الجزيرة:
2025-04-30@06:20:52 GMT

المغرب وموريتانيا.. فرص اقتصادية ومشاريع إستراتيجية

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

المغرب وموريتانيا.. فرص اقتصادية ومشاريع إستراتيجية

مراكش – يعتقد محللون، تحدثوا للجزيرة نت، أن الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للمغرب مؤخرا ستفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، بالاستفادة من فرص اقتصادية وشراكة إستراتيجية توفرها المبادرة الأطلسية، وتنفيذ مشروع نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا.

وكان الملك محمد السادس قد استقبل الرئيس الموريتاني بالقصر الملكي في الدار البيضاء قبل أيام، وأشار بيان للديوان الملكي إلى أن "اللقاء يندرج في إطار علاقات الثقة والتعاون القوية بين البلدين، وأواصر الأخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين"، مضيفا أن "قائدي البلدين ثمنّا التطور الإيجابي الذي تعرفه الشراكة المغربية الموريتانية في جميع المجالات".

وتُعَد هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الموريتاني منذ توليه الحكم في بلاده سنة 2019.

وفي تعليق له للجزيرة نت، يشير الأكاديمي المغربي الشرقاوي الروداني إلى أن الزيارة تأتي في ظل تحولات إستراتيجية كبرى في القارة الأفريقية وفي العالم العربي والإسلامي، مما يعطيها أهمية بالغة لتعزيز العلاقات الثنائية.

ويشير المتحدث إلى أن التكامل الاقتصادي يشكل عاملا أساسيا في تعزيز العلاقات، ومصدر مكاسب إستراتيجية للطرفين، لا سيما أن المغرب نجح في تحقيق تقدم كبير بمجالات مثل الزراعة والطاقة المتجددة والبنية التحتية، ويمكن أن يكون شريكا إستراتيجيا لموريتانيا في دعم خططها التنموية.

إعلان

بدوره، يبرز أستاذ العلاقات الدولية عبد الفتاح بلعمشي، للجزيرة نت، أن اللقاء له ما بعده، لأن السياسة الخارجية الموريتانية أصبحت تتمتع بنوع من الانفتاح، وتضمن للمصلحة الوطنية مزيدا من الفرص، وذلك من خلال تحركات الرئيس بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، مما شكّل دفعة أساسية لتطوير وتنمية العلاقات الموريتانية الأفريقية في اتجاهات عدة.

المغرب وموريتانيا يؤكدان حرصهما على تطوير مشاريع إستراتيجية للربط بينهما (شترستوك) مبادرة

يؤكد المغرب وموريتانيا حرصهما على تطوير مشاريع إستراتيجية للربط بين البلدين الجارين، وكذا تنسيق مساهمتهما في إطار المبادرات الملكية بأفريقيا، خاصة أنبوب الغاز الأفريقي-الأطلسي، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، كما جاء في بلاغ الديوان الملكي المغربي.

ويلاحظ أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات، في تصريح للجزيرة نت، أن المغرب ينتهج سياسة تعاون انفتاح وتكامل مع موريتانيا بحكم موقعها الإستراتيجي، وليست سياسة هيمنة أو إملاءات.

فيما يؤكد المحلل الاقتصادي سعيد أوهادي أن مبادرة الشراكة الأطلسية فرصة كبيرة لتقوية العلاقة بين البلدين، خاصة أنها تروم تثبيت دعائم الاستقرار بالمنطقة ومساعدة بلدان الساحل في الولوج إلى المحيط الأطلسي.

كما أنها تجعل من المشاريع الكبرى بالمناطق الجنوبية للمملكة، خاصة ميناء الداخلية الذي يزمع تشغيله في 2029، منصة لتقوية تواجد المغرب الاقتصادي في أفريقيا، مع نهج سياسة التعاون جنوب-جنوب.

ويؤكد المتحدث أن نجاح المغرب نقل صادراته نحو أفريقيا من 300 مليون دولار إلى أكثر من 3 مليارات دولار خلال عقدين من الزمن، ووصول عائدات الشركات المغربية المستثمرة بالدول الأفريقية إلى نحو 2.5 مليار دولار يمهد الأرض لتكامل اقتصادي.

