في بيتنا أسرة نازحة نعتبرها نزلت اهلا وحلت سهلا
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
في بيتنا أسرة نازحة نعتبرها نزلت اهلا وحلت سهلا وهي علي الاقل تحافظ علي ماتبقي منه بعد أن تمت سرقته وتأثر بعض جنباته بدانة دانتين ورصاص لم يسلم منه حتي خزان الماء الذي أصابه ثقب فأصبح كالغربال !!..
ولا ندري كيف نشكر ابننا من الملازمين ابراهيم علي رضا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه خير الجزاء علي وعيه وحسن تصرفه عندما راي منزلنا المتواضع قد دخله الاوباش ونهبوا ممتلكاته وخرجوا وقد تركوا الباب مفتوحا على مصراعيه مما يجعله عرضة لأن يكون مستباحا لكل من هب ودب ولا يدري أحد السيناريوهات التي يمكن أن تجري بداخله وربما يصبح مقبرة داخلية يقتل إنسان ويضعونه في أي غرفة فيه .
المهم أن ابننا من الملازمين ابراهيم راي أن لايظل البيت خاليا ونيابة عنا سمح لأسرة أو أسرتين نازحين من ام بدة بالدخول والإقامة فيه وأرسل لنا فيديو بالوضع الجديد مع هذه الأسرة النازحة بأطفالها وبقية أفرادها وقد رايناهم قد اهتموا بالدار ونظفوها من مخلفات بعض الدمار الذي حصل وهو دمار جزئي طال أطراف البيت ولم يمس البناء الرئيسي وقد انزلوا الخزان من السقف ووسدوه عجلين من المطاط وضع أحدهما فوق الآخر فصار للخزان قاعدة وعاد للعمل بعد أن أجريت له عملية ترقيعية وتجميلية في نفس الوقت وتم ملأه بالماء الذي عاد للخدمة بعد انقطاع دام قرابة السنتين وعادت الكهرباء وحسنا فعل ابراهيم وزملائه في الملازمين في إيواء الأسر القادمة من بحري وام بدة ومن اي مكان بالعاصمة مازال غير آمن ...
أن سكني هذه الأسر في البيوت المهجورة التي تعرضت للنهب والتخريب فيه حفاظ عليها علي الأقل أن لاتسكنها شياطين الإنس والجن والثعابين ... وقد حكي لنا ابننا ابراهيم بأنهم رصدوا ثعبانا ضخما يخرج من البيت ويلوذ بمصرف الأمطار المجاور عندما أحس بالحركة التي دبت في البيت ولم يكن متعودا عليها وقد إصابته بالهم والقلق فخرج مسرعا لايلوي علي شيء .
ومن الأشياء الجميلة أن ابننا ابراهيم وأفراد الأسرة الذي سكنوا في منزلنا وجدوا مستنداتنا مرمية علي الارض لأن اللصوص بعثروا محتويات الدواليب بحثا عن ماخف وزنه وثقل زمنه ... لقد حافظوا لنا علي هذه المستندات واحتفظوا بها الي ان يتم إرسالها لنا مع اول قادم للقاهرة فجزاهم الله سبحانه وتعالى خيراً واحسانا .
نهب اللصوص المكيفات وعددها ٢ فقط والتلفزيون وجميع الأسرة والمراتب والكراسي وحتي عدة المطبخ انتقوا منها المفيد وتركوا ماتبقي مبعثرا علي الارض في فوضي عارمة .
فعلا لقد قام شباب الملازمين بواجبهم نحو النازحين وبعد استئذان أهل البيوت المهجورة واحيانا تصرفوا من تلقاء أنفسهم باقتناع تام أن إيواء أسرة مشردة فيه خير كثير وان هذه الأسر ستحافظ علي البيوت الي حين عودة أصحابها وبذا تكون المنفعة عامة بعد كل هذا العناء الذي عاني منه الجميع .
ومازلنا ننتظر ونرجو ونرفع الأكف بالدعاء الطيب أن تتوقف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية وان يعود الجميع لدار عزة وطن الحدود !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البيت الرمضاني
عندما يطل علينا هلال رمضان، كنجمة تضيء سماء الروح، مؤذنًا بتحول مبارك في دروب حياتنا، ودخول شهر تتصفد فيه الشياطين، وتهفو فيه القلوب إلى خالقها بصفاء ونقاء ،عندما يحل شهر الغفران والعتق من النيران، تطمئن النفوس، وتستبشر القلوب، لعلمها أنها سترتوي من لذة العبادة، وتغترف من معين الطاعة.
إن الأجواء الرمضانية هي أبهى مواسم العام، لما يجده العبد من أنس في رحاب الله، وقربًا يغسل أدران الروح من الذنوب ،يبدأ يومه بصيام يزكي النفس، ثم قراءة قرآن تنير البصيرة، ثم إفطار يجمع الأحبة، ويختم يومه بصلاة تراويح ترفع الروح إلى عنان السماء، فهو طيلة اليوم يسبح في فلك العبادة، ويغدو قلبه معلقًا بخالقه، عندما يظمأ البطن، تنشط الروح للذكر والعبادة وعمل الخير، ولذلك يزداد الخير وأهله في هذا الشهر الفضيل، وكأنهم جنود مجندة لنصرة الحق والفضيلة.
إن البيت الرمضاني تتغير معالمه وبرامجه اليومية، ففي كل زاوية منه تجد قارئًا لكتاب الله، يتلو آياته بتدبر وخشوع، فتسمع دوي القرآن يتردد في جنبات البيت، حتى غير المسلمين يشعرون بتغير في نمط الحياة في هذا الشهر الفضيل، ببركة معاشرتهم للمسلمين، ويظلهم الخير والبركة ينطبق عليهم هم القوم لايشقى بهم جليسهم ، فتنالهم النفحات والأرزاق ،إن البيوت الرمضانية في هذا الشهر تتجسد فيها أسمى معاني الإيمان والاستسلام لله الواحد القهار، وتفوح منها رائحة الإخاء والتكافل.
إن من رحمة الله بعباده أن أوجد مواسم للخير، ومناسبات للطاعة، نقترب فيها منه سبحانه، ونعيش لذة العبودية الخالصة ،فإذا كانت هذه هي حلاوة الدنيا، فكيف ستكون عيشة الآخرة في جنات الخلد والنعيم المقيم؟ ولذلك وردت الأحاديث النبوية التي تلوم من دخل عليه رمضان ولم يغفر له، وذلك لأن هذا الشهر تُعتق فيه الرقاب من النيران، ويتقرب فيه البشر من الله، يدعونه خوفًا وطمعًا، ورجاءً وإنابة، ورد في حديث لأبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي” (سنن الترمذي).
إن مقاصد شهر رمضان هي أسمى وأجل من مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، فجوهره تقوى الله، كما ورد في قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. ولذلك أجزل الله للصائمين الأجر، وجعل حسابه عنده من العطايا والأجور العظيمة، فالعبادات الأصل فيها الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، فإنه لله، وهو يجزي به، وكل بما قدمت يداه من عمل صالح، روى أبوهريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي” (صحيح مسلم)، قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال، إنما يغرف لهم غرفا.
إذًا، رمضان فرصة عظيمة للتغيير والتقرب إلى الله، فلنجعل من هذا الشهر بداية جديدة لحياة تفيض بالإيمان والعمل الصالح، ولنسع جاهدين لاستغلال كل لحظة فيه، بالتوبة والاستغفار، وبالدعاء والقيام، وبالإحسان إلى الناس ،عسى أن نكون من الفائزين برضا الله وعفوه، وأن نبلغ رحمته ومغفرته وعتقًا من النيران.