"فقدنا كل شيء في هذه الحرب".. نساء غزة في مخيمات النزوح بين غياب الخصوصية وواقع قاسٍ لا يُحتمل
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
في مخيمات النزوح المزدحمة في قطاع غزة، تُواجه النساء تحديات الحياة اليومية التي تتراوح بين غياب الخصوصية وظروف معيشية شديدة القسوة. تلك المخيمات التي أُقيمت على عجل لاستيعاب النازحين جراء الحرب المستمرة، باتت أماكنَ تفتقر للأمان والكرامة، حيث تعيش النساء في وضع إنساني بالغ الصعوبة.
اعلانآلاء حمامي، فلسطينية نازحة من مخيم الشاطئ، تروي معاناتها اليومية في المخيم فتقول: "لا يوجد وقت لنا كنساء لنخصصه لأنفسنا.
وأضافت: "الآن أصبحت حياتنا كلها في ملابس الصلاة، حتى في السوق نرتديها. ننام بملابس الصلاة خوفا من أن يهاجمنا الجيش فجأة وعلينا الهروب والكرامة ضاعت"
آلاء حمامي تنظف خارج خيمتها في مخيم للنازحين الفلسطينيين في دير البلح بقطاع غزة، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2024APRelated بسبب البرد القارس..ارتفاع عدد الوفيات في غزة إلى 6 حالات بينهم 5 أطفالغزة: مقتل سبعة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية على مستشفى الوفاء ورضيع خامس يفارق الحياة بسبب البردإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه القدس وجنوب إسرائيل.. والصحة العالمية: مستشفى كمال عدوان بات خالياً حرب غزة: إسرائيل تواصل قصفها وقتل وجرح العشرات وتنكل بالطواقم الطبية والبرد يفتك بالأطفال الرضعوفي مقابلة أخرى مع وفاء نصار الله، تتحدث هذه الفلسطينية النازحة من مدينة غزة، عن معاناتها اليومية في تأمين احتياجاتها الصحية فتقول: "الدورة الشهرية جزء أساسي من حياتنا. عندما لا أتمكن من العثور على الفوط الصحية أو إذا وجدتها، تكون غالية. عندما أراها، أفكر 'لا أستطيع تحمّل ثمنها".
وفاء نصر الله مع ابنها أمير البالغ من العمر 4 سنوات وطفلتها أيلول البالغة من العمر عامين في خيمتها في دير البلح بقطاع غزة، 28 ديسمبر/كانون الأول 2024APأما نهاد أبو قنيص، وهي نازحة من الزوايدة، فتصف الوضع المأساوي للنساء في المخيمات: "نحن مهانات، نقف تحت الشمس، معرضات لضربة الشمس مع الناس الذين يقفون في طوابير. ليس شخصًا أو اثنين، بل آلاف. كل هذا إهانة للنساء. فقدنا حقوقنا كنساء. لا أعرف كيف أصف ذلك. من الصعب جدًا أن أضع الكلمات لما وصلنا إليه في هذه الحرب. الحرب أهانتنا كثيرًا."
أشارت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 690,000 امرأة وفتاة في غزة بحاجة ماسة إلى منتجات النظافة الصحية. ومع ذلك، فإن نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار جعلا من الصعب الحصول عليها.
نساء يغطين وجوههن أثناء اصطفافهن لاستلام المواد الغذائية المتبرع بها في مركز توزيع للنازحين الفلسطينيين في دير البلح بقطاع غزة، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024APمن جهتها، حذرت منظمات حقوقية محلية مثل مركز شؤون المرأة في غزة من تدهور أوضاع النساء في المخيمات، مشيرة إلى ظهور أمراض جلدية ومشاكل صحية أخرى بسبب الظروف غير الصحية السائدة هناك. كما لفتت إلى ارتفاع حالات الزواج المبكر كوسيلة للهروب من حياة الخيام الخانقة.
أمل الجالي، 46 عامًا، أم لـ 14 نازحًا من مدينة غزة، تعدّ الخبز في مخيم للنازحين الفلسطينيين في دير البلح بقطاع غزة، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2024APفي هذا السياق، تعيش النساء في غزة حالة مزرية، فهذه الحرب كشفت سِتْرهنّ وحرمتْهُنَّ من أدنى مستويات الخصوصية حيث يواجهن تحديات حياتية متفاقمة. وفي ختام حديثها، قالت حمامي: "لقد فقدنا كل شيء في هذه الحرب، حتى قدرتنا على أن نكون نساء."
