أوكرانيا المنهكة.. هل تستطيع تحمل سنة حرب إضافية؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تقترب الحرب الأوكرانية من دخول عامها الثالث بخسائر فادحة على كلا طرفي الصراع، لكن الثمن الذي تدفعه كييف أكبر بكثير، فهي تفقد أراض باستمرار، وبات جنودها متعبون من القتال المستمر، ويطرحون سؤالاً ملحاً، هل نستطيع مع هذا الإنهاك تحمل سنة حرب إضافية؟
وللإجابة عن ذلك السؤال محوري، تقول "بي بي سي" في تقرير لها، إن القوات الأوكرانية في شرقي البلاد لا زالت تقاتل ولو بالحد الأدنى المتوفر، لكن الجنود محاصرون تقريباً بالقرب من بلدة كوراخوف التي باتت مسرحاً لمعارك هي الأعنف في الصراع الطويل.
كما يجيب متطوعون أوكرانيون بينهم طاه وميكانيكي ومطور ويب، وفنان، ويطلقون على أنفسهم اسم أناركيين وهم منخرطون في القتال ضد روسيا بطريقتهم الخاصة.
10 سنوات أخرىويقول قائد المجموعة البالغ من العمر 31 عاماً، وهو منخرط في القتال منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022، "في البداية كنت أعتقد أن الحرب ستستمر ثلاث سنوات، والآن، أجهز نفسي ذهنياً لعشر سنوات أخرى من القتال".
ويعلم جميع هؤلاء المقاتلين أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يريد إنهاء الحرب، وقد أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي إلى استعدادهما للمحادثات أيضاً، ولكن فكرة التوصل إلى اتفاق عملي تبدو صعبة الآن.
ولا يرفض قائد المجموعة الأوكرانية طرح ترامب، ويقول، "إنه شخص طموح للغاية وأعتقد أنه سيحاول القيام بذلك، لكنني قلق بشأن نتيجة أي مفاوضات".
ويضيف، "نحن واقعيون، ونفهم أنه لن تكون هناك عدالة لأوكرانيا - سيتعين على الكثيرين أن يتقبلوا حقيقة أن منازلهم دمرت بالصواريخ والقذائف، وأن أحباءهم قتلوا، وسيكون هذا صعباً".
وعند سؤاله عما إذا كان يفضل التفاوض أو الاستمرار في القتال، أجاب القائد بشكل حاسم، "استمر في القتال، لأن المفاوضات لن تؤدي إلا إلى تجميد الحرب مؤقتاً وسيعود الصراع في غضون عام أو عامين".
ويعترف المقاتلون بأن الوضع الحالي "ليس جيداً" بالنسبة لأوكرانيا.
أما ديفيد، وهو فنان ومقاتل، فيعتقد أن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، فقد يكون إما جيداً جداً أو سيئاً جداً بالنسبة لأوكرانيا".
وتقضي المجموعة المتطوعة أسبوعاً على الجبهة ثم تستريح في الأسبوع التالي، ولكن حتى عندما يستريحون، يستمرون في التدريب، لأنهم يقولون إن ذلك يبقيهم متحفزين.
تفاوض جديوعلى عكس الآخرين، يقول دينيس وهو أحد أعضاء المجموعة المتطوعة، إنه يعتقد أن أوكرانيا يجب أن تفكر على الأقل في وقف إطلاق النار بسبب الخسائر الكبيرة والتي هي أعلى من تلك التي اعترفت بها الدولة رسمياً في أرقامها المعلنة المشيرة لأكثر من 400 ألف قتيل وجريح.
ويعتقد أيضاً، أن حشد المزيد من السكان لن يحل المشكلة.
يقول، "أعتقد أن الكثير من الجنود المتحمسين إما ضائعون أو مرهقون للغاية، وبالنسبة لي لا نريد وقف إطلاق النار، لكننا لا نستطيع الاستمرار لسنوات عديدة أخرى".
وتعكس مدينة دنيبرو، ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا، هذا الشعور بالتعب من الحرب أيضاً. فهي مستهدفة بانتظام بالصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية.
وتدوي صفارات الإنذار من الغارات الجوية بشكل متقطع، ليلاً ونهاراً. وعندما تصمت، يحاول الأوكرانيون ممارسة حياتهم الطبيعية في هذه الأوقات غير الطبيعية، بما في ذلك الذهاب إلى المسرح.
ويأمل سكان غير مسلحين، بوقف إطلاق النار، قائلين: "للأسف، أصبح عددنا أقل. نحن نحصل على بعض المساعدة، لكنها ليست كافية ــ ولهذا السبب يتعين علينا الجلوس والتفاوض".
وتقول كسينيا: "لا توجد إجابة سهلة. لقد قُتل الكثير من جنودنا. لقد قاتلوا من أجل شيء ــ من أجل أراضينا. لكنني أريد أن تنتهي الحرب".
وتشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أن هناك دعماً متزايداً للمفاوضات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا أوكرانيا الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا فی القتال
إقرأ أيضاً:
ترامب يهاجم زيلينسكي من جديد ويدعو لامتنان أكبر من أوكرانيا تجاه واشنطن
في مشهد سياسي متوتر، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبرًا أنه يجب أن يكون أكثر امتنانًا للدعم الأمريكي المستمر لبلاده، وذلك بعد مشادة كلامية جمعتهما الجمعة في البيت الأبيض.
وفي تصريحاته، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة كانت داعمًا رئيسيًا لأوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا، قائلًا "أعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتنانًا، لأن هذا البلد – الولايات المتحدة – دعمهم في السراء والضراء".
كما أشار إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية لا تزال قائمة، وفقًا لما نقلته شبكة سكاي نيوز، مؤكدًا أن واشنطن لا تزال منفتحة على الحوار بشأن هذه القضية الحيوية.
وحول مجريات الحرب، كشف ترامب عن رغبته في إنهاء النزاع عبر اتفاقيات جديدة، موضحًا:
"سنبرم اتفاقات مع روسيا وأوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. روسيا ترغب في إبرام اتفاق لإنهاء الحرب".
وعلى الجانب الآخر، أعرب زيلينسكي، عن مخاوفه من استمرار الصراع لفترة طويلة، متمنيًا ألا تكون توقعاته صحيحة، في إشارة إلى تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.
وفيما يخص الاتفاق المتعلق بالمعادن بين واشنطن وكييف، والذي كان من المفترض أن يشكّل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين البلدين، نفى ترامب أن يكون قد فشل تمامًا، مؤكدًا:
"لا، لا أعتقد ذلك. سنقدم تحديثًا بشأن اتفاق المعادن مع أوكرانيا مساء الثلاثاء".
وتعكس هذه التصريحات النهج المتباين الذي يتبعه ترامب تجاه الصراع الأوكراني، إذ يبدو أنه يريد إعادة تشكيل العلاقة الأمريكية الأوكرانية وفق شروط جديدة، مع التركيز على المصالح الاقتصادية، مثل اتفاقيات المعادن، بدلًا من الدعم العسكري غير المشروط.
ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى استعداد الأطراف المتنازعة للدخول في مفاوضات جدية لإنهاء الحرب، خاصة مع تصاعد الضغوط على الإدارة الأمريكية لإعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الأزمة الأوكرانية.
ويثير موقف ترامب تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأوكرانية في حال عودته إلى البيت الأبيض، وما إذا كانت سياسته ستختلف جذريًا عن النهج الحالي.
وبينما تبقى الحرب مستمرة، يظل الاتفاق حول المعادن أحد المحاور المهمة التي قد تحدد شكل التعاون بين البلدين في المستقبل.