إهدار أممي للتمويلات، ومشاريع ماتزال مترنحة في دائرة الطوارئ، رغبة في عدم استدامة خدماتها، وعودتها على المستفيدين بفوائد طويلة الأمد، حتى أن نسبا كبيرة منها تهدر وفق تخادم مشترك بين المنظمات الأممية والحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، فضلا عن شهية الأخيرة المفتوحة لكل ما هو مخصص لمواطنين أوضاعهم الإنسانية وصفت بالأسوأ عالمياً.

تتلاعب المنظمات الدولية بملايين الدولارات التي يقدمها المانحون كمساعدات للفقراء والنازحين واصبحت تقتات من ظهور اليمنيين وتتاجر بمعاناتهم، بينما تمنحهم الفتات في ظل تساهل وتواطئ حكومي وتخادم حوثي.

ويخيّم العبث والعشوائية والنهب الممنهج على مشاريع المنظّمات وأنشطتها في ظل غياب وتؤاطئ الجهات الحكومية التي يقتصر دورها على التوقيع لاتفاقيات المشاريع وإصدار تصاريح العمل وتسليمها لمليشيا الحوثي عبر تلك المنظمات، عبر صفقات مشبوهه في حين تغفل الجهات الرّقابية والمجتمعية، وتتجاهل مسؤولياتها المتعلّقة بالإشراف والمتابعة.

ورغم مرور ثماني سنوات على بدء الحرب، إلا أن المنظمات الدولية ترفض الانتقال من المشاريع الطارئة الى المستدامة، وتتعمد اهدار اغلب التمويلات على نفقات تشغيلية ورواتب وتنقلات وايجار سيارات لموظفيها وفرقها العاملة، وتقديم مشاريع وهمية لا يوجد لها أثر على الواقع تقام نسبة 80 % منها بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي وتتقاسم معه الفساد والأموال على حساب الجوعى.

وبالمثل، لا تتوانى الأمم المتحدة عبر برنامج الغذاء العالمي من تسليم مليشيا الحوثي ثلثي المساعدات الإغاثية، والاخيرة بدورها تقدمها لأسر عناصرها وقتلاها ولتحشيد وتجنيد المقاتلين الجدد في صفوفها.

وفي السياق، كشفت وثيقة عن توزيع "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، مساعدات غذائية ونقدية لما يقارب 9 مليون و500 ألف مستفيد في المحافظات الخاضعة لمليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا خلال دورة يوليو 2023.

واظهرت الوثيقة المؤرخه بـ 20 يوليو العام الجاري، ان عدد المستفيدين من هذه المساعدات في المحافظات المحررة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية فقط 800 الف مستفيد، وبنسبة لاتتجاوز 9% مقارنة بمناطق المليشيا.

وبحسب الوثيقة، طلب ممثل الغذاء العالمي "ریتشارد ریغان" من أمين عام مايسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي (كيان مستحدث) في سلطة المليشيا يديره القيادي "إبراهيم أحمد الحملي" إصدار "الموافقات اللازمة وتسهيل إصدار التصاريح الأمنية لشركاء البرنامج وشركات النقل التابعة للبرنامج لتوزيع المساعدت على 9 ملايين و494 ألف و538 مستفيد في 221 مديرية خاضعة للحوثيين.

وأفاد تحقيق سابق اجرته أسوشيتد برس، أن برنامج الغذاء العالمي لايراقب سوى عشرين في المائة من منظماته ومراكز توزيعه، وتواطؤ البرنامج مع شركائه المحليين والمليشيا الحوثية في نهب الثمانين في المائة الأخرى.

وتحولت مخيمات النازحين والمستشفيات وغيرها مرتعاً لعشرات المنظمات الإغاثية المشبوهة التي تتكسب من معاناة دون تقديم شيء ملموساً للمواطنين والنازحين.

ومؤخرا، أقدم قيادي حوثي على نهب كميات كبيرة من المساعدات الاغاثية المقدمة للنازحين في مديرية الزهرة شمال محافظة الحديدة الساحلية (غربي اليمن).

وأفادت مصادر محلية، بقيام مشرف المليشيا المدعو "ابو طه الهادي"، بنهب مساعدات اغاثية مخصصة لاربعة مخيمات للنازحين في مديرية الزهرة، بتواطؤ مع المنتحل صفة مدير عام المديرية "عبدالرحمن الرفاعي" والأمين العام "محمد حسن دعيشي" المكنى "أبو الغيث" ومنسقي المنظمات الإنسانية بالمديرية.

وأوضحت المصادر إن القيادي الحوثي ينهب مساعدات النازحين في مخيمات (محصام السنيدار، ارض الاميرة، السقائف بالمعرس، المردح) في مديرية الزهرة، وعددهم يزيد عن 6 ألف نازح.

وأشارت إلى ان هؤلاء النازحين يعيشون أوضاعا مأساوية منذ آخر إغاثة حصلوا عليها في يوليو العام الماضي بخلاف النازحين في المديريات الأخرى شمال الحديدة الذين يستلمون جزء من حصصهم من المساعدات بصورة منتظمة رغم نهب المليشيا لكميات كبيرة منها.