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من غزة إلى تشيلي.. جدارية تحكي قصص أطفال لم يعرفوا سوى الحرب والشتات "نستيقظ في الصباح متجمدين من البرد".. معاناة بلا حدود للفلسطينيين في غزة في شتاء قارس ونقص المساعدات آلة القتل الإسرائيلية تفتك بالنازحين في غزة.. رئيس الموساد يوصي بضرب إيران ونتنياهو يتوعد الحوثيين أزمة إنسانيةقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئيننساءاعتداء إسرائيلاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next 71 قتيلاً في حادث مروري بإثيوبيا إثر سقوط شاحنة في نهر يعرض الآن Next وُصف بـ"أفضل رئيس أمريكي سابق".. وفاة جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام يعرض الآن Next هبوط عنيف واشتعال النيران..تعليق مؤقت للرحلات في مطار هاليفاكس الكندي بعد حادث هبوط طائرة يعرض الآن Next حرب غزة: إسرائيل تواصل قصفها وقتل وجرح العشرات وتنكل بالطواقم الطبية والبرد يفتك بالأطفال الرضع يعرض الآن Next أحمد الشرع: تنظيم انتخابات في سوريا قد يستغرق 4 سنوات.. ترى كم ستطول مدة الفترة الانتقالية في سوريا؟ اعلانالاكثر قراءة اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع نيوم الطموح للأمير محمد بن سلمان في خطوة غير مسبوقة.. بلجيكا تقرر حظر بيع السجائر الإلكترونية اعتباراً من العام الجديد كوريا الجنوبية تودع العام بكارثة جوية: مقتل 179 راكبا في اشتعال طائرة بعد انزلاقها عن المدرج مصدر حكومي أذربيجاني ليورونيوز: قررنا إرسال مسجلات رحلة الخطوط الجوية التي تحطمت بصاروخ إلى البرازيل 15 مصاباً في فلوريدا إثر اصطدام قطار بشاحنة إطفاء عبرت حاجز السكك الحديدية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلضحاياروسياشرطةتحقيققطاع غزةتقاليد وممارساتوفاةسوريافلاديمير بوتينالشرق الأوسطالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل ضحايا روسيا شرطة تحقيق قطاع غزة إسرائيل ضحايا روسيا شرطة تحقيق قطاع غزة أزمة إنسانية قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئين نساء اعتداء إسرائيل إسرائيل ضحايا روسيا شرطة تحقيق قطاع غزة وفاة سوريا فلاديمير بوتين الشرق الأوسط الحرب في أوكرانيا فی دیر البلح بقطاع غزة یعرض الآن Next هذه الحرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
أطفالنا وبطولات نساء الديم .. مدني .. بورتسودان
اليوم نرفع راية إستقلالنا
ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يا أخوتي غنوا لنا..غنوا لنا
نغني اليوم..للمجتمع السوداني الوفي الأصيل ، ينبوع الفخر و العزة الوطنية..مع إطلالة عيد الإستقلال المجيد..و أمل السلام في العام الجديد..نكتب عن صور مشرقة للمجتمع السوداني .تحدثنا في مقال سابق بصحيفة سودانايل عن أبطال إجلاء هؤلاء الأطفال (أطفال المايقوما) و الأهوال التي صاحبت ذلك..قبل الإجلاء ، كان الموت قد بدأ يحصدهم حصدا، أكثر من سبعين طفلا ماتوا .. ماتوا بسبب الحرب و صعوبة وصول الخدمات المرتبطة بحياتهم ورعايتهم ، ماتوا من الجوع و سوء التغذية الحاد و الجفاف و الحمى ومعظمهم من حديثي الولادة و كانت صرخاتهم تدوي في أنحاء الدار!
كذلك ماتت الطفلة ربا فاقدة الرعاية الوالدية، أثر وقوع قذيفة بمحيط الدار ماتت دون وجيع..دون بواكي ..تجعلني أبكي مع الرقيات..إن الحوادث بالمدينة قد أوجعنني..وقرعت مروتيه..جبينني جب السلام..لم يتركن ريشا في مناكبيه و أبكي ربا. مازالت في خاطري ..لسه مازالت في قلبي..ذكرياتها المرة باقية!
