حكم عيد رأس السنة هل ورد في القرآن الكريم ؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
حكم عيد رأس السنة تتفق في هذا الحكم الذي يبيح الاحتفال كل المؤسسات الدينية الرسمية فهو أمر جائز، ومباح، واستندت المؤسسات الإفتائية لعدد كبير من الآيات من القرآن الكريم كما استدلت بعدد من الأحاديث النبوية، على النقيض تمامًا هناك آراء تحرم بل وتصل بالأمر لدرجة الكفر وتسند أيضا لعدد من الآيات والأحاديث النبوية.
يقول الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إنّ ما تصالح عليه الناس بإطلاق لفظ "العيد" على مثل هذه المناسبات العالمية هو ليس عيداً بالمفهوم الشرعي لكن يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية على أنه ليست عيداً أو مناسبة دينية لكن احتفال عادي ونكون فيه حريصين على الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم التقصير في أداء الفرائض والواجبات، وألا نرتكب في هذا اليوم أي نوع من أنواع المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية.
قال المستشار العلمي السابق لمفتي السابق الدكتور مجدي عاشور السابق في حكم الاحتفال برأس السنة إننا لو عرفنا موعد ميلاد أي رسول آخر سنحتفل به ولو عرفنا موعد ميلاد أي رسول أو نبي نحتفل به لأن كل الأنبياء والرسل سواسية ولا فرق بين نبي وآخر والاحتفال بميلاد سيدنا عيسى من الأمور جائز شرعًا، والمقصود إظهار الفرح بمضي عام وحلول عام، وإحياء ذكرى المولد المعجز للسيد المسيح عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، مع ما في ذلك من إظهار التعايش والمواطنة وحسن المعاملة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن الواحد.
ومن هنا كان للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة عدة مقاصد، وكلها غير بعيد عن قوانين الشريعة وأحكامها في سورة مريم "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا.. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا.. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا.. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا.. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا.. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا.. فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا.
هناك رأي يقول إن بدعة وليس حرام فالاحتفال بالأعياد الشخصية من جنس الأمور المنهي عنها تماما وأن الإسلام لم يأمر سوى الاحتفال بعيدين فقط هما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى كما أنه لايجوز الاحتفال بأي عيد آخر والدليل ما رُوي عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّه قال: (قدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: قد أبدلَكُمُ اللهُ بهما خيرًا منهما، يومَ الأضحَى ويومَ الفِطرِ)،أمّا الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي، فإنّما هو أمرٌ فرديٌ، يكون الاحتفال به محصوراً في نطاق الأسرة والعائلة و الأعياد المقصودة هي الأعياد التي لها علاقةٌ دينيةٌ، أو صفةٌ دينيةٌ تتعلّق بعموم الناس.
قال الله تعالى : "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ .. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ .. وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ .. أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ .. فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ..وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ.. وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ..وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتفال برأس السنة الميلادية حكم رأس السنة المزيد رأس السنة
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: سيدنا آدم نبي بنص القرآن والله تعالى خص الأنبياء بالذكر
قالت دار الإفتاء المصرية إن سيدنا آدم عليه السلام نبيٌّ بنص القرآن الكريم كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33]؛ أي اختاره للنبوة، والقرآن وإن لم يذكر لفظ النبوة بإزائه عليه السلام، فإنه خاطبه بلا واسطة، وشرع له فأمره ونهاه وأحل له وحرم عليه، وهذه هي معاني النبوة، أما رسالته فمُختَلَفٌ فيها، مشيرة إلى أن شأننا أن نفوض علم ذلك إلى الله تعالى.
نبي الله آدم عليه السلامقال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33]. التفسير: إن الله اصطفى آدم؛ أي اختار للنبوة صفوة خلقه منهم، آدمَ أبا البشر، ونوحًا شيخ المرسلين، وآلَ إبراهيم؛ أي عشيرته وذوي قرباه، وهم: إسماعيل وإسحق والأنبياء من أولادهما ومن جملتهم خاتم المرسلين، وآل عمران؛ أي أهل عمران، ومنهم عيسى ابن مريم خاتم أنبياء بني إسرائيل، على العالمين؛ أي عالَمي زمانهم.
