30 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: تعد محافظة كركوك واحدة من أكثر المناطق العراقية تعقيدًا سياسيًا، إذ تُعد مركزًا للصراعات بين المكونات المختلفة: العرب، الأكراد، والتركمان.

ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، تتصاعد المخاوف بشأن الشفافية والعدالة في عملية التصويت، خصوصًا في ظل ما يُتهم به الأحزاب الكردية من استحواذ على مفوضية الانتخابات في المحافظة.

هناك أيضًا تساؤلات كبيرة حول التوازنات السياسية التي تدير المدينة والتأثيرات الإقليمية التي قد تفضي إلى تقوية بعض الأطراف على حساب أخرى.

في خطوة لافتة، دعا حزب السيادة والتحالف العربي في كركوك إلى إنهاء ما أسموه “الاحتكار الحزبي” في إدارة مكتب مفوضية الانتخابات بالمحافظة.

تأتي هذه الدعوة في وقت حساس، حيث يعبر العديد من السياسيين المحليين عن قلقهم من أن هذه السيطرة الحزبية قد تؤثر سلبًا على نزاهة الانتخابات القادمة، مما يعزز الشكوك حول إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة.

كما يطالب التحالف العربي بضرورة الالتزام بقرار المحكمة الاتحادية العليا رقم (16/اتحادية/2024)، الذي ألزم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإكمال تدقيق سجل الناخبين في كركوك قبل إجراء انتخابات مجلس النواب العراقي القادمة.

من جهة أخرى، تتزايد الاتهامات الموجهة للأحزاب الكردية بالاتفاق مع أطراف سياسية أخرى، لا سيما القوى السنية، لتمرير قوانين تخدم مصالحهم مقابل تسهيلات في كركوك.

وقد أشار البعض إلى أن بعض القوى السنية قد سهلت للجانب الكردي تمددهم في كركوك، في مقابل دعم الأكراد لمشاريع قوانين مثل قانون العفو العام.

هذا التواطؤ السياسي يعكس حجم التوازنات الحساسة التي تهيمن على هذه المنطقة، والتي غالبًا ما تتقاطع فيها المصالح المحلية والإقليمية.

في حين يسعى الأكراد للحفاظ على هوية كركوك الكردية، يتحدث البعض عن رغبتهم في إزالة مظاهر “تعريب” المدينة، وهي قضية شائكة بدأت منذ عقود وما زالت تمثل أحد محاور التوتر بين مختلف الأطراف.

وفي هذا السياق، تبرز الأصوات الكردية المطالبة بتكريس كركوك كمحافظة ذات أغلبية كردية، بما يتماشى مع تطلعاتهم في إطار المشروع الكردي الأوسع.

لكن هذه المعركة السياسية في كركوك لا تقتصر فقط على الأكراد والعرب. إذ يواجه الجميع تحديات أمنية مستمرة، فقد شهدت كركوك في الماضي العديد من الهجمات والتفجيرات التي استهدفت أسواقها وأماكن تجمعات المواطنين، مما يرفع من وتيرة القلق الأمني قبل أي استحقاق انتخابي. بين التفجيرات والمفخخات، تستمر المحافظة في دفع ثمن التوترات الإقليمية والمحلية التي تعصف بها.

الانتخابات المقبلة في كركوك تشكل اختبارًا حقيقيًا لكل الأطراف المعنية. فبينما تسعى الأحزاب العربية إلى إنهاء الاحتكار الكردي، يسعى الأكراد إلى الحفاظ على نفوذهم في المدينة، في وقت حساس يواجه فيه الجميع التحديات الأمنية والاقتصادية. في ظل هذه الظروف، تبقى محافظة كركوك واحدة من أكثر النقاط الساخنة في المشهد السياسي العراقي، والتي تحتاج إلى حلول سلمية تضمن العدالة لجميع مكوناتها.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی کرکوک

إقرأ أيضاً:

حماس تسلم رهينة في إطار عملية التبادل الثالثة  

 

 

القدس المحتلة - سلمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية الخميس30يناير2025، الجندية الإسرائيلية أجام بيرغر مع بدء عملية تبادل الأسرى الثالثة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ومن المقرر إطلاق سراح ثلاثة إسرائيليين يوم الخميس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، كما من المتوقع أيضا إطلاق سراح خمسة أسرى تايلانديين.

واستعرض مسلحو حماس بيرغر، الذي كان يرتدي زيا عسكريا، على خشبة المسرح في جباليا في شمال قطاع غزة قبل تسليمه إلى مسؤولين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

حصلت الفتاة البالغة من العمر 20 عامًا على حقيبة هدايا وشهادة للاحتفال بنهاية محنتها.

وأظهرت لقطات لبرغر قبل التسليم وهي تقف على خشبة المسرح مع أعضاء ملثمين من حماس يرتدون عصابات رأس خضراء مميزة، ويطلب منهم التلويح للمتفرجين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن بيرغر عاد الآن إلى إسرائيل وسيخضع "لتقييم طبي أولي".

وفي مدينة خان يونس المدمرة، تجمعت حشود كثيفة لإلقاء نظرة على أربيل يهود وغادي موسى قبل إطلاق سراحهما بالقرب من منزل طفولة زعيم حماس يحيى السنوار، الذي قُتل في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي وقت سابق، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيتم أيضا الإفراج عن خمسة تايلانديين محتجزين في غزة.

وقبيل الإفراج عنهما، بثت حركة الجهاد الإسلامي لقطات فيديو تظهر موسى ويهود وهما يعانقان بعضهما البعض ويبتسمان.

