عربي21:
2025-01-02@17:31:58 GMT

جريمة مستشفى كمال عدوان وباروميتر الاستحمار العربي؟

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

لماذا يرتكبون هذه الجريمة بكلّ أبعادها التي رسمت لهم هذه الصورة البشعة جدا والتي لم يسبقهم لها أحد؛ ما فعلوه في مستشفى كمال عدوان والذي يشكل حالة نموذجية عن طبيعة هذا التوحّش المقيت وهذا الانحطاط السّحيق؟ هل تراهم لا يخشون هذه الصورة ولا يريدون للعالم أن يراهم بصورة أفضل أو أقلّ سوءا من هذه الصورة؟ أو أنهم قد يئسوا من تحسين صورتهم للناس؟ أو أنّهم يريدون صورة فاشية تترية ليرهبوا بها أعداءهم من عَظَمة ما ينتظرهم منهم إن وقفوا في طريقهم أو عارضوا خططهم ونهج سياستهم لما يرسمونه لهذه المنطقة؟

وقد يكون الأمر غير ذلك، هم مارسوا الجريمة بكلّ أشكالها الفظيعة ومرّروا على العالم العربي والإسلامي جرائمهم جرعة جرعة، جسّوا نبضنا وقدرتنا على التحمّل لجرائمهم وإلى أيّ مدى وصلنا في بلادة الحسّ وقابلية الاستحمار.

. هل هناك متّسع للمزيد من الارتقاء في درجات الاستحمار؟ فلا يمكن لهذا النوع الحاقد كلّ هذه الدرجات العالية من الحقد والكراهية أن يكتفي بدرجة منخفضة من الاستحمار، لا شكّ بأنّه سيرفع من درجاتنا في الاستحمار، يجسّ النبض بين الحين والآخر ليعرف إلى أين وصلنا في درجات الاستحمار ثم يرقّينا درجة، وهكذا.

طالما أن ردّة فعل أمّتنا باهتة مرتجفة صامتة صمت القبور فلن يتوقّفوا وسيزيدون من سعارهم وستفتح شهيّتهم للمزيد من الدماء والدمار، شعوبنا تستصرخها الدماء الفلسطينيّة وتلقي في ضميرها كرة من لهب، والذي يمنعها أنّها مستعبدة ومستلبة الإرادة، وغزّة تشعرها بأن عليها أن تتحرّر وأن لا تسمح لأحد أن يصادر حريّتها
عندما ارتكبوا جريمتهم في المستشفى المعمداني اتهموا طرفا فلسطينيا، هروبا من عواقب هذه المجزرة، ولكنهم بعد مرور العاصفة الإعلامية لهذا الحدث وجدوا أن الأمر يمكن له أن يمرّ فأمعنوا أكثر وأكثر. ذهبوا إلى مجمع الشفاء الطبي وفعلوا فيه أفظع مما فعلوا في المعمداني، ثم رفعوا درجة الاستحمار لأمة العرب والمسلمين ودمّروا المزيد من المساجد والكنائس والجامعات والمدارس، ولمّا وجدوا أن درجتنا في الاستحمار تفوق تصوّرهم بكثير من قوة عوامل التعرية التي مورست على شعوبنا، لمّا وجدونا مستحمرين زيادة عما يتصوّرون ذهبوا إلى اكتشاف فنون جديدة في القتل والتدمير والحرق والامتهان لكرامة وحقوق الإنسان وبأشكال جديدة، غير مسبوقة وغير معروفة.

والسؤال ماذا بعد؟ هل ستتوقّف عبقريّتهم الإجرامية عن المزيد، وهل سينبئهم حال أمّتنا عن هذه الدرجة غير المسبوقة من الاستحمار ويغريهم بفعل المزيد؟ للأسف وبكل تأكيد أن الإجابة نعم. طالما أن ردّة فعل أمّتنا باهتة مرتجفة صامتة صمت القبور فلن يتوقّفوا وسيزيدون من سعارهم وستفتح شهيّتهم للمزيد من الدماء والدمار، شعوبنا تستصرخها الدماء الفلسطينيّة وتلقي في ضميرها كرة من لهب، والذي يمنعها أنّها مستعبدة ومستلبة الإرادة، وغزّة تشعرها بأن عليها أن تتحرّر وأن لا تسمح لأحد أن يصادر حريّتها. لماذا يتحرّك الشعب اليمني كلّ هذا الحراك العظيم بينما جيرانه العرب في سبات عميق؟ هناك ثقافة حرية وهناك ثقافة عبودية، بكلّ بساطة شعوبنا بأشدّ الحاجة لهذه الثقافة كي تتنسّم قيمة الحرية ولتصبح قادرة على أن يكون لها دور في قضيتها المركزية الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجريمة مستشفى كمال عدوان الفلسطينية احتلال فلسطين جريمة غزة مستشفى مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: تدمير إسرائيل المرافق الصحية بغزة جريمة حرب

قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات قطاع غزة يعتبر جرائم حرب ويثير مخاوف بالغة ويعكس تجاهلا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

وأضافت المفوضية في بيان أن هذا العدوان يدفع نظام الرعاية الصحية في القطاع إلى شفير الانهيار التام، مشيرة إلى أنها وثقت وقوع ما لا يقل عن 136 غارة على 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا آخر.

وتابعت أن مزاعم إسرائيل بشأن استخدام جماعات فلسطينية مسلحة المستشفيات مزاعم غامضة وفضفاضة وقدمت معلومات قليلة لإثبات ادعاءاتها.

وذكر البيان أن الهجمات الإسرائيلية تسببت بدمار مروع في مستشفى كمال عدوان، وعثر لاحقا على 3 مقابر جماعية وانتشلت أكثر من 80 جثة.

محاسبة المسؤولين

وذكرت الأمم المتحدة أن الحكومة الإسرائيلية قالت ردا على تقريرها إن الجيش الإسرائيلي اتخذ إجراءات كثيرة لتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين وتقليص العراقيل، بما يشمل تقديم المساعدات وتوفير طرق للإجلاء وإنشاء مستشفيات ميدانية.

وقال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان "كأن القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة ليس كافيا، ليُمسي الملاذ الوحيد الذي كان ينبغي أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان فخا للموت".

إعلان

وشدد تورك على "ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة وشاملة وشفافة في جميع تلك الحوادث، ومحاسبة المسؤولين عن جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان".

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.​​​​​​

مقالات مشابهة

  • اختطاف الدكتور حسام أبو صفية وحرق مستشفى كمال عدوان في قلب مأساة غزّة
  • غارات كثيفة للاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة
  • غارات إسرائيلية تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • تقرير أممي: تدمير إسرائيل المرافق الصحية بغزة جريمة حرب
  • تقرير أممي: لا دلائل على استخدام مستشفى كمال عدوان كقاعدة عسكرية لحماس
  • العدو الصهيوني يقرر إغلاق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
  • الاحتلال يبدأ إجراءات إغلاق مستشفى كمال عدوان وسط تنديد دولي بانتهاكات القطاع الصحي
  • المفوضية الأممية لحقوق الإنسان: الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والمدنيين جريمة حرب
  • مصدر إسرائيلي : الحرب في غزة لن تنتهي حتى لو تم التوصل إلى صفقة
  • الاحتلال يحتجزه.. نجل مدير مستشفى كمال عدوان ينفي معرفة مكان اعتقال والده