معاناة إنسانية ومجاعة تهدد السودان وسط استمرار الحرب
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تفاقمت الأزمة الإنسانية في السودان مع استمرار الحرب، حيث يواجه الملايين خطر المجاعة والنزوح في ظل غياب حل سياسي..
التغيير: وكالات
قالت صحيفة “الرياض” السعودية، الإثنين، إن معالجة الوضع في السودان بات ضرورة ملحة. وأكدت أن الاتجاه نحو حل سياسي دائم ينهي الحرب أصبح أمرًا لا بد منه، مع التوجه إلى حل سلمي يدعو الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية.
وشددت الصحيفة على ضرورة احترام الأطراف المتحاربة لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما أشارت إلى الحاجة العاجلة لمنع المزيد من التدهور في الوضع الإنساني، خاصة مع خطر المجاعة الوشيك، والعمل على تحقيق حل مستدام للصراع القائم في السودان.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “السودان الأزمة الإنسانية”، أن استمرار الحرب أدى إلى تعقيد الصراع السياسي، مما تسبب في كارثة كبرى. ونتيجة لذلك، تفاقمت المعاناة الإنسانية، حيث يواجه ملايين المدنيين انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال المستمر منذ 15 أبريل 2023.
وأوضحت الصحيفة أن السودان يواجه تحديات هائلة مع تزايد النزوح الجماعي لعشرات الآلاف، وما يترتب عليه من أزمات إنسانية متفاقمة.
وحذرت من أن البلاد أصبحت تواجه ما يمكن وصفه بأكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه أكثر من 21 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقارير وكالات أممية إنسانية.
وذكرت الصحيفة أن هناك تقارير تشير إلى مستوى غير مسبوق من انعدام الأمن الغذائي في السودان، حيث يعاني 25.6 مليون شخص من مستويات حادة من الجوع.
وأشارت إلى أن تنفيذ طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بضرورة السماح بمرور سريع وآمن ومستدام للإغاثة الإنسانية، وإزالة العوائق البيروقراطية أمامها، أصبح ضرورة ملحة لإنقاذ المدنيين المحتاجين.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في العاصمة الخرطوم وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، متسببًا في مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية مع انعدام الأمن الغذائي والخدمات الصحية، وظهور موجات نزوح جماعية إلى الدول المجاورة مثل تشاد ومصر وجنوب السودان.
كما أثر القتال على البنية التحتية الأساسية، حيث تعرضت المستشفيات والمدارس والأسواق للقصف أو الإغلاق، مما زاد من معاناة السكان وسط أزمة إنسانية تُعد من بين الأسوأ عالميًا وفق تقارير الأمم المتحدة.
الوسومآثار الحرب في السودان السعودية حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان السعودية حرب الجيش والدعم السريع انعدام الأمن الغذائی فی السودان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تصعّد حصارها على غزة بقطع الكهرباء وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
في خطوة تصعيدية جديدة، ضمن الحرب المستمرة في قطاع غزة، قررت إسرائيل قطع التيار الكهربائي بالكامل عن القطاع، وذلك في محاولة لزيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.
يأتي القرار الذي أعلنه وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، في سياق تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة، بعد قطع الإمدادات الإنسانية عن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.
صرح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين مساء الأحد، في بيان متلفز، قائلاً: “سوف نستخدم كل الأدوات المتاحة لدينا لإعادة الرهائن، وضمان عدم وجود حماس في غزة في 'اليوم التالي' بعد انتهاء الحرب”.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من وقف إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية عن القطاع، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان.
من المتوقع أن يؤدي انقطاع التيار الكهربائي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية، خاصة فيما يتعلق بتشغيل محطات تحلية المياه الضرورية لإنتاج مياه الشرب النظيفة، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة صحية كارثية.
كما لم تستبعد الحكومة الإسرائيلية قطع إمدادات المياه عن القطاع، ما يهدد بزيادة معاناة السكان.
ردود الفعل الفلسطينية والدوليةأدانت حركة حماس القرار الإسرائيلي، واعتبرته جزءًا من سياسة العقاب الجماعي المفروضة على غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023.
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس: "إعلان قطع الكهرباء عن غزة هو إمعان في ممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق أهلنا في القطاع، التي بدأها الاحتلال منذ اليوم الأول لعدوانه على غزة".
وأضاف الرشق أن هذه القرارات الإسرائيلية، التي تشمل “قطع الكهرباء، إغلاق المعابر، وقف المساعدات والإغاثة والوقود، وتجويع شعبنا”، تمثل "جريمة حرب مكتملة الأركان".
من جهته، انتقد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة الماضي، الإجراءات الإسرائيلية، معتبرًا أن “أي منع لدخول الإمدادات الضرورية للمدنيين قد يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي”.
تداعيات الحرب واستمرار المفاوضاتيأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقتٍ تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة.
وكانت حماس قد اختتمت جولة من المحادثات مع الوسطاء المصريين دون التوصل إلى اتفاق، لكنها أكدت استعدادها لبدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تتضمن:
- إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
- التوصل إلى اتفاق دائم ينهي الحرب بشكل نهائي.
وبحسب تقارير، تحتجز حماس 24 رهينة على قيد الحياة، إلى جانب جثث 35 رهينة آخرين. وتتهم الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بتعطيل الاتفاق الذي شهد عليه العالم، محاولاً فرض خارطة طريق جديدة تخدم مصالحه الشخصية” على حساب حياة الرهائن، ودون اكتراث بمطالب عائلاتهم.
مستقبل غزة بعد الحربفي سياق البحث عن حلول مستقبلية، جددت حركة حماس دعمها لمقترح تشكيل لجنة مستقلة من التكنوقراط لإدارة قطاع غزة، لحين إجراء الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية.
ومن المقرر أن تعمل هذه اللجنة تحت مظلة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
إلا أن إسرائيل رفضت أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، ولم تطرح حتى الآن بديلاً واضحًا لكيفية إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، مما يترك مستقبل الحكم في غزة مجهولًا وسط تصاعد التوترات والمخاوف من استمرار المعاناة الإنسانية لسكان القطاع.