في يومه العالمي.. العمل الإنساني في اليمن يتنفس بصعوبة! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
يصادف اليوم السبت التاسع عشر من أغسطس اليوم العالمي للعمل الإنساني، وتأتي هذه المناسبة في الوقت الذي يشهد فيه العمل الإنساني باليمن تدهورا كبيرا جراء القيود التي فرضت عليه من قبل الحوثيين .
تقارير عديدة للأمم المتحدة، تتحدث بأن الحوثيين قاموا باعتقال العديد من العاملين في الجانب الإنساني وملاحقتهم، الأمر الذي أدى إلى عرقلته بالشكل المؤسف.
وفي الواحد والعشرين من يوليو الماضي تم اغتيال مؤيد حميدي، مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في اليمن من قبل مسلحين يستقلان دراجة نارية في مدينة التربة محافظة تعز.
ويشهد العمل الإنساني في اليمن تعقيدات كبيرة بدءا مما فرضه الحوثيون عليه من قيود، ومرور بما تشهده البلاد من حرب طاحنة أثرت على الاقتصاد وجعلت اليمنيين يعيشون أسوأ أزمة إنسانية.
مساعدات كثيرة تقدم للمحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، وهم بدورهم يصرفونها بالطريقة التي تحلو لهم والتي تعود بالنفع على قياداتهم ومحاربيهم، وأما المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية فنصيبها من هذه المساعدات يسير.
يقول، علي هزازي “محام ورئيس دائرة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني برئاسة الجمهورية” أولا بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني نوجه كلمة شكر لكل الذين نذروا أنفسهم لمساعدة الأقل حظا وتخفيف معاناة الناس جراء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الناس في اليمن “.
وأضاف هزازي ل” يمن مونيتور “كما لا أنسى أن أذكر جميع مقدمي الخدمات الإنسانية في اليمن من منظمات دولية وإقليمية ومنظمات محلية أو أفراد، بمراعاة شروط العمل الإنساني والتي من أهمها الحياد والموضوعية والإنسانية والاستمرارية والاستدامة
وعدم الخضوع لأي ابتزاز من أي نوع كان والعمل وفق فهم حقيقي للبيئة التشغيلية وتقييم الاحتياجات”.
وأردف “هناك قيود كثيرة تفرضها جماعة الحوثي على العاملين والعاملات في الجانب الإنساني وأبرزها، أن هذه الجماعة مارست الضغط على العديد من المنظمات التي تقدم الخدمات في المجال الإنساني من أجل توظيف عناصرها داخل هذه المنظمات مقابل الموافقة على استمرارية عملها في نطاق سيطرتها”.
وتابع “بالإضافة إلى وضع العديد من القيود الإدارية الأخرى مثل إيقاف المنظمات المحلية غير المرتبطة بها وعدم تجديد تراخيصها، واعتقال أعضائها وسرقة قوت الجياع، وتمويل الحرب من هذه المساعدات من خلال إعطاء الأولوية في المساعدات لأسر قتلاها والمقاتلين معها وهذا ما أكدته تقارير المنظمات الدولية والإحاطات التي قدمت أمام مجلس الأمن وفصلتها تقارير لجنة الجزاءات الدولية بما فيها تقريرها للعام ٢٠١٩م”.
وبين “لم تقتصر تلك القيود على هذا، وإنما مارست جماعة الحوثي الاختطاف والعنف ضد العاملين في المجال الإنساني من الجنسين، ووضعت شرط المحرم كشرط تعجيزي يستهدف النساء العاملات في الجانب الإنساني بالمقام الأول لمنعها من التنقل بين المحافظات أو السفر لحضور الدورات التدريبية”.
وأشار إلى أن “وضع العمل الإنساني في اليمن اليوم دون المستوى المطلوب كما ونوعا بدءا من تقييم الاحتياجات إلى تقديم الخدمات والاستفادة محدودة وبالنسبة للمستفيدين فقد اقتصرت على المشاريع الطارئة والمنقذة للحياة ولم تراع شرط الاستدامة”.
