أهم 5 تحديات اقتصادية في العالم لعام 2025
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
يتوقع أن يحمل عام 2025 العديد من التحديات الاقتصادية الكبيرة على مستوى العالم، وفقا لتقرير نشره موقع دويتشه فيله للكاتب تيموثي روكس.
وتمتد هذه التحديات من السياسات الأميركية في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، مرورا بالحروب التجارية والهجرة، وصولا إلى النزاعات المسلحة والتطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي.
مع بداية ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني المقبل يواصل دونالد ترامب تنفيذ سياسة "أميركا أولا"، مما يعيد تشكيل النظام العالمي بطرق يصعب التنبؤ بها.
ويقول التقرير إن هذه الحقبة ستشهد غيابا واضحا للقيادة الأميركية التقليدية، مما قد يفتح المجال أمام دول مثل الصين وروسيا والهند لتعزيز نفوذها العسكري والاقتصادي.
وبحسب التقرير، فإن ترامب معروف بتشكيكه في التحالفات الدولية مثل حلف الناتو، مما يضعف التنسيق الدولي ويزيد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
وعلاوة على ذلك، فإن قراراته غير المتوقعة تؤثر بشكل مباشر على الازدهار العالمي، إذ يركز على السياسات الانعزالية التي قد تؤدي إلى تحولات جذرية في التجارة العالمية والتحالفات الاقتصادية.
إعلان 2. الحروب التجارية والتعريفات الجمركيةوتعد سياسات التعريفات الجمركية التي ينتهجها ترامب واحدة من أبرز المخاوف للشركات والدول على حد سواء.
وخلال حملته الانتخابية لعام 2024 هدد ترامب بفرض تعريفات تصل إلى 60% على السلع الصينية و25% على السلع المكسيكية والكندية.
هذا التصعيد ينبئ بتفكيك اتفاقيات تجارية مثل اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (يو إس إم سي إيه).
ويوضح التقرير أن هذه السياسات ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وإلحاق الضرر بسلاسل التوريد العالمية.
ومع ذلك، يدافع ترامب عن التعريفات باعتبارها وسيلة لتقليص العجز التجاري، لكن في المقابل قد يتسبب هذا النهج في نشوب حرب تجارية عالمية، مما يزيد حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.
3. تشديد القيود على الهجرةتواجه الهجرة العالمية صعوبات متزايدة مع توجه العديد من الدول -خاصة الولايات المتحدة وأوروبا- إلى فرض قيود أكثر صرامة.
وخلال حملته وعد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا، مع تشديد الإجراءات على الحدود مع المكسيك، مما يزيد الضغط على المهاجرين من دول أميركا اللاتينية مثل كوبا وهاييتي وفنزويلا.
ولا تقتصر هذه السياسات على الولايات المتحدة فقط، بل يسعى الاتحاد الأوروبي أيضا إلى تكثيف إجراءاته ضد الهجرة غير القانونية.
ويشير التقرير إلى أن هذه السياسات تؤدي إلى تعطيل سوق العمل، خاصة في القطاعات التي تعتمد على العمالة المهاجرة، مثل الزراعة والخدمات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القيود المفروضة على الهجرة القانونية -مثل تقليص عدد التأشيرات والحد من اللاجئين- ستؤثر على التنوع الاقتصادي والاجتماعي في هذه الدول.
4. الحروب والنزاعات وتأثيرها الاقتصاديمع استمرار الحروب والنزاعات المسلحة في أوكرانيا والشرق الأوسط وآسيا يُتوقع أن تكون لها تكلفة باهظة على الاقتصاد العالمي.
إعلانويزعم ترامب أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من خلال قطع التمويل الأميركي، مما قد يجبر كييف على التفاوض مع موسكو.
وفي الشرق الأوسط، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، والتي امتدت إلى لبنان، مما يزيد زعزعة استقرار المنطقة.
وفي آسيا، تستمر الصين في تهديداتها ضد تايوان، مع مخاوف من غزو وشيك.
ويشير التقرير إلى أن غياب القيادة الأميركية قد يشجع إيران وكوريا الشمالية على اتخاذ خطوات عسكرية، مما يزيد تعقيد المشهد العالمي.
5. الذكاء الاصطناعي والتطور الاقتصاديعلى الرغم من التقدم الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق "شات جي بي تي" في 2022 فإن التقنية لا تزال تواجه تحديات تحول دون تحقيق تأثيرها الكامل.
وتستثمر الشركات العالمية بكثافة في مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن هذه الجهود تصطدم بارتفاع تكاليف الطاقة والحاجة إلى سياسات واضحة لاستخدام التقنية.
ويتساءل التقرير عما إذا كان عام 2025 سيكون العام الذي يتحول فيه الذكاء الاصطناعي إلى عنصر أساسي في الاقتصاد العالمي.
ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو ضمان استخدام التقنية بطريقة تحقق فوائد ملموسة للشركات والعمال بدلا من أن تظل مجرد وعود تقنية غير محققة.
