الاحتلال يكثف قصفه لشمال غزة والصحة العالمية تدعو للإفراج عن أبو صفية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين قصفه المدفعي على مناطق متفرقة بقطاع غزة، في حين يعيش النازحون ظروفا مأساوية بسبب تداعيات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع، فيما دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف استهداف المستشفيات والإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية.
وفي شمال القطاع، قصفت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف أنحاء مختلفة، أبرزها منطقة الصفطاوي وجباليا النزلة ومخيم جباليا.
وأطلق الاحتلال بشكل مكثف قنابل إنارة في تلك المناطق، في حين دوت أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن أعمال نسف للمباني السكنية بالشمال.
وأفاد مراسل الجزيرة باستمرار القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق واسعة شمالي قطاع غزة، وأن القصف تركز أكثر في محيط مستشفى كمال عدوان الذي أحرقته قوات الاحتلال قبل يومين.
وفي مدينة غزة، قال المراسل إن مدفعية الاحتلال استهدفت حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، كما أطلقت صاروخا على نازحين خرجوا من وسط مخيم جباليا باتجاه مدينة غزة.
كما شهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة وحي الزيتون والصبرة جنوب المدينة قصفا مدفعيا متقطعا.
وقال شهود عيان إن مسيّرات إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار في محيط صيدلية ابن الهيثم بشارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة.
إعلانوفي المحافظة الوسطى، أفاد شهود عيان باستهداف شمال غرب مخيم النصيرات بقذائف مدفعية بالتزامن مع إطلاق النيران بشكل عشوائي من طائرة مروحية وآليات الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن إصابة فلسطيني.
وفي الجنوب، قصف سلاح البحرية الإسرائيلي منطقة المواصي غرب مدينة رفح، في حين شهد شمال غرب المدينة قصفا مدفعيا مكثفا، وفق شهود عيان.
ومن جهة أخرى، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى ساحات معارك، والنظام الصحي تحت تهديد شديد، ويجب وقف الهجمات على المستشفيات.
وطالب غيبريسوس بالإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية بعد الغارة الإسرائيلية على المستشفى، وإجلاء المرضى والموظفين بشكل قسري.
وأضاف أن المرضى من ذوي الحالات الحرجة نقلوا إلى المستشفى الإندونيسي، وهو خارج الخدمة أيضا، واعتقل الجيش الإسرائيلي 4 منهم أثناء عملية النقل.
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي ومستشفى الوفاء في مدينة غزة تضررا بعد استهدافهما.
وطالب غيبريسوس بوقف إطلاق النار، وحث إسرائيل على احترام احتياجات المرضى وحقوقهم.
كما جددت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس دعوتها العاجلة لضمان حماية ومساعدة المستشفيات في غزة.
وقالت هاريس في مقابلة مع الجزيرة إن كل جهود المنظمة للحفاظ على المنظومة الصحية في غزة ذهبت هباء.
وأضافت أن نقل المرضى من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي مجرد عرض، وهو مجرد مبنى يفتقر إلى المعدات الطبية والطاقم المختص.
الإعلام الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو للحظة اعتقال قوات الاحتلال لمدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية بعد اقتحام المستشفى وإحراقه في شمال قطاع غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/szlKqSeAET
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 29, 2024
معاناة النازحينوإلى جانب القصف والدمار، أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة بارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع إلى 7 بين النازحين الذين دمر الاحتلال منازلهم، مضيفا أن العدد مرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية.
إعلانمن جهتها، قالت بلدية محافظة غزة إن آلاف النازحين الفلسطينيين يعيشون ظروفا مأساوية بسبب تداعيات المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع والمصحوب بأمطار غزيرة وعواصف في ظل نقص الإمكانيات وبدائل الإيواء.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه إن النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية، حيث غمرت مياه الأمطار خيامهم.
أوضاع كارثية يعيشها النازحون في دير البلح بعد غرق خيامهم بسبب مياه الأمطار والبرد الشديد. pic.twitter.com/jqPbyiOriG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) December 30, 2024
وأضاف النبيه أن عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي شبه معقدة بسبب الأضرار الهائلة في شبكات الصرف الصحي والأمطار.
وكشف أن الأضرار شملت كل محطات ومضخات الصرف الصحي، وطالت 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي و15 ألف متر من شبكات الأمطار في مدينة غزة.
