جيمي كارتر.. وداعا صاحب المسيرة الملهمة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
ودعت الولايات المتحدة، النجار البحار القس الرئيس "كارتر"، الذي مثل الوجه النبيل المتواضع البسيط "لها".
عمل من أجل السلام.. ووقع مع الاتحاد السوفيتي اتفاقية سالت-2 للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية.. حاول أن يتمرد على قبضة اللوبي الصهيوني.. كما حدثني الصديق العزيز "أسامة الباز" في كامب ديفيد، وقد سمعت ذلك من الرئيس السادات شخصيا.
كما حدثني الملك فهد، عن زيارته لأمريكا وقال لي بأنه وقف معه بعد الاجتماع في شرفة القصر، وتحدث بقلب مفتوح عن قناعته بالحق الفسطيني.
وأتذكر أنه كان لدينا قنوات مفتوحة معه قد أتحدث فيها يوما، وزارنا أخيه "بيلي كارتر"، ولولا سقوطه بسبب معالجة الثورة الإيرانية لما جاء "ريغان" ليقدم نفسه المخلص على حساب الروح النبيلة للرئيس "كارتر".
ولا يساورني شك بأن من قتل "كينيدي" هو من أسقط كارتر، وبنفس الأسباب.. استمر كارتر المواطن في الأعمال الخيرية كنجار يبني البيوت للفقراء، وتحول إلى أفريقيا يقود حملة لمواجهة الأمراض المستوطنة، وترك بصمة إيجابية.. على ما تراكم لدينا من صورة أمريكا.. التي ترسل الصورايخ، والدمار، والسلوك المتغطرس.
وأتقدم اليوم بخالص العزاء للشعب الأمريكي، وكلي ثقة بأن مسيرة الرئيس كارتر ستكون ملهمة، وسيأتي من بعده من يستحق أن نحزن على وفاته كإنسان بسيط قرب أمريكا من الإنسانية.
المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية أمريكا أحمد قذاف الدم جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ريغان ريجان
إقرأ أيضاً:
أخطر رجل فى العالم
بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ اكس لا يموت، كانت هي العبارة التي اختتم بها الفيلم المصري الكوميدي “أخطر رجل فى العالم” ببطولة فؤاد المهندس وعادل أدهم وميرفت آمين وسمير صبري وغيرهم من النجوم الكبار رحمهم الله -الأحياء والأموات منهم ورحم أمواتنا جميعًا- والمنتج في عام 1967. وأعتقد أن كثيرًا منا من أجيال الخمسينات والستينات والسبعينات يتذكر هذا الفيلم اللطيف جيدًا، والذي تناول مأساة موظف بسيط يشاء حظه أن يكون شبيها لزعيم عصابة مكسيكية خطيرة تمام الشبه جسمًا ووجهًا، مما يتسبب في مواقف خطيرة وغريبة للموظف البسيط أثناء صراع العصابة الإجرامية على جوهرة ثمينة. وبعد طول الصراع بين أطراف القصة الطريفة من أبطال الفيلم يظهر زعيم العصابة حيًّا ليعلن أن “اكس” وهذا اسمه في الفيلم، يتجدد ولا ينتهي.
صدفة عجيبة أن نرى اليوم رجل الأعمال وعبقري التكنولوجيا “إيلون ماسك” يطلق على ابنه اسم “اكس 21” ، وهكذا يبدو أن السينما المصرية سبقت إيلون ماسك بستين عامًا في إطلاق اسم “اكس” على شخص ما، بهدف إضفاء الغموض على المسمى والإيحاء بامتلاك المسمى قدرة أو قدرات مميزة لا يتمتع بها كثيرون أو لا تتوافر عادة في الناس. وقد سبق للعالم الألماني “فيلهيلم روتنجن” أن أطلق اسم “اكس” على الأشعة التي تخترق خيوطها الأشياء والجدران فى نوفمبر من عام 1895، تعبيرا عن دهشته وعدم درايته بكنه تلك الأشعة الغريبة التي أحدثت تحولًا هائلًا وغير مسبوق ومستمرًّا في عالم الإنسان في مختلف المجالات.
كان مستر اكس فكرة للضحك وفقط للضحك في حينه، وكان الفيلم عملًا لطيفًا وربما يعد من أفضل أعمال الكوميديا الجميلة النظيفة في السينما المصرية. ولكن اكس 21 يدعو العالم إلى ترقب بزوغ رجل أعمال عظيم الفكر واسع المشروعات الجريئة -على نمط أبيه ايلون ماسك- ليصبح أكثر جرأة وأوسع ثراء في عالم خطا خطوات ضخمة في طريق التقدم والتكنولوجيا ولكنه يتطلع إلى المزيد والمزيد من التقدم خلال السنوات القادمة. فهل يصبح الطفل اكس 21 فعلًا صورة لما في خيال والده، أم يتجه إلى الفن مثلًا أو إلى الكتابة والإبداع والشعر وإلى مجالات لا علاقة لها بالاختراعات والأبحاث ولا يبقى من أحلام والده سوى الاسم الغريب وسط أناس قد لا يمنعون أنفسهم من الضحك إلّا أمام مستر اكس 21 تحرجًا أو خوفًا من الرجل صاحب الأموال الطائلة؟ فقد كان مستر اكس مجرد شخصية سينمائية، ولكن اكس 21 طفل في الطريق إلى النمو وإلى التحول إلى رجل صاحب مسؤوليات وصاحب حياة وليس صاحب مشروعات فقط، فهل من العدل أن يحمل إنسان ما رمزًا رياضيًّا ينادى به في كل مكان بدلًا من أن يحمل اسمًا جميلًا يبعث على الحياة؟