تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدانت صحيفة (الوطن) العمانية اليوم /الاثنين/ القصفُ الإسرائيلي الَّذي طال مستشفى كمال عدوان.. قائلة: إن هذا الحادث لم يكُنْ عرضيًّا أو نتيجة ثانويَّة للصِّراع بل هو جزء من سياسة واضحة تستهدف المؤسَّسات الصحِّيَّة لإنهاك الشَّعب الفلسطيني وفرض حصار مطبق على كُلِّ مُقوِّمات بقائه.


وأضافت الصحيفة - في افتتاحيتها التي حملت عنوان "جرائم الحرب الصهيونية تتوالى" -:"إن هذا الاعتداء لا يُمثِّل فقط جريمةً ضدَّ الإنسانيَّة بل يعكسُ استراتيجيَّة مُمنهجة تهدف إلى تفكيك النِّظام الصحِّي في غزَّة وإبادة مُقوِّمات الحياة الأساسيَّة في ظلِّ صمْتٍ دولي يرقَى إلى مستوى التَّواطؤ".

وأوضحت (الوطن) أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكابَ أبشعِ الجرائمِ بحقِّ الشعب الفلسطيني الأعزل في قِطاع غزة مستهدِفةً البشَر والحجَر دونَ تمييزٍ، ويعَد استهداف مستشفى كمال عدوان أحدث مظاهر هذا العدوان الهمجي ؛ كونه آخر المنشآت الصحية الفاعلة في شمال القِطاع المدمر بعد تعرضِه لهجماتٍ وحشية متكررة من قِبل قوات الاحتلال.

وتابعت: إن تلك الهجمات تُمثِّل تفكيكًا منهجيًّا للنِّظام الصحِّي ما يعَد حكمًا بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيِّين الَّذين يعتمدون على هذه المنشآت للحصولِ على الرِّعاية الصحِّيَّة، فالمستشفى الَّذي كان يؤوي 60 من العاملين الصحيين و25 مريضًا في حالة حرجة بَينَهم مرضى على أجهزة التنفس الصناعي، أُجبر على الإخلاء تحت تهديدِ القصف كما نقل المرضى إلى المستشفى الإندونيسي الَّذي بِدوره يُعاني من الدمار وعدم القدرة على العمل.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأفعال تنتهك بشكلٍ صارخٍ القانونَ الدّولي الإنساني الَّذي يكفل حماية المنشآت الصحية والعاملين فيها، ويجعل الاحتلال الإرهابي مسؤولًا عن ارتكاب جريمةِ حربٍ مكتملة الأركان حيث يُمارس الاحتلال سياسة (الأرض المحروقة) لتحويل قِطاع غزَّة إلى منطقة غير صالحةٍ للحياة، وذلك عن طريق تدمير البنية الأساسية، واستهداف المَدَنيِّين، وتهجير السكَّان قسريًّا.

وقالت (الوطن): إن المأساة في غزة تتطلب استجابة دولية حازمة ويجِب على المجتمع الدّولي ممثلًا بمجلس الأمن والمُنظَّمات الحقوقية، تفعيل قراراته المتعلِّقة بوقفِ إطلاقِ النار وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، كما يَجِبُ محاسبةُ قادةِ الاحتلال على جرائمهم بحق المدَنيين والمنشآت الحيوية وفقًا للقوانين الدولية.

ونبهت الصحيفة إلى أن استهدافَ المستشفياتِ والمنشآت الحيويَّة لن يُضعفَ إرادة الشعب الفلسطيني بل سيعزز تمسكَهم بحقهم في الحرية والعدالة وهو ما يجعل تلك الجرائم التي ترتكَب بحق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها استهداف مستشفى كمال عدوان، ليست مجرد أحداث عابرة بل هي صفحة سوداء تُسجّل في تاريخ الإنسانيَّة ومهما طالَ أمَدُ العدوان والتَّخاذل الدّولي فإنَّ الشَّعب الفلسطيني سيبقَى صامدًا مطالِبًا بحقوقه المشروعة ومقاوِمًا لكل أشكال الإرهاب والاضطهاد رافضًا أي انتقاصٍ لثوابته الراسخة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان غزة مستشفى کمال عدوان

إقرأ أيضاً:

اختطاف الدكتور حسام أبو صفية وحرق مستشفى كمال عدوان في قلب مأساة غزّة

اختطاف #الدكتور_حسام_أبو_صفية وحرق #مستشفى_كمال_عدوان في قلب #مأساة_غزة

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والقطاع يعيش في أسوأ الظروف الإنسانية على الإطلاق، حيث يواجه الفلسطينيون فظائع يومية؛ تتعرّض المرافق الحيوية والطبية مثل مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع للدمار المستمر.

