شهدت محافظة مسندم استضافة التجمع الخليجي الثالث لسفينة شباب العالم، بتنظيم اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم وبدعم من مكتب محافظ مسندم، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثالثة من «الشتاء مسندم»، واستقطب التجمع 35 شابًا وشابة من دول مختلفة تشمل سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليابان وجنوب إفريقيا والمكسيك.

وهدف التجمع إلى تعزيز التواصل الثقافي بين الشباب من مختلف الجنسيات، وتبادل الخبرات والمعارف، والترويج السياحي والثقافي لمحافظة مسندم، كما سعى إلى إبراز المقومات الطبيعية والتاريخية التي تتميز بها المحافظة، وتسليط الضوء على إمكانياتها لتكون وجهة سياحية عالمية.

أنشطة تفاعلية

شهد التجمع العديد من الأنشطة التي صممت بعناية لتعريف المشاركين بجمال محافظة مسندم وتنوعها الطبيعي والثقافي، وبدأ اليوم بجولة جبلية حيث استكشفت الوفود المشاركة جبال مسندم الشاهقة، والتي تتميز بالرسومات الصخرية التي تعكس تاريخ المنطقة، وأتاحت هذه الجولة للمشاركين التعرف على تاريخ مسندم من خلال الطبيعة الخلابة التي تحكي قصصًا عن ماضيها. ومن بين الوجهات البارزة التي زارها المشاركون «خور نجد»، أحد المعالم الطبيعية الفريدة في مسندم، حيث استمتع المشاركون بمناظره الخلابة وتضاريسه المتنوعة التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما تضمنت الجولة رحلة بحرية استكشافية في مياه الخليج العربي الفيروزية، حيث أبحر المشاركون بين المضايق الجبلية الشاهقة التي تميز المنطقة، واستمتعوا بمشاهدة الدلافين والمجتمعات الساحلية التي تضفي طابعًا خاصًا على المشهد الطبيعي.

كما شملت الجولة كذلك زيارة «حصن خصب التاريخي»، الذي يُعد أحد أبرز المعالم الثقافية في مسندم، حيث تعرف المشاركون على الأدوار التي لعبها الحصن في حماية المنطقة عبر العصور، مما أضاف بُعدًا تاريخيًا غنيًا لتجربتهم، وقد أبدى المشاركون إعجابهم بالحصن وتراثه الثقافي الذي يروي قصة تاريخية مهمة عن محافظة مسندم.

حلقة عمل حول السياحة المستدامة

واختُتم التجمع بحلقة عمل حملت عنوان «مسندم بوابة الجمال والسياحة المستدامة»، نظّمتها اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم بالتعاون مع نادي خصب الرياضي الثقافي، وركزت الحلقة على تعزيز مفهوم السياحة المستدامة في محافظة مسندم، مع الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي الذي يميز المنطقة، وناقش المشاركون مجموعة من الأفكار حول تطوير القطاع السياحي، شملت تحسين البنية الأساسية، تقديم خدمات متميزة للزوار، وضمان تجربة سياحية مستدامة تراعي الحفاظ على الهوية الطبيعية والثقافية للمحافظة.

كما شهدت الحلقة تفاعلًا كبيرًا بين الشباب المشاركين وشباب محافظة مسندم، حيث تبادلوا الأفكار والمقترحات حول كيفية تعزيز السياحة بالمنطقة، وتضمنت النقاشات قضايا تتعلق بالمحافظة على البيئة، وتطوير وسائل النقل والبنية الأساسية، والابتكار في تقديم تجارب سياحية تستقطب المزيد من الزوار.

استكشاف الطبيعة

حظي التجمع بإشادة واسعة من المشاركين الذين عبّروا عن سعادتهم بالتجربة واعتبروها فرصة لتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية، ووصف أوريس، مشارك من المكسيك محافظة مسندم بأنها «نرويج الجزيرة العربية»، مشيرًا إلى جمال مضايقها الجبلية ومياهها الصافية. وأضاف: هذه التجربة لم تقتصر على استكشاف الطبيعة بل كانت فرصة لتعزيز الصداقات وتبادل الأفكار التي تساهم في التنمية المستدامة للمحافظة. وأثنت ليين مشاركة من جنوب إفريقيا على الجهود التنظيمية التي وفرت تجربة استثنائية للمشاركين وقالت: التجمع أعاد إشعال روح التعاون والصداقة بين الشباب المشاركين، كما أتاح لنا فرصة استكشاف جمال مسندم وثقافتها. كما عبّرت اليازية العلي مشاركة من الإمارات عن امتنانها للمشاركة في التجمع، قائلة: سعدت بتقديم خبراتي كرئيسة لدفعة سابقة لسفينة شباب العالم، ومشاركة شباب مسندم في إيجاد حلول مبتكرة لتحديات السياحة في المحافظة.

