كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الاثنين، عن اختفاء عدد من الفلسطينيين من قطاع غزة الذين كانوا محتجزين لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الجيش يدعي عدم معرفته بمكانهم.

وأوضحت الصحيفة أن مصير العديد من هؤلاء المحتجزين بات مجهولًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم تأكيدات بأنهم كانوا آخر مرة برفقة الجنود أو قيد الاعتقال.



في الأشهر الأخيرة، قدم الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان 27 التماسًا للمحاكم الإسرائيلية للمطالبة بتوضيح مصير المفقودين، لكن معظم الالتماسات قوبلت بالرفض.
ومع ذلك، كشفت بعض الحالات، بعد إعادة الفحص، أن المفقودين كانوا محتجزين في مراكز احتجاز إسرائيلية أو فارقوا الحياة.


انتهاكات جسيمة
وفي تقرير صدر مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كشف مركز الدفاع عن الفرد "هموكيد" – وهو منظمة حقوقية إسرائيلية غير حكومية – عن قضية اختفاء عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة الذين تم احتجازهم من قبل جيش الاحتلال، واصفاً هذه الممارسات بأنها تشكل "إخفاءً قسرياً جماعياً".

وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل تحتجز مئات الأشخاص لفترات طويلة في أماكن مجهولة، دون إجراءات إدارية أو مراجعة قضائية، ودون السماح لهم بالاتصال بمحامين أو تزويد أسرهم بمعلومات موثوقة عن مكان احتجازهم".

كما لفت إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم أي معلومات عن المحتجزين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو أي جهة أخرى.

وأكد التقرير أن "إسرائيل لا تحتفظ بأي آلية لتسجيل مصير أو ظروف الفلسطينيين الذين كانوا في عهدة القوات العسكرية في غزة"، مما يشكل، وفقاً للمركز، "تجاهلاً صارخاً للالتزامات القانونية تجاه المعتقلين والسكان المدنيين بموجب قوانين الحرب".


وحذر "هموكيد" من أن هذه الممارسات تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، التي تفرض على القوة المحتلة تسجيل كل اعتقال لشخص محمي وإنشاء مركز معلومات لتوفير بيانات عن المعتقلين والمفقودين والقتلى. ووصف التقرير هذه الانتهاكات بأنها "منهجية وجسيمة" وتتعارض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.

كما أشار المركز إلى أن الاحتلال يستخدم قانون احتجاز المقاتلين غير الشرعيين، الذي أقره الكنيست مباشرة بعد بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كإطار قانوني لاحتجاز الفلسطينيين من غزة.

إلا أن "هموكيد" أكد أن التزامات إسرائيل يجب أن تكون "التزامات القوة المحتلة التي تحتجز أشخاصاً محميين"، وليس وفقاً لهذا القانون.

ولفت التقرير إلى أن العديد من العائلات الفلسطينية تلجأ إلى "هموكيد" في محاولة يائسة للعثور على أحبائهم المفقودين، خاصة بعد فقدان الاتصال بهم خلال عمليات النزوح الجماعي أو قصف المباني المأهولة من قبل الجيش الإسرائيلي.


يأتي هذا التقرير في ظل تصاعد الانتقادات الدولية تجاه الاحتلال الإسرائيلي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب المستمرة في غزة، بينما تبقى مصائر المئات من المحتجزين مجهولة.

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى اختفاء ما يزيد على 11 ألف مفقود.

ويشهد القطاع دماراً هائلاً ومجاعة حادة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وبدأ الاحتلال عمليتها البرية في غزة 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث اعتقلت آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.

كما يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر رغم صدور مذكرتي اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو٬ ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.


ويتجاهل الاحتلال هذه المذكرات، مستمرة في انتهاكاتها التي تشمل قصف المناطق المدنية، وتدمير البنية التحتية، وفرض حصار خانق أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. ويواجه القطاع مجاعة حادة، مع تقارير تفيد بوفاة عشرات الأطفال والمسنين جراء نقص الغذاء والدواء.

وتضع هذه الأحداث المجتمع الدولي أمام تحدٍ كبير لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني، وتستدعي تحركاً عاجلاً لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطينيين غزة الاحتلال المفقودين فلسطين غزة الاحتلال المفقودين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی تشرین الأول إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفيات غزة تدفع النظام الصحي للانهيار

#سواليف

قال مفوض #الأمم_المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن “نمط #الاعتداءات (الإسرائيلية) المميتة على #مستشفيات_غزة ومحيطها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل #كارثي في قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية”.

وأضاف التقرير الصادر اليوم الثلاثاء، أن “الاعتداءات التي تم توثيقها بين 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و30 حزيران/ يونيو 2024، تثير مخاوف جدية بشأن امتثال (إسرائيل) للقانون الدولي”.

وأشار إلى أنه “وكأن القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت”.

مقالات ذات صلة نواب وصحفيون وسياسيون يطالبون بالإفراج عن أحمد حسن الزعبي / أسماء – مفتوح للتوقيع 2024/12/31

وتابع “إن حماية المستشفيات أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية، وعلى جميع الأطراف أن تحترم هذا المبدأ في جميع الأوقات”.