كما أن هذه المبادرة تندرج ضمن إستراتيجية المغرب لنقل الغاز النيجيري عبر خط أنابيب آمن يمر عبر 11 دولة من بينها موريتانيا، وصولا إلى أوروبا بميزانية متوقعة تفوق 25 مليار دولار، وهي أمور قد تستفيد منها كلها موريتانيا سياسيا واقتصاديا بحكم موقعها الجغرافي.

إعلان انتعاش تجاري

بدوره، يقول رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات عبد الفتاح بلعمشي إن البلدين الجارين يشكل كل واحد منها للآخر عمقا إستراتيجيا ومحورا أساسيا، مشيرا إلى أن توازنات إقليمية وجيوسياسية حالت فيما مضى دون جعل هذه العلاقات أكثر مثالية.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن ثمة تحولا في اتجاه دفع لتطوير وتنمية العلاقات بين البلدين، بعد تولي الرئيس ولد الغزواني الرئاسة في موريتانيا، ولو بشكل بطيء.

عبد الفتاح بلعمشي يلاحظ أن التراكم الحاصل في العلاقات البينية قابل لتحقيق طموحات أكبر اقتصاديا وتجاريا (الجزيرة)

من جهته، يبرز الخبير الاقتصادي المغربي سعيد أوهادي أن العلاقات التجارية بين البلدين عرفت انتعاشا منذ سنة 2022، بعدما كانت تعيش على وقع التذبذب قبل ذلك.

وحسب سفارة المغرب بنواكشوط وتأكيد من وزارة الاقتصاد والمالية المغربية ناهزت المبادلات التجارية بين البلدين خلال سنة 2022 حوالي 300 مليون دولار، بعدما لم تتجاوز 1.9 مليار دولار خلال الفترة من 2009-2019، بمعدل سنوي أقل من 173 مليون دولار.

ويفسر الأكاديمي هذا الانتعاش في سنة 2022، بانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في مارس/آذار 2022 في دورتها الثامنة بعد 9 سنوات من الجمود، مما كان له وقع إيجابي على العلاقات الاقتصادية بين الجارين.

ويضيف أن فرض ضرائب جديدة على صادرات المغرب المتجهة إلى أفريقيا عبر موريتانيا، كان يمكن أن يؤثر على علاقة البلدين، لكن المغرب تشبث بسياسته المنفتحة، بصفته أول مستثمر أفريقي بموريتانيا في قطاعات متنوعة مثل الاتصالات والبنوك وتحويل وتثمين منتجات الصيد البحري والزراعة، وإنتاج الإسمنت ومواد البناء وتوزيع الغاز المنزلي، بالإضافة إلى توزيع المواد البترولية.

كما يعتبر المغرب أول مورد في أفريقيا لموريتانيا بحوالي 50% من البضائع المستوردة، و73% من مجمل واردات موريتانيا من البلدان المغاربية، إذ تتكون الصادرات المغربية إلى موريتانيا من 80% من المواد الغذائية والزراعة والمواد المصنعة وآلات ومعدات النقل، كما تشكل الخضراوات والفواكه 20% من إجمالي تلك البضائع.

إعلان مجال حيوي

يلاحظ الأكاديمي المغربي عبد الفتاح بلعمشي أن التراكم الحاصل في العلاقات البينية قابل لتحقيق طموحات أكبر اقتصاديا وتجاريا وثقافيا، لأن البلدين ينعمان بالأمن والاستقرار في منطقة متوترة ويسعيان معا إلى تغليب منطق التنمية والرفاه على منطق الصراع والتجاذب، كما يشكلان موضوعيا في حال تطور علاقتهما البينية منطلقا أساسيا لتبديد عناصر تعثر تحقيق اندماج مغاربي، وتعزيز الموقع التفاوضي لشمال أفريقيا بمواجهة القوى الدولية المختلفة.

خالد شيات يؤكد أن التوجه نحو الواجهة الأطلسية يمثل بديلا إستراتيجيا مهما للمغرب (الجزيرة)

بدوره، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات أن مبادرة المغرب للانفتاح على الواجهة الأطلسية والانخراط في مشاريع تنمية متكاملة ليست فقط مع موريتانيا بل مع دول أخرى، مشيرا إلى دعم قوى عظمى كالولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين، وربما روسيا، لهذه المشاريع.

ويؤكد أن التوجه نحو الواجهة الأطلسية يمثل بديلا إستراتيجيا مهما للمغرب، ويخدم مصالح جميع الأطراف، مع ضمان استقرار موريتانيا السياسي وحمايتها من أي تدخلات إقليمية.