وطالب النبيه المنظمات الدولية بالتدخل لتخفيف معاناة سكان غزة وتقديم الحد الأدنى من الخدمات في ظل هذه الظروف الصعبة.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مرأى العالم أجمع إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منظمة الصحة العالمیة مستشفى کمال عدوان مدینة غزة شمال غرب أبو صفیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدير المستشفيات الميدانية للجزيرة نت: غزة تواجه كارثة الوفاة الجماعية للجرحى
غزة- كشف مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة الدكتور مروان الهمص عن أن أعدادا كبيرة من الجرحى فقدوا حياتهم أو أصيبوا بالشلل والبتر، وكان يمكن إنقاذهم لو توفرت الإمكانيات لتقديم الخدمة الطبية لهم وإجراء العمليات الجراحية اللازمة داخل المستشفيات التي تواجه خطر الانهيار في غضون شهر إلى 3 أشهر في حال استمر الحصار ووتيرة الحرب الإسرائيلية المتصاعدة.
واتهم الهمص في حوار خاص للجزيرة نت الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المستشفيات الحكومية والخاصة والتابعة لهيئات دولية -بما فيها المستشفيات الميدانية- بشكل ممنهج، بهدف إخراج المنظومة الصحية من الخدمة تماما، ورفع فاتورة ضحايا الحرب.
وفيما يلي نص الحوار..
كنا نتمنى استمرار وقف إطلاق النار وإنقاذ أرواح كثيرة من أبناء شعبنا، ولكن بعد انهياره في 18 مارس/آذار الماضي -وسبق ذلك تشديد الحصار وإغلاق المعابر في الثاني من الشهر نفسه- لم تدخل منذ ذلك الحين أي حبة دواء أو قطرة ماء أو لقمة غذاء.
وهناك أيضا أزمة كهرباء خانقة، وحتى الهواء في غزة ملوث بغبار الرصاص والقذائف والغارات، ونلاحظ إصابات بحروق بنسبة 100% وحالات بتر تصل إلى 30% من الإصابات، وتصلنا الكثير من جثامين الشهداء على شكل أشلاء ممزقة، ويبدو أن الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة أشد فتكا تؤدي إلى إصابات غير معتادة، وأغلبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن.
إعلانونتيجة لشراسة المرحلة الحالية من الحرب المستشفيات ممتلئة بنسبة إشغال تتراوح بين 130 و150%.
الوضع داخل الأقسام -خصوصا العناية المركزة- مأساوي جدا، ونضطر في الاستقبال والطوارئ للعمل بنظام المفاضلة لتقليل الضغط على أسرّة العناية.
وأيضا الأقسام الداخلية مكتظة بعد استهداف مستشفيات مثل المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، والذي تعرّض للقصف المباشر مرتين، ومبنى الجراحة رجال في مجمع ناصر الطبي.
ولدينا 80 ألف مريض بالسكري و110 آلاف مريض بالضغط والقلب ونحو 10 آلاف مريض بالسرطان، 55% منهم لا يجدون علاجا بيولوجيا أو كيميائيا أو إشعاعيا، كثير منهم ينتظرون منذ فترة طويلة على قوائم السفر بلا جدوى، وأصبحوا فعليا على قوائم انتظار الموت بسبب عدم توفر الأدوية.
هل تعتقد أن معدلات الإصابة بالسرطان سترتفع في غزة نتيجة هذه الحرب؟نعم، في الحروب السابقة رصدنا ارتفاعا في معدلات الإصابة بالسرطان، خصوصا في المناطق التي تعرضت للقصف.
هذه الحرب غير مسبوقة من حيث التدمير، ومن المتوقع أن نشهد بعد 3 إلى 4 سنوات ارتفاعا في عدد الإصابات، خاصة أن المواد المستخدمة في القذائف تلوث البيئة والمياه والتربة، أضف إلى ذلك أن نوعية الغذاء المتوفر حاليا تعتبر عاملا مساعدا للإصابة بالسرطان.
كم عدد المسجلين على قوائم السفر للعلاج بالخارج؟لدينا 11 ألف حالة مسجلة رسميا لدى منظمة الصحة العالمية وتحتاج إلى السفر العاجل لتلقي العلاج، وفي كشوفات وزارة الصحة يوجد نحو 25 ألف جريح ومريض بدرجات متفاوتة من الحاجة للعلاج في الخارج، جميعهم ينتظرون في ظروف صعبة للغاية، وكثير منهم معرضون للموت في أي لحظة.
