تعد تنزانيا أحدث دولة تدخل تحت العدسة الإستراتيجية للإمارات، وهو ما يجعلها بيدق جديد في لعبة القوة المعقدة للدولة الخليجية.

هكذا يتحدث تحليل لموقع "ذا سيتزين"، وترجمه "الخليج الجديد"، وهو يشير إلى أن الشرق الأوسط الآن بات يتشكل بفعل الأحداث في دبي أكثر من القاهرة أو بغداد أو دمشق، مدفوعة بالدولة الصغيرة ولكن المفرطة في الطموح.

وقبل 6 عقود، كانت الإمارات عبارة عن مجموعة قرى، غالبًا ما اشتهرت بتخلفها، ولكن أدى اكتشاف النفط في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، إلى جانب القيادة الحكيمة والاستثمارات الذكية، إلى حدوث تحول ملحوظ.

وباتت الإمارات تقف بين النخبة العالمية، حيث تجذب جحافل من السياح والشركات الحريصة على إقامة متاجر على شواطئها.

ويضيف التحليل: "على الرغم من وجود روابط تاريخية بين الإمارات وتنزانيا، إلا أن الطفرة الأخيرة في العلاقات تأتي بعد سلسلة من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال مشاركة الرئيسة سامية في (إكسبو دبي" 2020)".

اقرأ أيضاً

بـ59.4 مليار دولار.. استثمارات الإمارات الأكبر في أفريقيا بين 5 دول خليجية

وتشمل هذه الاتفاقيات صفقة موانئ دبي العالمية المثيرة للجدل بقيمة 500 مليون دولار، ومشروع مصدر الطموح للطاقة بقدرة 2 جيجاوات، وعقد "DART" بقيمة مجمعة تبلغ 7.5 مليارات دولار.

هذه الصفقات، تنقل بشكل واضح نية حازمة للغاية عند الإمارات للدخول في سوق تنزانيا، ما دقع التحليل للتساؤل: "ماذا تريد الإمارات في أفريقيا، وخاصة في تنزانيا؟".

قيل أن يجيب في عدة نقاط أبرزها: "تسعى الإمارات إلى الحفاظ على هيمنتها على الأعمال التجارية الأفريقية، حيث برزت دبي كمركز أعمال لأفريقيا، وتضم ما يقرب من ضعف عدد المقرات متعددة الجنسيات التي تخدم أفريقيا مقارنة بتلك الموجودة في القارة بأكملها".

ووجدت أكثر من 30 ألف شركة مملوكة لأفريقيا منزلاً في دبي.

وفي حين أن موقع دبي الاستراتيجي، وبيئة الأعمال الصديقة، وسهولة الوصول إلى أفريقيا يدعم نجاح هذه الشركات، كما أن دور دبي كملاذ ضريبي ورابط لتهريب الذهب الأفريقي يعزز مكانة الإمارات عند تنزانيا.

اقرأ أيضاً

عبر سلسة موانئ.. وجود إماراتي جيوستراتيجي متطور في أفريقيا

وفي وقت يجد الأفارقة فكرة وجود مركز أعمال أفريقي خارج القارة مقلقة، فإن الإمارات "ثابتة في الحفاظ على هذا الموقف، وهذا ما يوجه استراتيجيتها في كل مكان".

علاوة على ذلك، ترغب الإمارات في الاستحواذ على موانئ لتنظيم أدائها وضمان استقرار ميناء جبل علي الذي يساهم بنسبة 21% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.

ومع مساهمة النفط بأقل من 10% من عائدات دبي، فإن تنويع مصادر الإيرادات في الإمارات أمر محوري للنجاح الاقتصادي المستدام للدولة الخليجية.

وبالتالي، تعتبر الإمارات جميع الموانئ من جيبوتي إلى مقديشو ومومباسا إلى بيرا بمثابة تهديدات.

ويقول التحليل أمام ذلك: رفع كفاءة موانئ شرق أفريقيا لا ينظر إليه في الإمارات بشكل إيجابي، بل إنها تسعى للاستحواذ على الموانئ الأفريقية لتقييدها".

اقرأ أيضاً

رويترز: تجارة الجنس مزدهرة بالإمارات.. وشبكة نيجيرية تستدرج الأفريقيات إلى دبي

ويدلل على ذلك بالإشارة إلى استحواذ الإمارات على ميناء دولاره في جيبوتي، وتشغيله بأقل من 50% من طاقته.

ومن بين أهداف الإمارات أيضا في القارة السمراء، هو ما تقدمه شرق أفريقيا للإمارات كسبيل استراتيجي لتضخيم نفوذها الجيوسياسي مع كبح نفوذ المنافسين، كتركيا وقطر.

وأدى التنافس بين الإمارات مع هذه الدول على السيادة الإقليمية، ولا سيما في ليبيا واليمن، إلى نشر قواعد عسكرية استراتيجية من إريتريا إلى الصومال.

ويعلق التحليل على هذه الأهداف بالقول: "ما تريده الإمارات هو القوة، وهذا طموح دفاعي وهجومي".