لا يصل للمستفيدين من المساعدات إلا الفتات
وواصل “بالمقابل استفادت المليشيات وعناصرها وأثرت من ورائها بالإضافة إلى النسبة المبالغ فيها التي يلتهمها بند النفقات التشغيلية للمنظمات الدولية والتي تتراوح ما بين ال٧٠ إلى ٨٠ % من إجمالي المبالغ المخصصة للأزمة الإنسانية في اليمن بينما لا يصل إلا الفتات للمستحقين”.
في السياق ذاته يقول فيصل المجيدي “ناشط حقوقي ووكيل وزارة العدل اليمنية” العمل الإنساني في اليمن معقد جدا، والمؤسف أنه ينظر للملف اليمني ككل على أنه ملف إنساني، ولكن لا يتم القيام بهذا الملف كما ينبغي، إذ يشعر الكثير من المراقبين على أنه تحول لدى البعض إلى ملف للمتاجرة بالأرواح الإنسانية “.
وأضاف المجيدي ل” يمن مونيتور “مليشيا الحوثي على رأس قائمة المبتزين والمستغلين؛ فهي التي أوصلت أزمة اليمن إلى الأزمة المتصدرة على مستوى العالم وفقا لتقارير الأمم المتحدة”.
الحوثي يعرقل العمل الإنساني في اليمن
وأردف “الحوثي يضع الكثير من العراقيل، التي تعيق العمل الإنساني في اليمن، فأولا قام بإفقار الناس عبر السيطرة على مؤسسات الدولة وعلى كل الإيرادات، ومنع الناس من الحصول على مرتباتهم واستغل تلك الأموال لصالح قياداته، ولصالح تلك الجماعة”.
وتابع “وبعدما أوصل الناس إلى هذه الحالة فقد جعلهم أشبه برهائن وبالمقابل جعلهم وسيلة لابتزاز المجتمع الدولي، ومتى ما وصلت المساعدات الإنسانية، يتصرف بها الحوثي وفقا لرغباته السياسية وبما يخدم جبهته الحربية، ولهذا صدر العديد من التقارير التي تتحدث عن أن المليشيات الحوثية تستغل المساعدات الإنسانية من أجل فرض أيديولوجيتها بقوة”.
وأشار إلى أن “الحوثي قام بالعديد من الإجراءات التي تعرقل العمل الإنساني، مثل إنه اشترط في الكثير من الأحايين أن تسلما له المبالغ نقدا، واشترط في الكثير من الأحايين أن يقوم هو برفع الكشوفات، كشوفات بأسماء الموعزين، وأيضا يقوم بمصادرة الكثير من هذه المساعدات، أو استغلالها في مشاريعه الخاصة أو لتقوية المراكز الاقتصادي لقياداته”.
الهدف هو السيطرة على المساعدات
وأكد “هناك تقارير عديدة للأمم المتحدة، تحديدا فريق الأمم المتحدة المكلف باليمن تحدثت بأن مليشيا الحوثي قامت باعتقال العديد من العاملين وملاحقتهم، كما أنها عرقلت العمل الإنساني بما يتعلق بنساء فزتر؛ فقد فرضت قيود عديدة على تحركاتهن والهدف من ذلك كله هو السيطرة على هذه المساعدات الإنسانية”.
ووضح “الأخطر من ذلك هو أن هناك تعاملا مزدوجا فيما يتعلق بهذه المساعدات فأغلبها تصل إلى مناطق سيطرة الحوثيين، ثم يتم توزيعها وفقا لرؤية هذه المليشيات وبالتالي تتأثر الكثير من المناطق ويتأثر الكثير من المحتاجين لهذه المساعدات”.
بدورها تقول الناشطة داليا محمد “الجانب الإنساني في اليمن يعاني من التعقيدات الكبيرة وخصوصا في مناطق الحوثيين وليس الجانب الإنساني من يعاني هناك فحسب فالحياة بمجملها صعبة مع جماعة الحوثيين”.
