أرصاد فلكية عربية تشارك في توجيه مركبة لوكالة “ناسا”
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
قام مرصد الختم الفلكي في أبوظبي، بطلب من فريق علمي مرتبط بوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، بأرصاد فلكية احترافية تساعد في توجيه مركبة فضائية أطلقتها “ناسا” عام 2021م في مهمة تسمى “Lucy” لاستكشاف بعض الكويكبات الواقعة بالقرب من كوكب المشتري.
وتُظهر هذه المشاركة أهمية دور الإمارات في المجال الفلكي، وتؤكد مكانتها الرائدة في المنطقة، وتسهم هذه الجهود في تعزيز سمعتها وتشجيع التعاون الدولي في المشاريع العلمية الكبيرة، مما يبرز قدراتها المتقدمة في دعم البحوث واستكشاف الفضاء.
وقال المهندس خلفان بن سلطان النعيمي، رئيس مركز الفلك الدولي، إن المرصد تلقى طلبا يوم 4 يوليو 2024م من رئيس الفريق العلمي لأحد المراصد الفلكية في المملكة المتحدة، والذي يشرف على مجموعة من المراصد الفلكية تقع في أماكن مختلفة في العالم، وذلك لرصد أحد الكويكبات الواقعة بالقرب من كوكب المشتري، حيث أكد رئيس الفريق أهمية موقع دولة الإمارات للمشاركة في هذه الحملة العالمية، وذلك نظرا لقلة المراصد الفلكية الاحترافية في المنطقة العربية والمناطق الواقعة على خط طولها نفسه، وبالتالي فإن الأرصاد العربية ستكون مكملة للأرصاد الواقعة ما بين شرق وغرب العالم.
وأضاف أن الكويكب المطلوب رصده عبارة عن كويكب ثنائي، بمعنى أنه يتكون من كويكبين يدوران حول بعضهما البعض مرة واحدة كل 103 ساعات، ويسمى الكويكب الكبير “617 Patroclus” ويبلغ قطره 113 كم، ويسمى الكويكب الأصغر “Menoetius” ويبلغ قطره 104 كم ، وهذا الكويكب هو واحد من خمسة كويكبات تقع بالقرب من المشتري ستزوره مركبة “ناسا” الفضائية عام 2033م.
وأوضح النعيمي أن المطلوب من المراصد المشاركة في هذه الحملة، هو رصد هذا الكويكب الثنائي عندما يعبر أحد الكويكبات أمام الآخر، وعندها يقل اللمعان الكلي للمنظومة، ومن خلال رصد هذه الظاهرة عدة مرات وبقياس موعد ومقدار التغير في اللمعان سيتمكن المسؤولون عن المركبة الفضائية من معرفة وضع الكويكبين بشكل دقيق قبل وصول المركبة إليهما.
يذكر أن هذا الرصد متاح فقط عنما يقع مستوى دوران الكويكبين على نفس مستوى نظرنا من الأرض، وهو ما سيحدث مرتان فقط، الأولى في الفترة من أبريل إلى ديسمبر 2024 والثانية من يناير إلى يونيو 2030م.
وأكد المهندس محمد شوكت عودة، مدير مرصد الختم الفلكي أن أهمية الرصد تكمن بأن المهام العلمية للمركبة الفضائية لرصد الكويكب ومنها أنظمة التوجيه ومهام التصوير ومدة التصوير يجب أن تبرمج مسبقا وبشكل دقيق، لأن هذه المهام ستتم بشكل آلي دون تدخل الإنسان، ولا توجد فرصة ثانية للقيام بهذه الأرصاد، ولا يمكن إضاعة الوقت عند وصول المركبة لإعادة توجيهها، فالزمن الذي يحتاجه الضوء ليصل من تلك المسافة هو حوالي 50 دقيقة، وهذا يعني أن أي أمر توجيه سيستغرق أكثر من 100 دقيقة لتنفيذه، وهذا قد يؤدي إلى فشل المهمة بالكامل.
وقال إنه من الضروري ولضمان نجاح المهمة معرفة العناصر المدارية لمنظومة الكويكب بشكل دقيق قبل وصول المركبة إليه، ومن هنا كان النداء للمراصد الفلكية العالمية القادرة على إجراء هذا النوع من الأرصاد للمشاركة في مهمة الرصد.
