موجة الصيف الحارة تفاقم معاناة النازحين اليمنيين
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
يفتقر مخيم النازحين في صحراء مديرية ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن إلى أي إمدادات كهربائية تساعد على تبريد الهواء والمياه وسط موجة حر صيفية غير مسبوقة.
ولا توجد خيارات أخرى عندما ترتفع درجات الحرارة عند الظهيرة لتصل إلى 50 درجة مئوية، ولجأ الكثير من النازحين لبناء الأكواخ بأنفسهم من القش والطين في الصحراء كونها لا تمتص الكثير من الحرارة كما تفعل الخيام البلاستيكية.
ويلعب الأطفال قليلا في ساعات الصباح الباكر قبل أن يدخلوا إلى الأكواخ هربا من الشمس والحر، لكن بعد ذلك بلحظات ترتفع أصواتهم بالبكاء والصراخ من شدة الحر والألم، وهكذا هو الحال مستمر منذ بداية هذا الصيف الذي اتسم بارتفاع درجات الحرارة.
وقال محمد متنبك من أمام كوخه لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نعاني كثيرا من موجة الحر وتكاد تخنقنا نحن وأطفالنا، وأيضا الأعاصير الترابية وزحف الرمال تزيد الوضع سوءا وتدمر أكواخنا وتمرض مواشينا”.
ولا يستطيع النازحون العودة إلى بيوتهم، ومصادر دخلهم، ومزارعهم، حيث لا تزال قراهم في المديريات المجاورة خطوط مواجهة حتى اللحظة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
ووسط كل هذه المعاناة، تعاني الكثير من العائلات النازحة أيضا من نقص حاد في الطعام والدواء ومياه الشرب النظيفة، حيث الكثير يكتفي بوجبه واحدة في اليوم.
ويصاب الكثير من الأطفال بتقرحات وحروق في البشرة بسبب الحر، وبعضها تتحول إلى التهابات مزمنة.
ويعج المخيم بالكثير من القصص المأساوية، ولكن الكثير يترقبون بأمل قرب انتهاء الحرب لكي يتمكنوا أخيرا من العودة لديارهم وأعمالهم.
وبحسب إحصائية فبراير الصادرة عن الوحدة التنفيذية للنازحين (جهة حكومية)، فقد بلغ عدد النازحين أكثر من ثلاثة ملايين منذ بداية الحرب، موزعين على 646 مخيماً في 13 محافظة، بما في ذلك محافظة حجة، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 19 ألف فرد.
وقال أحمد الجربحي، من السلطة المحلية في مديرية ميدي، لـ ((شينخوا)) إن “عدد العائلات النازحة هنا في هذا المخيم في ميدي حوالي 500 عائلة، وجميعهم فروا من القتال في المديريات المجاورة”.
ويقع أكبر مخيمات للنازحين في محافظة مأرب وسط اليمن، حيث يبلغ عدد النازحين هناك نحو قرابة 2 مليون نازح، وتقع مخيماتهم في أماكن بعيدة عن الحصار وحقول الألغام، على عكس المخاطر التي تحيط بمخيمات النازحين في حجة.
واندلعت الحرب الأهلية في اليمن في أواخر 2014 حين سيطرت جماعة الحوثي على مساحات شاسعة من المحافظات الشمالية، واستولت على العاصمة صنعاء.
وتوقف القتال بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثي منذ أكثر من عام في ظل هدنة هشة بوساطة الأمم المتحدة التي تحاول تمديدها لتمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.
وأودت الحرب بحياة عشرات الألاف من اليمنيين، ودمرت البنية التحتية، ودفعت البلد نحو حافة المجاعة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين
يعتبر شهر رمضان المبارك شهر الصفح والعفو وبالتسامح يتحقق السلام الداخلي والمجتمعي وعلى مر الزمان ارتبط شهر رمضان المبارك بالتسامح والتعايش بين أبناء المجتمع بمختلف توجهاتهم
تقرير /زهور عبدالله
التسامح في العرف القبلي
في بلد قبلي مثل بلادنا ما كان ليستقر أو يشهد نشوء حضارات إنسانية ذائعة الصيت عبر تاريخه العريق ما لم يكن أبناؤه يؤمنون بمبدأ التسامح والتعايش ويُعلون من شأن هذا المبدأ الإنساني العظيم في حياتهم وشئونهم العامة والخاصة
لقد ارتبط التسامح بشهر رمضان المبارك حيث لا يحل هذا الشهر الكريم في كثير من القرى إلا وقد تسامح الخصوم وكانت اليمن ولاتزال إلى يومنا هذا من أكثر الدول العربية من حيث نفوذ القبيلة التقليدي ويقدَر باحثون ومهتمون نسبة اليمنيين الذين ينتمون مباشرة لإحدى القبائل بأكثر من 85 % من إجمالي عدد السكان فيما يشير الباحثون الاجتماعيون إلى أن أعداد القبائل اليمنية تبلغ نحو خمسمائة قبيلة ومنها ينحدر معظم أبناء البلاد وكلهم يحتكمون لأعراف وتقاليد القبيلة وطقوسها الخاصة والتي تنطوي في معظمها على قيم العفو والتسامح والتسامي فوق الجراحات والآلام.