وأضافت محمد ل “يمن مونيتور” العمل في الجانب الإنساني بالمناطق التي تحت سيطرتها الحوثيين لا يمضي على ما يرام ولا تصل الحقوق لأهلها إطلاقا، فهذه الجماعة تعمل على تضيق الخناق على العاملين بهذا المجال وخصوصا النساء تحت ذريعة الحرام والحلال والاختلاط “.
وتابعت” لم تكتف المليشيات بتصنيف الحلال والحرام فيما يخص العاملات بالجانب الإنساني؛ بل إنها تلفق لهن تهم التخابر والدعارة وغيرها من التهم التي تمس الأخلاق وتكمم الأفواه حتى تصل هذه الجماعة لمرادها من التفرد بهذا الجانب وأخذ تلك المساعدات لها ولقاداتها ومقاتليها في الجبهات “.
وأشارت إلى أن” الحوثية تفرض سياسيات على المنظمات العاملة بالجانب الإنساني، وتأخذ نسب من كل المشاريع وبشكل كبير، كما أنها تأخذ مساعدات الغذاء العالمي مجهودا حربيا للجبهات، ومن يعارضها من المنظمات تقوم باعتقال العاملين فيها ومصادرة كل مقتنايتها “.
وأوضحت أن” المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية لا يصلها من هذه المساعدات إلى الشيء اليسير فأغلب المساعدات الإنسانية تصل لمناطق المليشيات الحوثية لتصرفها كما يحلو لها، والإنسان هناك لا يحصل من هذه المساعدات إلا التهمة والتهمة فقط “.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب السلام العمل الإنساني اليمن المساعدات الإنسانیة من هذه المساعدات یمن مونیتور الکثیر من العدید من
إقرأ أيضاً:
ما أبرز العقبات أمام رد إسرائيلي ناجع على هجمات الحوثي من اليمن؟
تتحدث الأوساط الإسرائيلية عن الخيارين الذين أمام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما بين الهجوم على إيران كما يقترح رئيس الموساد، أو حدثها على "ضبط وكيلهم" في اليمن من خلال ضرب جماعة أنصار الله "الحوثي"، التي تبقى "عنيدة وغير مستسلمة وتعبر عن التضامن مع حماس".
وقال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع: إنه "في المرة الثالثة في غضون أربعة أيام اضطر الكثيرون من سكان إسرائيل أن يركضوا في ظلمة الليل من أسرتهم إلى الملاجيء المحصنة.. والصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن وإن كان اعترض بنجاح لكن الحوثيين يواصلون تثبيت أنفسهم كالازعاج المركزي بعد وقف النار في الشمال وتفكيك معظم قدرات حماس في الجنوب".
وأوضح يهوشع "عمليا، الخليط بين الصواريخ والمُسيرات في هذه الجبهة خلق واقعا فيه تنطلق الصافرات يوما.. نعم يوما وفي الليل أيضا لم لا؟".
وأضاف "مثلما قدروا في إسرائيل، الهجوم الثالث لسلاح الجو في اليمن زاد بالذات شهية الحوثيين على مواصلة إطلاقاتهم، وفي مجال المُسيرات أضافوا حتى مسار تسلل لذاك الذي عملوا فيه قبل ذلك – عبر البحر المتوسط ومن هناك إلى خط الشاطيء، إلى المسار الذي يجتاز سيناء إلى قطاع غزة ومن هناك إلى النقب الغربي".
وذكر أنه "بما يتناسب مع ذلك، ينفذ سلاح الجو والصناعات الجوية تعديلات على منظومة الاعتراض حيتس مع اسختلاص الدروس من الاعتراضين اللذين فشلا في الوصول لهدفهما الأسبوع الماضي والدرس المركزي هو إطلاق صاروخي اعتراض نحو الهدف، حين يكون اشتباه لامكانية تفويت الإصابة، ومثل هذا القرار دراماتيكي من ناحية الكلفة وكميات صواريخ الاعتراض التي ينبغي الاحتفاظ بها مثلا لمعركة واسعة مع إيران".
