آخر تحديث: 19 غشت 2023 - 9:32 صبقلم:مسار عبدالمحسن راضي تحوَّل فضاء الميديا العراقية، منذ السابع من أغسطس حيثُ بدأ حوار التعاون الأمني الأميركي – العراقي المشترك، وإلى حين كتابة هذه السطور، إلى أحراشٍ أفريقية مليئة بالفيلة. المحلِّلون السياسيون، الذين تتكئ الحكومة على خراطيمِ حضورهم في القنوات الفضائية، كانوا مُصرَّين على تفسيراتٍ فريدة من الفيلة البيضاء.

أول أبيضٍ منها، كان في الـ13 من أغسطس، حيثُ زعم أحدُ المحلِّلين “الخرطوميين” وعلى شاشة إحدى الفضائيات، بأنَّ “الولايات المتحدة تُريد تقليل أعداد الحشد الشعبي”. الحقيقة، أن الولايات المتحدة غير معنية بالأمر! فبحسب صحيفة “المونيتور” الأميركية في الـ10 من أغسطس، فإنَّ البنتاغون لديه قناعة بأنَّ “وجود 238 ألف مقاتل في الحشد الشعبي مسألة مُبالغ فيها”، مُلمِّحة إلى أنَّ هذه الأرقام، جوكر ضغط. علماً أن تعداد الجيش العراقي النظامي هو 341 ألف مقاتل بحسب إحصاءات 2019، استناداً على ما نشرته الـ”سبوتنيك” الروسية (النُسخة العربية) في الخامس من فبراير 2023. السؤال المهم: لماذا لجأت الأحزاب إلى الصدق الأبيض؟الأرباح الإقليمية من حوار التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن عديدة. منها تهدئة مخاوف “إسرائيل”، وتبريد الجبهة اللبنانية، وتفعيل الدور السوري دون عصا القيادة الإيرانية.. هناك أسباب عديدة، منها ما كشفهُ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيانٍ رسمي، يوم الثامن من أغسطس، بخصوص “داعش”. أوستن بيَّن أن “أعداد التنظيم في العراق انخفضت إلى ألف فقط وكذلك في سوريا”. بينما ما زالت الفضائيات العراقية، مُصرَّة، على أن أعداد التنظيم في البلاد تتراوح بين 5 و7 آلاف شخص! هكذا لم تعُد الميليشيات قادرة على دباغة جِلد القداسة العابرة للحدود، إلَّا عبر الأرقام الفضائية المُتسلَّلة إلى أغلب مؤسسات الدولة العراقية. المفارقة أنَّ باحثاً أميركياً كان قد كشف في وقتٍ سابق أن ما يعرف عراقياً بـ”الفضائيون”، وهم قوّة عاملة غير موجودة حقيقةً في تلك المؤسسات، وتجبي الأحزاب مُخصصاتهم، تتراوح نسبتهم من 15 إلى 25 في المئة. مكونات “الإطار التنسيقي” أرادت التغطية أيضاً على موافقة الجانب العراقي بإشراك جيش البلاد في التدريبات المشتركة التي تقوم بها قيادة القوات المركزية الأميركية في المنطقة مع الحلفاء. إضافة إلى ذلك، تمويه الفساد الذي تُعاني “مؤسسات الجيش والأمن العراقية منه الأمرَّين”، بحسب المفتش العام في البنتاغون. الحوار أدَّى بدوره إلى اتفاقاتٍ طريفة وفاضحة لحكومة “الإطار التنسيقي”، بحسب البيانات الرسمية المشتركة للجانبين. كان منها الإعلان عن “تأسيس لجنة عسكرية عليا مشتركة”. أي لا أبرهة أميركي بعد اليوم، لا حجارة من سجيل المقاومة، ولا “درونز” أبابيل! دانا سترول، رئيسة دائرة سياسات