واستعرض الدكتور عمر عبد الكافي في حلقة جديدة من برنامج "حكم وحكمة" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360" مع ضيوفه ظاهرة الإلحاد المعاصر، مقدما تحليلا عميقا لأسبابه وكيفية مواجهته من منظور إسلامي.

وأكد الداعية الإسلامي أن الإلحاد ليس مجرد فكرة بل هو مرض يصيب القلوب، مستشهدا بالآية القرآنية "ومن يؤمن بالله يهد قلبه"، موضحا أن الطمأنينة الحقيقية لا تتحقق إلا بالإيمان.

وتطرق عبد الكافي إلى الشبهة الرئيسية التي يثيرها الملحدون حول وجود الشر في العالم وعدم تدخل الله لمنعه، موضحا أن الشرور لم يوجدها الله بل أوجدها الإنسان بأفعاله واختياراته، وأضاف أن وجود الشر يندرج ضمن سنة التدافع الإلهية في الكون.

ولفت البرنامج إلى أهمية مخاطبة الناس، وخاصة الشباب، باللغة المناسبة لعصرهم عند مناقشة قضايا العقيدة، وانتقد الداعية بعض المنتسبين للعلم الشرعي الذين لم يستطيعوا التواصل مع الجيل الجديد باللغة التي يفهمها.

أدلة فطرية

وقدم عبد الكافي مثالًا على بساطة وقوة الأدلة الفطرية على وجود الله، مستشهدا بقصة الأعرابي الذي استدل على وجود الخالق من خلال ملاحظته لآثار الأقدام في الصحراء، حيث قال مقولته الشهيرة: "البعرة تدل على البعير، وآثار الأقدام تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير؟".

إعلان

وأوضح عبد الكافي أن هذا الاستدلال الفطري البسيط يمثل ردا قويا على الشبهات المعقدة التي يثيرها الملحدون، مؤكدا أن الفطرة السليمة تقود إلى الإيمان بشكل طبيعي.

وأشار البرنامج إلى أن وجود الملحدين والمشككين له حكمة إلهية، إذ يؤدي إلى تقوية إيمان المؤمنين من خلال البحث والتفكر والرد على الشبهات، وشدد على ضرورة الحوار البناء مع الشباب المتأثرين بالأفكار الإلحادية.

وختم الدكتور عبد الكافي حلقته بالتأكيد على أهمية التعامل مع قضية الإلحاد بحكمة وروية، وضرورة فهم أسبابه النفسية والاجتماعية، وليس مجرد التركيز على الجانب الفكري فقط.

30/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عبد الکافی

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد نبوي: سيرة حضرة سيدنا النبي نموذج للتربية بالقدوة الحسنة

أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تعتبر المصدر الأساسي والجوهرى للتربية بالقدوة، مشيرًا إلى أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت نموذجًا عمليًا ومثالًا حيًا في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعامل مع الأهل والأصحاب والمجتمع.

التعامل مع الصحابة نموذج للتواضع والإنسانية

وأوضح الدكتور أحمد نبوي خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة كان يمثل قمة التواضع والتراحم. فقد كان لا يرفع قدمه في مشيته بين أصحابه، ولم يكن يتكبر عليهم أو يتفاخر بمكانته. حتى في الأمور الشخصية مثل ملابسه أو مظهره، كان دائمًا يطبق مبدأ "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" في حياته العملية والشخصية، مما جعله نموذجًا في التواضع والرحمة.

الوفاء العظيم مع السيدة خديجة رضي الله عنها

وأضاف الدكتور نبوي أن التربية بالقدوة تظهر بوضوح في حياة النبي صلى الله عليه وسلم الزوجية، خاصة في تعامله مع السيدة خديجة رضي الله عنها. 

فقد كانت السيدة خديجة رمزًا للوفاء والنبل والعطاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُظهر لها تقديرًا خاصًا حتى بعد وفاتها. 

فعلى الرغم من مرور سنوات على وفاتها، كان يكرم صديقاتها ويرسل إليهن الطعام بيده، مما يعكس الوفاء الكبير الذي كان بينهما، ويُظهر التزامه بمبادئ العطاء والرحمة في حياته الشخصية.

حياة زوجية مثالية بين النبي والسيدة خديجة

وتابع الدكتور أحمد نبوي بالحديث عن الحياة الزوجية بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة، حيث عاشا معًا 25 عامًا من الحياة المشتركة التي كانت مليئة بالحب والرعاية. كانت السيدة خديجة تواسيه بمالها وجاهها، وكان بينهما علاقة مليئة بالحنان والأمان. وعندما توفيت، استمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذكرها والافتقاد لها، مما يعكس عمق الوفاء والعطاء بين الزوجين، ويُعد نموذجًا للرحمة المتبادلة في العلاقات الزوجية.

النموذج النبوي في تعامل الأزواج

وأكد الدكتور نبوي على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في تعامله مع السيدة خديجة على الحب والتقدير فحسب، بل كان أيضًا يُرسل إليها السلام من الله عبر سيدنا جبريل عليه السلام، ويُخبرها بأنها ستنال بيتًا في الجنة من قصب. هذه المواقف العظيمة تمثل درسًا عمليًا لنا جميعًا حول كيفية التعامل مع الزوجة بما يتسم بالحب والوفاء والتقدير.

دعا الدكتور أحمد نبوي جميع الشباب والفتيات المقبلين على الزواج إلى أن يتأملوا في هذا النموذج النبوي الرائع بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة، وأن يجعلوه مرشدًا لهم في حياتهم الزوجية. وأكد أن هذا النموذج ليس مجرد قصة تاريخية، بل هو مثال تطبيقي وقيم حية يمكن أن تُسهم في تحسين حياتنا الزوجية والمعاملات اليومية، خاصة في زمننا المعاصر الذي يحتاج إلى المزيد من الرحمة والوفاء بين الزوجين.

مقالات مشابهة

  • الإيمان بالقدر.. جوهر العقيدة وثمرة اليقين بالله
  • علي جمعة: الإيمان بالقدر خيره وشره من أهم مظاهر الرضا بالله ربا وحاكما
  • علي جمعة: قبول القدر خيره وشره من أهم مظاهر الإيمان بالله
  • معنى الإلحاد في أسماء الله .. عالم أزهري يجيب
  • الإيمان وتأثيره العميق في سلوك الإنسان .. رحلة التغيير الداخلي
  • الدكتور محمد مهنا: تعدد الطرق الصوفية يعكس قدرات الناس في إدراك الحقيقة الإلهية
  • الدكتور أحمد نبوي: سيرة حضرة سيدنا النبي نموذج للتربية بالقدوة الحسنة
  • بالدليل العقلي والعلمي.. محمد داود يواجه المُلحدين بكتاب «حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد»
  • علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية