عربي21:
2025-04-30@07:10:03 GMT

على وقع استمرار الإبادة.. ما نتمناه في العام الجديد

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

تنقضي الأيام والشهور والأعوام، والشعب الفلسطيني على مدار 77 عامًا لا يزال يكافح ويناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ليعيش كباقي شعوب الأرض في أمن وسلام واستقرار.

عام جديد ينقضي، والشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت نير احتلال وحشي لا يتوانى عن ارتكاب أفظع الجرائم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، الذي يقف مشلولًا دون أي حراك سوى بعض الاستنكار والتنديد والكثير من التقارير والقرارات التي بقيت حبيسة الأدراج، يعلوها الغبار، شاهدة على عجز وخيانة صناع القرار في العالم لكل القيم والمبادئ الإنسانية.



لعل ما يميز هذا العام دمويته، لهول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في إطار إبادة جماعية مستمرة بحق سكان قطاع غزة. فمنذ اليوم الأول من العام المنصرم، بعد أحداث السابع من أكتوبر، اعتبر قادة الاحتلال السكان مجرد “حيوانات بشرية”، فأعملوا فيهم قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، حتى وصلنا بفعل صمتنا مع نهاية هذا العام إلى نتائج كارثية ألحقت بنا العار كبشر.

عام جديد ينقضي، والشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت نير احتلال وحشي لا يتوانى عن ارتكاب أفظع الجرائم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، الذي يقف مشلولًا دون أي حراك سوى بعض الاستنكار والتنديد والكثير من التقارير والقرارات التي بقيت حبيسة الأدراج، يعلوها الغبار، شاهدة على عجز وخيانة صناع القرار في العالم لكل القيم والمبادئ الإنسانية.تجاهل الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة وماكينته الإعلامية لهذه الإبادة المستمرة لا ينال من الحقيقة ولا يطمسها. فالأرقام لا تكذب، وما نشاهده من جرائم بالبث الحي والمباشر دليل ساطع على أن هؤلاء شركاء في الجريمة. فلولا الدعم الذي تتلقاه حكومة الاحتلال على كل المستويات لما استمرت هذه الوحشية يومًا واحدًا.

لقد حاربوا كل الجهود الداعية لوقف إطلاق النار، وحتى منعوا المساعي الخجولة للتخفيف من وطأة التداعيات الكارثية للإبادة. مارسوا كل أنواع التهديد ضد أي جهة تحاول وصف ما يجري على أنه إبادة، وشنوا حملة شعواء على منفذ العدالة الوحيد، المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرات قبض بحق نتنياهو وجالانت، وطرحوا مشروع قانون في الكونغرس لفرض عقوبات على موظفي المحكمة.

لقد دعموا عمل المحكمة الجنائية الدولية في العديد من دول العالم وقدموا لها الدعم للتحقيق في الجرائم المرتكبة في إفريقيا وأوكرانيا، لكن عندما اقتربت المحكمة منهم أو من حليفتهم إسرائيل جن جنونهم. ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، صرح مؤخرًا في مؤتمر صحفي أن بلاده تدعم عمل المحكمة في ملاحقة بشار الأسد، فضجت القاعة وتعالت الضحكات.

حتى النفس الأخير، ومع اقتراب موعد مغادرة بايدن وإدارته البيت الأبيض، لم تتغير المواقف وبقيت ثابتة في دعمها لحكومة الاحتلال والدفاع عنها باستخدام كل أساليب التهديد والابتزاز. حاربت تقريرًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش يتهم الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة، وضغطت على منظمة مراقبة المجاعة التي حذرت في تقرير من تصاعد معدلات الجوع في قطاع غزة من أجل سحب التقرير، وبالفعل قامت بسحبه.

لقد وفروا الغطاء لهذه الجريمة الكبرى وأتاحوا كل الظروف لاستمرار ارتكابها، مع تواطؤ لا تخطئه عين من قبل دول عربية مطبعة، بقيادة دولة الإمارات، التي وفق تقارير موثوقة شجعت دولة الاحتلال على “إنهاء المهمة”، وسهلت نقل البضائع إليها عبر أراضيها، ابتداءً من السعودية مرورًا بالأردن بعد الهجمات التي شنتها حكومة اليمن على السفن في البحر الأحمر.

ولا نشك أبدًا أن التعاون بين الدول المطيعة وحكومة الاحتلال لم يقتصر على نقل البضائع، بل امتد لأكثر وأخطر من ذلك ليشمل التعاون الاستخباري ونقل الذخائر التي يستعملها الاحتلال في حرب الإبادة. وما سيكشفه قابل الأيام عن هذا التعاون الرهيب يجب ألا يفاجئنا.

ولذر الرماد في العيون، ومن أجل التغطية على التماهي مع جرائم الاحتلال، أطلقوا مبادرات إنسانية لإيصال المساعدات بالتنسيق مع الاحتلال عبر البر، وفي بعض الأحيان عبر الجو، في عملية استعراضية تُلقى فيها المساعدات على المناطق المحاصرة، بينما يقوم جيش الاحتلال بعمليات القتل والتدمير.

مساعداتهم الإنسانية المغمسة بالدم لم تنجح في خداع البعيد قبل القريب. فبعد أن فشل القتل والتدمير في تركيع الناس، بدأت حكومة الاحتلال باستخدام سلاح التجويع إلى جانب القصف على نطاق واسع. فاختفى “الفارس الشهم”، واختفت معه الحملات الدعائية التي تواكب قوافل الإغاثة، ولم تقم دول التطبيع بأي ضغوط لإيصال هذه المساعدات.

وعلى وقع التجويع، بقي الممر البري الذي أقامته الإمارات لإيصال البضائع للاحتلال نشطًا ويعمل بكفاءة عالية حتى تشبع بطون القتلة. أبواب السفارات مفتوحة، الرحلات الجوية والأفواج السياحية والحفلات الدينية التلمودية في هذه الدول تقام بشكل روتيني، ويشارك فيها مسؤولون يتراقصون على أنغام الموسيقى مع الحاخامات الذين أفتوا بإبادة القطاع.

قدرنا نحن، أن لا نيأس أو نرضخ، وأن نستمر في كفاحنا ونضالنا لنؤدي واجباتنا المستحقة. وأي واجب أقدس من السعي بشكل دؤوب لوقف الإبادة الجماعية في القطاع المنكوب ونبلسم جراحات المعذبين فيه؟ فأمنيتنا الوحيدة في مستهل هذا العام الجديد أن تتظافر الجهود وتتعاظم لتخليص أهلنا في القطاع من هذا البلاء الذي حل بهم.وفي الوقت الذي كانت فيه مستشفى كمال عدوان تُحاصر بالدبابات وتُقصف من كل حدب وصوب، وتُقتحم وتُحرق، ويتم اقتياد المرضى والجرحى والطاقم الطبي إلى جهة مجهولة، كان بعض الحاخامات الذين جاؤوا خصيصًا من الكيان ليحتفلوا بعيد الحانوكا ويضيئوا شمعته في هذه الدول وسط احتفاء رسمي.

شعوب الأرض قاطبة خرجت في مظاهرات مليونية طوال أيام وشهور الإبادة، لم يكلوا أو يملوا في رفع أصوات المذبوحين في قطاع غزة. رفعوا الأعلام وهتفوا لفلسطين ونددوا بجرائم الاحتلال، واحتلوا مبان حكومية، ووصل الأمر إلى أن أحرق البعض أنفسهم احتجاجًا على بشاعة الجرائم التي تُرتكب، في حين مُنعت كل مظاهر الاحتجاج أو التضامن في أغلب دول التطبيع.

إنه سقوط ما بعده سقوط، والتاريخ سجل هذا الاصطفاف المعادي للأمة وقيمها وأخلاقها. وبقي يوم الحساب، لا نعرف على وجه الدقة مصير هذه الأنظمة، فبالأمس سقط نظام جثم على صدور السوريين لأكثر من نصف قرن. فهل تُقتلع بعض هذه الأنظمة بثورات تنفجر من الداخل، وبعضها الآخر يتنزل عليه غضب السماء فنرى آيات العلي القدير فيها؟

لسنا متحاملين على أحد، لا نطالبهم بما لا يستطيعون. لا نطالبهم بأن يتحلوا بصفات الصحابة أو الفاتحين الأوائل، ولا حتى بأخلاق أبي جهل. ما كنا نتمناه عليهم على الأقل أن يكونوا في هامش التاريخ الصحيح بأن يكونوا عادلين مع شعوبهم، وأن لا يدعموا المعتدي ويمكنوه من ذبح وتجويع أبناء جلدتهم.

لكن، سبق القول وجرت المقادير أن يختار هؤلاء طريق الذل والهوان أمام أعداء الأمة، وممارسة الطغيان والاستبداد على شعوبهم. لقد اختاروا هذا الطريق بإرادتهم الحرة، ظنًا منهم أنه يحفظ لهم سلطانهم، وفي الحقيقة هو سبيل هلاكهم.

أما قدرنا نحن، أن لا نيأس أو نرضخ، وأن نستمر في كفاحنا ونضالنا لنؤدي واجباتنا المستحقة. وأي واجب أقدس من السعي بشكل دؤوب لوقف الإبادة الجماعية في القطاع المنكوب ونبلسم جراحات المعذبين فيه؟ فأمنيتنا الوحيدة في مستهل هذا العام الجديد أن تتظافر الجهود وتتعاظم لتخليص أهلنا في القطاع من هذا البلاء الذي حل بهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني احتلال المواقف حرب الإبادة احتلال فلسطين مواقف رأي حرب إبادة مقالات مقالات مقالات اقتصاد صحافة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا العام فی القطاع

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة

يمانيون../ أعلن نادي الأسير الفلسطيني ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 49، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، وذلك بعد اعتقال الصحفي علي السمودي من جنين، صباح اليوم.

وقال النادي في بيان، أن المعتقلين الصحفيين الـ49، هم من بين (177) صحفيًا وصحفية تعرضوا للاعتقال والاحتجاز منذ بدء الإبادة، استنادًا إلى عمليات التوثيق والرصد التي أجرتها المؤسسات.

وأوضح أن سلطات الاحتلال تواصل تصعيد استهداف الصحفيين الفلسطينيين عبر عمليات الاعتقال الممنهجة، إلى جانب عمليات الاستهداف اليومي خلال أداء عملهم.

وأشار إلى استمرار عمليات اغتيال الصحفيين في غزة في مرحلة هي الأكثر دموية بحق الصحفيين، وذلك في محاولة مستمرة لاستهداف الحقيقة والرواية الفلسطينية.

وأكد أن سلطات الاحتلال في الضفة تستهدف الصحفيين عبر عمليات الاعتقال الإداري أي تحت ذريعة وجود (ملف سري)، وعددهم من بين إجمالي الصحفيين المعتقلين (19). كان آخر من أُصدر بحقهما أوامر اعتقال الإداري الصحفيان سامر خويرة، وإبراهيم أبو صفية.

وأضاف أن الاحتلال يستهدفهم عبر الاعتقال على خلفية ما يسميه الاحتلال (التحريض)، أي معتقلين على خلفية حرية الرأي والتعبير، إذ تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى أداة لقمع الصحفيين، وفرض المزيد من السيطرة والرقابة على عملهم.

ولفت إلى أن الصحفيين يتعرضون لكل الجرائم الممنهجة التي يواجهها المعتقلون، ومنها جرائم التجويع، والجرائم الطبية، وجرائم التعذيب، إلى جانب العديد من عمليات التنكيل.

وجدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، باستعادة دورها الحقيقي واللازم، وإنهاء حالة العجز الممنهجة التي ألقت بظلالها على المنظومة الإنسانية منذ بدء الإبادة، وأحد أوجها الجرائم التي تُرتكب بحق المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته.

ودعا إلى ضمان حماية الصحفيين، وعملهم الذي شكل أبرز الأدوات التي ساهمت في الكشف عن مستوى جرائم الإبادة.

ونوه إلى أن حالات الاعتقال تشمل من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أُفرج عنه لاحقًا.

يذكر أن العشرات من صحفيي غزة يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم من خلال قانون (المقاتل غير الشرعي)، ومنهم من لا يزال رهن الإخفاء القسري.

مقالات مشابهة

  • عداد الشهداء في غزة لا يتوقف والعالم يتفرج على حرب الإبادة الصهيونية 
  • قيادي بحماس: الاحتلال يرفض حتى الآن إنهاء الحرب
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • ماذا تعرف عن صاروخ بار الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة بغزة؟
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات الأمريكية على الأهداف المدنية باليمن تمثل جرائم حرب
  • حماس: نؤكد استمرار التحرك في المستوى السياسي لإنهاء حرب الإبادة وإغاثة المواطنين
  • العثماني والداودي وأفتاتي وأمكراز ومصلي أبرز قيادات "البيجيدي" التي ظفرت بعضوية المجلس الوطني الجديد