ويضيف: "ترغب الإمارات في تجنب التاريخ المضطرب الذي حل بالعديد من الدول العربية، بينما تسمح المناورة الأخرى للإمارات بتضخيم وجودها، وبالتالي الحفاظ على مصالحها عندما تتطلب الظروف ذلك".

اقرأ أيضاً

الإمارات توسع تجارتها مع أفريقيا.. وتقرير يرصد سبب الازدهار الذي لا يتوفر في مصر

وبشبه التحليل الإمارات بإسرائيل قائلا: "من السهل جدًا فهم الإمارات.. فقط انظر إلى إسرائيل، فكلا البلدين، على الرغم من صغر حجمهما، يمتلكان طموحات عالمية، وإذا واجهوا تهديدًا، فإنهم يتدخلون من بعيد".

ويضيف: "ميز هذا النهج الاستراتيجي بشكل واضح لعبة الإمارات في القرن الأفريقي، وسيتم تطبيق نفس الدليل على مساعيهم الاستراتيجية في المنطقة كلها".

ويتابع التحليل: "إن النجاح الملحوظ الذي حققته الإمارات على مدى العقود الثلاثة الماضية ليس نتيجة التراخي، بل يتوقف على المخاطرة المحسوبة".

ويزيد: "هذه دولة عربية صغيرة تشارك حركة طالبان في أفغانستان، وتتعاون مع الناتو في كوسوفو، وتعزز العلاقات مع إسرائيل، وتدعم العناصر التخريبية في الصومال وليبيا، في خطوات تتماشى مع طموحاتها العالمية العميقة".

ويختتم التحليل بالقول: "لن تسمح الإمارات للأعراف التقليدية بمنعها من تحقيق أهدافها والوصول إلى طموحاتها".

اقرأ أيضاً

من هما الأخوان جوبتا سببا التوتر بين الإمارات وجنوب أفريقيا؟

المصدر | ذا سيتزين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أفريقيا الإمارات تنزانيا موانئ نفوذ الإمارات فی اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

كرم: القوات لا تريد وزارة الطاقة ولا قطيعة مع التيار

قال عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم إنَّ حزب "القوات اللبنانية" طالب بوزارة الخارجية لأنه لم يقبل بـ"الفيتو" المعتاد على القوات بالحصول على حقيبة سيادية ضمن الحكومة، وأضاف: "نحن أصبحنا بمرحلة جديدة أما الأسماء فكانت خلال نتيجة عملية نقاش".   وفي حديثٍ عبر قناة الـ"LBCI"، اليوم الجمعة، قال إن "القوات لم تكن تريد وزارة الطاقة"، وأضاف: "وفق دراسة، اكتشفنا ألا إمكانية في سنة ونيف أن نُحسّن الوزارة لكن عندما طرحت علينا وفق خطة مبنية على 6 أشهر قبلنا بالموضوع".   وتابع: "إن عدم مشاركة التيار الوطني الحر في الحكومة ليست هدفنا وحقه أن يتمثل لكن لا نعلم لماذا تنجح الأمور بينه وبين الرئيس المكلف نواف سلام أو ما الذي حصل معهم لاحقاً طبعاً نرى أن يحق لهم أن يكون لديهم وزراء كالآخرين".   وأضاف: "هناك تواصل دائم مع التيار الوطني الحر بالرغم من أنه عليه ان يقوم بمراجعة للفترة السابقة لنتمكن من المتابعة لكن لا قطيعة معهم".   وأكمل: "لا إشكالية لنا مع النائب السابق ياسين جابر لكن السؤال الأساسي هو أنه هل سيأتي جابر ليعمل بتعليمات الثنائي الشيعي أم كوزير مالية متناغم مع مجلس الوزراء؟".   وأردف: "هناك تطمينات أتت يتحمل مسؤوليتها الرئيس المكلف وياسين جابر نفسه".   وفي سياق آخر، قال كرم إن تيار المستقبل لا يعمل حالياً في السياسة وبالتالي لا علاقة سياسية معه، وأضاف: "اما في العلاقة الشخصية فلا اشكالية بيننا ونظرتنا موحدة".   وختم: "مشكلتنا سياسية لا مالية ولا اقتصادية فالاستقرار يجلب الازدهار ونريد فقط ان ينفصل حزب الله عن ايديولوجيتنا وهو بيرتاح ونحنا منرتاح واسرائيل مش عنّا، وطالما نحن دولة محترمة وقوية لا يمكن لاسرائيل أن تأخذ شيئاً".



مقالات مشابهة

  • ماذا تقدم تويوتا كامري هايبرد 2025؟.. وسعرها في الإمارات
  • اقرأ في عدد الوفد غدًا.. “لا” مساس بأمن وأرض السعودية
  • غياب المبدأ (اردول ومبارك نموذجاً)
  • كرم: القوات لا تريد وزارة الطاقة ولا قطيعة مع التيار
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. أبطال مصر.. الفراعنة سفراء فوق العادة فى المنافسات الدولية
  • الست تريد وزارة
  • مراقبون: خطة ترامب بشأن غزة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط وأوروبا أيضا
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. العالم لـ "ترامب": تهجير الفلسطينيين جريمة حرب
  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • اتحاد غرف الإمارات يناقش دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة مع جنوب أفريقيا