بوابة الفجر:
2025-02-08@09:40:10 GMT

محطات في حياة الرئيس الامريكي الراحل جيمي كارتر

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

 


في لحظة حزينة على الساحة الدولية، توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن عمر ناهز 100 عامًا في 30 ديسمبر 2024، رحيل هذا الزعيم الذي أضاءت مسيرته السياسية والدبلوماسية عصورًا من التحولات الكبرى في العالم، ترك فراغًا عميقًا في قلب السياسة الأمريكية والعالمية، وعلى مدار حياته، أثبت كارتر أنه ليس مجرد سياسي تقليدي، بل رجل دولة عالميّ صاحب رؤية، ورائد سلام، ومدافع عن حقوق الإنسان، فمن سجله الرئاسي المليء بالتحديات إلى جهوده الإنسانية المستمرة بعد مغادرته البيت الأبيض، كان جيمي كارتر رمزًا من نوع فريد في القيادة السياسية التي تركز على المبادئ والقيم.

النشأة

ولد جيمس إيرل كارتر جونيور في 1 أكتوبر 1924 في بلينز، ولاية جورجيا، لعائلة متواضعة، وكان والده إيرل كارتر مزارعًا ورجل أعمال، ووالدته ليليان جوردى كارتر ممرضة مسجلة.

فمنذ طفولته، أظهر كارتر قدرة استثنائية على التفوق الدراسي والقيادي، واهتم بتطوير نفسه في مجالات متعددة.

وعلى الرغم من خلفيته الريفية البسيطة، كان لديه حلم كبير بأن يصبح جزءًا من المؤسسة العسكرية الأمريكية، هذا الحلم تحقق عندما حصل على تعيين في الأكاديمية البحرية الأمريكية، حيث تخرج لينضم إلى فرع الغواصات في البحرية.

وخلال خدمته في البحرية، تميز كارتر بالانضباط والكفاءة، حيث أصبح جزءًا من "أولاد ريكوفر"، وهي وحدة نخبوية في أسطول الغواصات النووية الأمريكية التي ترأسها الأدميرال الشهير هيمان ريكوفر، ورغم التفوق المهني الذي حققه في البحرية، قرر كارتر ترك مسيرته العسكرية في عام 1953 ليعود إلى مسقط رأسه في بلينز مع عائلته لتولي الزراعة العائلية.

البداية السياسية وصعوده إلى منصب الحاكم

لم يكن كارتر بعيدًا عن العمل السياسي، فقد بدأ مسيرته في الحياة العامة بالترشح لعضوية مجلس المدرسة في بلينز، ثم عضوًا في مجلس الشيوخ بولاية جورجيا.

وسرعان ما اكتسب شهرة محلية بفضل تفانيه في تحسين الخدمات العامة ومكافحة الفساد.

وفي عام 1970، انتخب كارتر حاكمًا لولاية جورجيا، حيث أظهر قدرة استثنائية على الإصلاح والتغيير، فقام بتحديث النظام التعليمي، وحقق تقدمًا في مجال الحقوق المدنية، وكان له دور محوري في إزالة بعض أوجه التمييز العنصري في الولاية.

الترشح للرئاسة وفترة حكمه

في عام 1976، قرر كارتر الترشح للرئاسة في ظروف محورية للولايات المتحدة والعالم.

وكان الشعب الأمريكي في تلك الفترة يعاني من أزمة اقتصادية حادة، حيث ارتفعت معدلات التضخم والبطالة، في وقت كانت العلاقات الدولية الأمريكية تعيش حالة من الارتباك بعد حرب فيتنام.

كما كانت أزمة الرهائن في إيران التي تفجرت في عام 1979 تمثل تحديًا كبيرًا للإدارة الأمريكية.

وفي هذه الظروف العصيبة، حمل كارتر على عاتقه مسؤولية قيادة الأمة الأمريكية نحو التغيير. فاز بترشيح الحزب الديمقراطي، وهزم الرئيس الجمهوري جيرالد فورد في انتخابات 1976 ليصبح الرئيس الـ39 للولايات المتحدة.

ورغم أنه تولى منصب الرئاسة في وقت مليء بالتحديات الاقتصادية والدولية، فقد سعى جيمي كارتر إلى تنفيذ أجندته الإصلاحية وتحقيق التغيير المنشود.

وخلال فترة حكمه، برزت معاهدة كامب ديفيد عام 1978 كأحد أبرز إنجازاته الدبلوماسية، فقد تمكن كارتر من جمع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، ليوقعا اتفاقية سلام تاريخية تضمن السلام بين البلدين.

وكان لهذا الإنجاز دور كبير في تعزيز مكانة كارتر على الساحة الدولية، واعتُبر واحدًا من أعظم إنجازات الرئاسة الأمريكية في القرن العشرين.