مع نفحات ذكرى الإستقلال..نلقي إضاءت علي عظمة هذا الشعب الفريد من نوعه.. الذي لا تنتهي عجائبه...لا يعرف اليأس أبدا..نماذج مشرقة للمجتمع السوداني .. محطات نورانية في حياة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية..نغني لهم بكل فخر :
ناسها حنان يكفكفوا دمعة المفجوع
يقسموا اللقمة بيناتهم
ويدوا الزاد حتى ان كان مصيروا الجوع
يخوضوا النار عشان فد دمعة
و كيف الحال كان شافوها سايلة دموع .
نساء الديم.. دوما رمز الصمود و النضال و العزة و الوطنية ، ما حدث من بطولات ، يجب أن تسجل في حقهن ، عند إجلاء الأطفال من دار المياقوما من رضع و صغار سن ، هنالك عدد من المربيات إمتنعن عن مرافقة الأطفال لمدني خوفا من مخاطر الطريق و الظروف الكارثية حيث لا أمان..ماذا حدث! مجموعة من نساء الديم بكل حس تطوعي و إنسانية و عزة و شموخ ،تركن بيوتهن رغم المخاطر و رافقن هؤلاء الأطفال الي مدني بكل بسالة و بدون خوف،ثم بعد معاناة عدن لبيوتهن في الديم بصمت دون أن ينتظرن شكرا من أحد! وهكذا حافظن على حق الحياة لهؤلاء الأطفال ..يا أخوتي غنوا لنا..غنوا لهن :
لو أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بوجودي
أبقى دار لكل لاجئ أو حنان جوه الملاجئ
أبقى للأطفال حكاية حلوة ضمن الأحاجي
بيها يتهنوا و ينموا و أحرسهم طول ليلي ساجي
و ألقى في راحة نفوسهم بسمتي و طول إبتهاجي
أهالي مدني .. وسط أهوال الحرب و آثارها الكارثية ، وصلت قافلة الأطفال فاقدي الرعاية إلى مدني..مع ألاف النازحين من ويلات الحرب..قبل أن يحدث لها ما حدث من فجيعة ..إمتلئت مدني السني عن بكرة أبيها ..فتحت لهم أبوابها بكل كرم و جود...ماذا فعلوا أهالي مدني لهؤلاء الأطفال ، كانت كل التوقعات تدور حول مساعدة هؤلاء الأطفال و مساندتهم ..لم يتوقع أي شخص أن يحدث ذلك....شي لم يتوقعه أحد..تحرك أهالي مدينة نحو إحتضان هؤلاء الأطفال ..وسط دهشة الجميع ... قاموا بكفالة قرابة 80 من هؤلاء الأطفال كفالة دائمة.، قامت أسر بكفالتهن..نعم كفالة دائمة و كأنهم أطفالهم..رغم كل الظروف الاقتصادية و الكارثية!
