جريمة مستشفى كمال عدوان وباروميتر الاستحمار العربي؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
لماذا يرتكبون هذه الجريمة بكلّ أبعادها التي رسمت لهم هذه الصورة البشعة جدا والتي لم يسبقهم لها أحد؛ ما فعلوه في مستشفى كمال عدوان والذي يشكل حالة نموذجية عن طبيعة هذا التوحّش المقيت وهذا الانحطاط السّحيق؟ هل تراهم لا يخشون هذه الصورة ولا يريدون للعالم أن يراهم بصورة أفضل أو أقلّ سوءا من هذه الصورة؟ أو أنهم قد يئسوا من تحسين صورتهم للناس؟ أو أنّهم يريدون صورة فاشية تترية ليرهبوا بها أعداءهم من عَظَمة ما ينتظرهم منهم إن وقفوا في طريقهم أو عارضوا خططهم ونهج سياستهم لما يرسمونه لهذه المنطقة؟
وقد يكون الأمر غير ذلك، هم مارسوا الجريمة بكلّ أشكالها الفظيعة ومرّروا على العالم العربي والإسلامي جرائمهم جرعة جرعة، جسّوا نبضنا وقدرتنا على التحمّل لجرائمهم وإلى أيّ مدى وصلنا في بلادة الحسّ وقابلية الاستحمار.
طالما أن ردّة فعل أمّتنا باهتة مرتجفة صامتة صمت القبور فلن يتوقّفوا وسيزيدون من سعارهم وستفتح شهيّتهم للمزيد من الدماء والدمار، شعوبنا تستصرخها الدماء الفلسطينيّة وتلقي في ضميرها كرة من لهب، والذي يمنعها أنّها مستعبدة ومستلبة الإرادة، وغزّة تشعرها بأن عليها أن تتحرّر وأن لا تسمح لأحد أن يصادر حريّتها
عندما ارتكبوا جريمتهم في المستشفى المعمداني اتهموا طرفا فلسطينيا، هروبا من عواقب هذه المجزرة، ولكنهم بعد مرور العاصفة الإعلامية لهذا الحدث وجدوا أن الأمر يمكن له أن يمرّ فأمعنوا أكثر وأكثر. ذهبوا إلى مجمع الشفاء الطبي وفعلوا فيه أفظع مما فعلوا في المعمداني، ثم رفعوا درجة الاستحمار لأمة العرب والمسلمين ودمّروا المزيد من المساجد والكنائس والجامعات والمدارس، ولمّا وجدوا أن درجتنا في الاستحمار تفوق تصوّرهم بكثير من قوة عوامل التعرية التي مورست على شعوبنا، لمّا وجدونا مستحمرين زيادة عما يتصوّرون ذهبوا إلى اكتشاف فنون جديدة في القتل والتدمير والحرق والامتهان لكرامة وحقوق الإنسان وبأشكال جديدة، غير مسبوقة وغير معروفة.
والسؤال ماذا بعد؟ هل ستتوقّف عبقريّتهم الإجرامية عن المزيد، وهل سينبئهم حال أمّتنا عن هذه الدرجة غير المسبوقة من الاستحمار ويغريهم بفعل المزيد؟ للأسف وبكل تأكيد أن الإجابة نعم. طالما أن ردّة فعل أمّتنا باهتة مرتجفة صامتة صمت القبور فلن يتوقّفوا وسيزيدون من سعارهم وستفتح شهيّتهم للمزيد من الدماء والدمار، شعوبنا تستصرخها الدماء الفلسطينيّة وتلقي في ضميرها كرة من لهب، والذي يمنعها أنّها مستعبدة ومستلبة الإرادة، وغزّة تشعرها بأن عليها أن تتحرّر وأن لا تسمح لأحد أن يصادر حريّتها. لماذا يتحرّك الشعب اليمني كلّ هذا الحراك العظيم بينما جيرانه العرب في سبات عميق؟ هناك ثقافة حرية وهناك ثقافة عبودية، بكلّ بساطة شعوبنا بأشدّ الحاجة لهذه الثقافة كي تتنسّم قيمة الحرية ولتصبح قادرة على أن يكون لها دور في قضيتها المركزية الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجريمة مستشفى كمال عدوان الفلسطينية احتلال فلسطين جريمة غزة مستشفى مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال تسبب في نزوح أكثر من 20 ألف فلسطيني من سكان مخيم جنين
الثورة نت/..
أكدت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، اليوم الأحد، أن نحو 90% من سكان المخيم نزحوا قسراً بسبب عدوان الاحتلال.
وقالت اللجنة الإعلامية في تصريحات صحفية: “عدوان الاحتلال تسبب في نزوح أكثر من 20 ألف فلسطيني من المخيم”.
وأضافت: عدوان الاحتلال أدى لقطع المياه والكهرباء ونقص الطعام واحتياجات الأطفال، موضحةً أن الاحتلال دمر نحو 498 منزلا ومنشأة بشكل كامل أو جزئي”.
ويتواصل عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” الواسع في مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ41 على التوالي، ما أدى إلى استشهاد 27 فلسطينياً، إلى جانب اقتحام محيط المدينة بدبابات إسرائيلية وذلك لأول مرة منذ عام 2002.
كما أسفرت جرائم الاحتلال وعمليات التدمير الممنهجة عن انقطاع المياه والكهرباء ونقص حاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال في مخيم جنين، إضافة إلى توقف المدارس والخدمات الصحية، وتدمير نحو 498 منزل ومنشأة بشكل كامل أو جزئي.
و️صعّدت قوات الاحتلال من عمليات الاعتقال والتي طالت قرابة 187 فلسطينيا، فيما أخضعت العشرات للتحقيق الميداني، خلال عمليات المداهمة المستمرة والتي بلغت 336 عملية، إلى جانب 15 عملية قصف جوي لأهداف مختلفة.
كما دمرت قوات الاحتلال خط المياه الرئيسي في بئر السعادة في جنين، وذلك بعد إعادة تأهيله، فيما يواصل عمليات حرق المنازل وتجريف الطرق الرئيسية.
ولا تزال قوات الاحتلال تستولي على عدد من منازل المواطنين والتي تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية، وخاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين.