطين2 ” والتكنولوجيا الحديثة من الطائرات الانتحارية التي يمكنها بلوغ مدايات تفوق 2000كم وضرب أدق الأهداف في عمق الكيان، سيما الأهداف ذات القيمة الحيوية العالية كمطار بن غوريون ومقر وزارة الدفاع والقواعد الجوية منها قاعدة نيفاتيم الاستراتيجية” .

ويلفت إلى أن الجيش اليمني استطاع بفضل الله تعالى تدشين ضربات مؤثرة على الكيان الصهيوني، كما أنه تمكن من تفكيك التفوق التكنولوجي لدفاعات كيان العدو بصورة نوعية جداً، مشيرا إلى أن  منظومة الصواريخ (فلسطين2) تمكنت بفضل الله تعالى من تجاوز جميع الأنظمة متعدد الطبقات، سيما الأنظمة الكشفية والاعتراضية التي تعود للجيل الرابع والخامس  كمنظومات “حيتس” وأنظمة ثاد الأمريكية بعيدة المدى.

ويشدد بأن منظومات الدفاع الغربية والصهيونية سجلت إخفاقا قياسيا في محاولات التصدي للضربات وصل لنسبة 95% كما تشير له التقديرات.

ويضيف عثمان أنه من المعلوم عسكرياً أن كيان العدو يتحصن ب 8 أحزمة دفاعية متعددة الطبقات، وشبكة من أحدث نظم الكشف الرادارية التي تغطي كامل الأراضي الفلسطينية التي يحتلها، مؤكدا أنه من المعلوم أيضا أن ما تسمى “تل أبيب” هي المنطقة الأشد تحصينا بهذه الأنظمة قياساً بالمناطق الأخرى، وتمثل أنظمة حيتس3 وثاد الأحزمة الذهبية التي يعتمد عليها الكيان بشكل رئيس في مواجهة التهديدات والهجمات الصاروخية الأكثر خطورة.

ويشدد أن “حكومة” الكيان الصهيوني  وخبراء الدفاع لم يكن لديهم استيعاب لحجم الفشل السحيق الذي تعرضت له هذه الأنظمة، فهم يحاولون إلى اليوم إجراء تحقيقات مكثفة حول كيفية وصول صاروخ فلسطين 2 بشكل مستمر لهذا العمق الحيوي والتحليق لمسافة تزيد عن 2150كم دون أن تتمكن هذه التقنيات من اعتراضه رغم أنها الأكثر تطوراً والاًكثر كلفة على مستوى العالم.

ويجزم أن خبراء التصنيع والمهندسين لم يكن أمامهم أي توقع بأن يتحطم تفوق هذه التقنيات وتخرج عن الفاعلية بشكل كامل.

ويختتم عثمان حديثه بالقول “نؤكد أن الجهد العملياتي الذي نطبقه على كيان العدو لا يتوقف على ضرب أهداف حيوية فقط، بل عسكرية أيضا منها استهداف القواعد الاستراتيجية كقاعدة نيفاتيم الواقعة في صحراء النقب حيث تأخذ قواتنا المسلحة هذه الأهداف كمحور رئيس يتم من خلاله إضعاف أهم ركائز كيان العدو الهجومية وهو سلاح الجو الذي يعتمد عليه بنسبة كبيرة في عدوانه على غزة وعلى بلدنا”.

اليمن ينفرد وحيداً في مساندة غزة

 

ويقول الخبير في الشؤون العسكرية العميد هاشم وجيه الدين: “لا شك أن استمرار العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في عمق العدو الصهيوني في هذه المرحلة بالذات لها أهميتها الاستراتيجية لناحية إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لا سيما بعد أن أصبحت جبهة اليمن هي الجبهة الوحيدة الفاعلة والمستمرة في إسناد المقاومة الفلسطينية عن طريق العمليات المستمرة والمتصاعدة في البحر الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، أو العمليات التي تستهدف عمق الكيان الغاصب في يافا وعسقلان، واستهداف اهداف حيوية وحساسة بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة”.

ويؤكد وجيه الدين أن العلميات العسكرية في مرحلتها التصعيدية الخامسة تشهد تطورا ملموسا ونقلة نوعية على المستوى الاستخباراتي وعلى مستوى التكنولوجيا العسكرية المتطورة.

ويبين أن الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة أثبتت كفاءة عالية في تجاوز منظومات الدفاع الصهيونية وتحقيق أهدافها، مؤكدا أن تنفيذ العمليات العسكرية بشكل متكرر ومتواصل يمثل تحديا كبيرا للدفاع الجوي الصهيوني.

ويشير إلى أن تصاعد وتيرة العمليات العسكرية وتنفيذها بشكل يومي يؤرق الصهاينة، ويؤثر على أمن الكيان الصهيوني، ناهيك عن دوره الكبير في إضعاف الجانب العسكري للكيان الصهيوني.

ويلفت إلى أن العمليات العسكرية في مختلف المستوطنات الصهيونية  لاسيما مدينة يافا المحتلة لها تداعيات كبرى على الكيان الصهيوني تشمل الجانب العسكري والأمني والاقتصادي، إضافة إلى دوره الكبير في زعزعة أمن المستوطنين وإقلاقهم.