أما الروداني فيرى أنه في ظل المنافسة المتزايدة بين الأطراف الإقليمية والدولية، تجد موريتانيا نفسها أمام خيار إستراتيجي يتمثل في التعاون مع محور إقليمي يدعم الاستقرار والتنمية أو البقاء ضمن تأثيرات محدودة.

وساطة

لا يكتفي المغرب بالحرص على تطوير مشاريع إستراتيجية مع موريتانيا، بل يلعب دور الوسيط في عدد من القضايا، كما حدث خلال الخلاف الناشئ بين القيادة السنغالية الجديدة وموريتانيا حول استغلال الغاز الطبيعي في مشروع "لا كراند تورتو".

ويلاحظ الأكاديمي الشرقاوي الروداني أن المغرب استطاع إعادة بناء الثقة بين الطرفين، بما يتمتع به من مصداقية دولية وإقليمية تمكّنه من تقديم حلول مبتكرة تقسم المنافع وتضمن التوازن بين المصالح الوطنية للطرفين، وهذا الدور يعكس التزام المغرب بتعزيز التعاون الإقليمي وتجنب الصراعات التي تعيق التنمية.

إعلان

ويضيف أن المغرب يمكن أن يقترح آليات تكاملية تعزز التعاون بين موريتانيا والسنغال، خاصة في ربط هذا المقترح بمنظومة أنبوب الغاز (نيجيريا-المغرب)، إذ إن هذا الربط لا يخلق فقط إطارا عمليا للتكامل في مجال الطاقة، بل يحول التنافس إلى شراكة تحقق مكاسب اقتصادية وأمنية، ويعزز الاستقلال في الطاقة للمنطقة.

ويتابع المتحدث ذاته أنه لتحقيق هذا التكامل، يمكن للمغرب أن يدعو إلى إنشاء مجلس إقليمي للطاقة، يجمع الأطراف المعنية لتنسيق الجهود وحل النزاعات، وضمان تحقيق أقصى استفادة من المشاريع المشتركة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مشاریع إستراتیجیة بین البلدین للجزیرة نت أن المغرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد ووزير خارجية الهند يبحثان هاتفيا العلاقات الإستراتيجية بين البلدين

بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع معالي الدكتور سوبرامنيام جايشانكار، وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند الصديقة العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعود بالخير على شعبيهما.

وتقدم سموه، خلال الاتصال، بخالص التعازي وصادق المواساة إلى معالي الدكتور سوبرامنيام جايشانكار في ضحايا العمل الإرهابي الذي وقع قبل أيام في باهالجام بجامو وكشمير، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، موقف دولة الإمارات الثابت ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المجتمعات، وتتنافى مع القانون الدولي، وتهدد السلم والأمن الدوليين.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني رئيس الدولة يستقبل المشاركين في مؤتمر العلوم السلوكية العالمي

وأعرب سموه عن ثقته في حرص الهند على العمل من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا، وتجنيب المنطقة عوامل التوتر، مؤكدا أن الدبلوماسية والحوار هما الوسيلة المثلى للتوصل إلى حلول سلمية لكافة الأزمات، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعوب في السلام والاستقرار والازدهار.

وأكد سموه على أن دولة الإمارات ستواصل مساعيها الرامية إلى إنجاح مختلف الجهود للتوصل إلى حل سلمي للنزاعات الإقليمية والدولية، والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • تقارير إسبانية: اكتشاف رواسب القصدير في المغرب بقيمة 6.75 مليارات يورو فرصة اقتصادية مهمة لأوربا
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية الهند يبحثان هاتفيا العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير خارجية الهند العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الباكستاني العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • عاجل - مدبولي يتناول قانون الرياضة والانتخابات وملفات اقتصادية هامة
  • لماذا لم يتأثر المغرب بحادث انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا رغم ارتباط البلدين بمشروع تبادل الطاقة ؟
  • موريتانيا تشارك في مناورات الأسد الأفريقي بالمغرب
  • وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية سلطنة عُمان ويستعرضان العلاقات الأخوية بين البلدين
  • العراق وإيطاليا يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • رئيس النواب خلال استقباله نظيره المجري: حريصون على تعزيز العلاقات بين البلدين