غموض وتكهنات.. هل نجحت منظومة "ثاد" الأمريكية في اعتراض صاروخ الحوثيين بإسرائيل؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
سلط تقرير غربي الضوء على نشر منظومة الدفاع العالي الارتفاع "ثاد" في إسرائيل واعتراضها الصواريخ الباليستية التي تطلقها جماعة الحوثي على تل أبيب، دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعة منذ أكثر من عام.
وقالت صحيفة "Bulgarian Military" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن نشر نظام الدفاع الصاروخي عالي الارتفاع [ثاد] في إسرائيل خطوة حاسمة في تعزيز الأمن الإقليمي، وخاصة ضد التهديدات المتزايدة من هجمات الصواريخ الباليستية.
وأضافت أن "هذا القرار الاستراتيجي جاء من جانب الولايات المتحدة في أعقاب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع القلق بشكل خاص بشأن إيران ووكلائها، بما في ذلك المتمردون الحوثيون في اليمن، الذين أظهروا قدرتهم على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار لمسافات شاسعة".
وتابعت "مع تزايد قدرة الحوثيين في اليمن على إطلاق الصواريخ على أهداف داخل الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، أصبح نشر نظام ثاد أكثر أهمية".
وزادت "لقد أدركت إسرائيل، التي كانت هدفًا لهجمات صاروخية من جهات فاعلة إقليمية مختلفة، الأهمية الاستراتيجية لدمج نظام ثاد في إطار دفاعها، خاصة مع استمرار التوترات مع إيران وحلفائها في الارتفاع".
وتطرقت الصحيفة إلى الهجوم الأخير الذي نفذته جماعة الحوثي على تل أبيب، وأفاد مسؤولون في قوات الدفاع الإسرائيلية بأن الصاروخ اعترض بنجاح قبل أن يتمكن من دخول المجال الجوي الإسرائيلي".
وذكرت الصحيفة "لكن في ذلك الوقت، لم يكن من الواضح على الفور ما إذا كان الاعتراض تم بواسطة نظام ثاد أو أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، مثل القبة الحديدية أو مقلاع داود.
وحسب الصحيفة فقد أثار هذا الغموض حول دور نظام ثاد في عملية الدفاع الصاروخي اهتمامًا وتكهنات كبيرة.
وأردفت "على الرغم من التقارير الأولية التي تشير إلى اعتراض الصاروخ قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، كانت هناك روايات متضاربة حول نظام الدفاع المسؤول عن الاعتراض".
وأكد مسؤول عسكري أميركي لم يكشف عن هويته أنه بحلول نهاية الأسبوع، كان لا يزال من غير الواضح ما إذا كان نظام ثاد أو نظام إسرائيلي آخر مسؤولاً عن إسقاط الصاروخ. ويثير هذا الغموض أسئلة مهمة بشأن التنسيق بين أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية والإسرائيلية.
تضيف الصحيفة "كان الهدف من تركيب نظام ثاد في إسرائيل هو تعزيز قدرات الدفاع الجوي للبلاد، والتي كانت مهددة منذ فترة طويلة من قبل الخصوم الذين لديهم إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة".
من خلال نشر نظام ثاد، سعت الولايات المتحدة ليس فقط إلى حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية المحتملة ولكن أيضًا إلى تعزيز مكانتها كحليف رئيسي في المنطقة، وضمان حصول إسرائيل على أحدث تكنولوجيا الدفاع الصاروخي المتاحة.
جاء قرار نشر نظام ثاد بعد سنوات من التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في برامج الدفاع الصاروخي، بما في ذلك نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، والذي أثبت فعاليته العالية في اعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
ومع ذلك، ومع تطور التهديدات وانتشار الصواريخ ذات المدى الأطول والقدرات التدميرية الأكبر، أدركت إسرائيل الحاجة إلى نظام دفاعي متقدم قادر على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات أعلى وعلى مسافات أكبر.
في أكتوبر 2024، اتخذت الولايات المتحدة قرارًا بنشر نظام ثاد في إسرائيل لمعالجة هذه التهديدات الناشئة. وقد اعتُبر وضع النظام جزءًا من جهد أوسع لحماية إسرائيل ليس فقط من الهجمات الصاروخية ولكن أيضًا لمواجهة النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة، التي شكلت برامجها الصاروخية تهديدًا كبيرًا لأمن إسرائيل.