الحادثة التي أثارت تعاطفا عالميا، كانت الهجوم على هذا المستشفى، الذي كان آخر صرح طبي في المنطقة، واختطاف مديره، الدكتور حسام أبو صفية، في مشهد يعكس القتل اليومي والانتهاكات الهائلة التي يواجهها سُكّان القطاع.

مقالات ذات صلة الاحتفال برأس السنة والمشترك العالمي 2025/01/01

استهداف مستشفى كمال عدوان: جريمة ضد الإنسانية

استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في شمال غزّة بشكل ممنهج، في خطوة قُصد بها تدمير آخر مؤسسة طبية قادرة على تقديم الخدمات في تلك المنطقة المنكوبة. المستشفى، الذي كان بمثابة آخر أمل للمرضى في شمال غزّة، تعرّض للقصف الشديد والتدمير، ورغم المحاولات المتعددة للإخلاء، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم ينتظر حتى يتم إخلاء الكوادر الطبية والمرضى بالكامل، بل بدأ في حرق المستشفى، مما أسفر عن استشهاد العديد من الطواقم الطبية، بين ممرضين وأطباء، ممن لم يتمكّن من الخروج.

هذا الهجوم لم يكن حادثا عرضيا بل جزءا من سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف المؤسسات المدنية والطبية في غزّة. الهجوم على المستشفى يُعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المنشآت الصحية، وهو ما يشير إلى استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تدمير البنية التحتية الطبية وزيادة المعاناة اليومية للفلسطينيين.

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، تم تدمير أكثر من 50 منشأة طبية في القطاع منذ بداية العدوان، ما جعل الوضع الطبي أكثر كارثية. يعكس هذا التدمير المنهجي للمرافق الصحية والعامّة سياسة إسرائيلية مدروسة تهدف إلى تجاهل القوانين الدولية والإنسانية بشكل صارخ، من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية وقتل السكان المدنيين بوحشية، هذا لأنّ هذه السياسة تسعى إلى تحويل غزّة إلى أرض غير صالحة للعيش، لإجبار من تبقى من سكانها على النزوح ومنع أي إمكانية لعودة الحياة إلى القطاع مستقبلا.

اختطاف الدكتور حسام أبو صفية

اختطاف الدكتور حسام أبو صفية جريمة إضافية في سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية التي تعكس استهدافا منهجيا لرموز الإنسانيّة والصمود في غزّة.

وفقا لشهادات شهود عيان، قام الجيش الإسرائيلي باختطاف الدكتور أبو صفية من داخل مستشفى كمال عدوان أثناء قيامه بواجبه الإنساني وسط القصف والدمار. لا تزال مكانه وحالته مجهولين حتى الآن، لكن أسرى فلسطينيّين تم الإفراج عنهم أكّدوا تعرّضه للتعذيب باستخدام أسلاك الكهرباء، في محاولة لإخضاعه وكسر إرادته.

الدكتور حسام أبو صفية لم يكن مجرّد طبيب أو مدير مستشفى؛ بل هو رمزا للإنسانيّة والتحدّي في وجه آلة الحرب الإسرائيلية. رغم استشهاد طفله في وقت سابق من العدوان، رفض مغادرة المستشفى أو التخلّي عن مرضاه حتى في أحلك الظروف، وهو ما يجعل اختطافه جزءا من سياسة إسرائيلية تهدف إلى تدمير إرادة الشعب الفلسطيني وقادته.

هذا السلوك الوحشي لا يعكس فقط انتهاكا صارخا للقوانين الدوليّة بل يُظهر إصرار الاحتلال على استهداف كل من يجسّد روح المقاومة الإنسانية في غزّة.

 دلالات العدوان الإسرائيلي على غزّة

استهداف المستشفيات، واختطاف الشخصيات الطبية البارزة، يعكس تصعيدا إسرائيليا ممنهجا في محاولة لتدمير المقومات الأساسية للحياة في غزّة. إن الهجوم على مستشفى كمال عدوان يتماشى مع استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني، وتقويض قدراته على المقاومة، فهذه الاستراتيجية جزء من سياسة شاملة تهدف إلى إبادة الفلسطينيين على مختلف الأصعدة.

الدور الأمريكي في هذا العدوان يظل محوريا، حيث تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري اللامحدود لإسرائيل، وهذا الدعم لم يقتصر على توفير الأسلحة المتطورة فقط، بل يشمل أيضا تبني سياسة دعم إسرائيل في المحافل الدولي، فالولايات المتحدة تستخدم حق «الفيتو» في مجلس الأمن لعرقلة أي محاولة لإدانة الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزّة، مما يضع العديد من الأسئلة حول دور القوى الغربية في تأجيج الأزمة الإنسانية في المنطقة.

