فضيحة البنك المركزي: البذرة الأولى لدولة الكيزان على يد البرهان!
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
إنهم الكيزان، ملوك الفساد، وهذه أولى ملامح دولتهم المنشودة، وإنها قيادة الجيش التي لا تقل شأنًا عنهم.
السبت المنصرم، أصدر محافظ البنك المركزي في بورتسودان، برعي الصديق، قرارًا مفاجئًا ألغى بموجبه اللجنة الفنية العليا المكلفة بحرق وإبادة العملة المُستبدلة. وقضى القرار بتسريح جميع أعضاء اللجنة السابقة وتعيين لجنة جديدة.
لجنة حرق العملة المُستبدلة هذه هي لجنة كيزانية بامتياز، وما الفساد إلا (كوز) يمشي بين الناس في الأسواق ويأكل (القديد) في جميع القصعات، ومنها قصعة بنك السودان؛ حيث إن اللجنة لم تكن تحرق إلا القليل، وربما كانت تحرق ورقًا بدلًا من العملة. وكانت تبيع العملة المستبدلة إلى عصابات من التجار ورجال الأعمال الكيزانيين أنفسهم، فيعيدونها مرة أخرى لاستبدالها، وهكذا دواليك، حتى أصبحت العملة الجديدة بلا قيمة بعد أن تجاوزت المبالغ التي تم تسريبها من محرقة (برعي وبرهان) مليارات الجنيهات.
بعد اكتشاف هذا الفساد، نشبت خلافات حادة بين (دهاقنة) الفساد في البنك المركزي، حيث طالب فريق منهم بتسوية الأمر سِرًا على غرار (فقه السُترة) و(فقه التحلل)، بينما أصر فريق آخر على استبدال اللجنة الفاسدة بأخرى جديدة دون تقديم اللصوص إلى المحاكمة، وهذا ما حدث.
هذا التسريب الخطير للأموال الضخمة، التي يُرجح أنها بلغت مليارات الجنيهات، يُعتبر فسادًا غير مسبوق ويمثل اختراقًا خطيرًا في مسألة متعلقة بالأمن القومي. نعم، بالأمن القومي عامةً؛ إذ سيفقد الشعب ثقته في القائمين على أمر العملة، وربما يعود الناس إلى العصور السحيقة ليبيعوا ويشتروا بقصعة من شعير أو صاع من تمر، بعد أن فقدت العملة قيمتها في إبراء الذمة. ولا أحد يعرف حتى الآن إجمالي المبالغ المليارية المسربة من العملة القديمة، فقد تم حل اللجنة، لكن لم يُفتح تحقيق في الأمر، ولم يُحل المتهمون إلى القضاء.
هذه ليست الفضيحة الأولى، فحكومة بورتكيزان، بقيادة البرهان، التي تمثل قمة الفساد والاستهتار بالأمن القومي للدولة، ارتكبت عشرات الآلاف من الفضائح. فقد أحاط الرجل نفسه بالفاسدين من كل حدب وصوب (والطيور على أشكالها تقع). الكيزان يقفون عن يمينه ويساره، ومن خلفه جبريل ومناوي، ومن أمامه الانتهازيون واللصوص من البلابسة المخادعين.
من قال: "من لم يرَ الفساد رأي العين، فليزر بورتسودان بعد أن هرب إليها البرهان"، فقد صدق.
هل سمعتم بحكومة – أي حكومة في العالم – تقرر تغيير فئات من عملتها وتشكّل لجنة لإبادة العملة القديمة، فتقرر هذه اللجنة ألا تحرقها وإنما تسرقها وتبيع المسروقات (العملة المستبدلة) إلى بعض التجار الموثوقين في الفساد، فيعيدونها للاستبدال مرة أخرى؟
بالنسبة لي، لا أعتقد أن محافظ بنك السودان بريء، ولا أعتقد أن البرهان بريء. وإنما لم يوفق الرجلان في اختيار بعض أعضاء لجنة (الحرق والإبادة)، فكان بينهم نفر أو نفران غير فاسدين. وهؤلاء هم من كشفوا التسريب، وبالتالي وضعوا المحافظ أمام فوهة المدفع. فما كان منه إلا أن حل اللجنة القديمة، لا ليتخلص من الفاسدين، وإنما ليتخلص من النزيهين. وبهذا يكون قد غطى على الأمر وأخذ حصته من الأموال (المُدورة). وإن لم يكن كذلك، فليقدم اللجنة الفاسدة إلى محاكمة علنية. ولكنه لن يستطيع، لأنه إن فعل سيفضح نفسه ورئيسه البرهان وشركاءهما في هذه الجريمة النتنة.
أي فساد هذا؟ وأي حكومة هذه؟ وأي برهان هذا؟ وأي بنك مركزي هذا الذي يجمع العملة القديمة ليحرقها، فيسرقها؟!
