الجديد برس:
2025-01-02@09:54:50 GMT

الفلفل الحار علاجاً للآلام العصبية؟

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

الفلفل الحار علاجاً للآلام العصبية؟

الجديد برس|

تعدّ الآلام العصبية من أصعب الحالات التي تواجه الطب الحديث، إذ يعيش المرضى مع إحساس دائم بالحرق أو الوخز الذي يعوق حياتهم اليومية. في خطوة مبتكرة، قدم الأطباء استخدام الكابسيسين، المستخلص من الفلفل الحار، كحل جديد لهذه المشكلة المزمنة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «تاغيس تسايتونغ» الألمانية.

آلية العلاج: الألم يعالج الألم!

تُستخدم لاصقات تحتوي على نسبة مركزة من الكابسيسين (8%) توضع على المنطقة المصابة لمدة تراوح بين 30 إلى 60 دقيقة.

خلال الجلسة، يعاني المريض إحساساً حارقاً يشبه وضع الفلفل الحار على جرح مفتوح. لكن هذا الألم المؤقت يؤدي إلى «إرهاق» الأعصاب الحسية، ما يقلل من حساسيتها للألم بشكل ملحوظ.

أحد المرضى الذين خضعوا للعلاج وصف تجربته قائلاً: «شعرت وكأنني أضع صلصة الفلفل الحار على جرح مفتوح، لكن بعد الجلسة، تحسنت حالتي بشكل كبير وتمكنت من تقليل استخدام المسكنات».

نتائج تدوم طويلاً

أظهرت الدراسات أنّ تأثير العلاج يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أشهر، مع إمكانية تكرار الجلسات عند الحاجة. كما يتيح هذا العلاج تقليل الاعتماد على المسكنات التقليدية التي غالباً ما تسبب آثاراً جانبية.

تحديات أمام الانتشار

رغم النتائج الواعدة، لا يزال العلاج بالكابسيسين غير واسع الانتشار بسبب نقص الوعي العام به والحاجة إلى تجهيزات طبية خاصة للإشراف على الجلسات. كما يمكن أن يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم بسبب شدة الألم خلال الجلسة.

إعادة التفكير في علاج الألم

يمثّل العلاج بالكابسيسين خطوة جديدة في مكافحة الآلام المزمنة، حيث يعتمد على خصائص الفلفل الحار لتحسين حياة المرضى. وبينما قد تكون البداية صعبة بسبب الألم المؤقت، فإن النتائج طويلة الأمد تجعل هذا العلاج حلاً واعداً للكثيرين.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الفلفل الحار

إقرأ أيضاً:

اليقظة في وجه الاعتياد

مها الحجري
النفس البشرية، في فطرتها، لم تُخلق لتحمل هذا السيل الجارف من الفواجع والمآسي، إنها تهرب من قسوة الواقع إلى حيلة خفية، تُلبس بها الفظائع ثوب الألفة، لئلا ينكسر القلب تحت وطأة الألم..
ولكن ما تراه النفس راحة قد يكون الفخ الذي تُطفئ فيه جذوة إنسانيتها، فتتبلد مشاعرها، ويخبو غضبها، وتتحول إلى شاهدة باردة على ما لا يجوز أن يُرى إلا بالروح الثائرة.
إنَّ الاعتياد على المآسي هو القيد الذي يكبل الإنسان عن الفعل، فهو يغمس الظلم في كأس مألوفة، حتى لا يعود مرارها يستفز الذائقة ولا يُثير النفوس، ومن هنا كان لزامًا أن نجدد شعورنا بالغضب الشريف، ذاك الغضب الذي يُبقي فينا روح الإنسان الذي لا يرضى الدنية في حق أخيه ولا يقبل السكوت على الفجور في الحق.
ولا تُطلب هذه اليقظة برؤية المشاهد المؤلمة دائمًا، فقد يُثقل ذلك على القلب، وإنما يُطلب تجديد الإحساس عبر التأمل في الحياة كما ينبغي أن تكون حياة الطفل في داره آمنًا بين أهله، وحكايات الذين أحبوا وانتظروا بعضهم سنين وراء قضبان الظلم، وأحلام العائدين الذين حملوا مفاتيح بيوتهم في المنافي كأنها قطع من أرواحهم، في هذه الصور ترى النقيض الجلي لما يفعله الظلم، فيشتعل في قلبك الحزن لا قنوطًا، بل حزنًا يدفعك إلى رفض الاعتياد والمقاومة.
أما مقاومة الاعتياد، فهي مقاومة الموت البطيء للضمير، فهي اليقظة التي تُعيد للروح عنفوانها، وتزرع فيها الإباء الذي لا يرضى بأن يتطبع مع القهر، هي الصرخة التي تُبقيك إنسانًا حيًّا، يرى المأساة في حقيقتها، فيغضب لها غضبًا عاقلًا، ويمتلئ حزنًا شريفًا يُحركه نحو الحق، لا يجعله أسيرًا للألم.
وعلى من يقف بعيدا أن يُبقي عينيه مفتوحتين على الحقيقة، فلا يغض الطرف عن المأساة، ولا يدع الألم ينزلق بين سطور الأخبار كخبرٍ عابر تُطوى صفحته بلا أثر، إن دوي القصف، وأنين الجراح النازفة في غزة، ليس مجرد ضجيج في أذن العالم، بل هو نداءٌ مزلزل للضمائر الحية، يطالبها باليقظة والانتباه، تلك الدماء التي تسيل، لا يجوز أن تُختزل في أرقامٍ تُحصى لتُنسى، بل هي مشاعل تنير لنا الطريق إلى الإصرار على مقاومة الظلم، ورفض الانحناء أمام طغيان القوة.
غزة ليست مكانًا عابرًا في هذا العالم، بل هي فكرة تتجاوز الجغرافيا لتُصبح رمزًا خالدًا للإباء في وجه الطغيان، إنها لوحة إنسانية تتشابك فيها الألوان بين الظلم والأمل، بين الدمار والإصرار، هناك كل حجرٍ يحمل حكاية، وكل طريقٍ يروي قصصًا من التحدي، حيث يُكتب التاريخ بدماء الأبرياء وبصبر من لا يملك إلّا إرادته، غزة هي النداء الصامت الذي لا يحتاج إلى كلمات يُلقي بثقله على الضمائر ليوقظها، هي الامتحان الذي يُظهر من يقف مع الحق ومن يُشيح بوجهه عنه، إنها ليست فقط صراعًا مع آلة الحرب؛ بل مع الزمن الذي يُحاول أن يجعل الألم جزءًا من العادة، لكنها تبقى شاهدة على أنَّ الحق مهما بدا ضعيفًا، يملك من القوة ما يكفي ليصمد.
ليس المطلوب أن تُغرق نفسك في الألم حتى تفقد القدرة على الفعل؛ بل أن تجعل من الغضب نورًا يتقد في داخلك، ومن الحزن قوة تحرك ضميرك، لا تدع الاعتياد يسلبك إنسانيتك، فإنَّ الغضب الواعي هو الذي يُحيي القلوب، والحزن النبيل هو الذي يجعلنا نرفض الظلم ونقاوم الطغيان، كُن كالنار التي لا تكتفي بالاحتراق؛ بل تُنير الطريق أمام السائرين نحو الحق.
 

مقالات مشابهة

  • باحثون يطورون علاجاً آمناً لتسكين الآلام
  • باحثون يطورون علاجا آمنا لتسكين الآلام
  • مخزومي: نعول على العام الجديد بأن يطوي صفحات الألم
  • اليقظة في وجه الاعتياد
  • مستشفى واحد لخمسة ملايين نسمة.. هكذا يعاني المرضى النفسيون في موريتانيا
  • رستم: سنعمل على تحويل الألم إلى أملٍ
  • اسهل طريقة لعمل الجمبري المشوي
  • مقشر الشفاه ليس علاجاً للشفاه المتشققة
  • الدين والعلوم العصبية