الدعم الدولي لإسرائيل

الدعم الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لإسرائيل يلعب دورا رئيسيا في استمرار العدوان الإسرائيلي ضد غزّة، لأنّ الولايات المتحدة تسهم في توفير الأسلحة والذخائر المتطورة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية.

هذا الدعم لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يمتد إلى الدعم السياسي، حيث تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرارات تدين الهجمات الإسرائيلية.

في المقابل، فإن العديد من الحكومات الأوروبية قد أبدت قلقا علنيا بشأن تصاعد العنف في غزّة، إلّا أن هذا القلق لا يترجم إلى خطوات عملية لوقف العدوان، وبدلا من ذلك، يستمر الدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، وهو ما يثير تساؤلات حول التناقض الواضح بين الخطاب الغربي الداعي لحقوق الإنسان والسياسات الفعلية التي تعزز وحشية الاحتلال.

تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في نوفمبر 2023 أكد هذا التناقض، مشيرا إلى أن الدعم العسكري الغربي، خاصة مبيعات الأسلحة، يساهم بشكل كبير في استمرار الهجمات على المدنيين في غزّة، وطالب بضرورة وقف توريد الأسلحة لإسرائيل حتى تتوقف عن ارتكاب المزيد من الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية.

هذا الدعم العسكري والاقتصادي، المقرون بالصمت الدولي، لا يعكس التزاما أخلاقيا أو قانونيا، بل يدعم السياسات الإسرائيلية التي تُمعن في تقويض حقوق الفلسطينيين.

الدعم العربي: الصمت والتواطؤ

أمّا على الصعيد العربي، فإن مواقف الحكومات تختلف بشكل ملحوظ؛ بينما تواصل بعض الدول العربية الصمت أو تتبع سياسة التطبيع مع إسرائيل، فإن هناك البعض الآخر الذي لا يزال يُظهر دعما معنويا للفلسطينيين، ولكن في الوقت نفسه، تستمر بعض الدول العربية في التعاون مع إسرائيل في مجالات مختلفة، من بينها الترتيبات العسكرية ونقل الأسلحة عبر موانئها، ما يساهم في تعزيز قدرات إسرائيل على مواصلة عدوانها.

الدول العربية التي تدعم استمرار التطبيع مع إسرائيل، مثل الإمارات والبحرين ودول أخرى، وتساهم بشكل غير مباشر في تعزيز قدرة الاحتلال على شن هجماته، وهو ما يشكل تحديا كبيرا أمام الشعب الفلسطيني في غزّة، الذي يرى مع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى في هذا الدعم العربي خيانة للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين، والتفاف على الإرادة الجماهيرية واغتصاب الأراضي العربية.

العقبات المقبلة ومواصلة الصمود

في خضم كل هذا الدمار، يبقى الشعب الفلسطيني في غزّة متمسّكا بحقوقه في الحياة والحرية. حرق مستشفى كمال عدوان واختطاف الدكتور حسام أبو صفية هما جزء من ممارسات إسرائيلية تهدف إلى تدمير الإرادة الفلسطينية، لكن المقاومة تظل الخيار الوحيد، فعلى الرغم من الدعم الدولي لإسرائيل والضغط السياسي المستمر، لن يثني الفلسطينيون عن مواصلة نضالهم. ويبقى السؤال المؤرّق: متى سيقف المجتمع الدولي ليحاسب إسرائيل على جرائمها؟ ومتى ستنتهي هذه المأساة الإنسانية والإبادة الجماعية والمنقولة صوتا وصورة من غزّة؟

Ahmad.omari11@yahoo.de

مقالات مشابهة

  • اختطاف الدكتور حسام أبو صفية وحرق مستشفى كمال عدوان في قلب مأساة غزّة
  • غارات كثيفة للاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة
  • غارات إسرائيلية تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • العدو الصهيوني يقرر إغلاق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
  • الاحتلال يبدأ إجراءات إغلاق مستشفى كمال عدوان وسط تنديد دولي بانتهاكات القطاع الصحي
  • مقررون أمميون: انتهاك “إسرائيل” للقانون الدولي يجب أن تكون له عواقب
  • فرنسا تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال للقانون الإنساني الدولي
  • الاحتلال يحتجزه.. نجل مدير مستشفى كمال عدوان ينفي معرفة مكان اعتقال والده
  • إدريس أبو صفية يناشد المجتمع الدولي للإفراج عن "صاحب الرداء الأبيض"
  • وسائل إعلام: مدير مستشفى كمال عدوان في سجن سيء السمعة