وأشار إلى "كلفة صاروخ اعتراض جديد هي نحو أربعة ملايين دولار وزمن الإنتاج طويل بالتأكيد مقارنة مع تسلح الحوثيين، الذين ينجحون في ارتجال صاروخين باليستيين في الأسبوع.. مستواهم وإن كان يعتبر متدنيا، لكنهم لا يزالون قادرين على اختراق طبقات الدفاع وإن كانت بنسبة متدنية وإحداث ضرر".
وبين أن وزارة الحرب وقعت على صفقة كبرى مع الصناعات الجوية لشراء صواريخ اعتراض "حيتس 3" بهدف استكمال المخزون، وبسبب الحساسية الكبيرة لا يمكن نشر حجم الصفقة وكمية صواريخ الاعتراض التي سيتزود بها سلاح الجو، لكن يمكن الإشارة الى أن الحديث يدور عن تسلح سريع وضروري.
وقالت "من الدفاع إلى الهجوم: في إسرائيل لا يزالون يترددون هل سيهاجمون إيران كما يقترح رئيس الموساد أم اليمن كما يعتقدون في الجيش، ورئيس الموساد، دادي برنياع، طرح اقتراحه في الكابينت الأمني بدعوى أن هكذا يمكن ردع الحوثيين وممارسة ضغط من طهران على وكيلهم في اليمن"، ومسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي ادعى بالمقابل أن تأثير الإيرانيين على الحوثيين ليس كالتأثير الذي كان لإيران على حزب الله، وأنهم نوع من "الولد المستقل والمعربد".
وادعى المسؤول أن مثل هذا الهجوم ليس فقط لن يحقق هدف ردع الحوثيين بل سيجدد جبهة مباشرة مع إيران، اما برنياع فيعتقد أن "الإيرانيين مردوعين من إسرائيل بعد الهجوم الأخير وبالتأكيد قبل لحظة من دخول ترامب إلى البيت الأبيض".
وزار وزير الحرب كاتس بطارية حيتس الثلاثاء، وتناول الموضوع مرتين في غضون 12 ساعة وكرر في مناسبتين أن "إسرائيل ستختار مهاجمة الحوثيين، ولم يذكر إيران"، قائلا: "لن نسلم بحقيقة أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار على دولة إسرائيل.. سنعالج قادة الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن. وبالفعل، فإن تصفية قيادة المنظمة توجد كإمكانية على جدول الأعمال.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "التحديات في الجبهة معروفة وعلى رأسها توجد المعلومات الاستخبارية الناقصة، وليس لأن شعبة الاستخبارات والموساد لم يستثمروا في هذا التهديد: فقد كانت لهم مهام أكثر إلحاحا مع لبنان وسوريا وإيران وغزة، والمشكلة الثانية هي المسافة، التي تجعل الهجمات معقدة وثمينة، وبالمقابل هذا تدريب عملي قبيل هجمات في إيران".
من ناحية أخرى، قالت الكاتبة الإسرائيلية سمدار بير: إنه "بعد المناوشات القوية مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان بقينا فقط مع منظمة إرهاب عنيدة وغير مستسلمة، حاليا… وهي الحوثيون في اليمن، الذين يعبرون عن التضامن مع حماس ويواصلون التشكيك بنصرالله وغير مستعدين للتنازل".
وأضافت بير في مقال عبر صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "الولايات المتحدة ودول التحالف الخاص الذي أقيم ضد الحوثيين يواصل القصف في اليمن، لكن يبدو أن هذه الاعمال لا تحيد الحوثيين عن رأيهم أو تحبط خططهم.. وهكذا أيضا حقيقة أن إسرائيل ضربت الحوثيين في اليمن ثلاث مرات على الأقل، واقسم كاتس بالوصول حتى إلى الزعيم عبدالمالك الحوثي".
وأكدت "من المهم الفهم أنه رغم عمل الحوثيين ضد سفن تجارية في مضائق باب المندب وإطلاق الصواريخ والمُسيرات نحو إسرائيل من منطقة الميناء، فإنهم لا يوجدون في مناطق الهجوم، وحتى حجم قواتهم غير معروف وهو قد يكون بين 150 و 250 ألف بالاجمال، من أصل عدد من السكان اليمنيين يبلغ 34.5 مليون".