وأضاف أن عملية الرصد تتمثل بتصوير الكويكب صور متتالية لمدة عدة ساعات عند مرور أحد الكويكبات أمام الآخر، ونظرا لأن مدة العبور قد تستغرق حوالي سبع ساعات، فمن الصعب أن يتمكن مرصد واحد فقط من رصد كامل الظاهرة من أولها لآخرها.
وأوضح أنه استجابة لذلك قام مرصد الختم الفلكي بأول رصد للكويكب بتاريخ 25 يوليو 2024، وكان آخرها يوم 23 أكتوبر 2024م، وقد شارك في هذه الحملة 18 مرصدا عالميا، أربعة منها في أستراليا، وواحد فقط في آسيا وهو مرصد الختم الفلكي، وواحد في أفريقيا، وسبعة في أوروبا، وخمسة في قارتي أمريكا ، فيما بلغت مجموع الأرصاد الكلية لجميع المراصد 21 رصدا، وكان مرصد الختم الفلكي صاحب أكبر عدد من الأرصاد إذ بلغت 10 أرصاد، وتلاه مرصد في الولايات المتحدة بواقع 7 أرصاد.
يذكر أنه نتج عن هذه الأرصاد نشر بحث علمي في المجلة العلمية “The Minor Planet Bulletin”، ويعرض البحث نتائج أرصاد جميع المراصد والمنحنى الضوئي لكل ظاهرة من الـ 21، وذلك في العدد الفصلي يناير- مارس 2025م، وذلك بعنوان: “617 PATROCLUS-MENOETIUS MUTUAL EVENT LIGHTCURVES”
وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مرصد الختم الفلکی
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يشيد بقرار بريطانيا حظر مثبطات البلوغ للأطفال.. ويحذر من مخاطرها المجتمعية
أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بقرار الحكومة البريطانية بمنع استخدام مثبطات البلوغ للأطفال دون سن 18 عامًا، معتبرًا أن هذه الخطوة تعكس وعيًا متزايدًا بالمخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بهذه العلاجات.
وأوضح المرصد أن التقارير الطبية الحديثة، مثل تقرير الطبيبة هيلاري كاس، أكدت أن هذه المثبطات قد تؤدي إلى تباطؤ نمو العظام، وزيادة خطر الإصابة بالعقم، وعدم تحقيق الفوائد النفسية المتوقعة.
كما شدد المرصد على أن الترويج لهذه العلاجات، لا سيما بين الأطفال، يشكل تهديدًا للتوازن الأسري والمجتمعي، مؤكدًا ضرورة تقديم دعم نفسي واجتماعي بدلاً من اللجوء إلى التدخلات الهرمونية التي قد يكون لها آثار سلبية طويلة الأمد على صحة الأطفال ومستقبلهم.
وحذر المرصد من أن الترويج لبروتوكولات تأخير البلوغ باعتبارها إجراءات وقائية ليس إلا محاولة للتلاعب بعقول الأطفال وأسرهم، ودفعهم إلى طريق غير آمن يخدم أجندات تهدف إلى تفكيك المجتمع وتقويض الأسرة، مما قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية.
وأشار إلى أن هذه الممارسات ليست إلا جزءًا من سياسات عالمية تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات.
وفي سياق متصل، نوّه المرصد إلى تنامي ظاهرة استغلال الأطفال عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي سبق أن حذر منه عبر مقالاته، ومنها مقاله "شبكات التواصل الاجتماعي وغياب منظومة القيم.
هل نحن على أعتاب انهيار مجتمعي؟".
وعبّر المرصد عن قلقه من تحول هذا الاستغلال إلى تجارة يمارسها بعض الأهل أنفسهم، عبر نشر الفيديوهات والريلز على منصات التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق مكاسب مالية، مما يعرض الأطفال لمخاطر نفسية واجتماعية جسيمة.
وختامًا يؤكد مرصد الأزهر على أهمية حماية الأطفال من هذه الظواهر الحديثة، مشددًا على أن الخطوة الأولى في ذلك هي توعية الآباء بالمخاطر التي قد يتعرض لها أبناؤهم نتيجة الاستخدام غير المنضبط للإنترنت.
كما دعا إلى تعزيز القيم الأسرية والتربية الواعية لمواجهة هذه التحديات وحماية مستقبل الأجيال الناشئة.