لبنان ٢٤:
2025-04-29@04:28:25 GMT

هل تخطّط إسرائيل للبقاء في الجنوب؟

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

لم تكن سنة 2024 بالنسبة إلى الكثيرين في لبنان وقطاع غزة تلك السنة التي يُعتدّ بها. وعلى رغم أن السنوات الخمسين الأخيرة لم تكن مثالية بالنسبة إلى اللبنانيين والفلسطينيين على حدّ سواء فإن هذه السنة، التي يودّعونها غير مأسوف عليها، تبقى الأشدّ بؤسًا، وهي ستترك جرحًا داميًا لن يندمل إلا إذا عاد الحقّ إلى أصحابه.

فهذا الحقّ انتهكته إسرائيل يوميًا على مدى سنة وثلاثة أشهر تقريبًا، ولا تزال تمعن في انتهاكه عبر ما تخطّط له عبر خرقها المتواصل لهدنة الستين يومًا. فما ينتظر اللبنانيين في 27 كانون الثاني، موعد انتهاء مفاعيل الهدنة، التي تُخترق كل يوم، يبقى مجهولًا. وهذا المجهول، وإن كان معلومًا بالنسبة إلى الذين اختبروا على مدى سنوات طبيعة إسرائيل العدوانية القائمة على العنف غير المبرر، سيكون من أقسى التجارب، التي يمرّ بها اللبنانيون.
ففي اعتقاد جميع المولجين مراقبة ما تقوم به من تفجيرات متواصلة في قرى الحافة الجنوبية فإن إسرائيل ستقوم بممارسة أقصى أنواع الضغط الميداني على لبنان الرسمي أولًا، وعلى "حزب الله" ثانيًا، الذي يتعاطى مع هذه الخروقات من منطلقات "حسن النوايا". فعلى رغم معاناته الكبيرة الناتجة عن خسارته ثلة من قادة الصف الأول، وفي مقدمهم الأمين العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله، فإنه يمارس سياسة العضّ على الجرح، وذلك في انتظار انتهاء "فترة السماح" لكي يُبنى على الشيء مقتضاه. فما يهمّ "الحزب" في الوقت الحاضر هو أن يظهر أمام الرأي العام بأنه ملتزم ما تم الاتفاق عليه قبل شهر تقريبًا.
ويذهب بعض المقربين من مناخ "المقاومة الإسلامية" أبعد من ذلك، فيؤكدون أن فتح جبهة الاسناد عبر البوابة الجنوبية كان بمثابة عملية استباقية لما تخطّط له إسرائيل وتضمره، خصوصًا أنها لم تكن في حاجة إلى أي ذريعة لكي تقوم بما قامت به من أعمال عدائية. وما استمرارها في خرق هدنة الستين يومًا سوى ترجمة على أرض الواقع لما كانت تهدف إليه يوم قرّرت التوغل في المنطقة الجنوبية. فإسرائيل بطبيعتها العدوانية لا تحتاج إلى أي ذريعة لتنفيذ مخطّطها، الذي كشف عنه رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، الذي تحدّث أكثر من مرّة عن "شرق أوسط جديد". ولكي تنتقل تل أبيب إلى هذه المرحلة كان عليها اعتماد سياسة الأرض المحروقة، سواء في قطاع غزة أو في الجنوب اللبناني. وهذه السياسة، وفق ما تروّج له إسرائيل، لن تكتمل عناصرها إذا بقيت أذرع إيران في المنطقة بالقوة ذاتها التي كانت عليه قبل 7 تشرين الأول من العام 2023.
من هنا، يفهم المرء طبيعة المرحلة المقبلة في ضوء ما سينتج من مفاجآت على خلفية تطورات الوضع الجنوبي والخروقات الاسرائيلية، من دون إغفال السياسة المضمرة التي تمارسها إسرائيل على مراحل بحسب ما بدأ يظهر إلى العلن من قطب كانت مخفية حتى الأمس القريب. فما تمارسه إسرائيل في القرى الحدودية يتناقض كليًا مع روحية اتفاق وقف النار، إذ أنها تسرح وتمرح على هواها ضاربة بعرض الحائط ما تمّ الاتفاق عليه في المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة الأميركية من خلال الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي حظي بدعم مسبق من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ولولا هذا الدعم غير المشروط لما كانت الهدنة، التي لا تزال هشّة، قد ابصرت النور.
صحيح أن هدنة الستين يومًا قد لجمت العربدة الإسرائيلية بعض الشيء، ووضعت حدًّا للقصف التدميري، الذي طال الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن ما تقوم به من اعتداءات في القرى الحدودية لا يدعو إلى الاطمئنان عمّا تحاول تكريسه كواقع سعت إليه منذ اللحظة الأولى لفتح جبهة المساندة.
فهل تخطّط إسرائيل عبر خرقها المتواصل لاتفاق الهدنة للبقاء في البلدات والقرى الحدودية للانتقال من ثم إلى مرحلة متقدمة على طريق "الشرق الأوسط الجديد"؟    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توجه ضربة جوية لمبنى في ضاحية بيروت الجنوبية

وجهت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الأحد، ضربة عسكرية لمبنى في ضاحية بيروت الجنوبية. 

ونفذت الطائرات الإسرائيلية غارة على مبنى في منطقة الحدث بعد ضربات تحذيرية سبقتها، حيث تصاعد الدخان من المبنى المستهدف، فيما حلقت مسيرات في المنطقة.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن المبنى المقصود هو "خيمة النصر" وهو مكان يقيم فيه حزب الله مجالس عاشوراء.

كان الجيش الإسرائيلي قد وجه، مساء الأحد، إنذارا عاجلا إلى سكان ضاحية بيروت الجنوبية، وطالب بإخلاء أحد المباني فورا تمهيدا لقصفه.

وقال الجيش في بيان: "عاجل، إنذار للمتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت خاصة في حي الحدث".

وتابع البيان: "لكل من يتواجد في المبنى المحدد بالأحمر وفق ما يعرض في الخارطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله".

وأكمل البيان: "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر وفق ما يعرض في الخارطة".

وسمع إطلاق نار كثيف في الضاحية، لإنذار السكان بإخلاء المنطقة المهددة من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بتحليق الطيران الإسرائيلي والطيران المسيّر فوق الضاحية، التي تعرضت لهجمات عنيفة على مدار أشهر.

 

مقالات مشابهة

  • تحليق مسيّرات فوق الجنوب والبقاع والعاصمة بيروت وغارة على بلدة عيترون الجنوبية
  • الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • نعيم قاسم: غارة إسرائيل على الضاحية الجنوبية "اعتداء سياسي"
  • في الضاحية الجنوبية... هذا ما تقوم به إسرائيل الآن
  • إذاعة جيش الاحتلال: إسرائيل أبلغت واشنطن بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت
  • إسرائيل توجه ضربة جوية لمبنى في ضاحية بيروت الجنوبية
  • اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان
  • صاروخ من الجنوب.. صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • فضحية تهز اسبانيا .. قرارات منع تزويد إسرائيل بالسلاح كانت دعاية