وللقبيلة اليمنية وأعرافها الأصيلة حيث يجعلون من شهر رمضان شهرا للتسامح والعفو والتي تعد بمثابة القوانين غير المكتوبة حضورا واسعا في الوقت الراهن كما كان في الماضي البعيد على صعيد إرساء السلام وتعزيز الأمن والسكينة العامة بين القبائل وأفرادها والتغلب على كثير من التحديات والصعوبات الناجمة عن الصراعات والثارات وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية السلبية التي عادة ما تكون من أعظم العوائق والعقبات أمام استقرار وتقدم الأمم والشعوب.
وظل ذلك الحضور الإيجابي بالتسامح في شهر رمضان -كما يقول الدكتور محمد السعيدي أخصائي علم النفس التربوي- موجودا ومازال في كل المناطق.
ويضيف الدكتور السعيدي بأن التسامح والعفو قبل شهر رمضان في العرف القبلي ظل على الدوام الرديف والداعم الفعلي للاستقرار على صعيد إصلاح ذات البين وإنهاء الخلافات بين أبناء المجتمع وصيام شهر رمضان ببدن خال من الأحقاد.
ويلجأ معظم اليمنيين إلى العرف القبلي وأحكامه السريعة والحاسمة لحل خلافاتهم وخصوماتهم نظرا لما يوفره هذا القانون غير المكتوب من معالجات عاجلة ومرضية لكل الأطراف مع تغليب قاعدة التسامح وجبر الضرر ونزع البغضاء وتصفية القلوب قبل الصيام
هذه الأعراف القبلية لا يقتصر وجودها وسريان مفعولها على أبناء القبائل وشيوخ العشائر وإنما تمثل ثقافة مجتمعية واسعة، ويقول الشيخ/ حميد الضاوي -وهو احد مشايخ منطقة الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء- إن أي مسؤول في القضاء أو الأمن لا يمكن أن يباشر النظر في أي قضية خصومة إلا بعد أن يعرض على المتخاصمين الصلح والاحتكام إلى العرف القبلي كونه اكثر نجاعة في الحسم والفصل وهذا العرض بمثابة النصيحة الثمينة للفرقاء لتوفير كثير من الجهد والمال، ويشير الشيخ الضاوي إلى أن غالبية قضايا الخصومات يتم حلها قبليا بعد وصولها مباشرة إلى الأقسام والمحاكم بسبب ما يحققه العرف القبلي من حلول وسطية تعلو فيها قيم ومبادئ التسامح الإنساني وذلك بقناعة وتراض من قبل جميع الأطراف وعادة لا يحل شهر رمضان إلا وقد انتهت العديد من القضايا.
الضرورة الغائبة
وعلى كل مناحي الحياة العامة والخاصة يجب أن يكون التسامح هو المبدأ الإنساني الذي نستقبل به شهر رمضان المبارك وجعل هذا الشهر الكريم تذكيرا للتسامح وجعله واقعا معاشا في حياة الناس ليعم السلام والاستقرار كل ربوع البلاد التي عُرفت على مدى العصور بأنها بلاد العربية السعيدة
ويؤكد المختصون الاجتماعيون أن اليمن في الوقت الحالي في حاجة ماسة وأكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بثقافة التسامح في جميع المجالات وبالتالي توحيد الجهود للعمل في سبيل نشر وإشاعة ثقافة التسامح مشيرين إلى أنه لا يمكن فهم ثقافة التسامح بمعزل عن إطار الحياة العامة والمجتمعية والفكرية باعتبار أن التسامح يؤدي إلى السلام وإنهاء النزاع والخلاف بين الناس وإزالة البغضاء وليكون الجميع يدا واحدة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن الذي يتطلب تكاتف جهود جميع أبناء اليمن الشرفاء.