الشرق الأوسط في البنتاغون، كانت لها حصَّة مميَّزة، بتصريح لافت للنظر سبق الحوار الأمني المشترك بين العاصمتين: “أنا أعتقد، أن من العدالة القول، إنَّهُ ولعدة عقود في المستقبل، القوات الأميركية لن تكون حاضرة في العراق بالشكل الحالي؛ الذي توجد عليه اليوم”. نستطيع تفسير هذا التصريح، بما ذكره رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، قبل سنين، في مقالٍ له، اختصر شكل العلاقة بين بغداد وواشنطن “العلاقة بين العراق وأميركا تشبهُ العلاقة بين العراق وبريطانيا قبل سنة 1958”. أمّا تحليل ما قالته سترول، ولو بطريقةٍ سطحية، فيكشِفُ لنا اتجاه العراق نحو توحيد نوعية ترسانة الأسلحة لديه، وجعلها أميركية حصراً بدلاً من استيرادها من “مناشئ مختلفة تخلق تعقيدات لا حصر لها”، بحسب تقرير المفتش العام للبنتاغون. بالتالي فإنَّ العقيدة العسكرية العراقية مُرجَّح أن تُصبح أميركية، بالتمام والكمال، خلال السنين القادمة. وبالتالي لن تكون هناك حاجة إلى شعارات “فلتخرج أميركا”. إذاً ما سبب الدوبلاج العراقي للبيانات الرسمية بأصوات المُحلِّلين “الخرطوميين”؟ الهدف الأساسي هو تقليل سرعة انقلاب العلاقة، بين حكومة “الإطار التنسيقي” وواشنطن، من صفر تعاون، بحسب الإعلام الميليشياوي، إلى “علاقة 360 درجة”. وقد وَرَدَ هذا الوصف في البيانات الرسمية المشتركة. كما أن وضع مسافة إعلامية آمنة، بعيدة عن الحِجر الأميركي، تبدو ضرورة ميدان لتقليل ردود الأفعال المزعجة على الساحة العراقية، من الميليشيات “المُختارة” التي سيُضحَّى بها، إعلاميَّاً على الأرجح كي تُحقِّق نصراً سهلاً لكليهما، أي الشريكين “الإطاري” والأميركي. هذا هو الهدف من وراء ترويج أبواق الإطار للخوف، من قرب انطلاق عمليات عسكرية في سوريا، بالأحرى في المناطق الحدودية مع العراق. تعامل حكومة “الإطار التنسيقي”، مع قوات مكافحة الإرهاب العراقية سيكون مؤشِّرا جيَّدا، على انطلاق هذا السيناريو. إذ أنَّ الأحزاب المُشكِّلة لهذه الحكومة كانت قد حرصت، منذ 2018، على عدم معالجة نقص عديد هذه القوات، والتي فقدت 4 آلاف مقاتل. أي 14 في المئة من أعدادها.الأرباح الإقليمية من حوار التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن عديدة. منها تهدئة مخاوف “إسرائيل”، وتبريد الجبهة اللبنانية، وتفعيل الدور السوري دون عصا القيادة الإيرانية، والإعلان عن عودة طهران والولايات المتحدة إلى سكة الصفقة النووية. هكذا نستطيع أن نقول ألف مُبارك على تحضير المهد للمولود القادم.. حكومة “إطارية” رشيدة، تُلبّي الحاجات الإقليمية والدولية، وتؤجِّل حاجات البلاد والعباد. فهي أهداف لا تتناسب مع أجندة المقاومة، ونيَّة الفوز بإحدى الحُسنيين.. الانتصار على الشعب أو الشهادة في سبيل الرضا الأميركي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی من أغسطس