دعم متواصل

لعب مكتب محافظ مسندم دورًا محوريًا في إنجاح هذا التجمع، حيث قدّم الدعم اللازم وساهم في توفير التسهيلات التي تضمن تحقيق أهداف الفعالية، ولم يقتصر دور المكتب على دعم التجمع فحسب، بل يسعى أيضًا إلى تطوير المحافظة عبر مشروعات تعزز البنية الأساسية والمواقع السياحية، مع التركيز على دعم المبادرات التي تسهم في إبراز الهوية الثقافية والطبيعية لمسندم.

رؤية اللجنة

وأكد عادل بن أحمد الشنفري، رئيس اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم، أن التجمع يعكس رسالة اللجنة المتمثلة في تعزيز التواصل الثقافي وخدمة المجتمع. وقال: نفخر بنجاح التجمع الخليجي الثالث لسفينة شباب العالم، الذي يُظهر التزامنا بتنظيم فعاليات تعزز الروابط الثقافية وتروج للمقومات السياحية العمانية على المستوى العالمي. وأضاف: إن التعاون مع مكتب محافظ مسندم وشركاء النجاح مثل إذاعة «هلا أف أم» ونادي خصب الرياضي الثقافي، كان له دور كبير في تحقيق هذا النجاح.

انعكاسات إيجابية

كما أكد المشاركون أن التجمع كان تجربة فريدة أثرت معرفتهم وساهمت في تعزيز الروابط الثقافية بينهم. ووصف علي النعماني، أحد المنظمين، التجمع بأنه فرصة للتعلم والمساهمة في الترويج السياحي والثقافي، مضيفًا التجمع فتح آفاقًا جديدة للتعاون بين شباب الخليج وساهم في تطوير أفكار مبتكرة لتعزيز التنمية المستدامة. وأشار صهيب الشحي، مشارك من عُمان إلى أن الحلقة حققت أهدافها في مناقشة سبل تطوير السياحة بمسندم، وقال: ناقشنا ما ينقص المحافظة من خدمات لتحويلها إلى وجهة سياحية مستدامة.

كما أكدت اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم على التزامها بتنظيم فعاليات تخدم الوطن وتعزز الروابط الثقافية، كما دعت إلى استمرار هذه اللقاءات في دول الخليج الأخرى لتوسيع آفاق التعاون والتبادل الثقافي، مع التركيز على إبراز المقومات السياحية للمنطقة. واختتم التجمع بنجاح وسط إشادة واسعة من المشاركين والمنظمين، وأعرب الجميع عن تطلعهم لتنظيم المزيد من الفعاليات المشابهة التي تسهم في تعزيز مكانة سلطنة عُمان على الخارطة السياحية العالمية، مع الحفاظ على هويتها الثقافية والطبيعية المميزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الروابط الثقافیة محافظة مسندم

إقرأ أيضاً:

بعد توديع خليجي 26.. منتخب قطر يحلم بالتأهل لكأس العالم في 2025 لمصالحة جماهيره

يواجه منتخب قطر تحديات عديدة في العام الجديد 2025 وذلك بعد مسيرة متباينة طوال العام الماضي الذي بدأه بإنجاز كبير بتتويجه بكأس أمم آسيا لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي، وأنهاه بخروج مخيب من الدور الأول لبطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26" بالكويت.

بدأ المنتخب القطري عام 2024 بحلوله في المركز 61 بالتصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، ودخله بقيادة فنية جديدة بالتعاقد مع الإسباني ماركيز لوبيز في أواخر 2023 ليخلف البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش الذي لم يحقق النتائج المرجوة مع العنابي.

وفي كأس أمم آسيا التي أقيمت في قطر أوائل عام 2024، قاد لوبيز المنتخب القطري لنتائج مميزة حيث تصدر المجموعة محققا العلامة الكاملة بعد ثلاثة انتصارات أمام الصين ولبنان وطاجيكستان، وفي الأدوار الإقصائية تفوق على فلسطين بنتيجة 2 / 1 في دور الـ16 ثم أطاح بنظيره الأوزبكي بركلات الترجيح بعد مسيرة ماراثونية في دور الثمانية، ثم تفوق على نظيره الإيراني بنتيجة 3 / 2 في قبل النهائي، قبل أن ينتزع كأس البطولة للمرة الثانية على التوالي بالفوز على الأردن في المباراة النهائية بنتيجة 3 / 1 على ملعب لوسيل حيث سجل نجمه أكرم عفيف الأهداف الثلاثة من ثلاث ركلات جزاء، لينتزع جائزتي أفضل لاعب وهداف البطولة بعد تسجيله 8 أهداف.