يا أخوتي غنوا لنا ..غنوا لهم :
مالو أعياه النضال بدني
و روحي ليه مشتهيه ود مدني
ليت حظي سمح و أسعدني
طوفه فد يوم في ربوع مدني
أهالي بورتسودان ..وما أدراك ما بورتسودان.... ناس بورسودان ..هل تضايقوا من قدوم هؤلاء الأطفال الذين يعانون دوما من الوصمة الإجتماعية المتعلقة بالنظر الى هؤلاء الأطفال..أصبحت بورتسودان رمزا للإتجاه الإيجابي تجاه هؤلاء الأطفال ،
.يتنافسون في كفالة هؤلاء الأطفال..هل تصدق أنهم كفلوا حوالي 150 من هؤلاء الأطفال.. ثم ذهبوا لكسلا لكفالة المزيد من الأطفال !! تم إرسال عدد كبير من الأطفال لأسر جاهزة في بورتسودان و تم كفالتهم جميعا..كفالة دائمة و كأني بهؤلاء الأطفال يغنون :
الشعب الطيب والدي
الشعب حبيبي و شرياني
أداني بطاقة شخصية
نعم أهالي بورتسودان منحوا هؤلاء الأطفال ، الأسرة و الهوية و البطاقة الشخصية و هي حلم كل طفل فاقد الرعاية الوالدية...هكذا هم..نحن في الشدة بأس يتجلى..و على الود نضم الشمل أهلا..قبلوا التحدي و تحملوا معاناة رعاية هؤلاء الأطفال من أعمار متفاوتة بكل حب..مشاهد عظيمة...تلك أسرة تعتني بطفلها الذي كفلته ، و عند مرضه ، رافقته إلى المستشفى لأكثر من شهر و الأم تسهر عليه ..تلك أسرة أخرى تستعين بباحث نفسي لمعالجة طفلها الذي إذا تكلم أي شخص في المنزل أو ارتفعت أصوات ..يدخل الطفل في حالة رعب و نوبة عجيبة..بالطبع من جراء وجوده لسنوات في الدار في حيث صمت القبور و غياب الجو الأسري..لم يألف الأصوات و البيئة الأسرية...لقد عاش في دور يسوده صمت القبور..أطفال من شدة فقدانهم للجو الأسري ..اذا دخلت عليهم في الدار ، تتحرك و تمتد أيديهم بسرعة..لعلها تجد الحضن و الحنان . أطفال في حاجة إلى أسر و ليس لمربية مدفوعة الأجر وفق دوام و نبطشية محددة..تنظر إلى ساعتها لنهاية الدوام أكثر من نظرتها لطفل يبحث عن حنان.. من عظمة و إشراقات أهالي بورتسودان ، أن بعض الأسر التي كفلت أحد هؤلاء الأطفال ، أتوا جيرانهم و باركوا لهم قدوم هذا الطفل و إحتفوا به !! و هكذا هم أهل البورت.. أهل الإنسانية و الوطنية و المحبة الفريدة من نوعها..نغني لهم :
عروس البحر يا حورية .. .يا بورسودان يا حنيه
من قلبي التايه في حبك ..أهدي سلامي و ألف تحيه
لرقصة رشيقة بجاوية... لغنوة حزينة سواكنية
لعيون أحبابنا الحلوين.. لليالي الفرح الوردية
هل تصدق ..رغم كل الظروف ..ما زال أهالي بورتسودان جاهزون لكفالة هؤلاء الأطفال ، بالرغم من الحرب و أثارها الكارثية وكافة أشكال المعاناة و الظروف الاقتصادية المعروفة ، نعم ..نعم ..يتدافعون لكفالة هؤلاء الأطفال ،بل هناك قائمة انتظار ! هذا شعب لا تنتهي عجائبه..كأني بهم ينظرون لهؤلاء الأطفال و هم يغنون :
أريتك تبقى طيب انت..أنا البي كلو هين
يرد عليهم أطفالنا :
لو تعرف اللهفة و الشوق و العذاب.. جيناكم يا حبايبنا بعد غربة وشوق..ونكتم آه و تظهر آه تتعبنا..هناك الدار ما هنتنا يا حلوين..هناك الهم بدل واحد يبين همين..وصف البهجة بالكلمات محال يتقال !
نعم اليوم نرفع راية إستقلالنا..يا اخوتي غنوا لنا..غنوا لهذه البطولات إلتي
يجب أن تسجل بأحرف من نور في دفتر الإنسانية و البسالة و التجرد و العزة و التطوع رغم كل الظروف ..و يا لها من ظروف !! من أجل بقاء و حياة هؤلاء الأطفال و من أحياهم فكأنما أحيا الناس جميعا.. ..إشراقات سودانية رغم ظلمات الحرب الكارثية....هذا هو الوجه المشرق للسودان ،الذي طغى عليه قبح الحرب.
الجدير بالذكر، لم يتخيل أحد ، حتى اليونسيف و كافة وكالات الأمم المتحدة و المنظمات ، أنه يمكن في ظل ظروف هذه الحرب أن يتحرك المجتمع السوداني و يكفل هؤلاء الأطفال ، و يحقق المصلحة الفضلى لهم التي هي في الكفالة و الدمج المجتمعي.