ويذكر أن العلميات العسكرية تضاعف الحالات النفسية لدى المستوطنين، كما أنها تركس نظرية الخوف وعدم الأمن؛ بمعنى أنهم عرضة للخطر، مستدلاً باعترافات وسائل الإعلام الصهيونية التي تتداول  تدافع المستوطنين بشكل يومي صوب الملاجئ خوفا من الاستهداف إزاء سقوط المسيّرات والصواريخ الفرط صوتية اليمنية.

وعن الاستهداف اليمني لقاعدة “نيفاتيم” الجوية يؤكد الخبير العسكري وجيه الدين أن الجيش اليمني يمتلك أهدافاً حيوية وحساسة داخل عمق الكيان الصهيوني، موضحا أن الصواريخ والطائرات المسيرة بمقدورها الوصول إلى أي مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويشدد على أن العمليات العسكرية اليمنية تكبد العدو الصهيوني خسائر جسيمة على المستوى المادي والبشري، مبينا أن حكومة الكيان الصهيوني تتكتم على خسائرها  بهدف الحفاظ  على هيبتها أمام المستوطنين.

وينوه الخبير في الشؤون العسكرية إلى أن  نتائج العلميات العسكرية وأثرها على الكيان الصهيوني  يظهر جلياً من خلال العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي المتواصل على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة.

ويحكي وجيه الدين أن استهداف الأعداء للمنشآت الخدمية لن يثني الشعب اليمني عن قراراهم الإيماني والأخلاقي المساند لغزة، وإنما يزيدهم عزما وإصرارا على مواصلة مناصرتهم لفلسطين حتى تحقيق النصر .

ويشدد بأن القيادة الحكمية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والقواتِ المسلحة اليمنية حريصون جدا على تكريس معادلة الردع حيث يقومون بالرد الفوري على الاعتداءات الصهيونية والأمريكية بأمر يدهش الأعداء.

ويرى أن العمليات العسكرية اليمنية في مرحلتها الخامسة ستستمر وتتصاعد، ولن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار، موضحا أنه في حال أُعلن عن المرحلة السادسة من التصعيد العسكري فإن تداعياتها  على الكيان الصهيوني ستكون باهضة وأشد إيلاما مما مضى.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على الکیان الصهیونی فی الشؤون العسکریة والطائرات المسیرة العملیات العسکریة المسلحة الیمنیة قواتنا المسلحة الفرط صوتیة وجیه الدین کیان العدو إلى أن فی عمق

إقرأ أيضاً:

أزال الجاوي: إسرائيل بين عجز الردع وأوهام القوة

تسعى إسرائيل من خلال هجماتها المتكررة إلى فرض معادلة ردع جديدة وإثبات قدرتها على التدخل في أي مكان ترى فيه تهديدًا لمصالحها. إلا أن تكرار استهدافها لنفس الأهداف باستخدام الوسائل والأساليب ذاتها، دون تحقيق تغييرات جوهرية في موازين القوى، يكشف عجزًا واضحًا في تحقيق معادلة الردع التي تطمح إليها والقدرة على فرض إرادتها بشكل حاسم.

في بعض الأحيان، يكون “الصمت الاستراتيجي” أكثر جدوى من الردود المتكررة، إذ يمنع منح الطرف الآخر (اليمن) فرصة لتعزيز صورته كند قوي ومتماسك. إلا أن غرور القوة وأوهام الهيمنة يدفعان إسرائيل إلى قرارات تضعف موقفها أكثر مما تعززه، خصوصًا عندما تُقابل هجماتها بردود غير تقليدية وغير متوقعة من صنعاء، التي أثبتت مرارًا قدرتها على الصمود والمناورة ، وإدارة المواجهة بأساليب تفوق توقعات خصومها.

على المستوى الإستراتيجي، هذا النهج المستمر لا يضعف فقط صورة إسرائيل كقوة إقليمية “لا تُقهر”، بل يُبرز أيضًا صلابة الموقف اليمني، الذي يبدو أنه ينجح في استنزاف الخصم على المستويات النفسية والسياسية والعسكرية والاقتصادية. وفي الواقع، فإن ردود إسرائيل حتى الآن، بدلًا من تحقيق الردع، تُظهر عجزها، وتبدو كأنها تخدم صنعاء وتعزز مكانتها أكثر مما تُحقق أي مكاسب ميدانية أو استراتيجية لصالح تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • تصعيد العمليات العسكرية في ديسمبر ينذر الاحتلال بعام أشد إيلاماً
  • كاريكاتير.. العمليات العسكرية اليمنية تكسر إرهاب الأعداء وغطرستهم
  • شاهد | وضع الكيان الصهيوني من الضربات اليمنية .. كاريكاتير
  • باحثون: الصواريخ اليمنية تخترق 7 منظومات دفاعية وترعب الكيان الصهيوني
  • العمليات اليمنية تُجبر الكيان الصهيوني على طلب مليارات لتحصينات عسكرية
  • 27 عملية عسكرية يمنية تطال عمق الكيان الصهيوني في ديسمبر
  • اليمن يكرس معادلة “المطار بالمطار والكهرباء بالكهرباء” في العمق الصهيوني، وهجوم استباقي في البحر
  • اليمن يكرس معادلة “المطار بالمطار والكهرباء بالكهرباء”
  • أزال الجاوي: إسرائيل بين عجز الردع وأوهام القوة