وبهذا الصدد، تمارس ميليشيا الحوثي، عملية نهب وابتزاز بحق المشاريع والبرامج الإغاثية حتى التي تتكفل بتشغيل المستشفيات الحكومية والتي تمولها المنظمات والجهات الدولية والأممية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وحصلت وكالة خبر على وثائق مسربة عقب إيقاف المجلس الدنماركي للاجئين لمشروع صحي كان يجري تنفيذه عبر مستشفى الحزم بمحافظة الجوف.

التضييق الحوثي على الأنشطة الإنسانية تسبب بحرمان الآلاف من المواطنين والمحتاجين من مساعدات طارئة كانت ستخفف أوجاعهم وترفع الجزء اليسير من المعاناة التي يتجرعونها بسبب ويلات الحرب العبثية التي افتعلتها المليشيا الحوثية.

وحصلت وكالة خبر على وثائق مسربة عقب إيقاف المجلس الدنماركي للاجئين لمشروع صحي كان يجري تنفيذه عبر مستشفى الحزم بمحافظة الجوف، شمال اليمن.

وبحسب الوثائق المسربة أقدم قيادي في المليشيا الحوثية يدعى "هشام محمد عبده الذاهبي" عبر إدارة هيئة مستشفى الحزم بالجوف على نهب أموال قدمها المجلس دعماً لبرامج صحية تقدم للمواطنين عبر المستشفى.

وتوضح الوثائق أن القيادات الحوثية المسيطرة على المستشفى قامت بنهب ما يعادل 3,182,200 ريال يمني، قدمها المجلس الدنماركي في شهر يونيو حتى 8 أغسطس من العام 2021؛ ولم يصل الدعم للمواطنين بحسب ما تم الاتفاق عليه مع إدارة المستشفى.

عمليات النهب دفعت بالمجلس الدنماركي إلى تعليق نشاطه، طالبًا من الميليشيات الحوثية توضيحا حول مصير تلك الأموال التي تم الاستيلاء عليها وحرمان المستحقين منها.

وبحسب سندات مسربة لفواتير تصريف مبلغ 2 مليون وخمسمائة وخمسة وعشرون الف ريال كقيمة ثلاث وجبات صبوح وغداء وعشاء ليوم واحد باسم إدارة هيئة مستشفى الحزم بمحافظة الجوف بحجة اطعام جرحى المليشيا وهو مانفته مصادر طبية.

واظهرت سندات أخلاءات مزورة لتصريف مبالغ مالية كبيرة تحت مسمى النفقات التشغيلية للمستشفى ولادارة وقسم معالجة سوء التغذية والمشتريات وفواتير للقرطاسية والسوبر ماركت والمطعم والمواد المنزلية تكشف حجم الفساد المتفشي داخل المستشفى.

وكشفت حادثة التدافع المميت الذي وقع في صنعاء في21 أبريل الماضي (شهر رمضان الماضي) واسفر عن مقتل ما لا يقل عن 85 شخصًا وإصابة أكثر من 300 آخرين خلال فعالية رمضانية خيرية في مدرسة في صنعاء القديمة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي عن مدى حاجة أكثر من ثلثي السكان إلى المساعدة الإنسانية.

وقالت منظمة العفو الدولية في حينه، إن التدافع المميت الذي وقع في صنعاء شكل ضربة قاسية أخرى لشعب اليمن المثقل كاهله بالفعل من وطأة 8 سنوات من النزاع المسلح، داعية الحوثيين إلى التوقف الفوري عن التدخل في إيصال المساعدات للمدنيين.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز

كشف الإعلام الامني اليوم الاحد عن اصابة 

 امرأة في ال45 من عمرها بمنطقة عصيفرة بمحافظة تعز بجريمة جديدة لقناص مليشيا الإرهاب الحوثية الإرهابية المتمركزة بجبل الوحش.

 

وأوضحت شرطة محافظة تعز بأن المواطنة (ن،غ،أ) من ساكني عصيفرة وأهالي مديرية التعزية أصيبت بطلقة نارية نافذة مدخلها من الجهة اليمنى للوجه ومخرجها من الجهة اليسرى أطلقها قناص مليشيا الإرهاب الحوثي المتمركز في تبة الوحش.

 

مشيرة أن هذه الجريمة تأتي في سياق سلسلة جرائم مليشيا الإرهاب الحوثية بحق المدنيين والمواطنين الأبرياء وجرائم حربه المستمرة ضد الانسانية.

  

مقالات مشابهة

  • وفاة موظف أممي تحتجزه جماعة الحوثي في اليمن
  • تدهور الخدمات همّ ثقيل يعمق معاناة اليمنيين
  • وفاة موظف أممي تحت التعذيب في سجون الحوثي بصعدة
  • عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية
  • ندوة توعية لخطباء وأئمة أبو حماد للحد من إهدار المياه بالمساجد
  • المجلس الوطني: نرفض التصريحات التي تدعو إلى تهجير أبناء شعبنا
  • اليوم العالمي للصرع.. التوعية سلاح المنظمات لمكافحة مرض يهدد ملايين.. فيديو
  • تفاصيل سرقة أموال ماكينات الصراف الآلي لبنك حكومي بالقليوبية
  • قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز
  • انهيار الدعـم السـريع.. عناصر المليشيا تبيع أسلحتها استعدادًا للهرب!