قال القرطبي: وخصَّ هؤلاء بالذكر من بين الأنبياء؛ لأن الأنبياء والرسل جميعًا من نسلهم.
وجاء في كتاب "قصص الأنبياء" للمرحوم عبد الوهاب النجار ما نصه: [هل آدم نبي ورسول؟ والجواب: إن نبوة آدم قد أخذت دورًا مهمًّا من عدة سنوات؛ إذ ظهر بمدينة دمنهور رجل أنكر أن يكون آدم نبيًّا، وقد رُفعت عليه الدعوى بالمحكمة الشرعية وصدر الحكم عليه بالتفريق بينه وبين زوجته لِرِدَّته بذلك الإنكار، ولما استأنف الحكم إلى محكمة الإسكندرية كان كلامُه أمامها أنَّه لم يرَ لفظًا في القرآن يذكر آدم بالنبوة، وأنه يعتقد نبوته، فصدر حكمها بإلغاء الحكم الأول وأعيدت إليه زوجته. أقول أيضًا: إن القرآن الكريم لم يذكر لفظ النبوة بإزاء آدم كما ذكر بإزاء غيره من الأنبياء كإسماعيل وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم، ولكن ذكر أنه خاطبه بلا واسطة، وشرع له في ذلك الخطاب فأمره ونهاه وأحلَّ له وحرَّم عليه دون أن يرسل إليه رسولًا، وهذا هو كل معاني النبوة، فمن هذه الناحية نقول إنه نبي وتطمئن أنفسنا بذلك. وأما رسالته فالأمر فيها مختلف فيه، وشأننا أن نفوض علم ذلك إلى الله تعالى. على أني رأيت في حديث أبي هريرة في الشفاعة الوارد في "صحيح مسلم" أن الناس يذهبون إلى نوح ويقولون له: أنت أول رسل الله إلى الأرض، فلو كان آدم رسولًا لما ساغ هذا القول، والعلماء القائلون برسالة آدم يؤوِّلون ذلك بأنه أول رسول بعد الطوفان، وهو تأويل متكلف] اهـ.
وجاء في "المختار من شرح البيجوري على الجوهرة" للإمام البيجوري: [ومنه إرسال جميع الرسل بلا وجوب بل بمحض الفضل . الشرح: قوله: ومنه إرسال جميع الرسل؛ أي: ومن الجائز العقلي في حقه تعالى الرسالة لجميع الرسل من سيدنا آدم إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدخول المبدأ والغاية عليهم الصلاة والسلام] اهـ.
وفي "العقائد الإسلامية" للشيخ السيد سابق: أوجب الله على المسلم أن يؤمن بجميع رسل الله دون تفريق بينهم، ثم قال: وهؤلاء الرسل منهم من قَصَّه الله علينا فذكرهم بأسمائهم ومنهم من لم يقصصه علينا؛ قال سبحانه: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ [النساء: 164]، أما الذين قَصَّهم الله علينا فعددهم خمسة وعشرون وهم المذكورون في قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ • وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ • وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ • وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 83 - 86]. وقد جمعت هذا الآيات ثمانية عشر رسولًا، ويجب الإيمان بسبعة آخرين مذكورين في عدة آيات: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33]، ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا﴾ [الأعراف: 65]، ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا﴾ [الأعراف: 85]، ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ • وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الأنبياء: 85، 86]، ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: 40].
وأضافت الإفتاء قائلة: من هذا البيان يتضح أن سيدنا آدم عليه السلام نبيٌّ بنص القرآن الكريم، وعلى الرجل الذي يشك في نبوته عليه السلام أن ينفي عن عقيدته هذا الشك، ويعود إلى رشده حتى لا يكون الشك سببًا في الإنكار، وفي حالة الإنكار يكون كافرًا والعياذ بالله تعالى؛ لأنه أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وكذَّب بما جاء صراحة في القرآن الكريم، ويترتب على الكفر الحكم بِردَّته، ومن المقرر شرعًا أن المرتدَّ هو الراجع عن دين الإسلام.