بانقضاء عام 2024، نكون قد طوينا سنة مُعْتِمة، بآلامها ومراراتها وقسوتها، لنستقبل أخرى، كالصفحة البيضاء، لا نعلم ماذا يمكن أن يُرسم فيها.. هل ندعها ترسم نفسها بنفسها، أم يكونُ لنا دورٌ في تحديد ألوانها؟
ربما يكون تساؤلنا «مشروعًا» مع العام الجديد 2025 ـ الذي نرجو أن يكون مختلفًا في كل شيء: ماذا نأمل أن يكون مستقبلنا فيه، وكيف تكون ملامحه، وماذا نتوقع في أيامه وتفاصيله؟
قد تبدو بشائر العام الجديد لا تُغري بالتفاؤل، لكن رجاءنا أن يحمل في طياته بعضًا من آمال التغيير على طريق تحقيق الطموحات، وأن يكون نهاية لأوجاع وآلام ودموع ومرارات، وبداية أيام من الفرح والسعادة.
ورغم صعوبة الأحداث التي عشناها على مدار أعوام، خصوصًا في العام المنتهي، وبواعث القلق ـ غير المطمئنة ـ التي تبدو واضحة للجميع، إلا أننا لا نستطيع أن نُخفي تفاؤلًا حذرًا بالعام الجديد، الذي نرجو أن يكون مختلفًا عما سبقه.
إذن، لم يعد بالإمكان استعادة الذكريات المؤلمة والنظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة، فعندما يأتي الأمل، يتفلت اليأس، حيث لا مجال للعودة إلى الوراء، خصوصًا أنه من الصعب استحضار الماضي لجلب حلول للواقع.
لن نفقد الأمل في التفاؤل، ولن نيأس في انتظار ضوء في آخر النفق ـ ولو بعد حين ـ يُنهي تردِّي الأوضاع المتأزمة، في كافة المجالات، كما لن نستسلم بالوقوع فريسة سهلة للإحباط، أو أسرى لأيديولوجيات لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
في العام الجديد، لن نركن إلى هؤلاء الذين أشاعوا الفساد، وعمَّموا الظلم، ومارسوا القهر والكذب والخداع والتضليل، أو نُصغي لأولئك المخادعين الأفاقين المضللين الناعقين، من رموز ثقافة الجهل، ورواد الفكر العَفِن.
يومًا ما ـ لعله قريبًا ـ سينكشف المستور، وتُنتزع الأقنعة الزائفة عن هؤلاء المتاجرين بالدين، وأولئك «المتحولين»، أدعياء البطولات «الوهمية»، أو أصحاب «البلاغة» الزائفة والمفردات «الشاحبة»، التي أشاعت ثقافة المؤامرات الخارجية لدغدغة العواطف وغسل الأدمغة.
نتصور أن الأماني لا تزال ممكنة، إن استطعنا طيَّ صفحة الماضي، وبدأنا على الفور إعلاء قيم المواطنة الحقيقية والعمل والإنتاج وحقوق الإنسان، وتحقيق أسس العدالة والمساواة، وسيادة دولة القانون، وترسيخ ثقافة المحبة، وتعزيز الانتماء للوطن.
دعونا ننظر إلى الأمام، ونستشرف آفاق المستقبل بعيون متفائلة، وأن نأخذ الدروس والعِبَر من الأحداث التي مَرَّت، ونترك ما فات للتاريخ، والنظر إلى ما يقع حولنا بشيء من الموضوعية.. بعقول منفتحة ناقدة، ترجو الخير والتسامح للجميع.
أخيرًا.. نرجو أن نكون فاعلين في الحياة، وإيجابيين في أقوالنا وكتاباتنا وسلوكياتنا، لكي نمنح غيرنا شعورًا متفائلًا بالمستقبل، حتى يكون العام الجديد بداية حقيقية لبشائر الخير والتسامح والمحبة والسعادة.
فصل الخطاب:
يقول الروائي الأمريكي هنري ميلر «هذا العالم ليس سيئًا، ولكن طريقتنا التي ننظر بها إليه هي الرديئة».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العام الميلادي الجديد رأس السنة الميلادية يناير 2025 محمود زاهر بشائر العام الجديد دعوة للتفاؤل بداية جديدة أزمات العام الجديد العام الجدید أن یکون
إقرأ أيضاً:
إنتصار السيسي مهنئة بالعام الجديد: أدعو الله أن يكون عام خير وبركة وسلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجهت قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التهنئة إلى الشعب المصري قائلة: كل عام وانتم بخير بمناسبة العام الجديد.. ادعو الله عز وجل أن يكون عام خير وبركة وسلام وان يحفظ مصر وشعبها من كل سوء".
وفي السياق وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، التهنئة إلى الشعب المصري العظيم قائلا: أتوجه بالتهنئة إلى الشعب المصري العظيم وكل شعوب العالم، بمناسبة بداية العام الميلادي الجديد ٢٠٢٥، راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يحمل لنا في طياته كل الخير والازدهار والتقدم، وأن تتحقق فيه آمالنا وطموحاتنا، مواصلين العمل يدًا بيد من أجل مستقبل يعمه السلام والاستقرار، وتسوده روح التعاون والتكامل من أجل رفاهة البشرية".
كل عام وأنتم بخير