وقالت عائلة موسى يوم الأربعاء إنها "تلقت بحماس كبير الأخبار الرائعة عن عودة غادي الحبيب".

ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع، لكن حماس اتهمت إسرائيل يوم الأربعاء بتعريض الاتفاق للخطر من خلال تأخير تسليم المساعدات، وهو الادعاء الذي رفضته إسرائيل ووصفته بأنه "أخبار كاذبة".

يتوقف وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تم أسرهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقابل 1900 شخص - معظمهم فلسطينيون - في السجون الإسرائيلية.

قبل تسليم بيرغر يوم الخميس، أطلقت حماس سراح سبعة رهائن، مقابل إطلاق سراح 290 أسيراً.

من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 110 أسرى، بينهم 30 قاصراً، مقابل الإفراج عن الإسرائيليين الثلاثة، بحسب ما أعلنت جمعية نادي الأسير الفلسطيني.

وقال مكتب نتنياهو إن عملية التبادل المقبلة، السبت، ستشهد إطلاق سراح ثلاثة إسرائيليين.

- شاحنات المساعدات تتدافع -

سمحت اتفاقية الهدنة بدخول شاحنات محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة المدمر، حيث تسببت الحرب في أزمة إنسانية مستمرة منذ فترة طويلة.

لكن مسؤولين كبارا في حماس اتهموا إسرائيل بإبطاء تسليم المساعدات، حيث أشار أحدهم إلى مواد رئيسية مثل الوقود والخيام والآلات الثقيلة وغيرها من المعدات.

ووصفت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والتي تشرف على الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، هذه الأنباء بأنها "أخبار كاذبة تماما".

وبما أن نص الاتفاق ـ الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة ـ لم ينشر بعد، لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من شروطه بشأن المساعدات.

- النزوح "الظلم" -

إن اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى التي تستمر 42 يوما، ومن المتوقع أن تشهد إطلاق سراح 33 رهينة. ولا يشمل هذا العدد الرهائن التايلانديين.

ومن المقرر أن تبدأ الأطراف بعد ذلك مناقشة إنهاء الحرب على المدى الطويل.

وتتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق إعادة إعمار غزة وإعادة أي رهائن قتلى متبقين.

وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا أنه هو من قام بالتوصل إلى الاتفاق على الرغم من دخوله حيز التنفيذ قبل تنصيبه، كما التقى مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي شارك في المحادثات، مع نتنياهو في إسرائيل يوم الأربعاء.

ودعا ترامب نتنياهو لزيارة البيت الأبيض في الرابع من فبراير/شباط، بحسب مكتب رئيس الوزراء.

بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعلن ترامب عن خطة "لتطهير" غزة، داعيا الفلسطينيين إلى الانتقال إلى دول مجاورة مثل مصر أو الأردن.

لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال الأربعاء إن التهجير القسري للفلسطينيين هو "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على "ضرورة بقاء الفلسطينيين على أرضهم".

عاد أكثر من 376 ألف فلسطيني نازح إلى شمال غزة منذ أن أعادت إسرائيل فتح الطريق في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، وعاد العديد منهم إلى مكان لم يعد به سوى الأنقاض.

وقال محمد الفالح (33 عاما) لوكالة فرانس برس "لقد دمر منزلي. هذا الصباح بنينا غرفة صغيرة بجدارين من بقايا منزلنا. لا يوجد اسمنت لذلك استخدمت الطين".

وأضاف أن "المشكلة الأكبر هي عدم وجود مياه، حيث تم تدمير جميع آبار المياه".

"المساعدات الغذائية تصل إلى غزة... ولكن لا يوجد غاز أو كهرباء. نخبز الخبز على نار تغذيها الأخشاب والنايلون".

من المقرر أن تقطع إسرائيل علاقاتها مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اعتبارا من يوم الخميس في أعقاب اتهامات بأنها توفر غطاء لمسلحي حركة حماس، وهي الخطوة التي من المرجح أن تعوق تقديم خدماتها الحيوية بعد 15 شهرا من الحرب في غزة.

سيتم منع وكالة الأونروا، التي كانت منذ فترة طويلة الوكالة الرائدة في تنسيق المساعدات إلى غزة، من العمل على الأراضي الإسرائيلية، كما سيتم حظر الاتصال بينها وبين المسؤولين الإسرائيليين.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الأطراف المشاركة في اجتماع القاهرة تشدد على حل الدولتين
  • الخارجية تعلن عن “استعدادها” لمفاتحة إيران عن مصير “الأسرى الأكراد ” خلال حرب الثماني سنوات
  • المفوضية: لدينا 319 حزباً مسجلاً و46 قيد التأسيس
  • نكث العهود يهدد الإطار.. تحذيرات من ضعف المواقف في الانتخابات المقبلة
  • العراق على أعتاب انتخابات 2025… بداية جديدة أم تكرار للتجارب السابقة؟
  • محلل: التحالف بين لندن وأنقرة لم يمنع دعم الأكراد في الشمال السوري
  • حماس تسلم رهينة في إطار عملية التبادل الثالثة  
  • البطاقة الوطنية بدل بطاقة الناخب.. خطوة لمنع التزوير الانتخابي أم مغامرة غير محسوبة؟
  • الإفتاء تفض اشتباك امرأتين توفى الزوج وترك لهما شقة كميراث.. فيديو
  • بريطانيا تدعو الى سرعة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات المقبلة