علينا أن نتابع و نطمئن دوما على أطفالنا الذين تمت كفالتهم:
خوفي منك
خوفي تنساني
أنا خايف
أبقى تايه
والأماني الحلوة دي الكانت بداية
ألقى أشواك في طريقي في النهاية
بالطبع ،تستتبع عملية الكفالة الدائمة لهؤلاء الأطفال، عملية متابعة ، الهدف منها الاطمئنان على وضع الطفل داخل الأُسرة، مدى تلبية إحتياجاته المتنامية ، ملاحظة قياس نمو وتطور الطفل، مدى الإرتباط والتعلق، والنمو النفسي والاجتماعي والصحي..الخ تتم عبر عدة أشكال منها زيارات متقاربة، وتتباعد تدريجياً حينما يندمج الطفل مع الأُسرة بدون مخاطر. كذلك يحتاج الأمر لمزيد من الدراسات و تقوية عملية المتابعة و التقييم للأسر الكافلة .لن يستمر دعم اليونسيف طويلا على وزارة المالية الاستعداد لتحمل مسؤليتها تجاه هؤلاء الأطفال و الذي حددته و كفلته القوانين و السياسات الوطنية قبل إلتزامات السودان الدولية و الإقليمية. جاء قانون الطفل موضحا أن دعمهم و رعايتهم هي مسؤولية الدولة و كذلك وضحت سياسة الدولة الخاصة برعاية و حماية الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية أنه على الدولة الإنفاق على هؤلاء الأطفال وذكرت السياسة مرجعيتها في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علينا نفقته و ذلك في حق أحد هؤلاء الأطفال . كما جاء في هذه السياسة أن مجمع الفقه الاسلامي ذكر: أن الطفل مجهول الوالدين أولى بالرعاية و أحق بالعطف من اليتيم ،اذ اليتيم قد يجد من يحنو عليه من عم أو خال أو أخ أو جار،بخلاف الاخر الذي يتهرب منه الجميع و هذا من أفضل أبواب الخير. الجدير بالذكر أن الأطفال ذوي الاعاقة من فاقدي الرعاية الوالدية ، يعانون من قلة الكفالة و عددهم أكثر من 50 طفلا ،قامت اليونسيف بجلب خبيرة عالمية لوضع إستراتيجية الدمج لهم و هم يحتاجون لدعم الدولة لهم و الإيفاء بحقوقهم دون تمييز و كذلك تشجيع المجتمع لكفالتهم رغم التحديات.
ختاما ،كما تحرك المجتمع السوداني و إحتضن هؤلاء الأطفال بكل تجرد و في عمل فريد من نوعه و في ظل ظروف قاسية و مأساوية، و الجدير بالذكر أن العالم الذي كان يتابع إجلاء هؤلاء الأطفال ، كان يشعر بالتحدي الكبير ، و ماذا بعد !حيث كان لا أمل في كفالة هؤلاء الأطفال في ظل الحرب و تداعياتها على المجتمع، لكن تحرك المجتمع السوداني رغم جراحه الغائرة، و أذهل الجميع بتحركه نحو كفالته هؤلاء الأطفال..عظيم هذا المجتمع..رغم قساوة المحن. على وزارة المالية أن تتحرك كما تحرك المجتمع رغم ظروفه ، على وزارة المالية أن تضع الميزانية الكافية لضمان حق الحياة لهؤلاء الأطفال و خاصة أن اليونسيف لن تستمر طويلا في دعم هؤلاء الأطفال .يجب أن تكون موازنة 2025 هي موازنة صديقة للأطفال .
التحية و التجلة لليونسيف و لكل الشركاء الذين ساهموا في دعم هؤلاء الأطفال رغم كل ظروف الحرب و المخاطر و التعقيدات و ناصروا حق هؤلاء الأطفال في الحياة و البقاء و النظر دون تمييز من الباحثيين الذين عملوا تحت ظروف صعبة و خاطروا بحياتهم من أجل هؤلاء الأطفال و التحية للأستاذ ناظم سراج و غيرهم و التجلة لأستاذنا الخبير عثمان شيبة حارس هذا الملف لنصف قرن من الزمان،لم يكل أو يتعب في مناصرة هؤلاء الأطفال.
و عيد استقلال مجيد..عام جديد ان شاء الله..عام سلام و أمان لجميع أطفالنا
والله المستعان
ياسر سليم شلبي
ناشط في حقوق الطفل
yas_shalabi@yahoo.com