ويؤكد تيموثي روكس في التقرير المنشور عبر موقع دويتشه فيله أن عام 2025 سيشهد تحديات غير مسبوقة تتطلب من الحكومات والشركات التعامل بحذر ومرونة مع واقع عالمي متغير.
هذه التحديات تُظهر بوضوح أن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى سياسات وإستراتيجيات مبتكرة للحفاظ على الاستقرار وتحقيق التنمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة مما یزید
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: أزمة العالم ليست اقتصادية.. بل في نقص المحبة
أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا حوارًا صحفيًّا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، لصالح وكالة الأنباء البولندية (P. A. P).
وحول سؤال من يعايشون أزمات إيمانية أو الشك، أضاف البابا: “الابتعاد عن الله يدخل الإنسان في دائرة الشك واليأس، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإلحاد والانتحار. العالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الحب، فالجوع الحقيقي في العالم ليس للمادة بل للمحبة."
وشدد قداسة البابا على أهمية المحبة والخدمة في دور الكنيسة لمساعدة كل إنسان.
وعن رؤيته لتحقيق الوحدة بين المسيحيين، أوضح قداسة البابا تواضروس أن الطريق يتطلب عدة خطوات:
أولاً: إقامة علاقات محبة مع كل الكنائس. ثانيًا: إجراء دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة.
ثالثًا: السير في خطوات حوار لاهوتي معمق.
وأخيرًا: أن نصلي من أجل تحقيق هذه الرغبة، لأن رغبة المسيح أن يكون الجميع واحدًا.
وفيما يخص تحقيق الوحدة على أرض الواقع، أشار قداسته إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة، وقال: هناك محبة متبادلة، وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، والذي ساعدنا على فهم بعضنا البعض بشكل أعمق. ولا ننسى أن الانشقاق وقع عام ٤٥١ ميلاديًا، أي منذ خمسة عشر قرنًا، ولذلك فتصحيح المسار يحتاج إلى وقت طويل وجهد مستمر.
وعن كيفية تعميق الفهم بين الكنيستين، قال: "من الضروري أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية أكثر على عقائدنا وتقاليدنا. فلدينا تراث كبير وكنوز روحية من شروحات الآباء الأوائل، والكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح وحتى اليوم. وأضاف: "لدينا أكثر من ٢٠٠ يوم مخصصة للأصوام كل عام، ولدينا ألحان كنسية عظيمة باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة، وزيارة أديرتنا والتعرف على حياتنا الرهبانية يشكل خطوة مهمة للتقارب"
وحول زيارته لبولندا، أوضح أن هذه هي الزيارة الأولى لقداسته لها، وقال: “قرأت كثيرًا عن بولندا منذ وقت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، البولندي الأصل، كما تعرفت على مدينة كراكوف والرئيس البولندي الشهير ليخ ڤاونسا. وازدادت رغبتي في زيارتها بعد زيارة الرئيس البولندي الحالي وقرينته إلى مصر، واستقبلناهما في كاتدرائية مار مرقس بالعباسية، والتقيا كذلك بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعن عدد الأقباط في أوروبا وخارج مصر، قال قداسته: "يبلغ عدد الأقباط خارج مصر حوالي ٣ ملايين، من أصل ٩ ملايين مصري مقيمين بالخارج. الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا تضم أكبر عدد من الأقباط. ولدينا كنائس وأديرة هناك، تخدمهم" ومسؤولية الكنيسة أن ترعى كل إنسان حتى لو كان في بلد لا يوجد به سوى ثلاثة أو أربعة أفراد، حيث يزورهم الكاهن كل ستة أشهر"
تحدث قداسة البابا عن أبرز المشكلات التي تواجه الأسر المسيحية في حياتهم بصفة عامة، فأشار إلى أن: "أول مشكلة هي المشكلات الاقتصادية، ولا سيما لدى الأسر المحتاجة منهم. ثانيًا التعليم، حيث أن التعليم الجيد مكلف للغاية. ثالثًا تأثير الإعلام الرقمي، الذي أثر على فكر وأخلاقيات الشباب، وهو أمر لا يتماشى مع ثقافتنا الشرقية. وهنا يأتي دور الكنيسة أن تحافظ على نقاوة الفكر وتحصين أبنائها من هذه المؤثرات"
كما أكد أن مصر رغم التحديات، لا تعاني من اضطهاد ديني بين المسلمين والمسيحيين، قائلاً: "نعيش في محبة وتلاحم منذ قرون. نعمل ونتعلم ونتعالج معًا. التقارير التي تصدر عن حقوق الإنسان كثيرًا ما تكون مسيسة. أدعوكم لزيارة مصر ورؤية الحقيقة بأنفسكم."
عن مصادر الدعم الروحي، قال: “الدعم الحقيقي يأتي من الله وحده، ومن الكنائس والأديرة. الله محب لكل البشر، صانع للخير، وضابط للكل. لذلك، نحيا في طمأنينة وسلام، ونكرر كل يوم: يا ملك السلام، أعطنا سلامك.”