الغرفة التجارية تدعم الصناعة المحلية وتنظم معرض صُنع في سوهاج.. 20 يناير
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
أعلنت الغرفة التجارية بسوهاج، برئاسة النائب خالد أبو الوفا، عن تنظيم معرض "صُنع في سوهاج" في 20 يناير المقبل، وذلك تحت رعاية محافظة سوهاج وبالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك في إطار دعم الصناعة المحلية وتعزيز الاقتصاد المحلي.
يعد هذا المعرض خطوة هامة نحو تسليط الضوء على الصناعات المحلية التي تمتاز بها المحافظة، والتي تشمل العديد من المنتجات اليدوية والتراثية والصناعات الصغيرة.
واشار أبو الوفا، الي أن المعرض يأتي في وقت حيوي، حيث يهدف إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين من خلال تقديم منتجات محلية بأسعار مخفضة تصل إلى 30%، ما يساهم في دعم الأسر السوهاجية.
في خطوة مهمة لتوفير فرص مشاركة واسعة للمصانع المحلية، قامت الغرفة التجارية بتشكيل لجنة فنية برئاسة النائب خالد أبو الوفا، لتلقي طلبات المصانع الراغبة في المشاركة بالمعرض.
وقال أبو الوفا، "من يرغب من المصانع المحلية المشاركة في المعرض، يمكنه التواصل مع الغرفة التجارية لتسجيل مشاركته في الوقت المحدد."
وكشف أبو الوفا، أن المعرض سيستمر لمدة أسبوعين وسيعرض مجموعة متنوعة من المنتجات المحلية مثل الملابس، الأدوات المنزلية، والأثاث المعمر، مع توفير خيارات للشراء نقدًا أو بالتقسيط. كما سيتمكن أعضاء النقابات والجمعيات من الاستفادة من خدمات خاصة خلال المعرض.
وأكد أبو الوفا أن المعرض يهدف إلى دعم المشاركين الجدد من العارضين الذين يقدمون منتجاتهم لأول مرة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وحوافز تهدف إلى تحفيز الابتكار وتعزيز فرص تسويق المنتجات المحلية.
أضاف أبو الوفا أن الغرفة التجارية بسوهاج تسعى دائمًا لدعم الصناعة المحلية من خلال تنظيم معارض مثل "صُنع في سوهاج"، التي توفر منصة للمصنعين والحرفيين المحليين لعرض منتجاتهم والتواصل مع جمهور واسع.
وأوضح أبو الوفا، أن هذا المعرض هو جزء من جهود الغرفة لتنمية الاقتصاد المحلي وتحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المواطنين الأكثر احتياجًا وتحسين مستوى المعيشة من خلال تشجيع شراء المنتجات المحلية بأسعار مناسبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الغرفة التجارية بسوهاج محافظة سوهاج المزيد
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.