الحكومة أوقفت الانهيار.. ماذا ينتظر دولار لبنان في الـ2025؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
بين الحين والآخر، تطلّ "خبريات" برأسها لتؤثر على السّوق المالي في لبنان، منها ما يثير "البلبلة" في سوق الدولار ومنها ما ينعكس على عمل المصارف والمؤسسات المالية.
الثابت منذ بداية العام 2024 وحتى نهايته هو أمرٌ واحد يتمثل بـ"ثبات مصرف لبنان" رغم كل الهزات الأمنية التي شهدها لبنان وأبرزها الحرب التي خاضها ضدّ إسرائيل وتوسعت خلال شهر أيلول الماضي.
يُدرك مصرف لبنان حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في ظلّ الأوضاع الحالية، فإن كان الإستقرار الأمني مهماً، يبقى أيضاً الإستقرار المالي على رأس الأولويات، ولو حصلت خضات نقدية خلال الحرب على سبيل المثال، لكانت الظروف تدهورت أكثر ولكان اللبنانيون دخلوا في ضائقة كبرى لم يستطيعوا الخروج منها بتاتاً.
عملياً، نجح مصرف لبنان في ضبط السوق خلال الـ2024، وما كان هذا الأمر ليحصل من دون توجيهات حكومية وعملٍ مستمر ودؤوب شهدته أروقة السرايا باستمرار لضمان الاستقرار المالي مع تثبيت أولوية صدور الموازنات في موعدها وعدم التردد في إضفاء التحسينات والتعديلات المناسبة على الرواتب لضمان استمرار مرافق الدولة ومؤسساتها رغم كل الأزمات الحاصلة.
هذا الأمر لا ينكره أحد وما من جهة تستطيعُ نفيه، وما حصل هو أنّ سياسة الحكومة الحالية التي يرأسها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عملت فعلياً على وقف الإنهيار الذي كان يتزايد سابقاً، وما يظهر من خلال الممارسات الفعلية هو أنّ السعي لإعادة بناء ما تهدّم مالياً قائم على قدمٍ وساق لاسيما من ناحية الالتزام بالشفافية وإعادة الثقة الدولية بلبنان وتفعيل كل الوسائل التي تعزز مكانته المالية بعد الأزمة التي بدأت عام 2019.
لكن ما الذي ينتظرنا في الـ2025؟ ما هو مصير الدولار الذي لا يمكن التكهن بـ"طلعاته ونزلاته" وسط التذبذب المالي الذي يشهده لبنان؟
تقول مصادر اقتصادية لـ"لبنان24" إنَّ لبنان أمام استحقاقات مفصلية عام 2025 تتصلُ بتصنيفاته المالية الخاصة بمجموعة العمل المالية، فهو أمام اختبارات جدية تتصلُ بضرورة تقليص "اقتصاد الكاش" الذي أثر على صورته المالية وعلى "مصداقية" تعاملاته المالية ومصادر الأموال الداخلة والخارجة منهُ.
لا يُخفي مصدر اقتصاديّ مخاوفه من أن تكون نتائج الحرب "العامل السلبي" المؤثر على الحركة المالية خصوصاً لناحية عملية إعادة الإعمار، ويشيرُ إلى أن دخول أموالٍ "كاش" إلى لبنان لا يعني استقرار الدولار في الـ2025 بل سينعكس سلباً على الحركة المالية وسيساهم في التأسيس لعمليات تزوير كثيرة وتفعيل "اقتصاد الكاش" أكثر، ما يعني دخول لبنان في مراحل غير مطلوبة على صعيد صورته المالية أمام الدول.
لهذا السبب، فإن سعر دولار لبنان في العام 2025 لا يكون بـ"أمان"، بحسب المراجع الإقتصادية، إلا من خلال تفعيل عمل المؤسسات المصرفية والمالية، وهذا الأمر سينسحب تماماً على مختلف القطاعات الاقتصادية والإنتاجية. وهنا، تلفت المراجع إلى أن استعادة المصارف لنشاطها التسليفيّ سيحفز الاقتصاد والنمو وبالتالي دخول دولارات جديدة إلى البلد وتحريك العجلة الإقتصادية.
بالنسبة للمراجع، فإنَّ دور مصرف لبنان حاسمٌ في كل هذا الأمر، وينطلق من أهمية الترتيبات التي يجعلها حاضرة وفاعلة لتفعيل دور المؤسسات المالية انطلاقاً من قاعدة الحفاظ على الاستقرار النقدي من دون المساس بالموجودات والاحتياطيات النقدية والتي تم جمعها بـ"السراج والفتيلة" خلال الفترة الماضية بعد استنزاف كبير طالها على عهد منصة "صيرفة" التي استفاد منها الكثيرون وجنوا أرباحاً طائلة غير مبررة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مصرف لبنان لبنان فی
إقرأ أيضاً:
قناديل البحر هذه تندمج وتصبح كيانًا واحدًا.. الأمر الذي أذهل العلماء!
