خريطة النفوذ الأوروبي: قادة ينجحون ويصعدون وآخرون يخفقون ويتراجعون
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
شهد عام 2024 تحولات سياسية عميقة في أوروبا، حيث نجح بعض القادة في ركوب موجة التغيير، بينما غرق آخرون في تياراتها المتلاطمة.
من باريس إلى بوخارست، تركت الانتخابات بصماتها على المشهد السياسي، إلى جانب استمرار الحرب، وتعثر الاقتصاد، وفوز دونالد ترامب المفاجئ في الانتخابات الأمريكية، مما خلق صداعاً سياسياً ممتداً.
حقق توسك نقلة نوعية في علاقة بولندا مع الاتحاد الأوروبي، حيث نجح في إعادة بلاده إلى الواجهة الأوروبية بعد سنوات من التوتر. وبصفته عضواً بارزاً في حزب الشعب الأوروبي، يتشارك توسك مع رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في مواقفها تجاه أوكرانيا.
وقد تعهد بإعادة بلاده إلى الواجهة بعد أن أثارت حكومة حزب القانون والعدالة مخاوف الاتحاد الأوروبي بسبب إصلاحاتها القضائية. رغم التوترات الداخلية، استطاع توسك أن يحقق تأثيرًا كبيرًا في بروكسل، حيث أُجيزت خطته المثيرة للجدل لتعليق قواعد اللجوء.
بيدرو سانشيز (إسبانيا): صانع التأثيريعتبر رئيس وزراء إسبانيا سانشيز من القادة المستقرين في أوروبا. رغم الرسالة المناهضة للمؤسسات التي أرسلها الناخبون خلال الانتخابات الأوروبية في يونيو، إلا أن وفده المكون من 20 نائبًا لم يتأثر بشكل كبير، حيث تمكن سانشيز من تحويل ذلك إلى نفوذ في بروكسل، بعد أن حصل وزير ماليته على منصب رفيع في بنك الاستثمار الأوروبي.
رغم مغادرتهما المجلس الأوروبي، يواصل رئيسا الوزراء الإيطاليان السابقان التأثير في السياسات الأوروبية من خلال تقاريرهما حول النمو الاقتصادي المتعثر مما ساهم في تشكيل سياسات المفوضين الأوروبيين الجدد.
واجه الرئيس الفرنسي عاماً كارثياً بكل المقاييس. فقد شهدت انتخابات يونيو الأوروبية صعوداً كاسحاً لمنافسيه من اليمين المتطرف "التجمع الوطني" الذي حصد 30 مقعداً من أصل 81 مقعداً، كما أدت الانتخابات المبكرة التي دعا إليها إلى فقدان أغلبيته الوسطية في الجمعية الوطنية.
وفشلت المحاولة الأولى لتشكيل حكومة بقيادة المفوض الأوروبي السابق ميشيل بارنييه من يمين الوسط، أثناء سعيه للتوافق حول ميزانية 2025. ولا يبدو أن خليفته فرانسوا بايرو، المؤيد لماكرون، سيحظى بحظ أوفر، خاصة مع الضغوط التي تمارسها بروكسل لخفض أحد أعلى معدلات العجز في منطقة اليورو.
وبعد أن كان يُنظر إليه كأحد أقوى القادة الوطنيين وأكثرهم تأييداً للمشروع الأوروبي، يبدو ماكرون الآن في موقف سيء.
بعد فترة طويلة من الاستقرار النسبي تحت قيادة أنجيلا ميركل، واجه شولتس صعوبات داخل ائتلافه الحكومي.ن وقد أدت الانقسامات إلى استنتاج أن ألمانيا لم تعد شريكًا موثوقًا به داخل الاتحاد الأوروبي.
واجه الرئيس الروماني نهاية متعثرة لفترة رئاسته، حيث شهدت الانتخابات الرئاسية في نوفمبر فوزاً مفاجئاً للقومي اليميني المتطرف كالين جورجيسكو في الجولة الأولى. أدى ذلك إلى تدخل المحكمة العليا التي ألغت نتائج الانتخابات، مستندة إلى وجود تدخلات خارجية، مما استدعى إعادة الانتخابات.
وبينما كان يوهانيس مرشحاً في وقت سابق لتولي منصب قيادي في الاتحاد الأوروبي، وحتى بعد ترشيح نفسه لمنصب في حلف الناتو، إلا أن مستقبله السياسي يبدو غامضاً بعد خسارته المنصب لصالح روته.
شهد مارك روته عاماً متبايناً في 2024، فبعد 14 عاماً في منصب رئيس الوزراء الهولندي، اضطر للاستقالة في يوليو. وفي تطور لافت، دخل حزبه في ائتلاف هش مع حزب الحرية بقيادة خيرت فيلدرز، متجاوزاً بذلك المحظورات السابقة بشأن التحالف مع اليمين المتطرف.
لكن مسيرته لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تولى بعد ذلك قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو تعيين مرموق، لكنه قد يكون بمثابة "كأس مسموم"، حيث يواجه الحلف العسكري عبر الأطلسي تحديات كبيرة.
ورغم تعزيز الناتو بانضمام أعضاء جدد مثل فنلندا والسويد، وتزايد أهمية دوره الدفاعي في ظل تحول روسيا نحو اقتصاد الحرب، إلا أن التهديد الأكبر قد يأتي من الداخل، مع تلويح ترامب بسحب الدعم العسكري الأمريكي.
فيكتور أوربان (المجر): المناور السياسيرغم أن رئيس الوزراء المجري لم يكن محل ترحيب في بروكسل، إلا أنه نجح في تحقيق نفوذ ملحوظ، فقد قوبلت رئاسته للاتحاد الأوروبي باحتجاجات ومقاطعة، خاصة بعد زياراته لموسكو وبكين مدعياً تمثيل الاتحاد الأوروبي.
وفي تطور لافت، فرضت محاكم لوكسمبورغ غرامة يومية قدرها مليون يورو لعدم تنفيذه قوانين اللجوء. كما فقد حليفه الأقوى بعد التغيير السياسي في وارسو، ويواجه منافسة في استطلاعات الرأي من حليفه السابق بيتر ماجيار.
لكن أوربان، رغم كل ذلك، لعب أوراقه في بروكسل بمهارة، فاستخدام حق النقض (الفيتو) المتكرر على سياسات أوكرانيا، وإن لم يكسبه أصدقاء، إلا أنه منحه نفوذاً لا يمكن إنكاره.
وبعد سنوات من العزلة التي أعقبت إبعاده عن حزب الشعب الأوروبي، نجح في تشكيل مجموعة يمينية متطرفة إلى جانب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان؛ ومع 86 عضوًا في البرلمان الأوروبي أصبحت مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" ثالث أكبر كتلة في البرلمان. ومع احتمال توافق وجهات النظر مع إدارة ترامب المستقبلية، قد يمتد نفوذه أكثر.
كير ستارمر (المملكة المتحدة): آفاق التحسنشهد شهر يوليو/تموز فوزاً كاسحاً لزعيم يسار الوسط كير ستارمر في المملكة المتحدة، مستنداً إلى وعوده بتحسين العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الاتحاد الأوروبي.
وبعد سنوات من الجدل حول اتفاقية البريكست، التي قام رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون بخرقها فور إبرامها، وصلت العلاقات البريطانية-الأوروبية إلى مستوى متدنٍ لدرجة أن التحسن يبدو الخيار الوحيد المتاح.
Relatedترامب يهدد أوروبا بعقوبات ورسوم جمركية ويطالب بزيادة إنفاق الناتو إلى 5%في أوروبا بأكملها.. دولة واحدة فقط تتقاضى فيها النساء أجوراً أعلى من الرجال"ضرورة لأمن أوروبا".. جمهورية الجبل الأسود تُخطط للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2028ومع مواجهة أوروبا لتحدياتها العديدة في مجالي الدفاع والاقتصاد، فإن فكرة توثيق العلاقات مع قوة نووية وشريك تجاري مهم يفترض، من الناحية النظرية، أن تلقى صدى إيجابياً في بروكسل.
إلا أن ستارمر أعلن أنه لن يعيد بلاده إلى السوق الموحدة للاتحاد، وظلت خطواته حتى الآن، بما فيها لقاؤه مع فون دير لاين في أكتوبر ، محاطة بالحذر.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مهرجان هيلفيست للهارد الروك في مدينة نانت الفرنسية هو احد اهم الاحداث الموسيقية في اوروبا. مجلس اوروبا يحذر اردوغان من اعادة العمل بعقومة الاعدام تاسك: الولايات المتحدة تحت حكم ترامب تمثل تهديدا لاوروبا بيدرو سانشيزأولاف شولتسإيمانويل ماكرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا ضحايا الصحة إسرائيل شرطة تحقيق روسيا ضحايا الصحة إسرائيل شرطة تحقيق بيدرو سانشيز أولاف شولتس إيمانويل ماكرون روسيا شرطة ضحايا الصحة إسرائيل تحقيق أوروبا دونالد ترامب قطاع غزة وفاة فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا دیسمبر کانون الأول 2024 الاتحاد الأوروبی رئیس الوزراء یعرض الآن Next فی بروکسل إلا أن
إقرأ أيضاً:
رئيس المفوضية الأوروبية السابق ليورونيوز: لاعضوية كاملة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي
كما أخبر الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية يورونيوز أنه يأسف لعدم وجود سياسية حازمة مع االأعضاء الجدد مثل المجر وسلوفاكيا، اللتين ثبت أنهما تنتهكان سيادة القانون في الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن بروكسل بحاجة إلى أن تكون "حذرة للغاية" قبل قبول دول جديدة في التكتل.