الخروج من البيت الأبيض ونشاطاته بعد الرئاسة

بعد خسارته في انتخابات 1980 أمام رونالد ريجان، كان العديد من المراقبين يعتقدون أن مسيرته السياسية قد انتهت، لكنه على الرغم من ذلك، رفض الاستسلام للنكسات الشخصية وقرر أن يستمر في خدمة الإنسانية من خلال العمل الدبلوماسي والإغاثي.

وفي عام 1982، أسس "مركز كارتر" في أتلانتا، الذي أصبح منصة لتقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وخلال العقود التالية، ظل جيمي كارتر ناشطًا دوليًا، يسافر ويعمل في مجالات مختلفة تشمل التفاوض لحل النزاعات، مراقبة الانتخابات في العديد من البلدان، ومتابعة مشاريع مكافحة الفقر حول العالم.

وفي عام 2002، تم تكريمه بجائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده المستمرة في حل النزاعات وتعزيز الديمقراطية والتنمية الاقتصادية في الدول النامية، وواصل عمله بلا كلل، فكان بحق أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين السابقين نشاطًا وإلتزامًا على الساحة الدولية.

إرثه وتأثيره العالمي

ورحيل جيمي كارتر يترك فراغًا في الساحة السياسية والدبلوماسية العالمية، قد يكون رئيسًا سابقًا، لكن إرثه الإنساني والدبلوماسي سيظل حيًا لسنوات طويلة، فمن خلال دور مركز كارتر في تعزيز السلام ومراقبة الانتخابات، إلى تبني قضايا التنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية، كان كارتر دائمًا يسعى لتحسين العالم من حوله، وكان يقول دائمًا في لقاءاته التلفزيونية: "دوري كرئيس سابق أكثر تأثيرًا من دور الرؤساء الآخرين"، وقد صدقت كلماته التي حملت دلالات عميقة حول دوره الفاعل في الساحة العالمية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أهتم 30 ديسمبر استثنائي استثنائية استسلام الاستسلام الانتخابات الأمريكية البيت الأبيض الترشح للرئاسة التفوق الدراسي التفاوض الخدمات العامة الدبلوماسية الرئيس الامريكي الاسبق الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الساحة الدولية السياسة الأمريكية الفقر حول العالم الغواصات العسكرية القيادة السياسية المؤسسة العسكرية المستدامة المساعدات انتخابات بجائزة نوبل هذا الزعيم

إقرأ أيضاً:

الجميل التقى وفداً من الطشناق: ترجمة خطاب القسم في الحكومية

التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل وفد اللجنة المركزية لحزب الطاشناق برئاسة النائب هاغوب بقرادونيان وجرى بحث في التطورات على الساحة اللبنانية والعلاقات بين الحزبين. 

ضمّ الوفد أمين الشؤون التنظيمية في حزب الطاشناق ألبير بالابانيان، وأمين السرّ جورج كريكوريان. كما حضر اللقاء الامين العام لحزب الكتائب سيرج داغر ورئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة المحامية لارا سعادة.

وناقش اللقاء العلاقات بين الحزبين وسبل تعزيز التعاون في القضايا الوطنية، كما تمّ التطرق إلى آخر المستجدات على الساحة السياسية، لا سيما انطلاقة العهد الجديد والجهود المبذولة لتشكيل أولى حكوماته، بما يضمن ترجمة خطاب القسم إلى خطوات عملية ملموسة.     وأكّد المجتمعون "أهمية متابعة التواصل وتبادل الآراء بشأن مختلف الاستحقاقات الوطنية".

 

مقالات مشابهة

  • سموحة يطالب بإقالة لجنة الحكام بعد أحداث مباراة بيراميدز
  • مخرج فيلم وكان مساء بمهرجان الإسماعيلية : الفيلم تطلب كتابة سيناريو لذكريات مزيفة
  • عرض الفيلم المصري كان مساء وكان صباح يوما واحدا بمهرجان الإسماعيلية.. اليوم
  • المناكفات السياسية تغرق عدن في الظلام.. واحتجاجات ليلية عارمة تغلق الشوارع
  • الجميل التقى وفداً من الطشناق: ترجمة خطاب القسم في الحكومية
  • جيمي باتلر وميامي هيت.. نهاية «العلاقة المضطربة»
  • الرئيس الإيراني: لدينا وسائل لإفشال أهداف الضغوط الأمريكية
  • البرلمان العربي يستنكر تصريحات الرئيس الأمريكي الداعية لتهجير الفلسطينيين وفرض السيطرة الأمريكية على قطاع غزة
  • بدأ مشواره بـ «اللص والكلاب».. محطات مهمة في حياة الفنان الراحل صالح العويل
  • القشاوي: التحالف الوطني للعمل الأهلي يقود مسيرة التمكين الإجتماعي والإقتصادي