ريدلي سكوت يتسبب في هجوم عليه من مالطا
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
يواجه المخرج الأمريكي ريدلي سكوت ردود فعل غاضبة من السياسيين بجزيرة مالطا بسبب تصريح اعتبروه مسيئاً لبلادهم، التي احتضنت تصوير مشاهد الجزء الثاني من فيلم "غلايدياتور 2".
وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، جاء تصريح مخرج فيلم "غلايدياتور 2"، خلال جلسة أسئلة وأجوبة ترويجية مع المخرج كريستوفر نولان، حيث نصح سكوت بالامتناع عن زيارة مالطا من أجل قضاء العطلات، بالمقابل أشاد بالتنوع المعماري للجزيرة الذي يمتد من العصور الوسطى إلى عصر النهضة.استياء في مالطا
هذا التناقض في تصريحه حول البلاد بين إشادته بالجزيرة من ناحية، ونصيحته بعدم زيارتها كوجهة سياحية من ناحية أخرى. أثار استياء العديد من الشخصيات السياسية المالطية، على رأسهم عضو البرلمان في مالطا أدريان ديليا.
وشنّ ديليا هجوماً عنيفاً على سكوت (87 عاماً) من خلال منشور عبر حسابه على فيسبوك. ووصف تصريح سكوت بأنه "غير لائق" ومسيئ للشعب المالطي، رغم أن مالطا كانت إحدى مواقع تصوير فيلمه المنتظر.
ونشر لقطة من مقال نشرته صحيفة محلية بعنوان "مخرج غلادييتر يدعو السياح إلى عدم زيارة مالطا في العطلة". وتوجه للمخرج بكلمات جارحة قائلاً: "لقد حققت شهرة عالمية، لكن من المؤسف أنك لم تتمكن من تعلم احترام الذين رحّبوا بك بحرارة، وشاركوا وأعاروا تاريخهم وثقافتهم وأمطروك بالملايين لإضافتها إلى فاتورتك الضريبية".
عبّر عن استيائه من سكوت بعد أن نصح العالم بعدم زيارة الجزيرة للسياحة، على الرغم من استقباله الحار والدعم المالي الذي تلقاه أثناء تصوير أفلامه هناك.
وشدّد في منشوره أن مالطا لن تسمح بعرض أفلام سكوت على أراضيها بعد الآن، ولن تتسامح مع قلة الاحترام التي أبداها تجاه الشعب المالطي، كما أشار إلى أن المالطيين لن يقبلوا أن تُستغل مواردهم الثقافية والمالية بشكل غير لائق.
مطالبة بالاستقالة
انطلعت موجة الجدل في مالطا عقب نشر مفوض الأفلام في مالطا يوهان غريتش، مقطع فيديو اقتطع منه الجزء الذي يطلب فيه سكوت من الناس عدم زيارة جزيرة في إجازة.
من جهتها، وجّهت وزيرة الظل للثقافة والفنون وصناعة السينما والتراث الوطني في مالطا جولي زهرة دعوة إلى غريش بضرورة الاستقالة من منصبه، معتبرة أنه تلاعب بالتصريح وحمّل على الإنترنت نسخة مجتزأة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مالطا فی مالطا
إقرأ أيضاً:
رفض الاحتفال برمضان| اعتقال رئيس شركة تركية بسبب تصريح مثير للجدل
في واقعة أثارت جدلاً واسعًا ضمن الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في تركيا، احتجزت السلطات التركية جيم كوكسال، الرئيس التنفيذي لأحد أكبر الشركات القابضة في البلاد، بتهمة عرقلة الحريات الدينية وقد جاءت هذه الخطوة بعد إرساله بريدًا إلكترونيًا داخليًا يوضح فيه موقف الشركة المحايد بشأن القضايا الدينية، مشيرًا إلى أن الاحتفالات الرسمية تشمل الأعياد المعترف بها فقط، مثل عيدي الفطر والأضحى، دون أن يتم تخصيص احتفالات لشهر رمضان الكريم.
بداية الأزمة: من بريد إلكتروني إلى قضية رأي عام
انطلقت الأزمة في أواخر فبراير الماضي، عندما أرسل إرجون جولر، الرئيس التنفيذي لشركة إلكترونيات تابعة للمجموعة القابضة، رسالة بريد إلكتروني للموظفين يهنئهم بمناسبة حلول شهر رمضان.
وفي رد مباشر، قام كوكسال بإرسال بريد إلكتروني يؤكد فيه أن الشركة تتبنى موقفًا محايدًا تجاه القضايا الدينية، مشددًا على أنه لا ينبغي نشر الرسائل ذات الطابع الديني على المستوى المؤسسي.
لم تمضِ ساعات حتى بدأ البريد الإلكتروني ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الجدل بين المؤيدين لموقف كوكسال، الذي يتماشى مع المبادئ العلمانية، والمعارضين الذين اعتبروا أن قراره يشكل تقييدًا للحريات الدينية في بيئة العمل.تحقيقات قضائية واحتجاز كوكسال
مع تصاعد الجدل، أعلن مكتب المدعي العام في إسطنبول عن فتح تحقيق رسمي في الواقعة، طبقًا للمادة 115 من قانون العقوبات التركي، التي تتعلق بعرقلة حرية العقيدة والتعبير. وحسبما أفادت وكالة الأناضول الرسمية، فقد تم احتجاز كوكسال للاستجواب بخصوص ملابسات قراره وتعليماته للموظفين.
وأكد مكتب المدعي العام أن البريد الإلكتروني الذي أرسله كوكسال احتواه على أوامر بعدم الاحتفال بشهر رمضان مما اعتُبر تدخلاً في حرية المعتقدات داخل المؤسسة.
استقالة كوكسال ورد فعل الشركة
مع تصاعد الأزمة، أعلنت الشركة القابضة، في الأول من مارس، استقالة كوكسال من منصبه، في محاولة لاحتواء ردود الأفعال. في بيان رسمي، أكدت الشركة تمسكها بالقيم العائلية والأخلاقية التي تأسست عليها منذ عام 1953، مشيرة إلى حرص المجموعة الإدارية والمساهمين دائمًا على التعامل بمسؤولية مع القضايا الاجتماعية.
وأضاف البيان: نعرب عن أسفنا لجميع أصحاب المصلحة والجمهور بسبب هذه التطورات الأخيرة.
أبعاد الأزمة وتأثيرها
تسلط هذه القضية الضوء على النقاش المستمر في تركيا بشأن العلاقة بين العلمانية والتقاليد الدينية في بيئات العمل، حيث تسعى الشركات متعددة الجنسيات إلى الحفاظ على حيادها، في حين يطالب البعض بمراعاة البعد الثقافي والديني في سياسات المؤسسات.
من المتوقع أن تستمر تداعيات هذه القضية في الأيام المقبلة، وسط ترقب لما ستسفر عنه التحقيقات القضائية بشأن موقف كوكسال وما إذا كان سيواجه اتهامات رسمية أم سيتم الإفراج عنه.
يبقى السؤال مطروحًا حول التوازن بين الحياد المؤسسي واحترام المعتقدات الدينية داخل أماكن العمل، وهو أمر يزداد تعقيدًا في بيئات الشركات الكبرى التي تضم موظفين من خلفيات ثقافية متنوعة.
بينما تسعى بعض المؤسسات إلى الفصل بين الجوانب الدينية والعمل، يبرز الرأي الآخر الذي يرى أن مثل هذه الإجراءات قد تثير حساسيات اجتماعية لا يمكن تجاهلها.