هل وصل القطاع الصحي لحالة الانهيار؟نعم، هناك انهيارات في بعض الجوانب، خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب توقفت بالكامل، فقدنا 85% من خدمات جراحة العظام، و73% من خدمات الجراحة العامة، وإذا استمر الحصار ومنع إدخال العلاج والوقود نتوقع انهيارا كاملا خلال شهر إلى 3 أشهر، مما يعني وفاة جماعية بين المرضى والجرحى.
إعلانمنظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات على علم بالوضع، لكنها لا تستطيع التدخل، والاحتلال يستهدف الجميع، بما في ذلك مستشفيات تابعة للصليب الأحمر والهيئة الطبية الدولية وأطباء بلا حدود.
بعد خروج 36 مستشفى من الخدمة كم مستشفى لا يزال يعمل في القطاع؟توجد في الجنوب 3 مستشفيات حكومية: غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي ومستشفى شهداء الأقصى.
وفي الشمال يعمل المستشفى الإندونيسي بإمكانيات محدودة وتحت تهديد دائم، وفي غزة المدينة فقط يعمل قسم الاستقبال والطوارئ وغرفة عمليات بمستشفى الشفاء.
أما المستشفيات الخاصة فهناك المعمداني وأصدقاء المريض والخدمة العامة ومستشفى الحلو الذي تديره الوزارة لخدمة النساء والولادة، وفي خان يونس يوجد مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وفي الشمال يوجد مستشفى العودة في جباليا.
ما واقع المستشفيات الميدانية؟الاستهداف والحصار يطولان هذه المستشفيات أيضا، والاحتلال يمنع دخول المعدات وقطع الغيار، ونحن بحاجة إلى مستشفيين ميدانيين في رفح بسعة 200 سرير، ولا يوجد فيها حاليا سوى المستشفى الإماراتي المحاصر، وفي خان يونس توجد 3 مستشفيات ميدانية: الصليب الأحمر، والبريطاني، والكويت التخصصي.
وفي المحافظة الوسطى نحتاج مستشفى إضافيا إلى جانب المستشفى الذي تشغله منظمة أطباء بلا حدود، وفي غزة المدينة نحتاج مستشفى ميدانيا بسعة 400 سرير بدل مستشفى الشفاء الذي كان يضم 700 سرير.
حدثنا عن الوضع الدوائي؟مخازن وزارة الصحة شبه فارغة، لدينا فقط 37% من الأدوية و57% من المستلزمات الطبية.
فقدنا 99% من خدمات جراحة القلب والقسطرة، و85% من خدمات جراحة العظام، و73% من الجراحة العامة، و54% من خدمات مرضى السرطان، و45% من غسيل الكلى، و54% من أدوية الضغط والسكري والأطفال.
كيف تتعاملون مع الأعداد الكبيرة من الجرحى يوميا؟ إعلاننستخدم نظام المفاضلة، نقدم الرعاية لمن يمكن إنقاذه، ونترك الحالات الميؤوس منها للأسف، ونُسرّح الحالات المتوسطة بسبب نقص الأسرّة، ونرشّد في استخدام الأدوية والمستلزمات، وحتى الكهرباء، فمنظمة الصحة العالمية لديها مخزون وقود يكفي فقط لأسبوعين.
هل فقد بعض المرضى حياتهم نتيجة نقص الإمكانيات؟نعم، فقدنا كثيرين كان من الممكن إنقاذهم، بعضهم توفي لعدم توفر عمليات أو أدوية، والبعض أصيب بالشلل أو البتر بسبب غياب التدخل الجراحي المناسب.
هل تعملون في بيئة آمنة؟منذ بداية الحرب الطواقم تعمل على مدار الساعة، فقدنا 1400 شهيد من الكوادر الطبية، بينهم مختصون نادرون، فضلا عن أن 380 من العاملين معتقلون لدى الاحتلال، بالإضافة إلى أن الكوادر في غزة لم يتلقوا رواتبهم منذ 3 أشهر، ومن يتقاضى راتبه من رام الله يخسر نحو 30% منه عند سحبه، كما أننا نعيش في خيام بلا خصوصية أو أمان، ونكمل مهامنا تحت الخطر دون أدنى مقومات الحياة الكريمة.