فعاليات متنوعة في التجمع الخليجي الثالث لسفينة شباب العالم بخصب
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
شهدت محافظة مسندم استضافة التجمع الخليجي الثالث لسفينة شباب العالم، بتنظيم اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم وبدعم من مكتب محافظ مسندم، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثالثة من «الشتاء مسندم»، واستقطب التجمع 35 شابًا وشابة من دول مختلفة تشمل سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليابان وجنوب إفريقيا والمكسيك.
أنشطة تفاعلية
شهد التجمع العديد من الأنشطة التي صممت بعناية لتعريف المشاركين بجمال محافظة مسندم وتنوعها الطبيعي والثقافي، وبدأ اليوم بجولة جبلية حيث استكشفت الوفود المشاركة جبال مسندم الشاهقة، والتي تتميز بالرسومات الصخرية التي تعكس تاريخ المنطقة، وأتاحت هذه الجولة للمشاركين التعرف على تاريخ مسندم من خلال الطبيعة الخلابة التي تحكي قصصًا عن ماضيها. ومن بين الوجهات البارزة التي زارها المشاركون «خور نجد»، أحد المعالم الطبيعية الفريدة في مسندم، حيث استمتع المشاركون بمناظره الخلابة وتضاريسه المتنوعة التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما تضمنت الجولة رحلة بحرية استكشافية في مياه الخليج العربي الفيروزية، حيث أبحر المشاركون بين المضايق الجبلية الشاهقة التي تميز المنطقة، واستمتعوا بمشاهدة الدلافين والمجتمعات الساحلية التي تضفي طابعًا خاصًا على المشهد الطبيعي.
كما شملت الجولة كذلك زيارة «حصن خصب التاريخي»، الذي يُعد أحد أبرز المعالم الثقافية في مسندم، حيث تعرف المشاركون على الأدوار التي لعبها الحصن في حماية المنطقة عبر العصور، مما أضاف بُعدًا تاريخيًا غنيًا لتجربتهم، وقد أبدى المشاركون إعجابهم بالحصن وتراثه الثقافي الذي يروي قصة تاريخية مهمة عن محافظة مسندم.
حلقة عمل حول السياحة المستدامة
واختُتم التجمع بحلقة عمل حملت عنوان «مسندم بوابة الجمال والسياحة المستدامة»، نظّمتها اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم بالتعاون مع نادي خصب الرياضي الثقافي، وركزت الحلقة على تعزيز مفهوم السياحة المستدامة في محافظة مسندم، مع الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي الذي يميز المنطقة، وناقش المشاركون مجموعة من الأفكار حول تطوير القطاع السياحي، شملت تحسين البنية الأساسية، تقديم خدمات متميزة للزوار، وضمان تجربة سياحية مستدامة تراعي الحفاظ على الهوية الطبيعية والثقافية للمحافظة.
كما شهدت الحلقة تفاعلًا كبيرًا بين الشباب المشاركين وشباب محافظة مسندم، حيث تبادلوا الأفكار والمقترحات حول كيفية تعزيز السياحة بالمنطقة، وتضمنت النقاشات قضايا تتعلق بالمحافظة على البيئة، وتطوير وسائل النقل والبنية الأساسية، والابتكار في تقديم تجارب سياحية تستقطب المزيد من الزوار.
استكشاف الطبيعة
حظي التجمع بإشادة واسعة من المشاركين الذين عبّروا عن سعادتهم بالتجربة واعتبروها فرصة لتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية، ووصف أوريس، مشارك من المكسيك محافظة مسندم بأنها «نرويج الجزيرة العربية»، مشيرًا إلى جمال مضايقها الجبلية ومياهها الصافية. وأضاف: هذه التجربة لم تقتصر على استكشاف الطبيعة بل كانت فرصة لتعزيز الصداقات وتبادل الأفكار التي تساهم في التنمية المستدامة للمحافظة. وأثنت ليين مشاركة من جنوب إفريقيا على الجهود التنظيمية التي وفرت تجربة استثنائية للمشاركين وقالت: التجمع أعاد إشعال روح التعاون والصداقة بين الشباب المشاركين، كما أتاح لنا فرصة استكشاف جمال مسندم وثقافتها. كما عبّرت اليازية العلي مشاركة من الإمارات عن امتنانها للمشاركة في التجمع، قائلة: سعدت بتقديم خبراتي كرئيسة لدفعة سابقة لسفينة شباب العالم، ومشاركة شباب مسندم في إيجاد حلول مبتكرة لتحديات السياحة في المحافظة.
دعم متواصل
لعب مكتب محافظ مسندم دورًا محوريًا في إنجاح هذا التجمع، حيث قدّم الدعم اللازم وساهم في توفير التسهيلات التي تضمن تحقيق أهداف الفعالية، ولم يقتصر دور المكتب على دعم التجمع فحسب، بل يسعى أيضًا إلى تطوير المحافظة عبر مشروعات تعزز البنية الأساسية والمواقع السياحية، مع التركيز على دعم المبادرات التي تسهم في إبراز الهوية الثقافية والطبيعية لمسندم.
رؤية اللجنة
وأكد عادل بن أحمد الشنفري، رئيس اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم، أن التجمع يعكس رسالة اللجنة المتمثلة في تعزيز التواصل الثقافي وخدمة المجتمع. وقال: نفخر بنجاح التجمع الخليجي الثالث لسفينة شباب العالم، الذي يُظهر التزامنا بتنظيم فعاليات تعزز الروابط الثقافية وتروج للمقومات السياحية العمانية على المستوى العالمي. وأضاف: إن التعاون مع مكتب محافظ مسندم وشركاء النجاح مثل إذاعة «هلا أف أم» ونادي خصب الرياضي الثقافي، كان له دور كبير في تحقيق هذا النجاح.
انعكاسات إيجابية
كما أكد المشاركون أن التجمع كان تجربة فريدة أثرت معرفتهم وساهمت في تعزيز الروابط الثقافية بينهم. ووصف علي النعماني، أحد المنظمين، التجمع بأنه فرصة للتعلم والمساهمة في الترويج السياحي والثقافي، مضيفًا التجمع فتح آفاقًا جديدة للتعاون بين شباب الخليج وساهم في تطوير أفكار مبتكرة لتعزيز التنمية المستدامة. وأشار صهيب الشحي، مشارك من عُمان إلى أن الحلقة حققت أهدافها في مناقشة سبل تطوير السياحة بمسندم، وقال: ناقشنا ما ينقص المحافظة من خدمات لتحويلها إلى وجهة سياحية مستدامة.
كما أكدت اللجنة العُمانية لسفينة شباب العالم على التزامها بتنظيم فعاليات تخدم الوطن وتعزز الروابط الثقافية، كما دعت إلى استمرار هذه اللقاءات في دول الخليج الأخرى لتوسيع آفاق التعاون والتبادل الثقافي، مع التركيز على إبراز المقومات السياحية للمنطقة. واختتم التجمع بنجاح وسط إشادة واسعة من المشاركين والمنظمين، وأعرب الجميع عن تطلعهم لتنظيم المزيد من الفعاليات المشابهة التي تسهم في تعزيز مكانة سلطنة عُمان على الخارطة السياحية العالمية، مع الحفاظ على هويتها الثقافية والطبيعية المميزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الروابط الثقافیة محافظة مسندم
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025
محمد الربيعي
بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن
تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.
تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.
اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.
يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.
كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.
تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.
تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.
باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.