امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة.. حرمان ومعاناة في ظل الحرب
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
انطلقت يوم السبت امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للدفعة 2023 بمراكز داخل البلاد وخارجها، وسط ظروف قاسية حرمت فيها بعض الولايات من خوض الامتحانات.
تقرير: التغيير
خرجت ثماني ولايات بالكامل من دائرة جلوس طلابها للامتحان لأول مرة في تاريخ السودان، بينما تمكنت بعض المناطق بصورة جزئية من إكمال إجراءات الشهادة.
وأقيمت الجلسات في بعض المناطق المتأثرة بالحرب، مثل ولايات الجزيرة، الخرطوم، النيل الأزرق، والنيل الأبيض، حيث يجري الطلاب امتحاناتهم في أجواء دوي المدافع وأزيز الطائرات الحربية.
ضجّت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بقصص بطولية وأخرى محزنة لطلاب حُرموا من الامتحان وآخرين كابدوا المستحيل للحاق بالجلسات، في مغامرات برية وبحرية عرضتهم للأخطار.
رحلة المخاطرمن بين هذه القصص، برزت قصة الطالبة السودانية شمس الحافظ عبد الله، التي قطعت مسافة 2662 كيلومتراً، من مدينة أبشي شرقي تشاد إلى مدينة الدامر بولاية نهر النيل، للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، بعد أن رفضت السلطات التشادية إقامة الامتحانات في أراضيها، وفقاً لوزارة الإعلام السودانية.
شمس الحافظكما لفتت الأنظار قصة طلاب الشهادة بولاية النيل الأبيض، الذين شوهدوا على متن مركب لعبور النيل من مدينة القطينة إلى الدويم، في رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر.
تخبط إداريصاحب انعقاد الامتحانات تخبط كبير في الإجراءات، إذ فشلت سلطات مدينة النهود في عقد الامتحانات لدواعٍ أمنية. وفي السعودية، فوجئ الطلاب السودانيون بالرياض بتغيير مركز الامتحان إلى شمال المدينة.
هذا العام، وفي خطوة غير مألوفة، قررت وزارة التربية والتعليم تعديل توقيت الامتحانات ليبدأ عند الساعة الثانية والنصف ظهرًا وينتهي في الخامسة مساءً. كما رافق ذلك قرار بقطع الإنترنت يوميًا خلال وقت الامتحانات.
تقارير وإحصائياتوفق تقارير سودانية، تخلف عن الجلوس قسراً نحو 157 ألف طالب وطالبة في ولايات تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وسط مخاوف من انقسام غير مسبوق.
وتشير إحصائيات منظمة رعاية الطفولة (اليونيسيف) إلى أن الحرب منعت 12 مليون طالب سوداني في مراحل دراسية مختلفة من مواصلة التعليم.
بحسب وزارة التربية والتعليم السودانية، كان من المفترض أن يجلس للامتحانات المؤجلة أكثر من 343 ألف طالب وطالبة، وهو ما يمثل 70% من إجمالي الطلاب المسجلين، البالغ عددهم نحو 500 ألف. إلا أن العدد تقلّص بسبب سقوط آلاف الأرقام الجلوس وتأجيل الامتحانات في ولايتي جنوب وغرب كردفان.
التعليم يدفع الثمنتأثر التعليم بشكل مباشر بالقتال المحتدم في السودان منذ أبريل 2023، بعدما قررت حكومة بورتسودان عقد الامتحانات في الولايات الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش.
على الجانب الآخر، رأت قوات الدعم السريع أن عواقب الامتحانات ستكون وخيمة على آلاف الطلاب، مما يعمّق الانقسام في البلاد.
أمنيًا، تتزايد المخاوف من استهداف محتمل قد يطال مراكز الامتحانات، ما يعرض حياة الآلاف من الطلاب للخطر، خاصة في محلية كرري بمدينة أم درمان، التي تشهد قصفاً مدفعياً متواصلاً. وتمتد تلك المخاوف إلى ولايات أخرى محاذية لمناطق القتال المحتدم منذ 20 شهرًا.
الوسومآثار الحرب في السودان امتحانات الشهادة الثانوية السودانية حرب الجيش والدعم السريع طلاب الشهادة الثانويةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان امتحانات الشهادة الثانوية السودانية حرب الجيش والدعم السريع طلاب الشهادة الثانوية
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة “أبو قوتة” بولاية الجزيرة ومناطق بشرق النيل وحي كافوري شرقي الخرطوم
الأناضول/ أعلن الجيش السوداني، مساء الجمعة، استعادته السيطرة على مدينة أبو قوتة شمال غربي ولاية الجزيرة وسط البلاد، ومناطق بشرق النيل وحي كافوري بمدينة الخرطوم بحري، وقال متحدث الجيش نبيل عبد الله، في بيان، "أكملت قواتنا المسلحة والقوات المساندة بفضل الله اليوم الجمعة تطهير مدينة أبوقوتة بولاية الجزيرة من قوات المليشيا (الدعم السريع)".
وأضاف أنه تم أيضا تحرير "مناطق بشرق النيل وحي كافوري شرق مدينة بحري من قوات المليشيا".
وبذلك، فرض الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة ما عدا مدينة جياد شمالي الولاية والقرى شمال المدينة الواقعة على بعد 50 كيلو متر من الخرطوم.
وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على وسط مدينة بحري شمالي الخرطوم بما فيها جسر المك نمر الرابط بين الخرطوم وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
وذلك بعد يومين من إعلان الجيش فك الحصار عن مقر "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، ومقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.