وبينت "يختص الحوثيون بالعمل من بعيد بواسطة صواريخ من إنتاج إيراني، ومُسيرات حديثة، ومشوق أن نعرف أن ضباطا كبار في سلاح الجو في إسرائيل تلقوا توصيات بأن يتورطوا مع الحوثيين أقل ما يمكن، وترك الأمريكيين والتحالف يقومون بالعمل، وهذا لأن الحوثيين يتبينون أكثر فأكثر كمنظمة إرهاب مختلفة وغير عادية، والصواريخ تأتي الآن من جهتهم فقط، لا من حماس ولا حزب الله، وسوريا الجديدة لم تكشف بعد عن وجهها الحقيقي".
وقالت "تبدو هجمات الحوثيين على إسرائيل حاليا كهجمات مخطط لها لأنها تصل في أوقات متقاربة أكثر، فمن بداية كانون الثاني فقط أطلق الحوثيون صواريخ أو مُسيرات ثماني مرات على الأقل، وسارعت إسرائيل لأن ترد بهجوم على أهداف دقيقة في العاصمة صنعاء، والولايات المتحدة هاجمت بالتوازي، لكن ما الذي حصل في الجانب الآخر؟ الحوثيون أقسموا بالذات على أن يواصلوا الهجوم الى أن توقف إسرائيل الحرب في غزة".
وأشارت إلى أن "اليمن هو الدولة الأفقر بين دول الشرق الأوسط، وصور سكان الجوعى والأطفال الذين ينازعون الموت بأمراض معدية وعلى رأسها شلل الأطفال والطاعون تقشعر لها الابدان، وتصل المساعدات عبر البحر في أوقات متباعدة، وفي المستشفيات أيضا نفدت مخزونات الأدوية والمواطنون اليمنيون يضطرون للاستعانة بخدمات متطوعين في العيادات".
وأضافت "حتى الآن لم تنجح الهجمات الإسرائيلية على أهداف وقواعد الجيش في مناطق الحوثيين في اليمن في أن تكبد قيادة الحوثيين خسائر حقيقية، فالقائد، عبدالمالك والناطق الحوثي يحيى السريع، في خطاباتهما الغريبة والمشفقة يواصلون التهديد بأكثر الكلمات وضوحا على الولايات المتحدة، على بريطانيا وأساسا على إسرائيل".
ولفتت إلى أنه "حتى يتحقق وقف نار كامل في غزة سيواصل الإيرانيون تزويد قيادة الحوثيين ليس فقط بالسلاح وبالعتاد العسكري بل وأساسا بتعليمات ألا يتوقفوا وأن يواصلوا مهاجمة إسرائيل".
وأكدت "يجدر بنا أن نذكر عنصرا إضافيا: الحوثيون أبعد بكثير عن إسرائيل مقارنة بحماس في غزة أو حزب الله في لبنان نحو 1500 كيلو متر، واليمن بخلاف لبنان أو غزة، تقع في مساحة هائلة ولم يسبق لنا أن كانت تجربة في مناطق الخليج في مواجهة طويلة مع زمن طيران طويل ومع منطقة جديدة وغير معروفة".
وذكرت بأن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقسم الأسبوع الماضي بان يدفع الحوثيون ثمنا باهظا على هجماتهم، وزير الدفاع كاتس، سار شوطا أبعد في تهديداته، غير أن عبدالمالك، القائد الحوثي الكبير، لم يبدو مفزوعا".
وختمت بالقول: "الحوثيون، كما نفهم من بين السطور في تصريحاتهم مستعدون ومجندون وغير مردوعين، واليزابيث كيندل، الخبيرة الأمريكية في شؤون اليمن، وصفت الوضع بالكلمات الأكثر بساطة: يبدو التأثير متعذرا على الحوثيين دون ضغط عسكري مكثف، لكن بالقدر ذاته من الصعب أن نرى كيف سينجح ضغط مكثف على الحوثيين على الاطلاق".