كما يعمل الوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل كدليل على الالتزام الأمريكي بدفاع إسرائيل، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
نظام ثاد هو نظام دفاع صاروخي متقدم مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ومتوسطة المدى خلال مرحلتها النهائية من الطيران. وفي حين أنه معروف بقدرته على استهداف الصواريخ على ارتفاعات عالية، فإن قدراته تهدف أيضًا إلى منع الضربات الصاروخية من الوصول إلى مواقع رئيسية على الأرض.
حدث أول نشر حقيقي لنظام ثاد في إسرائيل في 26 ديسمبر 2024، عندما أطلق المتمردون الحوثيون صاروخًا باليستيًا متوسط المدى باتجاه إسرائيل، مستهدفًا على وجه التحديد مطار بن جوريون في تل أبيب، أكبر وأهم مطار دولي في البلاد.
بالإضافة إلى تقارير اعتراض الصواريخ، ظهر مقطع فيديو مثير للاهتمام على الإنترنت بعد وقت قصير من الحادث، يُظهر على ما يبدو الإطلاق الأول لنظام ثاد في سيناريو قتالي حقيقي. وقد التقط الفيديو صوت شخص خلف الكاميرا، ادعى أنه "أمضى 18 عامًا في انتظار هذا"، في إشارة إلى الوقت منذ إنشاء أول بطارية THAAD العاملة في عام 2008.
تقول الصحيفة "رغم أن هذا البيان غامض إلى حد ما، إلا أنه كان بمثابة اعتراف بالتاريخ الطويل لتطوير الدفاع الصاروخي من قبل الجيش الأمريكي، والذي بدأ في التسعينيات من القرن الماضي بأبحاث وتطوير THAAD.
تعود الصحيفة وتؤكد أن الوجود المتزايد للميليشيات المدعومة من إيران، مثل الحوثيين في اليمن، يزيد من تعقيد البيئة الأمنية".
وخلصت إلى القول إن "استخدام نظام ثاد في سياق إطلاق الصاروخ في ديسمبر 2024 من قبل الحوثيين بمثابة تذكير بالتهديدات المتزايدة التي تواجهها إسرائيل في المنطقة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اسرائيل أمريكا الحوثي صواريخ الولایات المتحدة الدفاع الصاروخی نشر نظام ثاد نظام ثاد فی الصاروخی ا فی إسرائیل فی ذلک
إقرأ أيضاً:
هل ينجح ترامب في تأسيس قبة حديدية أمريكية؟
تطرق العميد الفخري لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس، جيمس ستافريديس، إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ حول سعي الولايات المتحدة لإنشاء نظام دفاع صاروخي يشبه القبة الحديدية، والذي استلهم فكرة من مبادرة "حرب النجوم" التي أطلقها رونالد ريغان قبل عقود.
ثلاثة عناصر ستكون حاسمة لنجاح القبة الحديدية الجديدة
وكتب ستافريديس في شبكة "بلومبرغ" أن خطة ريغان لنظام "اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية الاستراتيجية قبل أن تصل إلى أراضينا أو أراضي حلفائنا" لم تتحقق قط. وبالمثل، تعد رؤية ترامب لـ "القبة الحديدية لأمريكا" شاملة، لكنها تواجه تحديات مماثلة لتلك التي واجهها ريغان، والذي تكهن في عام 1983 بأنها "قد لا تتحقق قبل نهاية هذا القرن". ومع ذلك، بالنظر إلى التهديدات والفرص التي فرضتها التطورات التكنولوجية الجذرية والتغيرات الجيوسياسية السريعة، ليس أمام الولايات المتحدة بديل سوى احتضان هذا التحدي الوجودي.Donald Trump’s ‘iron dome’ must succeed where Reagan’s ‘star wars’ failedhttps://t.co/etnpRhB9U9
— Hindustan Times (@htTweets) February 6, 2025 كيف يمكن القيام بذلك؟يكلف الأمر التنفيذي لترامب وزارة الدفاع بتطوير نظام أكثر تعقيداً بكثير من القبة الحديدية الإسرائيلية الحالية.
وسيعتمد النظام الجديد على نهج "نظام الأنظمة" للتصدي للصواريخ الباليستية المعادية، إلى جانب مواجهة الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ المجنحة.
وكما حدث مع نظام ريغان قبل 40 عاماً، سيعتمد هذا النهج على نظام فضائي يدمج أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية.
التوقيت مناسب للتهديداتمن منظور التهديد، يبدو التوقيت مناسباً. تقوم الصين وروسيا بتطوير صواريخ كروز فرط صوتية قاتلة، تتنقل بسرعات تفوق الصوت بمرات عدة، وتُصمم لتوجيه ضربات تقليدية أو نووية.
هذه الصواريخ يمكنها المناورة بسرعة، مما يجعل من الصعب التعامل معها باستخدام الأنظمة الحالية، ما يشكل تحديات فنية هائلة.
معاينة ميدانية للصعوباتيذكر ستافريديس أنه يملك خبرة عميقة في مجال الدفاع الجوي، فخلال خدمته في البحرية، عمل على أفضل السفن الحربية المضادة للطائرات في العالم، مثل الطرادات والمدمرات المجهزة بنظام الدفاع الجوي "إيجيس".
وتعلم ستافريديس صعوبة تصميم وبناء وتشغيل نظام دفاع جوي واحد على متن سفينة مخصصة، في بيئة بحرية بسيطة نسبياً.
وعندما كان القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي، أشرف على التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وشهد كيف واجه الإسرائيليون تحديات كبيرة في تشغيل نظام متعدد الطبقات، في وقت كان فيه المدنيون في خطر.
https://t.co/RnRQsryVOd
Trump’s ‘Iron Dome’ Must Succeed Where Reagan’s ‘Star Wars’ Failed
The US has an opportunity and a responsibility to devise an effective missile shield to defend itself and its allies.
6 February 2025 at 7:21 pm IST
By James Stavridis
يحدد ستافريديس ثلاثة عناصر حاسمة لنجاح القبة الحديدية الجديدة:
أولاً، القدرة على امتلاك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية في الفضاء، وهو ما سيمكن من رصد التهديدات من كافة الجهات. ثانياً، استخدام الذكاء الاصطناعي لربط أجهزة الاستشعار الفضائية والصواريخ الاعتراضية مع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية. وفي ظل التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، يعد هذا خياراً واعداً للنجاح. ثالثاً، تطوير طريقة جديدة لتدمير الصواريخ المعادية، وهي الليزر. على الرغم من بعض النجاحات الأخيرة مع نظام "هيليوس"، تظل التحديات الفنية مرتفعة. التحديات المستقبليةيبدو أن الليزر هو السلاح الذي سيشكل الدفاع الجوي المستقبلي، ولكن من الصعب تصور نظام قبة حديدية فعال دون الاعتماد عليه.
على غرار إسرائيل.. ترامب يأمر بإنشاء "قبة حديدية" أمريكية - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، أنه وقع على أمر تنفيذي للبدء بإنشاء نظام دفاع صاروخي للولايات المتحدة على غرار نظام "القبة الحديدية" الذي استخدمته إسرائيل لاعتراض آلاف الصواريخ التي استهدفتها خلال حربها ضد حماس في غزة وحزب الله اللبناني.وسيكون من الضروري التغلب على التحديات التقنية المرتبطة بهذا النوع من الأسلحة، بالنظر إلى سرعة الصواريخ واحتمالية نفاد الصواريخ الدفاعية التقليدية.
التكلفة والجدوىيتطلب هذا النظام استثماراً ضخماً، إذ ستتولى وكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية مسؤولية تنفيذ الأمر التنفيذي.
ويتوقع أن تصدر الوكالة توجيهات لتوفير البنية اللازمة خلال 60 يوماً، وهي فترة قصيرة للغاية بالنظر إلى شروط التعاقد الدفاعي.
فيديو 24 - الولايات المتحدة تسعى لإنشاء قبة حديدية متطورةأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نيته التوقيع على أمر تنفيذي لبدء إنشاء نظام دفاع جوي للولايات المتحدة، مشابه لنظام "القبة الحديدي" الذي تستخدمه إسرائيل لاعتراض الصواريخوفي 18 فبراير (شباط) الجاري، سيجمع "يوم الصناعة" الأول للقبة الحديدية شركات دفاعية لبدء العملية، التي من المؤكد أنها ستواجه العديد من التحديات.
ورغم التكلفة العالية التي قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، يرى الكاتب أن هذا المبلغ يجب موازنته مع تكلفة الخسائر المحتملة في الأرواح والثروات الأمريكية التي قد يتم تفاديها بواسطة درع صاروخي فعال.