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— في وقتٍ متأخر من إحدى ليالي صيف العام 2023، دخل عالِم الأحياء، كي جوكورا، إلى مختبر عِلم الأحياء البحرية في مؤسسة "وودز هول" لعلوم المحيطات في ماساتشوستس، حاملًا كومة هلامية في دورق. كان آتياً من الطبقة الأولى حيث احتوت الأحواض على مستعمرة من قناديل البحر المشطية.
وكانت القطعة أكبر من غيرها، وبدا الأمر وكأن اثنان من قناديل البحر اندمجا لتشكيل قطعة واحدة.
ويتذكر جوكورا، الذي كان آنذاك باحثًا بمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، تلك اللحظة قائلاً: "لم أصدق عينيّ بداية".
وكانت ماريانا رودريغيز-سانتياغو، باحثة بمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة ولاية كولورادو، تعمل على مشروعها الخاص عندما ظهر جوكورا.
وقالت: "لقد اندهشنا جميعًا وذُهِلنا، وفكرنا: كيف يمكنها (قناديل البحر) أن تندمج، وتسبح، وتتحرك كوِحدة واحدة؟".
وعلى مدى الأسابيع القليلة التالية، ساعدت رودريغيز-سانتياغو جوكورا في الجمع بين أزواج متعددة من قناديل البحر، المعروفة علميًا باسم "Mnemiopsis leidyi"، لمعرفة ما حدث.
وأظهرت نتائج التحقيق الذي قاده جوكورا، والذي نُشر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في مجلة "Current Biology"، أنّه لا يمكن لقنديلَي بحر أن يندمجا جسديًا فحسب، بل اندمجت أنظمتهما العصبية والهضمية أيضًا، وأصبح الاثنان كيانًا واحدًا فعلاً.
تدمج قناديل البحر المشطية جهازها العصبي والهضمي أيضًا، وفقًا لما توصلت إليه الأبحاث.Credit: Kei Jokuraوقال جوكورا، وهو الآن باحث ما بعد الدكتوراه في المعهد الوطني الياباني لعلم الأحياء الأساسي: "لقد أثارت ظاهرة الاندماج العديد من الأسئلة المهمة بالتأكيد، مثل نوع الجينات المنخرطة في الاندماج، وما يحدث للإشارات العصبية، وما الذي يحدد الذات وغير الذات".
ونجد قناديل البحر المشطية في المياه الساحلية، وفي أعماق المحيط بجميع أنحاء العالم، ومع أنّها تشبه قناديل البحر في مظهرها، إلا أنّها لا تلسع، وتنتمي إلى شعبة مختلفة، وهي المشطيات (Ctenophora).
والمشطيات من أقدم الحيوانات على وجه الأرض، إن لم تكن أقدمها على الإطلاق، وربما تكون شقيقة لجميع الحيوانات الأخرى في شجرة الحياة، لذا، بحسب روريغيز سانتياغو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، "هي توفر فرصة فريدة حقًا لدراسة الجوانب الأساسية لوظيفة الجهاز العصبي".
وشرح باول بوركهارت، عالِم الأحياء التطوري والباحث في جامعة "بيرغن" بالنرويج، أنّها "تنتمي إلى مجموعة من الحيوانات التي كانت موجودة عندما تطورت الحيوانات الأولى".
وكان بوركهارت مؤلفًا مشاركًا في كتابة تقرير آخر حول قناديل البحر هذه، نُشر في مجلة "PNAS" بأكتوبر/تشرين الأول، الذي أظهر أنها قادرة على التطور بشكلٍ عكسي، والعودة إلى مرحلة سابقة من الحياة بعد التعرض للإجهاد.
ولم يشارك بوركهارت في الدراسة التي نشرت في "Current Biology ".
وأكّد: "أشارت ورقتان بحثيتان حديثتان إلى أن المشطيات تتمتع بفرصة التكيف بسرعة مع البيئات المتغيرة وأنّ برامجها التنموية أكثر مرونة ممّا هو ملاحظ لدى الحيوانات الأخرى".
آلية للبقاءوتُشير ورقة جوكورا البحثية أيضًا إلى أنّ المشطيات تفتقر إلى آلية التعرّف الواقية التي تسمح للكائن الحي بالتمييز بين خلاياه وأنسجته، وتلك الخاصة بكائن حي آخر.
وكان جوكورا يدرس كيفية استجابة هذه الفصيلة من قناديل البحر للضوء، عندما اكتشف أنّ عيّنتين مصابتين أصبحتا ملتصقتين.
ورغبةً بإعادة خلق الظاهرة، بدأ جوكورا ورودريغيز-سانتياغو في إجراء التجارب، وقطعا أجزاءً من قناديل عدة ووضعا أزواجًا مُستبعدة معًا في أطباق "بتري" طوال الليل.
واندمجت تسعة من أصل 10 أزواج بنجاح، ما أدى إلى حيوانات ذات عضوين حسيين، ومجموعتين من الفتحات الشرجية، في حين أنّ القناديل النموذجية تتمتع بواحدة فقط من كل منهما.
أبحاث مستقبلية حول القناديل المشطية