إقرأ أيضاً:

ماذا لو انكشف العراق أمام النزوح اللبناني الكثيف؟.. 3 دعوات لاحتواء التحدي الأمني المعقد

بغداد اليوم - بغداد

شدد الخبير في الشأن الأمني سيف رعد، اليوم الخميس، (26 أيلول 2024)، على ضرورة استعداد الجهات الأمنية العراقية كافة لاستقبال النازحين من لبنان،" مشيرا إلى "وجود تخوف أمني من هذه الخطوة.

وقال رعد، لـ"بغداد اليوم"، إن "استقبال نازحين من لبنان في العراق يجب أن تتم ادارته بشكل جيد، ويجب أخذ الأمر من الناحية الأمنية بشكل أكبر لأهميته وخطورته"، داعيا إلى "تشكيل لجنة عليا برئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي وعضوية جهاز الامن الوطني ووزارتي الداخلية والصحة والهلال الأحمر".

وبيّن، أنه "يجب أن يكون هناك استعداد أمني كبير لاستقبال النازحين من لبنان صوب العراق، خاصة أنه أصبح حالياً باستطاعة أي لبناني الدخول الى العراق دون أي تأشيرة بعد قرار الحكومة العراقية الأخير".

وأضاف رعد، أن "الجهات الأمنية العراقية يجب ان تخصص كوادر مجهزة وكاملة وتوزع على كافة المنافذ الحدودية التي يمكن ان يدخل منها اللبنانيون ويتم إحصاء الاعداد ووضعها ضمن برنامج أمني متكامل، يتضمن جميع المعلومات الشخصية للنازحين".

وختم الخبير الأمني قوله، إن "هناك تخوفاً من الناحية الأمنية من دخول النازحين من لبنان الى العراق دون إجراءات امنية حقيقية ودون دراسة هذا الامر بشكل جيد، فقد يكون بعض النازحين لديهم ارتباطات خارجية حتى مع الكيان الصهيوني، خاصة في ظل الاختراقات الكبيرة التي حصلت في صفوف حزب الله".

"موجة نزوح غير مسبوقة"

وكان لبنان قد شهد منذ يوم الاثنين الماضي 23 أيلول، يوما داميا بفعل القصف الإسرائيلي الذي تقول إسرائيل، إنه استهدف مواقع لحزب الله في الجنوب اللبناني، وقد أدى ذلك إلى أن تسجل عدة مناطق لبنانية، حركة نزوح واسعة نحو بلدات مجاورة، بعيدا عن دائرة القصف الإسرائيلي، في وقت قدرت فيه مصادر لبنانية، أعداد النازحين باتجاه بيروت، بنحو ثلاثمئة ألف، تحركوا في وقت واحد، ما تسبب في اختناق مروري على طول الشريط الساحلي.

وأدت حركة النزوح الواسعة، على العديد من الطرقات، من الجنوب باتجاه بيروت، إلى حالة من الازدحام الخانق، كما شهدت محطات الوقود، الواقعة على الخط الساحلي الممتد من الجنوب باتجاه بيروت زحاما كبيرا.

وتمثل هذه الموجة من النزوح، الأكبر من نوعها لسكان جنوب لبنان، إذ شملت مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة الأمامية، على طول الشريط الحدودي، وكان جانب من سكان المناطق الحدودية قد نزحوا من مساكنهم، منذ السابع من تشرين الأول 2023، حين أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فتح جبهة جنوب لبنان كجبهة إسناد لغزة.

مقالات مشابهة

  • العراق يعلن دعمه مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان
  • ماذا لو انكشف العراق أمام النزوح اللبناني الكثيف؟.. 3 دعوات لاحتواء التحدي الأمني المعقد
  • الاستثمار النيابية:أصول البلد تعرضت للبيع من قبل زعماء الإطار والسوداني المتورط الأول فيها
  • مقرّب منها: الفصائل العراقية تمتلك صواريخ ومسيرات تصل إلى عمق إسرائيل
  • مقرّب منها: الفصائل العراقية تمتلك صواريخ ومسيرات تصل إلى عمق إسرائيل- عاجل
  • تحالف الفتح العراقي يكشف عن تحركات مشبوهة للقوات الأمريكية ويدعو إلى إنهاء تواجدها على الأراضي العراقية (تفاصيل)
  • قيادي في الإطار يكشف عن التوجّه العام في ملف إخراج الأمريكان: يجب أن يكون رسميًا
  • قيادي في الإطار يكشف عن التوجّه العام في ملف إخراج الأمريكان: يجب أن يكون رسميًا - عاجل
  • كيربي: واشنطن مستعدة للحوار مع روسيا حول معاهدة "ستارت 3"
  • الإطار:بروح خميني وخامئني سنقاتل مع حزب الله اللبناني ضد إسرائيل حتى الموت