وقبل إنجازه الآسيوي تأهل منتخب قطر للدور الثالث في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بسهولة بعدما اعتلى صدارة مجموعته محققا 16 من أصل 18 نقطة ممكنة، وسجل 18 هدفا مقابل 3 أهداف فقط في شباكه بعد مواجهة منتخبات الكويت والهند وأفغانستان.

لكن انطلاقة العنابي في مجموعته بالدور الثالث لتصفيات مونديال 2026 كانت مخيبة للآمال، وتذبذبت نتائجه أمام منافسيه إيران وأوزبكستان والإمارات وقيرغيزستان وكوريا الشمالية.

بدأ العنابي مشواره في الدور الثالث من التصفيات أوائل سبتمبر/أيلول الماضي بخسارة صادمة على ملعبه أمام الإمارات بنتيجة 1 / 3 ثم تعادل بصعوبة خارج أرضه أمام كوريا الشمالية بنتيجة 2 / 2، وفي الشهر التالي أحيا العنابي آماله بالفوز على قيرغيزستان بنتيجة 3 / 1 لكنه خسر بعدها من إيران بنتيجة 1 / 4، وبنفس السيناريو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فاز المنتخب القطري على ضيفه الأوزبكي بنتيجة 3 / 2 لكنه خسر بخماسية دون رد أمام الإمارات، ليتأزم موقفه مجددا في التصفيات.

وتحرك الاتحاد القطري لكرة القدم لإنقاذ الموقف بالاستغناء عن المدرب الإسباني والاستعانة بمواطنه لويس جارسيا بهدف تحسين وضع الفريق في المجموعة للتأهل على الأقل إلى الدور الرابع، الذي يمنح تذكرتين إضافيتين إلى كأس العالم 2026 مع فرصة أخرى عبر بطولة ملحق فيفا العالمي.

لكن انطلاقة لويس جارسيا مع العنابي كانت مخيبة للآمال بعدما خرج الفريق من الدور الأول لبطولة خليجي 26 بالكويت مكتفيا بتعادلين مع الإمارات والكويت والخسارة أمام المنتخب العماني الذي أكمل المشوار حتى المباراة النهائية حيث سيلاقي البحرين بعد غد السبت.

ونتيجة لهذا التذبذب في النتائج، لم يحافظ المنتخب القطري على وصوله للمركز 34 عالميا في شهري أبريل ويوليو، بل تراجع إلى المركز 48 مع نهاية العام، ليحتل بذلك المرتبة الخامسة آسيويًا.

وفي 2025 سيكون المنتخب القطري ومدربه لويس جارسيا في مهمة شاقة لمصالحة الجماهير والتمسك بآمال التأهل لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد استضافة قطر لمونديال 2022.

ولكن مهمة أبطال آسيا لن تكون سهلة، حيث ينتظر المنتخب القطري أربعة اختبارات حاسمة في العام الجديد حيث يستضيف كوريا الشمالية ثم يخرج لملاقاة قيرغيزستان في مارس المقبل، بينما ستبقى المهمة الأكثر صعوبة في يونيو/حزيران في ختام مشواره بالدور الثالث حيث يستضيف نظيره الإيراني قبل أن يحل ضيفا على أوزبكستان في الجولة الأخيرة.

وقبل الجولات الأربع الأخيرة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026، يتواجد منتخب قطر في المركز الرابع بالمجموعة الأولى برصيد 7 نقاط أمامه الإمارات 10 نقاط م أوزبكستان 13 نقطة، بينما يعتلي المنتخب الإيراني الصدارة برصيد 16 نقطة.

مقالات مشابهة

  • بعد توديع خليجي 26.. منتخب قطر يحلم بالتأهل لكأس العالم في 2025 لمصالحة جماهيره
  • محافظ سوهاج يشهد فعاليات "ملتقى أنشطة اليوم الواحد" بمركز شباب مدينة سوهاج
  • محافظ سوهاج يشهد فعاليات "ملتقى أنشطة اليوم الواحد" بمركز شباب المدينة
  • مهرجان الشيخ زايد يحطم 6 أرقام قياسية جديدة في موسوعة غينيس
  • احتفالا بالعام الجديد.. قصور الثقافة بالغربية تقدم فعاليات متنوعة في "ملتقى المحبة"
  • الأعلى للثقافة: الذكاء الاصطناعي أحد المخاطر التي تواجه العالم
  • صبحي يشارك حملة “بشبابها” فعاليات رأس السنة بمركز شباب الجزيرة وشوارع القاهرة
  • رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية: التجمع الخليجي أكبر مكسب
  • فوز سيلا وجولدن جيت بمؤجلات الجولة 7 بالقسم الثالث