منقول
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
توقعات بخفض سعر الفائدة باجتماع البنك المركزي المقبل
يعقد البنك المركزي المصري اجتماعه المقبل في 17 أبريل، لتحديد سعر الفائدة على الجنيه المتداول بالقطاع المصرفي المصري.
يأتي الاجتماع المرتقب للبنك المركزي المصري وسط جو مشحون بحالة عدم اليقين الاقتصادي ولدتها الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادات العالم، والتي يتوق محللون أن تزيد الوضع سوءاً بالنسبة للتضخم الحالي.
وفي الصدد مررت الصين اليوم الاربعاء زيادة لرسومها الجمركية التي فرضت على سلع الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 84%، كما أضافت شركات إلى قائمة الدول المحظورة على التصدير، ذلك بعد أن زادت الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى نسبة 104%، فيما أكد الاتحاد الأوروبي فرضه رسوم جمركية على سلع بقيمة 22 مليار دولار.
ومن المقرر أن يصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قراءة التضخم الخاصة بشهر مارس الماضي، والتي يتوقع أن تعكس انخفاض جديد في التضخم حتى 12.6% من 12.8% في فبراير 2025 و24% في يناير الماضي.
أبقي البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة في وقت سابق من شهر فبراير 2025 دون تغيير عند مستويات 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض، بعد زيادة 19% على مدار عامين ماضيين حتى مارس 2024.
توقعات خفض الفائدة في البنك المركزي المصريويتوقع محللو بنك الكويت الوطني خفضاً لسعر الفائدة في مصر بنسبة 2% إلى 3% في النصف الجاري، قبل خفضها بنسبة 5% خلال النصف الثاني بعام 2025.
ويرجح محللو مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» أن تنخفض الفائدة في البنك المركزي المصري بنسبة 16% خلال 2025، فيما يري جولدمان ساكس خفضاً للفائدة في مصر بنسبة 11%، بينما جي بي مورجان يتوقع خفض الفائدة بنسبة 4% في اجتماع الخميس 17 أبريل.
البنوك تخفض الفائدةتجدر الإشارة إلى أن البنوك في مصر بدأت خطواتها الاستباقية نحو تخفيض الفائدة على شهادات الادخار وحسابات التوفير والجاري بعائد، ومنها:
- بنك QNB مصر: خفض بنك قطر الوطني مصر الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية منذ مطلع العام الجاري بنسبة بين 1 و2.50%.
- البنك التجاري الدولي: اتجه البنك في فبراير الماضي نحو خفض الفائدة على شهادات الادخار بأجل 3 سنوات وبعائد ثابت هي «برايم وبرميم وشهادات ادخار بلس»، بنسبة تقليل 3%.
- البنك المصري الخليجي - EGBANK: خفض البنك عوائد شهادات الادخار لديه خلال شهر فبراير الماضي بنسبة بين 1.5% و2%.
-بنك مصر: خفض بنك مصر سعر الفائدة على ودائع فليكس أجل 6 و9 أشهر بأكثر من 6%، كما قلل البنك عائد حساب التوفير ذو العائد الشهري بنسبة 0.5% إلى 22.5%، وخفض بنك مصر فائدة حساب سوبر كاش الجاري اليومي بأكثر من 1.5%.
- البنك العربي الإفريقي الدولي: خفض البنك الفائدة في مارس الماضي على حساب توفير جولدن بلس بنسبة 1.75%، فيما خفض العربي الإفريقي الدولي الفائدة على حساب « E-Golden Saving» بنسبة 2% إلى 24% بدلاً من 26%.
- بنك HSBC: خفض البنك البريطاني الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية بنسبة 2.5% ليصل عائد الشهادات الشهري إلى 18% بدلاً من 20.50%.
- البنك الأهلي المصري: لا يزال البنك الأهلي المصري يدرس تعديل أسعار الفائدة على شهادات الادخار بعائد 27% وبعوائد متناقصة «30% و25% و20%»، حسبما صرح في وقت سابق الرئيس التنفيذي للبنك، محمد الأتربي.
- بنك القاهرة: حيث قرر البنك تخفيض الفائدة على حساب ميجا توفير بنسبة 2% إلى 25% بدلاً من سعر عائد يبلغ 27% في السابق، كذلك خفض بنك القاهرة سعر الفائدة على الحساب الجاري بعائد يومي بمقدار 50 نقطة إلى 20.5%.
اقرأ أيضاً«انتيسا سان باولو» تتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.2% وتخفيض الفائدة في المركزي
بنك HSBC يخفض الفائدة على شهادات الادخار بنسبة 2.5%
«انتيسا سان باولو» تتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.2% وتخفيض الفائدة في المركزي