وأوضح أن “الدمار المروع الذي أحدثته الهجمات العسكرية للاحتلال على مستشفى كمال عدوان يوم الجمعة الماضي، والذي ترك سكان شمال غزة تقريباً بلا أي إمكانية للحصول على الرعاية الصحية الكافية، يعكس نمط الهجمات الموثقة في التقرير”.

ولفت إلى أن “الموظفين والمرضى أُجبروا على الفرار أو تعرضوا للاعتقال، مع وجود العديد من التقارير التي تتحدث عن تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، كما تم اعتقال مدير المستشفى الذي لا يزال مصيره ومكانه غير معلومين”.

وشدد تورك على أنه “من الضروري إجراء تحقيقات مستقلة وشاملة وشفافة في جميع هذه الحوادث، ومحاسبة المسؤولين على جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ويجب إطلاق سراح جميع أفراد الطواقم الطبية المعتقلين تعسفياً على الفور”.

وأوضح التقرير الأممي “وقوع ما لا يقل عن 136 غارة على ما لا يقل عن 27 مستشفى و12 مرفقاً طبياً آخر، خلال الفترة المشمولة بالتقرير، ما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرهم من المدنيين، وتسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية أو تدميرها بالكامل”.

ويضيف التقرير أن “تعمد توجيه هجمات ضد المستشفيات والمرافق التي يُعالج فيها المرضى والجرحى، تشكّل أيضاً جرائم حرب، وفي ظل ظروف معينة، قد يرقى التدمير المتعمد لمرافق الرعاية الصحية إلى شكل من أشكال العقاب الجماعي، ما قد يشكل بدوره جريمة حرب”.

وخلص التقرير إلى أن “آثار العدوان على المستشفيات ومحيطها، يمتد إلى ما هو أبعد من الهياكل المادية”.

وتابع: “فقد عانت النساء، لا سيما الحوامل، معاناة مروعة، وأنجب الكثير من النساء أطفالهن من دون الحصول على أي رعاية قبل الولادة وبعدها، أو دون أن يتلقين سوى الحد الأدنى من هذه الرعاية، ما يزيد خطر وفيات الأمهات والأطفال التي يمكن الوقاية منها”.

وتلقت مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان تقارير تفيد بـ”وفاة أطفال حديثي الولادة بسبب عدم قدرة الأمهات على إجراء فحوصات ما بعد الولادة أو الوصول إلى المرافق الطبية لإنجاب أطفالهن”، وفق التقرير.

وتفيد التقارير بأن “العديد من الجرحى توفوا أثناء انتظارهم دخول المستشفى أو تلقي العلاج، ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد أكثر من 500 شخص من العاملين في المجال الطبي في غزة بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ونهاية حزيران/ يونيو 2024”.

وأوضح، “أصابت أول عملية واسعة النطاق نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أحد المستشفيات مجمع الشفاء الطبي، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ثمّ نفذ غارة ثانية على المنشأة في آذار/ مارس 2024، تاركاً إياها في حالة خراب كامل بحلول 1 نيسان/ إبريل الماضي”.

وبعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المستشفى، أفادت التقارير بأنه “تم العثور على ثلاث مقابر جماعية، حيث تم انتشال ما لا يقل عن 80 جثة، ما أثار مخاوف جدية من احتمال وقوع جرائم بموجب القانون الدولي”.

وأشارت التقارير أيضاً إلى أنه “تم العثور على بعض هذه الجثث وهي لا تزال متصلة بأجهزة القسطرة، ما يشير إلى أن القتلى كانوا من المرضى”.

وأكّد التقرير أن “سمة أخرى من سمات هذه الاعتداءات هي الاستهداف الدقيق الواضح للأشخاص داخل المستشفيات، لكن في معظم هذه الحالات كان من الصعب تحديد الجهة التي تقف وراءها”.

وأكّدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أنها “تحققت من حالات متعددة لأشخاص استشهدوا بالرصاص في مستشفى العودة في جباليا، بمن فيهم ممرضة متطوعة أصيبت برصاصة قاتلة في صدرها بينما كانت تنظر من النافذة، في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تكشف تفاصيل محاولة انتحار أحد أسرى الاحتلال في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن ارتفاع حالات الانتحار بين جنوده
  • حكومة نتنياهو تعرقل زيارة الصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين.. ماذا طلبت من المحكمة؟
  • ثقافة التطرف والدمار.. هآرتس تكشف جرائم الفرقة 252 لجيش الاحتلال في غزة
  • الأمم المتحدة: اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفيات غزة تدفع النظام الصحي للانهيار
  • رويترز تنقل شهادات أسرى فلسطينيين لانتهاكات الاحتلال بسجونه
  • استشهاد خمسة أسرى فلسطينيين في سجون الإحتلال خلال 24 ساعة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45,541 شهيداً
  • مجـ.زرة جديدة.. استشهاد 5 أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال خلال 24 ساعة