قال رئيس المفوضية الأوروبية السابق جان كلود يونكر إن أوكرانيا ليست مستعدة لعضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، وبدلاً من ذلك يجب أن تُعرض عليها عضوية محدودة.
وفي مقابلة مع يورونيوز، حذر يونكر من أن التكتل بحاجة إلى أن يكون "حذرًا للغاية" حين يتعلق الأمر بقبول أعضاء جدد.
وقال المسؤول الأوروبي السابق إن الفساد وضعف الاقتصاد وعدم وجود هيكل للدولة يجعل أوكرانيا غير مقبولة للعضوية في الوقت الراهن.
وقد نصح بروكسل بتقديم عضوية من الدرجة الثانية تشمل الوصول إلى السوق الموحدة، وصوتًا في المناقشات الحاسمة، ولكن بدون تصويت على طاولة المفاوضات.
وقال يونكر إنه لا ينكر أن كييف تحرز تقدمًا في معالجة الفساد و"إلغاء حكم الأوليغارشية"، لكنه سيؤيد حصولها على "عضوية غير كاملة".
وأضاف أنه يمكن لأوكرانيا أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي ولكن دون أن يكون لها صوت في المجلس الأوروبي، حيث تناقش جميع الدول الأعضاء الـ27 وتصوّت على المسائل الحاسمة التي تؤثر على التكتل.
Relatedفي ذكرى حرب أوكرانيا.. وفد أوروبي رفيع يصل كييف ومعه حزمة مساعدات بقيمة 3.5 مليار يوروأوربان: المجر ستقرر مصير انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ماكرون من البرتغال: أوكرانيا هي معركة "وجودية" بالنسبة لأوروبا ولا بد من الوحدة بيننا"أُحفر، أُحفر، اُحفر": هل يمهد ترامب الطريق للاستحواذ على ثروات أوكرانيا المعدنية متجاوزًا الاتحاد الأوروبي؟هل أرقام ترامب حول الدعم المالي لأوكرانيا حقيقية؟ترامب: سنحاول إعادة ما نستطيع من الأراضي إلى أوكرانياوقال يونكر ليورونيوز: "لا تصويت في المجلس، ولكن فقط المشاركة في المناقشات الأوروبية حول القضايا التي تهم أوكرانيا وتثير قلقها".
وقال: "لا نريد أن نعطيهم انطباعًا بأنهم بعيدون عن العضوية، بل نريد أن نظهر أنهم في طريقهم إلى العضوية دون أن يتمتعوا بجميع الحقوق وجميع إمكانيات العضوية الحقيقية".
وقال يونكر، الذي ترأس أعلى هيئة تنفيذية في الاتحاد الأوروبي من عام 2014 إلى عام 2019، إنه يأسف للطريقة التي تعاملت بها المفوضية مع الدول الأعضاء التي تواجه مشاكل مثل المجر وسلوفاكيا، والتي غالبًا ما كانت تتعرض للانتقاد بسبب انتهاكها لقوانين الاتحاد الأوروبي.
وقال: "كان هذا إخفاقًا، سواء من جانب تلك الدول أو من جانب الاتحاد الأوروبي".
"لقد تعاملنا مع الوضع بشيئ من اللامبالاة. يجب أن نكون صارمين للغاية، كما أظهرت التجارب الأخيرة، عندما يتعلق الأمر باحترام سيادة القانون."
واختتم يونكر حديثه قائلاً: "هذا هو جوهر الوحدة والتكامل الأوروبيين."
وكان قادة الاتحاد الأوروبي قد أيدوا الاثنين الماضي طلب عضوية أوكرانيا، حيث قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن انضمام كييف إلى التكتل سيكون أهم ضمان أمني لمستقبل البلاد.
تقدمت أوكرانيا رسميًا بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير 2022 - بعد أيام فقط من الغزو الروسي الشامل الذي دخل عامه الرابع الآن - وتأمل في الانضمام بحلول عام 2030.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار بعد تمرد دام 40 عامًا ضد أنقرة نتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سوريا "فشل سياسي لأوكرانيا".. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي فولوديمير زيلينسكيجان كلود يونكرفسادروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبي