سواليف:
2025-01-02@18:04:36 GMT

د. محمود المساد يكتب … بين فلسفتين: التلقين والحوار

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

بين #فلسفتين: #التلقين_والحوار

د. #محمود_المساد

لا شك أن هاتين الفلسفتين في الأصل ليستا متضادتين، بل هما متداخلتان ومتكاملتان، ويختلف بعضهما عن بعض في مساحة تركيز أنظمة التعليم في الدول على أي منهما. فنجد بعض الأنظمة التعليمية تغرق في التلقين، ولا تنتقل منه لفضاءات الحوار، وممارسة مهارات التفكير الناقد، والإبداعي وربما الابتكاري؛ بسبب رغبة هذه الأنظمة في التلقين، وسهولة أدائها له، وتعوّدها على ممارسته، وضعف قدراتها على الخروج منه، والخوف من مآلات الحوار الذي يحتاج لتعلم جديد، أكثر جهدا، وأصعب أداءً.

وهنا، تحتدم المواجهة بين فلسفة عمياء تقف وراء التمسك بالتلقين، وما ينتج عنه من تفكير عقيم في صهر المجتمع في بوتقة واحدة، عنوانها: الطاعة العمياء، والبحث عن لقمة العيش فقط، أو فلسفة تقف وراء تعليم يهدف إلى التحرّر، والتفكير الناقد المبدع الذي يكشف لكل فرد حقيقة الناس، والأشياء من حوله، ويختار وضعه الجديد بمطلق الحرية، في إطار فكره، ورؤيته المبصرة. وفي هذا السياق، لا بدّ من الوقوف والتأمل اللذين يوصلان من يرغب في الوصول إلى أن الوعي الناقد هو وحده الذي يزلزل الثوابت مهما كانت عصِيّة، ويقود إلى إنتاج الأفكار وتسييل المعرفة ونشرها، بما فيها من أفكار يخافها الآخرون وتحرجهم، الأمر الذي يسبب المتاعب للمتعلم والسلطة، مدرسية كانت أوغيرها. وهنا قد ندرك لماذا لا تقف السياسات الموجهة للتعليم في أي دولة مع تعليم التفكير، في حين تقف بقوة وجدّية مع تعليم التلقين، ومع التوجيهي قلعة التلقين وحاميته.

مقالات ذات صلة 81680 طالباً تقدموا للاستفادة من المنح والقروض الداخلية 2024/12/30

وللحقيقة أقول: إن النظرة للتلقين في التعليم لا تُعدّ منهجًا، أو سلوكًا شائعا فحسب، بل هي ثقافة راسخة تاريخيّا شكلت الإطار الفكري المقبول، والمطلوب لأفراد مجتمعها، حيث باتت مقدّرة تحظى بحرص المجتمع الذي يقاوم أي تغيير قد يطرأ عليها، أو على بعضها. كانت البدايات في حفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والمسائل الفقهية، والشعر، خاصة شعر الفحول والمعلقات…. كل ذلك عزّزته المدرسة الأوروبية بتقديرها العالي للتلقين، والمحتوى التعلمي الكبير، والاختبارات، والدرجات التي تمايز فيها بين المتعلمين…. وغيرها، مما يضطر المتعلم للحفظ، والتذكر، والتكرار من دون توظيفه المعلومات، واستنباط الأفكار منها وإنتاجها.

بالمقابل، هناك التوجه نحو الحوار الذي يستهدف شخصية المتعلم، وبالذات الجانب الاجتماعي، والنفسي الوجداني، والأكاديمي، واكتساب المهارات الحياتية، وخاصة مهارات التفكير، والتفكير الإبداعي ، وتشرّب منظومات القيم المحلية والعالمية، ومتابعة الحديث في العلم، وتوظيف التكنولوجيا، ووسائل الاتصال الحديثة، التي بمجموعها تعزّز التفوق الفردي، والابتكار الجمعي، والانفتاح والمرونة، على رأي المدرسة الأمريكية.

وختامًا، علينا أن نختار قيادات نظامنا التعليمي ممن يتصفون بالرؤية الواعية العميقة، والقدرة على الإنجاز، والرغبة في العمل الجاد بمسؤولية فائقة؛ من أجل أن تنحاز هذه القيادات لمستقبل الأردن، وتحقيق طموحاته في القوة والازدهار، متّخذة من الحوار نهجَ عملٍ دؤوب من دون خوف، أو وجل، أو تردّد، ومتسلّحة بشعار الدولة القوية: قائدها كبير، وشعبها كبير.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فلسفتين

إقرأ أيضاً:

الإمام المهدي … ثلاثون عاما من العطاء !!

بقلم - صديق السيد البشير*

siddigelbashir3@gmail.com

(1)

هكذا تبدو من بعيد استراحة جامعة الإمام المهدي الواقعة في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، والتي تزينت في حلة جديدة، بتصميم معماري مميز، بعد أن نجحت إدارة الجامعة في تشييدها، لتشكل قيمة مضافة لمباني الجامعة، المتوزعة على مدن الولاية المختلفة، هذا إلى جانب مضى الإدارة بخطى واثقة لتنفيذ مشروعات جديدة، تكفى هي الأخرى لإحداث نقلة نوعية، علما ومعرفة.
(2)
بعزيمة وإصرار بائنين ، وبعقول تنقل التجارب لأياد ترسم الخطط الطموحة وأخرى تحمل مشاعل العلم والتنوير والتحديث، أنجزت إدارة الجامعة تزويد المعامل الخاصة بمجمع الطب والعلوم الصحية بضاحية القوز، غربي مدينة كوستي بحزمة من الأجهزة والمعدات الطبية، جهد يأتي مواكبة لعصر التطور التقني الذي تعيشه مؤسسات التعليم العالي في أرجاء المعمورة، ما يمكن الطلاب والعلماء من إجراء التجارب المعملية، بحثا ونتائج.
(3)
ست وثلاثون جامعة كانت تتخذ من العاصمة السودانية الخرطوم، يممت وجهها شطر جامعة الإمام المهدي، لتبادلها ذات المحبة، محبة التعاون المثمر، خدمة لطلاب العلم والمعرفة، بعد أن توقفت الدراسة في قاعاتها، كانت جامعة الإمام المهدي تفتح لها القلوب والعقول قبل القاعات والمعامل والاستراحات، حيث وفرت لها الجامعة بيئة دراسية ملائمة، لتبدأ في استئناف الدراسة وعقد الامتحانات بكل سهولة ويسر، في تعاون يصفه ممثلوا الجامعات بالبناء والمثمر.
(4)
أربعون عاما أكملتها جامعة الإمام المهدي من عمرها المديد في مسيرتها القاصدة نحو تطبيق رؤيتها الموضوعة على ديباجة التأسيس قبل سنوات، وذلك توفيرا لبيئة دراسية نظرية تطبيقية مناسبة لطلاب العلم والمعرفة، ما يمكنهم من ولوج سوق العمل على مختلف الصعد، ووضع خريجوها بصمات مميزة في كتاب العلم والعمل داخل وخارج السودان.
(5)
بين ورش تنعقد، وندوات تقام، ومحاضرات تقدم، واجتماعات تنجز، تنظيرا وممارسة، هكذا تتحول كليات الجامعة إلى خلية نحل، لإنجاز الخطط والبرامج، بما يمكن من إحداث التغيير المنشود في مرافقها المختلفة، بما ينعكس إيجابا على حاضرها المشرق وغدها الزاهر بعديد المنجزات، عملا، علما ومعرفة.
(6)
من تدريبات عملية للطلاب، إلى بحوث علمية ينجزها العلماء، تناقش هي الأخرى قضايا البلاد، تأتي ضمن حزمة من البرامج والمشروعات تسعى لتنفيذها إدارة جامعة الإمام المهدي في المستقبل، بما يمكنها من إحداث التغيير على المستويين، الداخلي، والخارجي.
*صحافي سوداني  

مقالات مشابهة

  • الإمام المهدي … ثلاثون عاما من العطاء !!
  • "أكشن ايد": الأشهر الـ3 الماضية كانت الأقسى على سكان قطاع غزة
  • محمود الشيخ يكتب: الاستثمار في الجماهير والمدربين
  • محلل سياسي: المشهد في سوريا معقد والحوار الوطني يتجه نحو الخلافات
  • باتنة…إصابة 4 أشخاص في إنقلاب شاحنة محملة بالدواجن بمروانة
  • عضو صحة النواب: المناقشات حول "المسئولية الطبية" عكست الديمقراطية والحوار والتلاحم
  • د. احمد زياد ابو غنيمة يكتب :تصريح مستفز لوزير لم نعرف لماذا عاد وزيرا…!!!
  • تدشين حزب «الجبهة الوطنية».. وسياسيون: ثمار الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السيسي
  • الأب بطرس دانيال ناعيا بشير الديك: من ألمع كتّاب السيناريو والحوار
  • د. حسن البراري يكتب … الثورة المضادة في سوريا!!!!!!!